أعراض وعلامات تدل على أنك انطوائي وتعاني من العزلة
يمكن تعريف الانطوائي بأنه شخص يشعر براحة أكبر عند التركيز على أفكاره الداخلية، بدلًا من الانخراط في محيطه والتفاعل مع العوامل البيئية المحيطة، وقد يستمتع بقضاء الوقت مع شخص واحد أو شخصين فقط، وليس مع مجموعات كبيرة أو حشود، ولكن هذا لا يعني بالطبع أنه يعاني من الرهاب الاجتماعي، فأعراض وعلامات كل حالة تختلف عن الأخرى بشكل كبير.
← انضم الآن إلي مجموعه دعم: الرهاب الاجتماعي
← اقرأ ايضاً: أهم العلامات التي تدل على أنك قد تكون انطوائيًا
توجد العديد من العلامات التي قد تدل على أنك شخص انطوائي، مع ذلك قد لا تكون جميع هذه العلامات موجودة عند نفس شخص، وقد تتفاوت شدة الأعراض من شخص لآخر، ومن أهمها:
- تأخذ وقتًا طويلًا في اتخاذ القرارات.
- تشعر بالراحة عندما تكون بمفردك.
- لا تحب العمل الجماعي.
- تفضل الكتابة على الحديث الشفهي.
- تشعر بالتعب والإرهاق عند التواجد في حشد من الناس.
- لديك القليل من الصداقات، لكنك قريب جدًا من هؤلاء الأصدقاء.
- تعاني من أحلام اليقظة أو تستخدم الخيال لحل مشكلة.
← اقرأ ايضاً: ما الفرق بين الانطواء و الخجل؟
يعتقد الكثير من الناس أن الانطوائيين هم أشخاص خجولون، لكن الانطواء يعد صفة مرتبطة بالشخصية بينما الخجل هو شعور. يؤدي الخجل إلى الشعور بالحرج أو عدم الارتياح عندما يكون الشخص في مواقف اجتماعية معينة، لا سيما عندما يكون بالقرب من غرباء، وقد يشعر بالتوتر الشديد، بالإضافة إلى أعراض جسدية مثل تسرع نبضات القلب وزيادة معدل التنفس مع ألم في المعدة وتعرق، ويميل أيضًا إلى تخطي الأحداث الاجتماعية لأنهم لا يحبون المشاعر السلبية التي تسيطر على أفكاره عندما يضطر إلى الذهاب إلى الحفلات أو الأنشطة الاجتماعية الأخرى.
يفضل الأشخاص الانطوائيون أيضًا تخطي الأحداث الاجتماعية، ولكن هذا لأنهم يشعرون بمزيد من النشاط أو الراحة عند القيام بالأشياء بمفردهم أو مع شخص أو شخصين آخرين. لا يختار الانطوائيون تخطي الأحداث الاجتماعية لأن لديهم ردود فعل سلبية قوية تجاه التجمعات الكبيرة بالطريقة التي يتعامل بها الخجولون، بل يفضلون أن يكونوا بمفردهم أو في مجموعات صغيرة جدًا.
هل يعاني الأشخاص الانطوائيون من العزلة الاجتماعية؟
تشير العزلة الاجتماعية عادةً إلى العزلة غير المرغوب فيها وغير الصحية. يمكن أن تنطوي العزلة الاجتماعية على عزلة عاطفية، وتشمل عدم الرغبة أو عدم القدرة على مشاركة مشاعر المرء مع الآخرين. عندما يفتقر الأفراد المعزولون اجتماعيًا إلى التفاعل والدعم العاطفي، يمكن أن يصبحوا منفصلين تمامًا عن مشاعرهم، وقد تكون عزلة الشخص علامة على الاكتئاب أو اضطراب القلق. قد يفتقر الأشخاص المعزولون اجتماعيًا إلى الأصدقاء أو زملاء العمل المقربين، وغالبًا ما يشعرون بالوحدة أو الاكتئاب. يمكن أن يعانوا من تدني احترام الذات أو القلق، وكل هذه هي فروق هامة بين الشخص الانطوائي وذلك الذي يعاني من العزلة الاجتماعية.
إن الأعراض التالية هي علامات تحذيرية على أن الشخص يعاني من عزلة اجتماعية غير صحية:
- تجنب التفاعلات الاجتماعية، بما في ذلك تلك التي كانت ممتعة في السابق.
- إلغاء الخطط بشكل متكرر، والشعور بالارتياح عند إلغاء الخطط.
- الشعور بالقلق أو الذعر عند التفكير في التفاعل الاجتماعي.
- الشعور بالرهبة المرتبطة بالأنشطة الاجتماعية.
- قضاء فترات طويلة بمفردك أو مع اتصال محدود للغاية بالآخرين.
إن أهم ما يميز العزلة الاجتماعية هو الشعور بالضيق خلال فترات العزلة، في حين أن الأشخاص الانطوائيين يشعرون بالسعادة والارتياح خلال فترات وحدتهم.
العزلة الاجتماعية والوحدة
تمثل العزلة الاجتماعية نقصًا في العلاقات الاجتماعية أو ندرة الاتصال الاجتماعي. الوحدة هي شعور شخصي بالعزلة، ويمكن أن يكون الشخص معزولًا اجتماعيًا ولكنه لا يشعر بالوحدة، ويمكن أن يشعر الشخص أيضًا بالوحدة عندما يكون محاطًا بالناس. ومع ذلك، فإن العزلة والشعور بالوحدة مرتبطان إلى حد كبير.
أسباب العزلة والظروف المؤهبة لها
يمكن أن تساهم العديد من الظروف في عزل الناس عن الآخرين أو في اختيارهم للعزلة الذاتية والوحدة، ومن أهمها:
- فقدان شخص مقرب: يمكن أن تكون العزلة بعد فقدان الأصدقاء أو أفراد الأسرة أمرًا شائعًا، خاصة بين كبار السن الذين فقدوا العديد من أحبائهم في فئتهم العمرية.
- اضطرابات الصحة النفسية: غالبًا ما تنتج مشكلات مثل القلق والاكتئاب وتدني احترام الذات عن العزلة الاجتماعية، ولكنها قد تسببها أيضًا.
- الأمراض المزمنة: يمكن للتحديات الجسدية والأمراض المزمنة أن تقلل من قدرة الفرد على التواصل والتفاعل الاجتماعي. يشعر بعض الأشخاص ذوي الإعاقات الجسدية أو الأمراض المزمنة بالخجل من إعاقتهم أو مظهرهم أو مرضهم، ما يجعلهم يترددون في التفاعل اجتماعيًا. يمكن أن يسبب ضعف السمع والبصر أيضًا إحساسًا بالعزلة.
- البطالة ومشاكل العمل: يمكن أن يؤدي العار المرتبط بفقدان الوظيفة أو عدم القدرة على تأمين وظيفة جديدة إلى عزلة اجتماعية خيرة.
- الرهاب الاجتماعي: قد يكون من الصعب تكوين علاقات اجتماعية وثيقة والحفاظ عليها عندما تشعر بالقلق من وجودك في التجمعات أو في الأماكن المكتظة بالناس.
- تدني احترام الذات: عندما تفكر بشكل سلبي عن نفسك، فمن الطبيعي أن يؤدي ذلك إلى التردد في مقابلة الآخرين أو التعامل معهم.
آثار العزلة الاجتماعية والشعور بالوحدة
الصحة النفسية والجسدية مترابطة، وتتراوح العواقب الصحية للعزلة من أرق بسيط إلى أمراض جسدية خطيرة. ترتبط الوحدة بارتفاع معدلات القلق والاكتئاب والانتحار. العزلة والشعور بالوحدة مرتبطان أيضًا بأمراض القلب والأوعية الدموية والوظائف الإدراكية والمعرفية، وللعزلة مجموعة واسعة من الآثار السلبية الأخرى على الصحة الجسدية والنفسية.
نصائح وتوصيات هامة للأشخاص الانطوائيين
- التفكير بإيجابية: غالبًا ما يتوقع الأشخاص الوحيدون الرفض، وبدلاً من ذلك حاول التركيز على الأفكار والمواقف الإيجابية في علاقاتك الاجتماعية.
- التحدث إلى شخص تثق به: من المهم الوصول إلى شخص ما في حياتك للتحدث عما تشعر به. يمكن أن يكون هذا شخصًا تعرفه مثل أحد أفراد الأسرة، ولكن قد تفكر أيضًا في التحدث إلى طبيبك أو معالجك. يمكن أن يكون العلاج عبر الإنترنت خيارًا رائعًا لأنه يسمح لك بالاتصال بالمعالج كلما كان ذلك مناسبًا لك.
- ممارسة الرياضة وأنشطة الاسترخاء والتأمل: يمكن أن تساعد ممارسة الرياضة، والقراءة، والاستماع إلى الموسيقى والتأمل والهوايات في تخفيف التوتر الذي يمكن أن يترافق مع العزلة.
- التزم بروتين يومي هادف: الروتين اليومي يعزز الشعور بالهدف والحالة الطبيعية.
- حافظ على العادات الصحية: يمكن أن يؤدي تناول الطعام الجيد والحصول على قسط كافٍ من النوم وممارسة النشاط البدني إلى تحسين الصحة النفسية.
- تعزيز التواصل الاجتماعي: إذا كانت الظروف تحد من الاتصال الشخصي، فيمكن استخدام المكالمات الهاتفية والبريد الإلكتروني والرسائل النصية ومنصات الوسائط الاجتماعية للبقاء على اتصال بأصدقائك وأحبائك.
عندما لا تجدي هذه النصائح نفعًا، وتؤدي العزلة إلى تأثيرات سلبية هامة على حالتك النفسية يجب استشارة طبيب أو معالج نفسي مختص لمساعدتك في تجاوز هذه الحالة والتخلص من تأثيراتها السلبية.
المقالات المقترحه:
← اقرأ ايضاً: كيف أتعامل مع طفلي الانطوائي؟
← اقرأ ايضاً: تأثير العزلة الإيجابي.. كيف يساعدنا الابتعاد عن الناس في تصحيح مسار النفس
← اقرأ ايضاً: كيف يمكن التعامل مع الخجل والانطواء؟