سجل في تطبيق لـبـيـــه

واحصل على جلستك الأولى بخصم 25%

كيف تهيئين طفلك نفسيًا للمدرسة؟

إن مرحلة الدراسة من التحديات الصعبة التي يواجهها الأهل خلال مسيرة تربية الأبناء وبنائهم الجسدي والعقلي، وقد تترافق مع رفض الطفل وميله للتهرب، بالإضافة إلى خوف وقلق الأهل على صحة وسلامة طفلهم وأنه لن يكون بخير بعيدًا عن عيونهم، لكن لا تقلقي فهناك بعض الخطوات التي يمكنك القيام بها لجعل هذه المرحلة أكثر سهولة وسلاسة، حيث تساعد طفلك على الذهاب إلى المدرسة ليتعلم وتُصقل شخصيته وتُعزز ثقته بنفسه وقدراته الذهنية والنفسية والجسدية.

 في هذا المقال سنقدم مجموعة من أهم النصائح التي تساعدك على تهيئة طفلك للدخول إلى المدرسة، وكيفية التغلب على الصعوبات المرافقة لهذه المرحلة.

لماذا تعتبر المدرسة مهمة للطفل؟

إن مرحلة الدراسة، وخاصة المدارس الابتدائية هي من أهم المراحل في حياة طفلك، ففيها يكتسب طفلك المهارات الأساسية والمعارف التي يحتاجها لتحقيق النجاح في المستويات الدراسية الأعلى، كما أنها توفر له بيئة مناسبة للاستكشاف والتجربة والتعلم، وتساعده على تطوير المهارات الاجتماعية مثل: التعاون والتواصل والتعاطف، والتي تعتبر ضرورية جدًا لنموه وتكوين شخصيته.

لماذا تعتبر عملية دخول الطفل إلى المدرسة تحديًا صعبًا؟

إن الذهاب إلى المدرسة بالنسبة للطفل يعتبر خطوة كبيرة وغريبة في بدايتها، فهي تبعده عن والديه إلى مكان ما زال مجهولًا بالنسبة له، وهذا أكثر ما يخافه الطفل في هذا العمر.

  أكدت دراسة (Önder.2018) أن أكثر ما يخاف منه الأطفال في سن ما قبل المدرسة هو الأشخاص الغرباء والانفصال عن الأهل والأماكن غير المألوفة، بالإضافة إلى ذلك فإن الذهاب إلى المدرسة يترافق مع بعض الأنشطة غير المحببة لطفلك كالاستيقاظ باكرًا والقيام ببعض الواجبات المنزلية، وذلك قد لا يعطي شعور المتعة والحماس لطفلك، فالمتعة هي النقطة الأهم في تفكير الطفل، وإذا لم تعملي على تجهيزه للتكيف مع هذه التغيرات فسيجد الكثير من الصعوبة عند دخوله المدرسة، وهذا ما يخلق لديه نوع من رفض المدرسة، ويؤثر على عملية تعلمه وقدرته على التفاعل مع أساتذته والأطفال الآخرين.

أما بالنسبة لك فإن ذهاب طفلك إلى المدرسة يرتبط بشكل كبير بزيادة خطر تعرض الطفل للأذى الجسدي والنفسي، فأثناء وجود طفلك في المدرسة تكونين في حالة قلق مستمرة ولا تتوقفين عن التفكير بأن طفلك الآن ربما يكون في خطر، وقد تتصلي بشكل متكرر بمعلمته للتأكد من سلامته، أو ربما تذهبي إلى المدرسة بنفسك لرؤيته، عليك أيضًا أن تحرصي على تهيئة نفسك لكي تتركي طفلك خلال ساعات المدرسة، ويمكنك القيام بذلك من خلال القيام بزيارات مسبقة إلى المدرسة والتأكد من إجراءات السلامة والأمان فيها.

كيف تهيئين طفلك للمدرسة؟

كما ذكرنا فإن دخول طفلك إلى المدرسة هو تحدٍ صعب لكليكما، وقد يكون ابتعاد طفلك عنك صعبًا عليك وعليه، وإليك بعض النصائح التي تساعدك على تهيئة طفلك للمدرسة:

1- زيارة المدرسة معًا

عليك التخطيط للذهاب مع طفلك إلى مدرسته المستقبلية قبل اليوم الأول إذا كان ذلك ممكنًا، يمكنك أن تتجولي معه في القاعات والصفوف وأن تلعبي معه في الملعب وتشتري له من البقالة الموجودة في المدرسة، بذلك سيشعر طفلك بالأمان أكثر وأن المدرسة مكان ممتع وعندما يعود لزيارتها مرة أخرى ستكون مكانًا مألوفًا بالنسبة له.

2- العبي معه لعبة المدرسة في المنزل

يمكنك استخدام اللعب التخيلي في المنزل لمساعدة طفلك على التعود على فكرة المدرسة، يمكنك أن تلعبي دور المعلم وأن تقومي بتدريب طفلك على بعض الأمور، أو أن تقومي بعض الأنشطة المختلفة كوقت الغداء في المدرسة أو حصة القصص، كما يمكنك أيضًا تبادل الأدوار مع طفلك وأن تسمحي له بأن يكون هو المعلم، ذلك سيساعده على التفكير في المدرسة كمكان ممتع ويقلل من خوفه وقلقه في اليوم الأول.

3- ركزي على إنشاء روتين جديد

إن عملية استيقاظ الطفل صباحًا للذهاب إلى المدرسة هي من أهم الأمور التي تنفر الأطفال من فكرة المدرسة، ويمكنك التغلب على ذلك من خلال التحضير مسبقًا وخلق روتين مناسب وتعويد طفلك على النوم باكرًا والاستيقاظ باكرًا، وذلك قبل البدء بالذهاب إلى المدرسة بعدة أسابيع، فهذا يساعد طفلك على اكتساب العادات الصحية ويمنحه وقتًا كافيًا للتكيف مع تغيرات الوقت المرافقة للدخول إلى المدرسة.

4- تحدثي مع طفلك عن أهمية المدرسة والتعلم

إن لعب الأدوار وزيارة المدرسة هي أنشطة مهمة تساعد على تهيئة الطفل بشكل مناسب للدخول إلى المدرسة، ولكن عليك أيضًا أن تحرصي على التحدث إلى طفلك بشكل مباشر عن أهمية المدرسة وضرورة التعليم وتكوين صداقات مع أطفال آخرين، يمكن أيضًا سؤاله عن مدى استعداده وفهم أفكاره ومخاوفه عن المدرسة ومساعدته على تصحيحها.

5- اشتري لوازم المدرسة مع طفلك

قبل الذهاب إلى المدرسة يمكنك أن تأخذي طفلك إلى السوق لشراء اللوازم المدرسية الضرورية له، اشتري له حقيبة مدرسية عليها صورة بطل أفلام الكرتون الذي يحبه، وزيًا رسميًا أنيقًا وحذاءً مناسبًا ومجموعة من الأقلام والألوان والدفاتر المجهزة برسومات طفولية مناسبة، سيشعر طفلك بالمتعة والمرح والحماس لبدء المدرسة.

6- تأكدي من تدريب طفلك على استخدام المرحاض بمفرده

هذه المهارة ضرورية وأساسية وينبغي أن يمتلكها طفلك قبل الذهاب إلى المدرسة، يمكنك التأكد من ذلك من خلال الذهاب معه إلى المرحاض ومراقبة كيف يقوم بقضاء حاجته بمفرده والتأكد من أن كل شيء على ما يرام، ومن الضروري أيضًا الابتعاد رويدًا رويدًا وإقناعه أن هذه المساحة مخصصة له وحده وينبغي أن تتركيه وتمنحيه بعض الخصوصية.

7- شاركي تجاربك معه

أخبري طفلك الصغير بعض القصص المتعلقة بذهابك للمدرسة لأول مرة، وكيف شعرت وذكرياتك الخاصة التي صنعتها، يمكنك أيضًا أن تريه بعض الصور لك خلال عامك الدراسي الأول وأن تتحدثي معه عن أصدقائك وبعض النشاطات الممتعة التي اعتدت على القيام بها، يحمس ذلك طفلك ويهيئه للذهاب إلى المدرسة.

8- ابتكري طريقة مناسبة لتقولي له وداعًا

قد يكون الوداع أمرًا صعبًا لك ولطفلك، ولكن عندما يحين الوقت فعليك أن تجعلي هذا الوداع سريعًا وإيجابيًا أكثر ما يمكن، طمئني طفلك بأنك سوف تريه بعد انتهاء الدوام الدراسي وأنكما ستذهبان إلى مطعم قريب يحبه، قد يساعدك أيضًا أن تقومي بابتكار طريقة مصافحة خاصة أو غناء أغنية معينة عند الوداع.

9- دربي طفلك على الاستمتاع بالقراءة

قبل الذهاب إلى المدرسة يمكنك العمل على تطوير مهارة القراءة لدى طفلك وزيادة حبه للكتب واهتمامه بها، يمكنك أيضًا أن تخصصي ركنًا مناسبًا للقراءة تقومان فيه بالقراءة معًا، كما يمكنك أيضًا الذهاب برحلة لطيفة إلى المكتبة القريبة وشراء بعض القصص المصورة التي تناسب سن طفلك والقيام بقراءتها معًا والحديث عنها بشكل مستمر خلال النهار، يمكنك بشكل مماثل العمل على بعض المهارات الأخرى كالحساب والجداء الذهني وغير ذلك، فقد أظهرت دراسة (Burchinal.2020) أن زيادة التركيز على تنمية المهارات المعرفية والاجتماعية والعاطفية أثناء الطفولة المبكرة تترافق مع نتائج أكاديمية أفضل للطفل عند دخوله للمدرسة.

لا شك أن مرحلة المدرسة من المراحل الحساسة والهامة في حياة الأهل والطفل، تساعدك النصائح السابقة على التغلب على هذه الصعوبة وتجاوزها، ويمكنك أيضًا التواصل مع معالجك النفسي عبر تطبيق لبيه لمساعدتك على تعلم المزيد عن هذه المرحلة وكيفية إدارتها بطريقة مناسبة.

الدراسات

1- Alev Önder, Gülşen İlçi Küsmüş, Özge Cengiz, Investigating Childhood Fears during Preschool Period in terms of Child, Mother and Teacher Opinions, European Journal of Educational Research, 2018

2- Margaret Burchinal, Tiffany Jamie Foster, Kylie Garber Bezdek, Mary Bratsch-Hines, Clancy Blair, Lynne Vernon-Feagans, the Family Life Project Investigators, School-entry skills predicting school-age academic and social–emotional trajectories, Frank Porter Graham Child Development Institute, University of North Carolina at Chapel Hill, United States, 2020

إن مرحلة الدراسة من التحديات الصعبة التي يواجهها الأهل خلال مسيرة تربية الأبناء وبنائهم الجسدي والعقلي، وقد تترافق مع رفض الطفل وميله للتهرب، بالإضافة إلى خوف وقلق الأهل على صحة وسلامة طفلهم وأنه لن يكون بخير بعيدًا عن عيونهم، لكن لا تقلقي فهناك بعض الخطوات التي يمكنك القيام بها لجعل هذه المرحلة أكثر سهولة وسلاسة، حيث تساعد طفلك على الذهاب إلى المدرسة ليتعلم وتُصقل شخصيته وتُعزز ثقته بنفسه وقدراته الذهنية والنفسية والجسدية.  في هذا المقال سنقدم مجموعة من أهم النصائح التي تساعدك على تهيئة طفلك للدخول إلى المدرسة، وكيفية التغلب على الصعوبات المرافقة لهذه المرحلة. لماذا تعتبر المدرسة مهمة للطفل؟ إن مرحلة الدراسة، وخاصة المدارس الابتدائية هي من أهم المراحل في حياة طفلك، ففيها يكتسب طفلك المهارات الأساسية والمعارف التي يحتاجها لتحقيق النجاح في المستويات الدراسية الأعلى، كما أنها توفر له بيئة مناسبة للاستكشاف والتجربة والتعلم، وتساعده على تطوير المهارات الاجتماعية مثل: التعاون والتواصل والتعاطف، والتي تعتبر ضرورية جدًا لنموه وتكوين شخصيته. لماذا تعتبر عملية دخول الطفل إلى المدرسة تحديًا...

هذا المقال يتضمن معلومات علمية مُدققة، ومحتوى حصري لمدونة لبيه

للحصول على مزيد من المقالات ، واكمال قراءة هذا المقال. اشترك في قائمتنا البريدية
234

احجز جلستك الآن

ابحث عن الطبيب المناسب لك أو اطلب مساعدة فريقنا لترشيح الطبيب المناسب لك.

هل تبحث عن استشارات نفسية مميزة؟

اختر من خلال لبيه من يناسبك من المختصين ذوي الخبرة الكبيرة

للشركات والأعمال نقدم لكم

برنامج الصحة و الرفاهية النفسية للموظفين

مختصين مقترحين لمساعدتك
شارك المقال
انطباعك عن محتوى المقال
مفيد جدا
-
مفيد
-
عادي
-
لم أستفد
-
طفلي يسب الآخرين، كيف أتعامل معه؟
المقال التالي

طفلي يسب الآخرين، كيف أتعامل معه؟

كيف تؤثر صدماتك النفسية على علاقاتك؟
المقال السابق

كيف تؤثر صدماتك النفسية على علاقاتك؟

مقالات ذات صلة
تأثير السوشيال ميديا في حياتنا وآثارها على الفرد والمجتمع والشباب
تأثير السوشيال ميديا في حياتنا وآثارها على الفرد والمجتمع والشباب
علاج الخوف عند الاطفال ليتعلم الكبار طرق دعم الصغار واحتواء مشاعرهم
علاج الخوف عند الاطفال ليتعلم الكبار طرق دعم الصغار واحتواء مشاعرهم
كيف أتعامل مع الزوج النرجسي؟
كيف أتعامل مع الزوج النرجسي؟
كيف أتعافى من آثار الطفولة المؤلمة؟
كيف أتعافى من آثار الطفولة المؤلمة؟
5 طرق لتقوية ثقة طفلك بنفسه
5 طرق لتقوية ثقة طفلك بنفسه
اكتئاب الحمل في الشهور الاخيره وأهم الأعراض وتأثيرها على الجنين وطرق العلاج
اكتئاب الحمل في الشهور الاخيره وأهم الأعراض وتأثيرها على الجنين وطرق العلاج
كيف تؤثر الإعلانات في سلوكنا ونصائح لعلاج آثارها السلبية على الأطفال والمراهقين
كيف تؤثر الإعلانات في سلوكنا ونصائح لعلاج آثارها السلبية على الأطفال والمراهقين
الوسواس القهري عند الأطفال: العوامل المؤهبة وطرق التدبير
الوسواس القهري عند الأطفال: العوامل المؤهبة وطرق التدبير
كيف أتصرف عند تعرض طفلي للتحرش؟
كيف أتصرف عند تعرض طفلي للتحرش؟
6 خطوات لتجاوز ألم الانفصال
6 خطوات لتجاوز ألم الانفصال
التعافي من اضطراب ما بعد صدمة الاغتصاب
التعافي من اضطراب ما بعد صدمة الاغتصاب
كيف تتعامل مع ألم الفقد؟
كيف تتعامل مع ألم الفقد؟
تأثير الإهمال الوالدي في الطفولة على حياة الفرد
تأثير الإهمال الوالدي في الطفولة على حياة الفرد
اكتئاب الحمل
اكتئاب الحمل
علاج الأطفال بعد صدمة التحرش
علاج الأطفال بعد صدمة التحرش