سجل في تطبيق لـبـيـــه

واحصل على جلستك الأولى بخصم 25%

كيف تبني علاقات اجتماعية ناجحة؟

تؤثر العلاقات الاجتماعية على الصحة العقلية والبدنية والسلوك بشكل عام، حيث قام علماء الاجتماع بلعب دور أساسي في الربط بين العلاقات الاجتماعية والنتائج الصحية المترتبة عليها، وتحديد تفسيرات لهذا الارتباط، واكتشاف التباين الاجتماعي على مستوى السكان، وتشير الدراسات إلى أن العلاقات الاجتماعية لها آثار قصيرة وطويلة الأمد بشكل مفيد أو مضر للصحة، وأن هذه التأثيرات تظهر في مرحلة الطفولة وتتوالى طوال الحياة لتعزيز الميزة التراكمية لها.

نظرًا لأهمية العلاقات الاجتماعية لصحتنا النفسية والجسدية، فمن الضروري أن نتعلم كيفية تطويرها والحفاظ عليها، فبناء علاقات اجتماعية ناجحة هو حجر الأساس الذي قامت عليه مختلف الحضارات حول العالم. في هذا المقال سنتحدث عن العلاقات الاجتماعية وكيفية بنائها وفوائدها.

ما الذي تعنيه العلاقات الاجتماعية؟

العلاقات الاجتماعية هي الشعور بالتقارب والانتماء مع الأشخاص المحيطين بنا عن طريق إقامة علاقات داعمة معهم وإنشاء اتصال بشكل متواصل ومستمر. الاتصال هو عندما يتفاعل شخصان أو أكثر مع بعضهم البعض ويشعر كل شخص بالتقدير دون توجيه الأحكام والشعور بالحيوية والقوة بعد انتهاء التواصل، يمكن أن يتم التواصل البشري بعدة طرق كالحديث مع صديق أثناء شرب القهوة أو عناق الشريك بعد يوم طويل، أو نزهة في الغابة مع أحد أفراد العائلة.

لا يجب أن يتضمن التواصل مع شخص ما النطق بكلمات دوماً، الوقت الذي نمضيه في التقارب مع الآخرين في أمور الحياة اليومية يكفي نسبياً لتكوين تجربة ترابط وبالتالي تكوين علاقة اجتماعية.

هل العلاقات الاجتماعية مهمة للصحة؟

هناك العديد من الأدلة العلمية التي تُظهر أن المشاركة في العلاقات الاجتماعية تفيد الصحة، والدليل الأكثر إثارة للدهشة يأتي من الدراسات التي تتم في الدول الصناعية، حيث تُظهر هذه الدراسات باستمرار أن الأفراد الذين لديهم أدنى مستوى من العلاقات الاجتماعية هم أكثر عرضة للوفاة بعكس الأشخاص الاجتماعيين.

أظهرت دراسة بيركمان وسيمي في عام 1979 أن خطر الوفاة بين الرجال والنساء الذين لديهم روابط اجتماعية قليلة، كان أكبر بالضعف من خطر وفاة البالغين الذين يتمتعون بأكبر قدر من الروابط الاجتماعية؛ إذ تقلل الروابط الاجتماعية أيضًا من خطر الوفاة بين البالغين الذين يعانون من حالات طبية صعبة، على سبيل المثال: وجد بروميت وزملاؤه عام 2001 عند دراسة مجموعة من البالغين المصابين بمرض الشريان التاجي، أن الأشخاص ذوي العلاقات الاجتماعية القليلة أو المعدومة كانوا معرضين لخطر الوفاة بنسبة 2.4 أكثر من أقرانهم ذوي الروابط الاجتماعية.

قامت دراسة أجريت عام 2018 بقيادة باحثين من جمعية السرطان الأمريكية (ACS) بفحص بيانات من أكثر من 580 ألف شخص بالغ، ووجدت أن العزلة الاجتماعية يمكن أن تساهم في الاكتئاب والأرق والتدهور المعرفي.

يوجد العديد من الدراسات حول أهمية الروابط الاجتماعية على الصحة النفسية والجسدية، والدور الكبير الذي تلعبه في تحسين الحالة المزاجية وتقليل التوتر وتعزيز احترام الذات.

أهمية العلاقات الاجتماعية في الحياة اليومية

العلاقات الاجتماعية مهمة لسعادتك الجسدية والعاطفية بشكل عام، فهي تساعد في محاربة الوحدة بينما تمنحك أيضاً إحساساً بوجود هدف لحياتك، حيث يساهم التقارب الذي تشعر به مع العائلة والأصدقاء في تعزيز الإيجابية داخلك ومساعدتك في التعلم حول كيفية بناء علاقات اجتماعية في جوانب أخرى من حياتك والتي قد يكون لها أيضاً تأثير إيجابي. 

جميع العلاقات الشخصية مبنية على الولاء والدعم والثقة، يمكن أيضًا بناء العلاقات الاجتماعية عن طريق الحب والاحترام المتبادل بين الأطراف بشكل شبه متساوي، خلاف ذلك تصبح العلاقة من جانب واحد غالبًا.

مراحل العلاقات الاجتماعية

لا يمكن أن تظهر العلاقات الاجتماعية أو يتم بنائها بشكل مفاجئ أو عرضي، حدد أحد علماء النفس جورج ليفينجر خمس مراحل للعلاقات الشخصية في دراسة أجريت عام 1980 وقد أطلق على هذه النظرية اسم نظرية المرحلة والتي تشمل:

  • معرفة.
  • إنشاء.
  • استمرار.
  • تدهور.
  • إنهاء.

تمر العلاقة الشخصية الناجحة بالمراحل الثلاث الأولى، أما العلاقة التي تنتهي بالانفصال عن صديق أو شريك رومانسي سوف تمر بجميع هذه المراحل الخمس. مع مرور الزمن لا تتمكن أغلب العلاقات من تجاوز المرحلة الأولى من التعارف وهو أمر طبيعي في حياة الإنسان، يعد الجزء الأهم من نظرية ليفنجر هو إظهار أن العلاقات بين الأشخاص ديناميكية بقدر ما هي متنوعة.

كيفية الحفاظ على العلاقات الاجتماعية

يتطلب الحفاظ على الصداقات والعلاقات الاجتماعية التواصل بشكل مستمر، وهو العامل الأول والأهم في بناء علاقات اجتماعية جيدة، وهذا الأمر قد يتطلب مناقشات شخصية حول مشاعرك، على الرغم من أن الرسائل النصية والمراسلة عبر الإنترنت، يمكن أن تكون مرضية وكافية لبعض الأشخاص، إلا أنها لا توفر نفس التأثيرات التي يوفرها التواصل المباشر غالبًا.

هذه بعض المعلومات التي يجب أخذها بعين الاعتبار للحفاظ على علاقات اجتماعية جيدة:

  1. في مرحلة ما من العلاقة، سوف ينشأ صراع بينك وبين الطرف الآخر، وكيفية التعامل معه ستحدد ما إذا كان هذا الصراع سيعزز العلاقة أم يضعفها، لذلك بدلاً من تجنب نقطة الخلاف، من المهم التحدث عنها والاستماع إلى وجهات النظر حول الخلاف الذي نشأ والتفاهم والوصول لحل يرضي الطرفين.
  2. إذا كان هناك أمر ما يزعجك في العمل أو المنزل أو المدرسة، أو كنت تواجه بعض المشكلات مع عائلتك أو أصدقائك، فتأكد من إخبارهم بهذه المشاكل، ردة فعلهم إن كانت تحمل نفس المودة والاحترام والصدق فهذا يعني أن العلاقة جيدة ويجب الحفاظ عليها، وإذا كانت ردة الفعل الخاصة بهم سامة وغير صادقة ولا تحمل أي احترام ننصحك بالابتعاد عن هذه العلاقة لما لها من ضرر نفسي عليك.
  3. بصرف النظر عن الصدق والتواصل المفتوح من المهم أيضاً:
    • إنشاء حدود للعلاقة.
    • الاستمتاع بالتواصل بينك وبين الطرف الآخر.
    • إظهار الاحترام للشخص الآخر في جميع الأوقات.
    • الحفاظ على موقف إيجابي معظم الأوقات.
    • كن منفتحًا على النقد البناء وردود الفعل دون السماح لعواطفك بالسيطرة عليك.
  4. تمس العلاقات الشخصية جميع جوانب حياتنا، بما في ذلك المنزل والعمل والأنشطة الترفيهية، من دون علاقات قوية مع الأطراف الأخرى من الممكن أن تشعر بالوحدة ويلجأ البعض لتقليل قيمتهم كأشخاص، قد تشعر أيضاً أنك تفتقر إلى الدعم الاجتماعي، لذلك يفضل اختيار أطراف العلاقات الخاصة بك بشكل جيد.
  5. أصبح تجاوز العلاقات الشخصية والابتعاد عنها أمرًا أسهل من أي وقت مضى بسبب التكنولوجيا التي تشجع على التواصل الرقمي. كما يفتقد الأشخاص الذين يعملون من المنزل للتواصل الشخصي مع زملائهم في العمل، وقد يختار الأصدقاء والعائلة إرسال الرسائل النصية بدلاً من الاجتماع معًا لتناول الطعام والمحادثة، كن المحرك لعلاقاتك وحاول التواصل والاجتماع مع أصدقائك وعائلتك وإمضاء الوقت معهم بشكل مباشر.
  6. تأكد من رؤية عائلتك وأصدقائك شخصياً بشكل مستمر ودوري، لا تفقد التواصل مع الأشخاص الذين تحبهم ولا تدع وسائل التواصل الاجتماعي تمنعك.
  7. لا يمكنك بناء علاقات شخصية إذا لم تكن لديك علاقة جيدة مع نفسك، خذ وقتاً للتعرف على نفسك واستثمر في الرعاية الذاتية لصحتك النفسية، إذا كنت تملك بعض المشكلات التي تمنعك من قضاء الوقت مع الآخرين، ضع خيار التحدث مع معالج نفسي في عين الاعتبار، لا تهمل صحتك النفسية.

الإنسان كائن اجتماعي لا يمكنه العيش بعيدًا عن الآخرين، لذلك احرص على بناء علاقات اجتماعية سليمة تساعدك على المضي قدمًا وتجاوز الأوقات الصعبة التي قد تواجهها في حياتك.

المراجع

1- How to Maintain Your Interpersonal Relationships, www.healthline.com, retrieved on 30/9/2023.

2- Debra Umberson and Jennifer Karas Montez. “Social Relationships and Health: A Flashpoint for Health Policy”, Journal of Health and Social Behavior, 2011 Aug 4. doi: 10.1177/0022146510383501

3- The Importance of Connection, psychcentral.com, retrieved on 30/9/2023.

تؤثر العلاقات الاجتماعية على الصحة العقلية والبدنية والسلوك بشكل عام، حيث قام علماء الاجتماع بلعب دور أساسي في الربط بين العلاقات الاجتماعية والنتائج الصحية المترتبة عليها، وتحديد تفسيرات لهذا الارتباط، واكتشاف التباين الاجتماعي على مستوى السكان، وتشير الدراسات إلى أن العلاقات الاجتماعية لها آثار قصيرة وطويلة الأمد بشكل مفيد أو مضر للصحة، وأن هذه التأثيرات تظهر في مرحلة الطفولة وتتوالى طوال الحياة لتعزيز الميزة التراكمية لها. نظرًا لأهمية العلاقات الاجتماعية لصحتنا النفسية والجسدية، فمن الضروري أن نتعلم كيفية تطويرها والحفاظ عليها، فبناء علاقات اجتماعية ناجحة هو حجر الأساس الذي قامت عليه مختلف الحضارات حول العالم. في هذا المقال سنتحدث عن العلاقات الاجتماعية وكيفية بنائها وفوائدها. ما الذي تعنيه العلاقات الاجتماعية؟ العلاقات الاجتماعية هي الشعور بالتقارب والانتماء مع الأشخاص المحيطين بنا عن طريق إقامة علاقات داعمة معهم وإنشاء اتصال بشكل متواصل ومستمر. الاتصال هو عندما يتفاعل شخصان أو أكثر مع بعضهم البعض ويشعر كل شخص بالتقدير دون توجيه الأحكام والشعور بالحيوية والقوة بعد انتهاء التواصل، يمكن أن يتم التواصل البشري بعدة...

هذا المقال يتضمن معلومات علمية مُدققة، ومحتوى حصري لمدونة لبيه

للحصول على مزيد من المقالات ، واكمال قراءة هذا المقال. اشترك في قائمتنا البريدية
319

احجز جلستك الآن

ابحث عن الطبيب المناسب لك أو اطلب مساعدة فريقنا لترشيح الطبيب المناسب لك.

هل تبحث عن استشارات نفسية مميزة؟

اختر من خلال لبيه من يناسبك من المختصين ذوي الخبرة الكبيرة

للشركات والأعمال نقدم لكم

برنامج الصحة و الرفاهية النفسية للموظفين

مختصين مقترحين لمساعدتك
شارك المقال
انطباعك عن محتوى المقال
مفيد جدا
2
مفيد
-
عادي
1
لم أستفد
-
كيف أتخلص من التوتر المفاجئ؟
المقال التالي

كيف أتخلص من التوتر المفاجئ؟

ما هو العلاج بالفن؟
المقال السابق

ما هو العلاج بالفن؟

مقالات ذات صلة
كيف أتخلص من التفكير الزائد والتشتت؟
كيف أتخلص من التفكير الزائد والتشتت؟
تأثير السوشيال ميديا في حياتنا وآثارها على الفرد والمجتمع والشباب
تأثير السوشيال ميديا في حياتنا وآثارها على الفرد والمجتمع والشباب
كيف تتخلص من جلد الذات؟ وكيف تتعامل معه بطريقة صحيحة؟
كيف تتخلص من جلد الذات؟ وكيف تتعامل معه بطريقة صحيحة؟
5 طرائق فعّالة للتخلص من الفراغ العاطفي
5 طرائق فعّالة للتخلص من الفراغ العاطفي
6 طرق للتخلص من التسويف وتشتت الأفكار
6 طرق للتخلص من التسويف وتشتت الأفكار
ما الفرق بين العلاج السلوكي والعلاج المعرفي؟
ما الفرق بين العلاج السلوكي والعلاج المعرفي؟
العلاج السلوكي المعرفي: كيف يعمل؟ وما الاضطرابات النفسية التي يعالجها؟
العلاج السلوكي المعرفي: كيف يعمل؟ وما الاضطرابات النفسية التي يعالجها؟
التعامل مع الضغوطات
التعامل مع الضغوطات
الاستقرار العاطفي وتأثيره على الصحة النفسية
الاستقرار العاطفي وتأثيره على الصحة النفسية
أهمية النوم الصحية ودوره في الحفاظ على الصحة النفسية والجسدية
أهمية النوم الصحية ودوره في الحفاظ على الصحة النفسية والجسدية
ما سلبيات العزلة والانطواء؟ وكيف أتخلص منهما؟
ما سلبيات العزلة والانطواء؟ وكيف أتخلص منهما؟
كيف يمكنني علاج التأتأة أو التلعثم؟
كيف يمكنني علاج التأتأة أو التلعثم؟
ما أهمية وضع الحدود مع محيطك في تعزيز صحتك النفسية؟
ما أهمية وضع الحدود مع محيطك في تعزيز صحتك النفسية؟
8 طرق للتعامل مع كره الذات
8 طرق للتعامل مع كره الذات
نصائح للتعامل مع الغضب.. تمارين عملية بمصادر علمية
نصائح للتعامل مع الغضب.. تمارين عملية بمصادر علمية