سجل في تطبيق لـبـيـــه

واحصل على جلستك الأولى بخصم 25%

نصائح للحفاظ على الحياة الزوجية

الزواج هو استقرار نفسي ومادي، وشريك يرافقك في رحلة الحياة وترافقه، ورابطة واتحاد بين شخصين اختار كل منهما الآخر ليكونا معًا. في البدايات تكون الآمال المعقودة حالمة، أحلام بحياة هانئة وسعيدة يسودها السلام والمحبة، لكن ما الذي قد يحدث بعد فترة من الزمن، إذ تكثر الأقاويل بين الناس عن انطفاء الحب مع مرور الوقت وتسلل الملل والروتين إلى الحياة الزوجية، فضلًا عن ضغوط الحياة اليومية، فتبدأ بعض المشكلات بالظهور مما يؤثر على استقرار الحياة الزوجية. 

هل الأمر دائما كذلك؟ أم هنالك طرق تمكّنك من الحفاظ على الحياة الزوجية بأفضل حال؟ لا بد في البداية من إدراك أن الزواج هو رابطة بين اثنين تجمعهما ليس فقط في أوقات السعادة بل في الأوقات الصعبة كذلك، ومن هذا المنطلق يمكنك أن تبني زواجًا ناجحًا، بالإضافة إلى مجموعة من النصائح للحفاظ على الحياة  الزوجية والتي ستكون موضوع بحث هذا المقال.

ما هي التحديات التي تهدد استقرار الحياة الزوجية؟

الزواج أشبه بقارب يقوده اثنان قد قررا أن يترافقا معًا في درب واحد، لكن من المحتمل أن يتعرض هذا القارب للأمواج العاتية التي قد تقذف به بعيدًا عن شاطئ الأمان، ومن المهم فهم هذه التحديات لكي يَسهل التعامل معها.

 حددت دراسة ( 2005 .Lowenstein, et al)، العوامل الأبرز التي أدت إلى طلاق الزوجين و هددت حياتهم الزوجية و نذكر منها:

  • ضعف  التواصل الفعال وما يؤدي إليه من قلة اهتمام بين الزوجين ومشكلات سوء الفهم.
  • التحديات المالية وما يصاحبها من الضغط والتوتر والغضب.
  • مشكلات الخيانة والغيرة والكذب وما تسببه من صدمات.
  • عدم التقدير والاعتراف بالآخر. 
  • التوقعات المثالية غير الواقعية.
  • مراحل الحياة المختلفة (الفرق بالعمر، الابتعاد بسبب الالتزام بأمر معيّن، السعي وراء أهداف مختلفة، الملل).
  • الاتكالية وعدم احترام الحدود. 
  • اختلاف القيم (سياسية، دينية، تربية الأطفال، معايير الصح والخطأ،.. إلخ)
  • تدخلات وسائل التواصل الاجتماعي. 
  • محاولة كل من الزوجين تغيير الآخر. 

كيف تحافظ على الحياة الزوجية؟

الحياة الزوجية المستقرة والسعيدة هدف مشروع للجميع، قد يتطلّب الأمر قليلًا من الجهد، لكنه يستحق لما للحياة الزوجية من أثر على كافة نواحِ الحياة الأخرى، وقد أُجريت دراسة (Kaarina Määttä, et al.  2012) على مجموعة من الأزواج وكانت هذه الدراسة نوعية، حيث كان الهدف منها معرفة آراء المتزوجين في أسرار التوليف الناجح بين الزواج والعمل، وطُلب من الأزواج وصف وشرح أسرار سعادتهم وزواجهم الطويل الأمد بكلماتهم الخاصة، وقد توصلت دراسة (Fatima & Ajmal, 2012) أيضًا إلى مجموعة من النصائح للحفاظ على الحياة الزوجية نذكر منها:

  1. تحويل العقبات إلى فرص للتطوير

نظرتك للمشاكل ستحدد كيفية تعاملك معها، فعندما تحوّل أي عقبة أو مشكلة إلى فرصة لكي تطور وتحسّن حياتك الزوجية فإنك بذلك تخطو الخطوة الأولى نحو حياة زوجية مستقرة، فهناك شيء إيجابي في كل شيء سلبي، لذلك حاول أن تستثمر جميع التحديات لتخلق منها فرصًا إيجابية نحو حياة زوجية أكثر تماسكًا. 

  1. التسامح وتقبُّل الاختلاف

عندما تقوم بتذكير شريكك مرارًا وتكرارًا بالخطأ الذي ارتكبه فإنك تزيد الأمور سوءًا، فالكثير من إلقاء اللوم على الشريك سيحول دون استقرار الحياة الزوجية، ومن أجل الحفاظ على الحياة الزوجية لا بُد أن تتمتع بقدرٍ عالٍ من التسامح ومن تقبّل الاختلاف أيضًا، فالزواج الناجح لا يعني التشابه في كل شيء بل يجب احتضان الاختلاف، فلا فائدة تُذكر من جعل شريكك يشعر بالذنب بسبب اختلافه عنك أو بسبب امتلاكه لأفكار لا تناسب أفكارك، بل حاول أن تستثمر هذا الاختلاف لبناء حياة زوجية أكثر قوة وتنوعًا. 

بالإضافة إلى الانتباه إلى عدم المبالغة في توقعاتك من شريكك أو أن تحمّله عبء سعادتك أو حزنك، بالتأكيد شريكك هو الداعم الأول لك ولكن تكرار ذلك سيحوّل العلاقات إلى سامة. 

  1. المرونة

“لا تأخذ جميع الأمور على محمل الجد في كل الأوقات” إن كنت تريد الحفاظ على حياتك الزوجية، فذلك لن يتم بين ليلةٍ وضحاها بل تحتاج الوقت الكافي لبناء حياة زوجية متينة ومرنة في آن، فالمرونة عنصر جوهري في مواجهة ضغوط العصر الحالي الذي يفرض عليك الكثير من التحديات، ولكي تكون مرنًا لا بدّ لك من التخلي عن الأنا المتفوّقة، والتعامل بتواضع مع الشريك لأن الزواج هو المفردة المعاكسة للأنانية؛ لذا من المهم أن يكون لدى الزوجين قدرًا من المرونة والتواضع والصبر وعدم تصعيد الخلافات التي قد تحدث في الحياة اليومية.

  1. التقدير والدعم والاحترام للشريك

ستشعر بالسعادة عندما تجد رسالة من شريكك معبّرًا فيها عن محبته أو تقديره لعمل قمت به، فقد أثبتت الدراسات أن إظهار التقدير والاحترام للشريك له العديد من الإيجابيات التي تحافظ على الحياة الزوجية، فمن المهم أن يشعر شريكك أنه محبوب من قبلك وأن تقدّر جهوده مهما كانت بسيطة أو متواضعة. يمكنك أن تخبر شريكك كل صباح كم وجوده مهم في حياتك سواء بالكلام أو بالأفعال البسيطة.

  1. الالتزام والتفاني

تذكر دائمًا أن الزواج هو الالتزام بالسير معًا في هذه الحياة يدًا بيد للاستمتاع بلحظات السعادة ومواجهة اللحظات الصعبة. بالطبع فإن ذلك يحتاج إلى الصبر والتضحية والاهتمام المتبادل، فمع مرور الوقت قد يتسرب الملل والروتين لحياتك، أو تتفاقم مسؤولياتك، لكن من المهم جعل علاقتك أولوية، وأن تكون لديك الرغبة بالقيام بالأشياء التي يحبها الشخص الآخر، واستكشاف هوايات جديدة معًا، كلها طرق رائعة لإعادة الاتصال والتغلب على المسافة التي تسببها المراحل المختلفة من الحياة.

  1. احترام الذات

يجب أن تكن احترمًا عميقًا لذاتك في المقام الأول وأن تتقبّل وتحتضن نفسك، لكي تكون قادرًا على الحفاظ على الحياة الزوجية؛ لأن تدني احترام الذات يفقدك ثقتك بنفسك، وبالتالي ستسعى ربما إلى التقليل من احترام الآخر لكي يجلب ذاك شعورًا بالرضا، ما يهدد الحياة الزوجية، ومن المفيد أيضًا أن تكون طبيعيًا وبسيطًا وتتجنّب الاصطناع فلا فائدة من محاولة جعل الشريك يُعجب بك، لأن ذلك سيرهقك ويؤثر على علاقتك بالشريك سلبًا.

  1. التواصل الواضح والمستمّر

” كنا نتحدث كثيرًا عند بداية حياتنا، ولكن الآن أفتقد ذلك الحوار، ليس هناك من يصغي إلي، تُرى ما الذي تغيّر.. ” “ا أعرف كيف أشرح شعوري لكنني بالتأكيد لم أكن أقصد ما فهمته!”. 

لعل أهم نصيحة لكي تحافظ على حياتك الزوجية هي قدرتك على إيصال أفكارك ومشاعرك للشريك بطريقة واضحة، فلا تفترض أن شريكك يفهم ما يدور في ذهنك وما تفكر وتشعر به دون أن تتحدث بكل شفافية وصدق، فكثير من الخلافات تتفاقم بين الزوجين بسبب سوء الفهم وعدم التواصل الصادق والفعال. 

الجزء الثاني للتواصل هو الإصغاء الفعال للشريك، وأن تبدي اهتمامك أثناء الاستماع، فذلك يوحي بأنك تحترم وتقدر مشاعر وأفكار شريكك، ولا ننسى أن للكلمات أثر بالغ قد لا ندركه فهي تمتلك قوة غير مرئية لذا من المهم أن تفكّر جيدًا قبل أن تتحدث.

  1. مساحة شخصية للزوجين

من المفيد أن نؤكّد على أهمية الموازنة بين الوقت الذي يجب أن تخصصه للشريك، والوقت الذي يجب أن يمضيه كل منكما بعيدًا عن الآخر. مهما كان جدول يومك مزدحمًا، خصص وقتًا لتناول الطعام مع شريكك، أو أن تذهبا في نزهة أو للزيارات الاجتماعية وحافظ على هذا الروتين. 

في نفس الوقت على كل منكما أن يوسّع دائرة اهتمامه وأن يخصص وقتًا للأصدقاء غير المشتركين، وما قد يساعدك على تحقيق ذلك أن يكون لديك هدفًا ساميًا لخدمة المجتمع  تعمل على تحقيقه مع شريكك، فإن ذلك سيخفف من حدة تركيز كل منكما على الآخر ويجعلكما تسعيان معًا لخدمة الآخرين كالعمل التطوعي.

  1. بناء الثقة

“أنا هنا من أجلك في جميع الأوقات”. الحياة الزوجية قد تكون نقطة قوتك أو نقطة ضعفك وذلك بحسب طريقة تفكيرك وتعاملك مع الشريك وبناءً على الثقة المتبادلة بينكما، وإنه لأمرٌ جوهري للحفاظ على الحياة الزوجية أن تكون على ثقة أن شريكك هو الداعم لك، وأن هناك شخص ما في هذا العالم يمكنك أن تثق به وتلجأ إليه دون خجل أو خوف من أن يُطلق عليك أحكامًا أو يهزأ ويسخر منك ومن شعورك.

  1.  طلب المساعدة

إن الحفاظ على الحياة الزوجية تحتاج إلى شريكين ناضجين بما يكفي لكي يدركا أن الزواج الناجح يحتاج إلى التعاون والتفاهم؛ لأنه عندما تكون سعيدًا داخل منزلك، وقادرًا على الانسجام والتفاهم مع شريك حياتك سيكون لذلك أثرًا إيجابيًا على جميع جوانب حياتك والعكس بالعكس؛ لذا من الضروري طلب المساعدة إن شعرت بأن الأمور بدأت تخرج عن سيطرتك وتهدد حياتك الزوجية وأصبحت بحاجة إلى من تتحدث إليه كمجموعات الدعم.

نصائح هامة لنجاح الحياة الزوجية

  • ناقش الخلافات بهدوء ومرونة.
  • أظهر الحب والاحترام في جميع الأوقات وبكل الطرق.
  • كن صديقًا لشريكك أولًا.
  • لا تُطلق الأحكام.
  • كوّن ارتباطًا روحيًا مع شريكك.
  • انظر إلى أفضل ما لدى شريكك.
  • شريكك ليس مُلكك. 

ختامًا، للحفاظ على الحياة الزوجية لا بُدّ من إدراك أن الزواج الناجح ليس بالشريك المثالي الذي يوافقك على جميع آرائك وأفكارك، بل بأن يدرك كلا الزوجين كيف يحتضنان الفروق والاختلاف بينهما. 

بالتّأكيد إن ذلك ليس بالأمر البسيط والسهل ولكنه ليس بالمستحيل أيضًا، فهو يتطلب الوعي والنضج الكافي، وأساسه التزام الطرفين بتبادل الاحترام والثقة والتعاون في سبيل الوصول إلى حياة سعيدة ومرضية، ولأن كل زواج هو فريد ومميز، وما يصلح لزوجين قد لا يصلح لزوجين غيرهما، من المهم الحصول على المعلومات الصحيحة والمناسبة لك، لأن أي خلل في استقرار الحياة الزوجية له بالغ الأثر على الصحة النفسية لك ولأفراد أسرتك، يمكنك التواصل مع اختصاصي تطبيق لبيه في أي وقت للحصول على الدعم المناسب لك.

المراجع 

1- Lowenstein, et al. “Seven rules on having a happy marriage along with work”. The Family Journal, 20(3), 267-273. June 20, 2012. Doi: https://doi.org/10.1177/10664807124489

2- Fatima, M., & Ajmal, M. A. (2012). “Happy marriage: A qualitative study”. Pakistan journal of Social and clinical psychology, 9(2), 37-42. 

3- Lowenstein, L. F. (2005). “Causes and associated features of divorce as seen by recent research”. Journal of Divorce & Remarriage, 42(3-4), 153-171. Doi: https://doi.org/10.1300/J087v42n03_09.4- 25 Common Marriage Problems Faced by Couples & Their Solutions, www.marriage.com, retrieved on 30/5/2023.

الزواج هو استقرار نفسي ومادي، وشريك يرافقك في رحلة الحياة وترافقه، ورابطة واتحاد بين شخصين اختار كل منهما الآخر ليكونا معًا. في البدايات تكون الآمال المعقودة حالمة، أحلام بحياة هانئة وسعيدة يسودها السلام والمحبة، لكن ما الذي قد يحدث بعد فترة من الزمن، إذ تكثر الأقاويل بين الناس عن انطفاء الحب مع مرور الوقت وتسلل الملل والروتين إلى الحياة الزوجية، فضلًا عن ضغوط الحياة اليومية، فتبدأ بعض المشكلات بالظهور مما يؤثر على استقرار الحياة الزوجية.  هل الأمر دائما كذلك؟ أم هنالك طرق تمكّنك من الحفاظ على الحياة الزوجية بأفضل حال؟ لا بد في البداية من إدراك أن الزواج هو رابطة بين اثنين تجمعهما ليس فقط في أوقات السعادة بل في الأوقات الصعبة كذلك، ومن هذا المنطلق يمكنك أن تبني زواجًا ناجحًا، بالإضافة إلى مجموعة من النصائح للحفاظ على الحياة  الزوجية والتي ستكون موضوع بحث هذا المقال. ما هي التحديات التي تهدد استقرار الحياة الزوجية؟ الزواج أشبه بقارب يقوده اثنان قد قررا أن يترافقا معًا في درب واحد، لكن من المحتمل...

هذا المقال يتضمن معلومات علمية مُدققة، ومحتوى حصري لمدونة لبيه

للحصول على مزيد من المقالات ، واكمال قراءة هذا المقال. اشترك في قائمتنا البريدية
295

احجز جلستك الآن

ابحث عن الطبيب المناسب لك أو اطلب مساعدة فريقنا لترشيح الطبيب المناسب لك.

هل تبحث عن استشارات نفسية مميزة؟

اختر من خلال لبيه من يناسبك من المختصين ذوي الخبرة الكبيرة

للشركات والأعمال نقدم لكم

برنامج الصحة و الرفاهية النفسية للموظفين

مختصين مقترحين لمساعدتك
شارك المقال
انطباعك عن محتوى المقال
مفيد جدا
2
مفيد
-
عادي
-
لم أستفد
-
كيف نبحث عن المعنى في قلب المعاناة؟
المقال التالي

كيف نبحث عن المعنى في قلب المعاناة؟

المرونة في مكان العمل: ما هي المزايا وكيف يمكن للشركات تطويرها؟
المقال السابق

المرونة في مكان العمل: ما هي المزايا وكيف يمكن للشركات تطويرها؟

مقالات ذات صلة
تأثير السوشيال ميديا في حياتنا وآثارها على الفرد والمجتمع والشباب
تأثير السوشيال ميديا في حياتنا وآثارها على الفرد والمجتمع والشباب
علاج الخوف عند الاطفال ليتعلم الكبار طرق دعم الصغار واحتواء مشاعرهم
علاج الخوف عند الاطفال ليتعلم الكبار طرق دعم الصغار واحتواء مشاعرهم
العلاقات السامة في ضوء علم النفس
العلاقات السامة في ضوء علم النفس
كيف أتخلص من التعلق المرضي؟
كيف أتخلص من التعلق المرضي؟
كيف أتعامل مع الزوج النرجسي؟
كيف أتعامل مع الزوج النرجسي؟
كيف أتعافى من آثار الطفولة المؤلمة؟
كيف أتعافى من آثار الطفولة المؤلمة؟
5 طرق لتقوية ثقة طفلك بنفسه
5 طرق لتقوية ثقة طفلك بنفسه
اكتئاب الحمل في الشهور الاخيره وأهم الأعراض وتأثيرها على الجنين وطرق العلاج
اكتئاب الحمل في الشهور الاخيره وأهم الأعراض وتأثيرها على الجنين وطرق العلاج
كيف تؤثر الإعلانات في سلوكنا ونصائح لعلاج آثارها السلبية على الأطفال والمراهقين
كيف تؤثر الإعلانات في سلوكنا ونصائح لعلاج آثارها السلبية على الأطفال والمراهقين
اكتئاب ما بعد الانفصال
اكتئاب ما بعد الانفصال
كيف أتصرف عند تعرض طفلي للتحرش؟
كيف أتصرف عند تعرض طفلي للتحرش؟
6 خطوات لتجاوز ألم الانفصال
6 خطوات لتجاوز ألم الانفصال
مهارات الاحتواء العاطفي للزوجين
مهارات الاحتواء العاطفي للزوجين
تأثير الإهمال الوالدي في الطفولة على حياة الفرد
تأثير الإهمال الوالدي في الطفولة على حياة الفرد
اكتئاب الحمل
اكتئاب الحمل