كيف تتعافى من الانهيار النفسي؟
عندما يمر أي شخص منا باختبارات قاسية أو انتهاء مفاجئ لعلاقة ما أو ضائقة مادية شديدة، من الممكن أن تتراكم لديه مجموعة من المشاعر الكئيبة والأفكار السلبية بشكل سريع وتمنعه من المضي قدمًا في حياته ونسيان الماضي، وهذا ما يمكن الإشارة إليه باختصار باسم الانهيار النفسي.
سنتعرف في هذا المقال على مفهوم الانهيار النفسي، وما هي أهم أسبابه وأعراضه، بالإضافة إلى أفضل الطرق الممكنة للتعافي منه دون ترك أي آثار نفسية أو جسدية.
ما هو الانهيار النفسي؟
لا يستخدم مصطلح الانهيار النفسي للتعبير عن تشخيص طبي دقيق، بل هو عبارة عن وصف لحالة انهيار وضعف تصيب الأشخاص بعد الضغوط الجسدية والنفسية والعاطفية الشديدة.
يمنع هذا الانهيار الشخص من الحفاظ على مشاعره بشكل طبيعي والإحساس بالطمأنينة والراحة، ويولد بداخله إحساسًا بالخطر والحزن والكآبة، وبأن الأمور لن تعود كما كانت عليه، وعند حدوث نوبة الانهيار النفسي يشعر الشخص بأنه فقد السيطرة على زمام الأمور، بالإضافة إلى زيادة كبيرة في مستويات التوتر والخوف
على العموم تستخدم المراجع الطبية العالمية مصطلح الانهيار النفسي لوصف مجموعة واسعة من الحالات النفسية كالاكتئاب والقلق، أو اضطراب ما بعد الصدمة PTSD.
ما هي أهم أسباب الانهيار النفسي؟
إن الانهيار النفسي من الممكن أن يتحرض بأي جهد نفسي أو جسدي شديد يفوق قدرة الشخص على تحمله، وأهم الأسباب المحرضة هي:
- الخلافات العائلية أو مشكلات العمل.
- انتهاء العلاقات بشكل مفاجئ.
- الفشل الدراسي المستمر.
- قلة النوم أو عدم القدرة على الحصول على القدر الكافي من الراحة.
- وفاة أحد الأشخاص المقربين.
- الخسائر المادية الكبيرة.
- إصابة الشخص نفسه أو أحد أفراد عائلته بأمراض خطيرة.
- التعرض لضغوط عمل شديدة ومستمرة.
هذه الأسباب وغيرها الكثير من الممكن أن تحرض نوبات الانهيار النفسي، لكن من المهم أن نعلم أن استجابة الأشخاص تختلف بشكل كبير، وأن العوامل المحرضة للانهيار النفسي لدى أحدهم قد تختلف بشكل كبير عن الآخرين.
ما هي أهم أعراض وعلامات الانهيار النفسي؟
لا يمكن تحديد أعراض وعلامات محددة للانهيار النفسي، لأنها تختلف بشكل كبير من شخص لآخر، وذلك تبعًا لاختلاف العوامل المحرضة، بالإضافة إلى اختلاف كيفية تفاعل الأشخاص مع الحوادث الصادمة، وعمومًا إن أهم الأعراض والعلامات التي تترافق مع الانهيار النفسي:
- قلق واكتئاب وانفعال لأي سبب.
- إرهاق وتعب دائم.
- كسل ورغبة شديدة بالنوم.
- فقدان الشغف للأنشطة التي كانت ممتعة سابقًا.
- آلام وأوجاع عضلية معممة.
- الشعور باليأس الشديد وتدني احترام الذات.
- إهمال الاهتمام بالشؤون الشخصية كالنظافة أو تناول الطعام أو غير ذلك.
- الميل للانعزال عن الأهل والأصدقاء وتجنب المواقف الاجتماعية.
- أفكار انتحارية ورغبة في إيذاء النفس.
بالإضافة لذلك يمكن أن تظهر أعراض جسدية متنوعة كتسرع القلب أو الغثيان أو الألم الصدري أو غير ذلك.
كيف تتعافى من الانهيار النفسي؟
يعتبر الانهيار النفسي من التحديات الشديدة التي يكون تجاوزها صعبًا عادة، وقد يخلق العديد من المشكلات والصعوبات للأشخاص المتأثرين به وعائلاتهم واًصدقائهم، ولعل من أهم النصائح التي يمكن أن تساعدك على التعافي من الانهيار النفسي:
طلب المساعدة من طبيب أو معالج نفسي
يشمل ذلك العلاج النفسي السلوكي، ويتضمن إجراء جلسات متكررة مع الطبيب أو المعالج النفسي للتحدث عن الأفكار والمشاعر و المخاوف المختلفة، وبعدها يقوم الطبيب بتقديم النصائح الضرورية للتعافي من الانهيار، ويمكن أن يصف بعض الأدوية التي تساعدك على التعافي بشكل أفضل وأسرع كمضادات الاكتئاب ومضادات القلق أو الأدوية المضادة للذهان.
الحصول على الدعم الكافي من الأهل والأصدقاء
إن التعافي الصحيح والسريع من الانهيار النفسي لا يمكن أن يحدث دون وجود دعم اجتماعي وعائلي من الأشخاص المقربين، احرص على أن تكون قريبًا من عائلتك واًصدقائك، واقضِ وقتًا أكبر معهم و اطلب الدعم الذي تحتاجه دون تردد.
تخلص من مسببات التوتر والقلق في حياتك
احرص على وضع حدٍ لكل الأمور التي تزيد من قلقك وتوترك، كالتخلص من العلاقات السامة في حياتك أو ترك الوظيفة التي تسبب لك ضغوطًا نفسية وجسدية أو إنهاء أي شيء سلبي أخر، يساعد ذلك على منحك إحساسًا أكبر بالراحة ويخفف الضغوط التي لديك، ما يسرع عملية التعافي ويحسن النتائج بشكل أفضل.
ممارسة تمارين الاسترخاء والتأمل
تساعد تمارين الاسترخاء كاليوغا والتأمل وتمارين التنفس العميق على تخفيف التوتر و القلق بشكل كبير، وتمنحك وقتًا للتفكير بحياتك والمحيط من حولك، ويوصي معظم الأطباء بممارسة هذه التمارين بشكل منتظم لعدة مرات بالأسبوع، وقد أبدى معظم المرضى تحسنًا وشعورًا براحة أكبر بعد ممارسة هذه التمارين.
ممارسة التمارين الرياضية بانتظام
إن التمارين الرياضية المنتظمة ضرورية للحفاظ على صحة جسدية جيدة، كما أنها تساعد على تعزيز الصحة النفسية وتخفيف التوتر والقلق، وهي مهمة للتخلص من الأفكار السلبية، وهذا كله يساعد على التعافي من الانهيار النفسي، وتشير التوصيات إلى ضرورة إجراء 150 دقيقة من التمارين الرياضية المعتدلة كل أسبوع.
تناول الأطعمة الصحية والحفاظ على نظام غذائي متوازن
الصحة الجسدية الجيدة ضرورية للحفاظ على الصحة النفسية وتعزيزها، وهذا ما يساعد على التعافي من الانهيار النفسي بسرعة وفاعلية أكبر، ينبغي عليك أن تحرص على تناول أطعمة صحية، وأن يحتوي غذائك على كافة العناصر الغذائية الضرورية، بالإضافة إلى شرب كميات كافية من المياه.
الحصول على قسط كاف من النوم
إن النوم ضروري جدًا للحصول على الراحة التي تحتاجها بعد المرور بالضغوطات الجسدية والنفسية الشديدة، ومن غير الممكن أن تتعافى من الانهيار النفسي دون أن تكون على قدر كاف من الراحة النفسية والجسدية، احرص على تنظيم نومك من خلال النوم لمدة 6-8 ساعات على الأقل يوميًا مع تجنب السهر الشديد أو أي شيء آخر يزيد من القلق والتوتر.
الانضمام إلى مجموعات الدعم المحلية والاجتماعية
تشكل مجموعات الدعم المحلية والاجتماعية وسيلة مناسبة للمساعدة على التعافي من الانهيار النفسي وتجاوز المشاعر السلبية والأفكار السوداوية، وذلك من خلال التواصل مع أشخاص أخرين عانوا من الانهيار النفسي لمعرفة كيفية تجاوزهم للموضوع والحصول على الدعم منهم ودعمهم بتجربتك الشخصية أيضًا.إن النصائح السابقة تعتبر أساسية للتعافي من الانهيار النفسي، إلا أن الخطوة الأهم هي الوقاية وتجنب تراكم الضغوط والمشاعر السلبية، والتي من الممكن أن تؤدي في النهاية إلى الوصول للانهيار النفسي، إذا كنت تعاني من أعراض الانهيار النفسي يمكنك التواصل مع معالجك النفسي عبر تطبيق لبيه للحصول على المساعدة المناسبة للتخلص من هذه الأعراض واستعادة توازنك النفسي.
المقالات المقترحه:
← اقرأ ايضاً: كيف تهيئين طفلك نفسيًا للمدرسة؟
← اقرأ ايضاً: خمس طرق لتعزيز الصحة النفسية للطلاب
← اقرأ ايضاً: 4 طرق لتجاوز الأحداث الصادمة والذكريات السيئة