ما هو الطلاق العاطفي؟
تواجه كل علاقة زوجية تحدياتها الخاصة، ولا تخلو أي منها من المشاكل، في بعض الأحيان يميل بعض الأشخاص إلى تجاهل سوء التفاهم، ويأملون زوال المشاكل بمفردها، لكن هذا الأسلوب غالبًا ما ينتهي بحدوث الطلاق العاطفي، لذا ننصحك دائمًا بإجراء حديث مفتوح وصادق مع الشريك حول مشاكل العلاقة، من أجل شعور الزوجين بالأمان والدعم بحياتهم، وتجاوز مشاكلهم على أتم وجه.
← انضم الآن الي مجموعه دعم: الانفصال العاطفي
ما هو الطلاق العاطفي؟
يعتبر الطلاق العاطفي رد فعل دفاعي للتعامل مع سوء الحالة العاطفية للزوج، وهو نوع من التعريف بالنهاية الحتمية للزواج، يمكن أن يحدث قبل الطلاق القانوني أو بعده، وهو أهم بكثير من توقيع أوراق الطلاق من الناحية النفسية للزوجين.
من أهم السمات السلبية التي تؤدي إلى حدوث الطلاق العاطفي:
1 – النقد الدائم
يؤثر النقد العدواني المستمر بشكل سلبي على صحة العلاقة، حيث تظهر مراجعة منهجية (Campbell.2017) لثلاث دراسات تتناول أثر طبيعة الانتقاد على نوعية العلاقة بين الزوجين، أن النقد العدواني مؤشر هام على عدم الرضا الزوجي. في حين ساهم النقد البناء في تحسين نوعية العلاقة، من خلال التركيز على الشعور والانفتاح على إصلاح المشكلة.
2 – قلة الحميمية
تلعب العواطف الحميمية دورًا كبيرًا في ازدهار ونجاح العلاقات الزوجية، لكن يمكن أن تساهم ضغوط الحياة والعمل والمشاكل الصحية في قلة الحميمية بين الزوجين، بعض الحركات البسيطة مثل: إمساك الأيدي أو تبادل رسائل الحب أو حتى المشاركة في الطبخ، تعتبر أعمالًا حميمة تُعبر للشريك عن المحبة والرغبة في قضاء الوقت معًا.
3 – الخلافات الدائمة
تحدث الخلافات في كل العلاقات الزوجية، حتى الناجحة منها، تشير دراسة حديثة (Rauer, 2019) تناولت عددًا من الأزواج مع اختلاف مدة الزواج ونوعية العلاقة، إلى أن الأزواج الذين يتجادلون باستمرار، قد يعيشون علاقة أفضل وأسعد من الذين يتجنبون الحوار في مشاكلهم، لكن المشكلة تكمن في استمرار حدوث الخلافات دون التوصل إلى حلول، والتي تشير إلى وجود مسافة بين الزوجين تزيد من احتمال حدوث الطلاق العاطفي، لأنها تتطور إلى تجنب الآخر لتفادي حدوث الخلاف مرة أخرى، حيث يبدو الحل الأفضل على المدى القصير، لكنه يؤثر سلبًا على العلاقة طويلة الأمد.
4 – ضعف التواصل
من المهم أن تشعر أن شريكك يستمع إليك ويفهم وجهة نظرك، حتى في تربية الأطفال أو الشؤون المالية أو مشاكل العمل. يمكن أن تتحول الضغوط والمخاوف اليومية عند ضعف التواصل، إلى استياء دفين قد يؤدي إلى الطلاق العاطفي، ويصعب معالجة هذه المشاعر المكبوتة بدلًا من التواصل من خلالها أثناء حدوثها.
5 – تجنب قضاء الوقت مع الشريك
قد يكون قضاء الوقت بمفردك أمرًا صحيًا، حتى للمتزوجين، لكن إذا وجدت نفسك تتجنب قضاء الوقت مع الشريك أو تختلق الأعذار لعدم التواجد معه، فمن المحتمل أن تكون هناك أسباب أعمق لشعورك.
6 – إخفاء الأسرار أو الكذب على الشريك
لا مانع في الحفاظ على خصوصية بعض الأشياء، لكن إخفاء الأسرار عن الشريك لمعرفة أن المعلومات ستؤثر عليه سلبًا، يضر بالعلاقة ويقود إلى الطلاق العاطفي، إذا كنت تكذب باستمرار على شريكك، ابحث عن السبب، وما إذا كنت غير سعيد في العلاقة وتخشى من ردة فعله، فالكذب يؤدي إلى انعدام الثقة في العلاقة، ومن الصعب جدًا إصلاح هذه الثقة حال كسرها.
7 – قلة الثقة
يشير الشك الدائم بمصداقية الشريك إلى وجود مشاكل عميقة في العلاقة تحتاج إلى معالجة، وغالبًا ما يؤدي انعدام الثقة إلى عدم الاستقرار العاطفي داخل العلاقة وعدم الشعور بالأمان.
8 – الاعتماد العاطفي على شخص آخر
وجود روابط عاطفية خارج العلاقة الزوجية قد تكون علامة هامة على حدوث الطلاق العاطفي. إذا كان الشخص يتحدث عن المشاعر السلبية المتعلقة بالزوج مع شخص آخر، خاصة عندما لا تعالج المشكلات التي يمكن حلها مع الشريك بوضوح.
قد يشتكي الجميع من وقت لآخر بشكل طبيعي، لكن الاعتماد على شخص آخر لإصلاح الزواج لن ينجح، لذا من الأفضل محاولة قضاء هذا الوقت في العمل على حل هذه القضايا مع الزوج.
9 – سوء المعاملة
يؤثر سوء المعاملة على العلاقات الزوجية بشكل كبير، سواء كانت الإساءة جسدية أو لفظية أو عاطفية أو غيرها، من المهم طلب المساعدة من العائلة أو الأصدقاء بحال تكررت الإساءات بأسرع وقت.
ما هي المراحل العاطفية للانفصال؟
لا يحدث الطلاق العاطفي بشكل مفاجئ، فهو يتضمن عدة مراحل يمر بها الزوجان تدريجيًا خلال فترة طويلة من الزمن. تشمل مراحل الطلاق العاطفي، إنكار الموقف و الغضب أولًا، ثم الشعور بالذنب والخوف والحزن وأخيرًا تقبل الواقع.
يمكن أن يحدث الطلاق العاطفي قبل أو بعد الفسخ القانوني للزواج، ويشير إلى انفصال عاطفي يعاني منه الفرد من حالة العلاقة مع الشريك، من الصعب التعامل مع الطلاق العاطفي لأنه يمثل تغييرًا كبيرًا في ارتباط الشخص بشريكه وكيفية تصوّر مستقبل علاقته، ينصح بهذه الحالة بمحاولة تقبّل الموقف، والعمل على خلق بيئة صحية تسهل عملية التعافي.
ما أهم النصائح للتعامل مع الطلاق العاطفي؟
يمكن أن يؤثر الطلاق العاطفي بشدة على حياة الزوجين، لذلك من الضروري إيجاد طرق صحية للتعامل مع الانفصال العاطفي عن الزوج، للحصول على فرصة للسعادة سويةً مرة أخرى، ومن أهم الأشياء التي يمكنك القيام بها:
- واجه المشاكل: حاول دائمًا أن تعمل على حل المشاكل والخلافات التي تحدث في العلاقة، لأن تراكم هذه الخلافات سيؤدي لانهيار العلاقة مع مرور الوقت.
- لا تهمل الإيجابيات: حتى في أسوأ العلاقات هناك إيجابيات وأفكار مشتركة، اعمل على تعزيز هذه الإيجابيات والاستفادة منها قبل أن تصل العلاقة إلى طريق مسدود.
- تقبل الواقع: في حال قرر الزوج الوصول إلى هذه المرحلة بعد الكثير من المناقشات الطويلة، لا بد من احترام قراراته، لكن يمكن تحسين العلاقة بين الزوجين، للحفاظ على صحة وسلامة الأبناء.
- تحكم بمشاعرك: من الضروري السيطرة على المشاعر عند التعامل مع الطلاق العاطفي، لا يمكن إجبار الشريك على الحب والعودة إلى العلاقة السابقة، لكن يمكن التحكم في المشاعر وردود الفعل وإعادة التوازن لحياة الشخص. يمكن البدء بالتعافي من خلال تقبّل حقيقة الانفصال العاطفي في الزواج.
- ركز على تقنيات الرعاية الذاتية: يشير الطلاق العاطفي إلى انفصال عاطفي عن الشريك، ما قد يجعلك تشكك في كل شيء وتعيد تشكيل جميع جوانب حياتك، لذلك عليك أخذ بعض الوقت لنفسك، وسط كل هذا التغيير. يمكن أن تساعد الرعاية الذاتية على الشعور بتحسن تجاه نفسك وحياتك، والمساعدة في الشفاء والشعور بالنشاط والحيوية، والتركيز على نفسك بدلًا من الشريك الذي فقدته.
- وضع حدود والحفاظ عليها: يشير الطلاق العاطفي إلى انهيار الزواج عاطفيًا، لكن قد تبقى بعض الأمور غير واضحة إذا لم يتم الانتهاء من الطلاق القانوني، لذلك يجب وضع حدود نفسية وجسدية واضحة مع الشريك، تحمي من التعرض لمزيد من الأذى.
- تحدث إلى معالجك النفسي: قد يكون الطلاق العاطفي مرهق نفسيًا وجسديًا إلى حد كبير، لذا يمكنك التواصل مع معالجك النفسي عبر تطبيق لبيه لإرشادك إلى طريقة التعامل مع الخسارة العاطفية بشكل يمنحك فرصة أفضل للمضي قدمًا في حياتك والشعور بالسعادة مرة أخرى.
تمر جميع العلاقات الزوجية بأوقات صعبة، حتى الناجحة منها، لكن العامل الأهم في حل المشاكل، يكمن في تعاون الزوجين من أجل إنجاح العلاقة. يقدم لبيه خدمة العلاج الزواجي، والتي تتيح للشريكين استشارة معالج نفسي أو أسري متمكن لمساعدة الزوجين على تخطي هذه المرحلة. حتى لو لم يكن الشريك منفتحًا على فكرة العلاج، يمكنك استشارة المعالج النفسي بنفسك وتلقي الدعم الذي تحتاجه للتعافي.
المصادر:
Rauer A, Sabey AK, Proulx CM, Volling BL. What are the marital problems of happy couples? A multimethod, two-sample investigation. Family Process. 2020;59(3):1275-1292.
Campbell SB, Renshaw KD, Klein SR. Sex differences in associations of hostile and non-hostile criticism with relationship quality. J Psychol. 2017;151(4):416-430.
المقالات المقترحه:
← اقرأ ايضاً: كيف أتخلص من المشاعر السلبية بعد الطلاق؟
← اقرأ ايضاً: ماذا تفعل إذا طلب شريكك الطلاق؟
← اقرأ ايضاً: كيف أتعامل مع الفراغ العاطفي في العلاقة الزوجية؟
أشهر المختصين:
← احجز جلستك الآن: محمد بن عبدالله الربيعان