ما هي أنواع الضغوط النفسية وأبرز الطرق لعلاجها والتعامل معها
تُعرف الضغوط النفسية على أنها الظروف الاجتماعية والجسدية التي تتحدى قدرة الإنسان على التكيف مع أي موقف يُنظر إليه كتحدٍ أو عقبة. تمثل هذه الظروف مجموعة واسعة ومتنوعة للغاية من المواقف المختلفة التي لها سمات نفسية وجسدية مشتركة ومحددة. ليس من الضروري أن تكون جميع الضغوط النفسية سلبية إذ يرى بعض الناس أن الضغط النفسي الذي يمتد لفترة قصيرة حافزًا لإنجاز المهام، على سبيل المثال: الدراسة للامتحانات، أو إنجاز مقابلة عمل.
ومع ذلك فإن التعرض للكثير من القلق والإجهاد يمكن أن يسبب أعراضًا جسدية ومشاكل صحية خاصةً عند الأشخاص الذين لا يستطيعون التعامل مع الضغوط النفسية والتأقلم معها على نحوٍ جيد.
ما هي أنواع الضغوط النفسية؟
هناك أنواع مختلفة من الإجهاد والقلق التي يمكن أن يكون لها جميعها آثار على الصحة النفسية والجسدية، وتسمى المواقف والأحداث المسببة لهذا الإجهاد بالضغوط النفسية، إليك أهمها وأكثرها شيوعًا:
الضغوط المالية
ترتبط الضغوط النفسية المالية بالأمور المرتبطة بالمال والشؤون الشخصية المتعلقة به بالإضافة إلى الأحوال الاقتصادية عامةً. تنشأ هذه الضغوط من مجموعة متنوعة من الأسباب هذه أهمها:
- زيادة تكلفة المعيشة.
- الديون والقروض.
- النفقات التعليمية.
- نفقات الرعاية الصحية.
- الدخل غير الكافي.
- النفقات غير المتوقعة.
الضغوط الجسدية
واحد من أكثر أنواع الضغوط النفسية شيوعًا هي الضغوط الجسدية، إذ تعرف على أنها العوامل البيئية أو الجسدية التي تسبب إجهادًا. تختلف بشكلٍ كبير من ناحية الشدة وكيف يشعر بها الشخص، ولكن جميعها لديها القدرة على التأثير على صحة الشخص ورفاهيته. أهم أسباب الضغوط الجسدية هي:
- السموم البيئية كالأسبست والرصاص.
- ظروف الطقس ودرجات الحرارة القاسية.
- التلوث الضوئي.
- الكوارث الطبيعية.
- التلوث السمعي.
- سوء التغذية.
- الأمراض الجسدية.
- قلة النوم.
الضغوط النفسية العقلية
هي عبارة عن المواقف والأحداث التي تتحدى التوازن الفكري والعاطفي لدى الفرد، وهي تتفاوت من شخصٍ لآخر اعتمادًا على تجاربهم بالحياة وآليات التأقلم التي يمتلكونها. أهم الأمثلة عن الضغوط النفسية العقلية:
- الضغط الأكاديمي.
- الاهتمام والرعاية المبالغ بهما بالآخرين.
- النزاعات الأسرية.
- التعامل مع حالات الوفاة.
- التغيرات في الحياة.
- السعي نحو الكمال.
- العزلة.
الضغوط الاجتماعية
تنشأ الضغوط الاجتماعية من تعقيدات العلاقات والأعراف المجتمعية، أهم الأمثلة عنها هي:
- التنمر على الإنترنت.
- التمييز.
- ضغط الأقران.
- تحديات الأبوة والأمومة.
- التوقعات والأدوار الاجتماعية.
الضغوط المهنية
هي العوامل المرتبطة بوظيفة الفرد أو حياته المهنية، يمكن أن تنشأ من جوانب مختلفة من بيئة العمل أو المسؤوليات الوظيفية أو العلاقات مع زملاء العمل. بعض الأمثلة:
- معدلات الأجور.
- عبء العمل الكبير.
- المكافآت غير الكافية وقلة فرص الترقية.
- ضعف العلاقات الشخصية في العمل.
- عدم الموازنة بين الحياة الشخصية والعمل.
- التنمر أو التحرش.
ما علاقة أنواع الضغوط النفسية بالقلق؟
تؤدي أنواع الضغوط النفسية المختلفة إلى مشاكل عاطفية وجسدية، ويواجه الشخص تبعًا للمدة التي يتعرض فيها للضغوط لنوعين من القلق أو الإجهاد النفسي هما:
- القلق الحاد: ينتج عن أنواع الضغوط النفسية قصيرة الأمد، ويعاني معظم الناس من نوع القلق هذا في مرحلة ما في حياتهم. غالبًا ما ينشأ من مجموعة متنوعة من المواقف مثل: إجراء امتحان، أو مقابلة عمل، أو أحداث قصيرة مجهدة كالضغط على الفرامل في السيارة، أو القيام بأمر شيق كالتزلج على الجبال، أو حتى الخوض في جدال.
- القلق المزمن: هو القلق الذي يستمر لفترة أطول تتراوح من أسابيع لشهور، وقد يعتاد الشخص عليه ولا يعده مشكلة يواجهها. بالنسبة لأبرز الأمثلة المسببة له فهي ذاتها المتعلقة ببعض أنواع الضغوط النفسية مثل: المشاكل المالية والعائلية والاجتماعية.
أما بالنسبة للآلية وراء القلق فهي كالآتي: عند التعرض للضغط يطلق الجسم هرمونات التوتر مثل: الإبينفرين (الأدرينالين) والنورإبينفرين (النورأدرينالين) والكورتيزول، فتؤدي هذه الهرمونات إلى زيادة معدل ضربات القلب وضغط الدم ومستويات السكر فيه كآلية دفاعية تساعد الشخص على الهرب من المواقف التي من المفترض أنها تشكل تهديدًا فوريًا؛ نتيجة ذلك يؤثر القلق على أجهزة الجسم المختلفة وتختلف أعراضه من شخصٍ لآخر.
كيفية التعامل مع أنواع الضغوط النفسية
قد يكون من الصعب التعامل مع القلق، وفي بعض الأحيان يصبح الأمر مزعجًا للغاية فيحتاج الشخص لتدخل معالجين وأطباء نفسيين، وهذه من الخدمات التي يمكنك إيجادها في موقع لبيه، حيث يتوافر عدد من المختصين المستعدين لمساعدتك وتقديم خدماتهم. بإمكانك أيضًا اتباع بعض الطرق المعينة للتأقلم مع القلق وأعراضه بالإضافة إلى الاهتمام بنفسك أهمها:
- لا تكن قاسيًا على نفسك: القلق طبيعي والجميع يشعر به، وخاصة عندما لا تستطيع تلبية توقعات الآخرين فمن المهم عندها ألا تعتبر نفسك فاشلًا.
- اطلب المساعدة: لا تتردد بطلب المساعدة إذا كانت واجباتك في المنزل أو في وظيفتك متعبة، فتفويض المهام لزملائك أو أفراد الأسرة يؤدي إلى التقليل من مستوى القلق الناتج عن هذه الالتزامات.
- وازن بين حياتك الشخصية ووظيفتك: خصص وقتًا لتقوم بالأشياء التي تحبها كل يوم.
- دوّن أفكارك: يشعر الكثير من الأشخاص بالراحة عندما يكتبون ما يشعرون ويفكرون به.
- اعتني بنفسك: إن ممارسة الرياضة واحدة من أهم الأمور التي يمكنك القيام بها للتعامل مع أنواع الضغوط النفسية المختلفة، علاوة على ذلك يجب تناول الأغذية الصحية وعدم الاقتصار على الطعام الذي يجعلك تشعر بالشبع فقط.
- اهتم بنومك: نم ما لا يقل عن 7-8 ساعات في الليلة الواحدة، وإذا شعرت بالنعاس أثناء اليوم فاختر وقتًا أبكر للذهاب إلى الفراش، بشكل عام تجنب أخطاء النوم التي من الممكن أن تواجهها.
- ممارسة التأمل: هناك تمارين للتأمل تساعدك على الاسترخاء وتصفية ذهنك والتخلص من بعض الضغوط النفسية.
تفرض الحياة اليومية أنواع الضغوط النفسية المختلفة علينا، وهي مشكلة يعاني منها الكثيرون. لحسن الحظ تتوفر اليوم العديد من الحلول للتأقلم أو التخلص من هذه المشكلة، فلا تيأس ولا تخف من طلب المساعدة والتي يمكنك إيجادها في تطبيق لبيه أيضًا.