إن التعبير عن المشاعر أمر جوهري وأساسي في كل علاقة، كإظهار مشاعر الشوق والحنين للطرف الآخر، أو مشاعر الغيرة والشك التي تحدث بشكل طبيعي خلال مواقف عديدة، ولكن يمكن لهذه المشاعر أن تصبح غير صحية وتؤثر سلبًا على العلاقة مع الشريك، ويمكن للغيرة الشديدة والشك المستمر أن يؤدي إلى انعدام الثقة والإساءة للطرف الآخر، أو قد تؤدي أيضًا إلى العنف الجسدي.

← انضم الي مجموعه دعم: حدود العلاقات بين الجنسين

ما هي مشاعر الغيرة والشك؟

الغيرة هي عاطفة طبيعية، تحدث عندما يشعر شخص ما بعدم الأمان فيما يخص علاقته، سواء كانت تلك العلاقة مع شريك أو قريب أو صديق. 

يشعر الجميع بالغيرة في مرحلة ما من حياتهم، ولكن مشاعر الغيرة الطائشة والشك المفرط تدمر العلاقة بشكل كامل، وبحسب دراسة واسعة النطاق (2015.Rodriguez) هدفت إلى تحديد ارتباط مشاعر الثقة مع مشاعر الغيرة، وشملت عددًا من الأفراد الذين لديهم مستويات منخفضة من الثقة في علاقاتهم مع شركائهم، أشارت النتائج إلى أنَّ الشعور بعدم الثقة مع الشريك، عرَّض هؤلاء الأفراد للشعور بالغيرة المفرطة، والتي يمكن أن تنعكس على سلوك الأفراد مع شركائهم كالتطفل على ممتلكاتهم أو إيذائهم جسديًا ونفسيًا.

يمكن ترجمة الغيرة على أنها رد فعل على تهديد محتمل لعلاقتك مع الأشخاص من حولك. يخشى الغيور من أن يحاول شخص ما كسب مشاعر أحبائهم، وبحسب ما أشارت الطبيبة النفسية نيريدا غونزاليس يمكن أن تظهر الغيرة على عدة أشكال، من أهمها:

• النقد المستمر.
• إلقاء اللوم على الطرف الآخر.
• الشعور بعدم الثقة.
• الهوس بمراقبة الشريك.
• الإفراط في الشك.
• تقلبات حادة في المزاج.
• الإساءة اللفظية.

بالإضافة لذلك، قد يشعر الفرد أيضًا بالغضب والازدراء والقلق والاكتئاب، ولهذا السبب يمكن أن تكون الغيرة خطيرة.

كيف يمكن أن تتعامل مع الشك والغيرة المقلقة في العلاقة؟

إذا كنت تعاني من الغيرة الشديدة، فمن المهم معالجتها قبل أن تخرج عن نطاق السيطرة، ويمكنك أنت وشريكك تعلم كيفية التعامل مع الغيرة بطريقة صحية من خلال اتباع هذه الاستراتيجيات الفعالة:

1 – تفهم أن بعض الغيرة أمر طبيعي

من الطبيعي أن يكون هناك أشخاص أو مواقف تهدد أمن واستقرار العلاقة مع الشريك، وبالتالي من الطبيعي الشعور ببعض الغيرة، لذا ينصح المعالجون النفسيون في لبيه أن تأخذ وقتًا للتحدث عن مخاوفك والاتفاق على وضع بعض الحدود التي تحمي علاقتك مع الشريك؛ لأن المفتاح الرئيسي لضمان استمرار العلاقات هو مناقشة القضايا بهدوء والتوصل إلى الحلول الفعالة معًا.

2 – تحديد أسباب الغيرة

عند الشعور بالغيرة المفرطة لا بد من تحديد أسباب هذه المشاعر، على سبيل المثال: هل تشعر بعدم الأمان لأنك لا تقضي الكثير من الوقت مع شريكك؟ أو أن هناك أسباب أخرى قد تتعلق بالثقة والخيانة الزوجية، أم أن شريكك جذاب للغاية ما يجعله محطًا للأنظار؟

بحسب دراسة أجريت في مستشفى باكيركوي لأبحاث الطب النفسي وجراحة الأعصاب (Güçlü.2017) وشملت 86 من الأزواج أي 172 شخصًا، تبين أن الغيرة من أكثر أسباب الخلافات في العلاقة مع الشريك، وارتبطت الغيرة بعدد من العوامل منها مثلاً المظهر الخارجي للشريك، إذ عرّف 68 ذكرًا و57 أنثى أنفسهم على أنهم غيورون، واختلف المشاركون بشكل كبير فيما يتعلق بما إذا كانوا يجدون شريكهم جذابًا جسديًا، وأولئك الذين عرفوا أنفسهم على أنهم “غيورون” وجدوا أن شريكهم جذاب للغاية، في حين أن أولئك الذين عرّفوا أنفسهم بأنهم “غير غيورين” وجدوا أن شركائهم جذابون إلى حد ما.

عندما يشعر أحد الشركاء بالغيرة فإن ذلك ينطلق من أسباب عديدة، إما أن تكون حقيقة أو ناتجة عن التفكير المفرط في سلوك الشريك، لذا من المهم معرفة سبب الشعور بالغيرة للحفاظ على علاقة سليمة.

3 – تقدير واحترام الذات

وجدت بعض الأبحاث أن هناك ارتباطًا وثيقًا بين الغيرة واحترام الذات، ويمكن أن تتطور الغيرة أكثر عندما تواجه تهديدًا لثقتك بنفسك واحترامك لذاتك، فبحسب دراسة نُشرت في مجلة علم النفس الاجتماعي (DeSteno.2006)، تبين أن هناك العديد من النظريات التي تحدد أسباب الغيرة في العقود القليلة الماضية، ومع ذلك فإن المسبب الرئيسي لأي نظرية مقترحة كان مرتبطًا بعامل احترام وتقدير الذات، حيث قدمت الدراسة تجربة مبنية على مجموعة من الأشخاص من خلال مشاركتهم في لقاءات اجتماعية، وأوضحت النتائج أن  انخفاض احترام الذات وعدم الثقة بالنفس كان سببًا من أسباب الغيرة، وقدمت الدراسة في النهاية مجموعة من الاستراتيجيات لمكافحة تدني احترام الذات من خلال ما يلي:

• ذكر نفسك بالأشياء الجيدة في حياتك.
• تدرب على التعاطف مع الذات وتقديرها.
• ذكر نفسك بالأشياء التي تقدرها في شريكك وفي علاقتك معه.
• خصص وقتًا لفعل الأشياء التي تستمتع بها.

4 – منح مساحة خاصة للشريك

لا شك أن ممارسة التواصل الفعال ولغة الحوار والتقارب بينك وبين الشريك هو أمر جوهري لتوطيد العلاقة، ولكن قد يؤدي التقارب الشديد إلى تعزيز الشعور بالغيرة وفقدان الأمان والطمأنينة في العلاقة، لذا فإن منح مساحة خاصة للشريك يمكن أن يكون له تأثير إيجابي في الحد من الغيرة المفرطة.

أكدت دراسة نُشرت في مجلة SAGE إلى أن التقارب الروحي المفرط بين الشركاء قد يخلق احتمالية أكبر للغيرة (Attridge.2013)، إذ بينت الدراسة أنه من غير المرجح أن يشعر المرء بالغيرة عندما تتعرض علاقة غير مهمة بالنسبة له للتهديد، بل على العكس يصبح الفرد غيورًا بشكل ملحوظ عندما يتم التشكيك في علاقة وثيقة للغاية وذات قيمة عالية بالنسبة له.

تعتبر الغيرة مشكلة شائعة في العلاقات البشرية وقد تؤدي في كثير من الأحيان إلى انهيار العلاقة، ولكن إذا تم علاجها بشكل صحيح، يمكن أن تكون الغيرة إيجابية وتكون عندها محفزًا لتطوير علاقة سليمة مع الشريك. 

إذا كنت تعاني من الغيرة المفرطة يمكنك التواصل مع معالجك النفسي عبر تطبيق لبيه والذي سيقدم لك خطوات للتغلب على مشاعر الغيرة وزيادة الوعي الذاتي لديك، لتتمكن من فهم شريكك بشكل أفضل.

المقالات المقترحه:

← اقرأ ايضاً: في عصر التحديات الكبرى.. كيف نبني علاقات زوجية صحية متينة؟

← اقرأ ايضاً: العلاقة السامة في الزواج كيف تبدأ وكيف تنتهي؟

← اقرأ ايضاً: نصائح للحفاظ على الحياة الزوجية

أشهر المختصين:

← احجز جلستك الآن: فهد الربيش

← احجز جلستك الآن: أماني الدوسري

← احجز جلستك الآن: عيسى الشهري

المصادر:

1. Rodriguez LM, DiBello AM, Øverup CS, Neighbors C. The price of distrust: Trust, anxious attachment, jealousy, and partner abuse. Partner Abuse. 2015;6(3):298–319. doi:10.1891/1946-6560.6.3.298
2. Güçlü O, Şenormancı Ö, Şenormancı G, Köktürk F. Gender differences in romantic jealousy and attachment styles. Psychiatr Clin Psychopharmacol. 2017;27(4):359-365. doi:10.1080/24750573.2017.1367554
3. D. DeSteno, Piercarlo Valdesolo, Monica Y Bartlett, Published 1 October 2006,Psychology,Journal of personality and social psychology.
4. Attridge M. Jealousy and relationship closeness: exploring the good (reactive) and bad (suspicious) sides of romantic jealousy. SAGE Open. 2013;3(1):215824401347605. doi:10.1177/2158244013476054.