يعد اضطراب الوسواس القهري من الاضطرابات النفسية المزمنة، يشخص هذا الاضطراب عبر الكشف عن وجود الوساوس لدى المريض والتي تؤدي إلى أفعال قسرية، ويشعر معظم المرضى بأنهم مجبرون على ممارسة عادات أو سلوك قسري معين من أجل الشعور بالأمان أو التخلص من وساوس معينة.

← ابدأ الآن: مقياس الوسواس القهرى

مع تطور الطب النفسي وظهور وسائل علاجية جديدة ظهرت العديد من الأساليب والطرق العلاجية المختلفة والتي ساعدت مرضى الوسواس القهري على التحسن من خلال تخفيف أعراض الاضطراب ونوعية الحياة، ولكن مع ازدياد طرق العلاج زادت الآثار الجانبية، والتي يجب أخذها بالحسبان قبل تطبيق العلاج المختار وذلك من أجل تغيير أسلوب العلاج أو تدبير الآثار الجانبية في حال ظهورها.

← اقرأ ايضاً: ما هي أسباب الوسواس القهري؟ وما العوامل المؤهبة له؟

لم يجد الأطباء سببًا واضحًا لاضطراب الوسواس القهري، ولكن الأبحاث أظهرت أن التوتر والقلق يزيدان من أعراض الاضطراب سوءًا، وقد تم اكتشاف علاقة بين بعض مناطق الدماغ التي لا تستجيب بشكل طبيعي لمادة السيروتونين التي تعمل كناقل عصبي والإصابة بالوسواس القهري. الوسواس القهري أكثر شيوعًا لدى النساء من الرجال ويمكن للأعراض أن تظهر عند المراهقين أو البالغين على حدٍّ سواء.

من أهم عوامل الخطر التي تؤهب للإصابة باضطراب الوسواس القهري:

• إصابة أحد أفراد العائلة (أحد الوالدين أو أحد الأشقاء أو طفل) بالوسواس القهري، وهذا يشير إلى أن للمورثات علاقة وثيقة مع الوسواس القهري.
• تؤهب الاضطرابات البنيوية والكيميائية في بعض المناطق الدماغية للإصابة بالوسواس القهري.
• الاكتئاب واضطراب القلق.
• تعرض المريض لصدمة عاطفية أو حدث مؤلم أو فقدان شخص مقرب خلال حياته.
• حوادث صادمة أثناء الطفولة.

← اقرأ ايضاً: ما أهم علاجات الوسواس القهري؟

يعتمد العلاج على المريض ودرجة تأثير المرض على حياته. توجد عدة أساليب للعلاج أهمها:

العلاج النفسي

يُعالج الوسواس القهري من خلال نوع خاص من العلاج النفسي يدعى العلاج السلوكي المعرفي CBT بالإضافة إلى علاج منع التعرض والاستجابة ERP.

يجب على المريض التعاون مع المعالج النفسي على تقسيم مشاكله إلى أجزاء أصغر مثل الأفكار والمشاعر الجسدية والأفعال، بالإضافة إلى تشجيعه على مواجهة مخاوفه والتعامل مع الوساوس دون اللجوء إلى تحييدها عبر السلوك القسري، ويبدأ المريض بتطبيق العلاج على المواقف التي تسبب أقل قدر من التوتر والقلق قبل التقدم نحو المواقف الأصعب.

العلاج الدوائي

قد يحتاج العديد من المرضى إلى علاج دوائي للسيطرة على الأعراض في حال عدم نجاح العلاج النفسي أو في حال كانت الحالة شديدة جدًا.

يوجد نوع من مضادات الاكتئاب يوصف بشكل رئيسي لحالة الوسواس القهري، وهو مثبطات إعادة قبط السيروتونين SSRIs، إذ تساعد هذه الأدوية على تحسين أعراض الوسواس القهري عبر زيادة مستويات مادة السيروتونين في الدماغ. تبدأ مظاهر التحسن بالظهور بعد حوالي 12 أسبوعًا من بدء تناول الدواء، ويحتاج معظم المرضى لتناول الدواء لمدة عام على الأقل للتخلص من الأعراض بشكل كامل، ويمكن إيقاف الدواء في حال كان المريض لم يعد يعاني من أي أعراض أو في حال وجود أعراض بسيطة جدًا، ولكن على الرغم من ذلك يحتاج معظم المرضى لتناول الدواء لعدة سنوات.

علاجات أخرى

في بعض الحالات النادرة وعندما لا يجدي العلاج النفسي والدوائي، يمكن اللجوء إلى علاجات من نوع آخر تعتمد على تغيير النشاط الكهربائي في بعض مناطق الدماغ، ومن أهم أشكال هذا العلاجات التنشيط المغناطيسي للدماغ TMS. وافقت منظمة الغذاء والدواء الأمريكية FDA على علاج الوسواس القهري بالتنشيط المغناطيسي. يستخدم أثناء العلاج جهاز يوضع فوق الرأس ويطلق حقلًا مغناطيسيًا لتحفيز وتنشيط الخلايا العصبية لتعديل أعراض الوسواس القهري.

ما أهم التأثيرات الجانبية لعلاجات الوسواس القهري المتنوعة؟

تعددت علاجات اضطراب الوسواس القهري وتعددت معها الآثار الجانبية، يحمل العلاج النفسي والأدوية وأنواع العلاج الأخرى بعضًا من الآثار الجانبية والاختلاطات المحتملة التي يجب على المعالج والمريض معرفتها والحذر منها حتى لا تسبب نكسًا في المرض وحتى نتمكن من وقاية المريض منها وتدبيرها بشكل فوري في حال حدوثها.

التأثيرات الجانبية للعلاج النفسي (العلاج السلوكي المعرفي)

يستخدم نوعان مختلفان من العلاج النفسي في علاج اضطراب الوسواس القهري وهما العلاج السلوكي المعرفي وعلاج منع التعرض والاستجابة، فالعلاج السلوكي المعرفي هو علاج نفسي يعتمد على التكلم مع المريض لمساعدته على التعامل مع مشاكله عبر تغيير طريقة تفكيره وسلوكه، أما منع التعرض والاستجابة فهو أسلوب علاجي يعتمد على تعريض المرضى لمواقف مصممة لتحريض وساوس المرضى ضمن بيئة ومحيط آمن.

الآثار الجانبية للعلاج السلوكي المعرفي

بشكل عام يوجد خطر ضئيل خلال إجراء العلاج السلوكي المعرفي، يمكن للمريض أن يشعر باضطراب مشاعره وعدم الراحة خلال الجلسات لأن العلاج يجبر المريض على استكشاف مشاعره المؤلمة وتجاربه السابقة، قد يسبب ذلك بكاء بعض المرضى أو انزعاجهم وقد يشعر بعضهم بالغضب خلال جلسة العلاج، كما قد يشعر البعض بالتعب والإنهاك.

بعض أشكال العلاج السلوكي المعرفي مثل العلاج بالتعرض، قد يتطلب من المريض مواجهة مواقف يفضل أن يتجنبها مثل الصعود على طائرة في حال كان يخاف من الطيران، ما يؤدي إلى توتر وقلق مؤقت.

الآثار الجانبية لعلاج منع التعرض والاستجابة:

• اضطراب المزاج والشعور بالقلق.
• تحريض حالة شديدة من التفكير الزائد أو تحريض الأفكار الوسواسية.
• قد يعاني المريض من التوتر والقلق.

الآثار الجانبية للعلاج الدوائي (مثبطات إعادة قبط السيروتونين)

تعد مثبطات إعادة قبط السيروتونين أفضل تحملًا من معظم أنواع مضادات الاكتئاب، ولن يعاني معظم المرضى إلا من آثار جانبية بسيطة عند تناولها، وتتحسن هذه الأعراض غالبًا مع مرور الوقت، ومن أهم هذه الآثار الجانبية:

• هياج المريض وشعوره بالتوتر.
• عسر هضم، وإسهال أو إمساك.
• فقدان الشهية وخسارة الوزن.
• الدوار وتغيم الرؤية.
• جفاف الفم.
• اضطرابات النوم كالأرق والنعاس الدائم.
• صداع.

الآثار الجانبية للعلاج بالتنشيط المغناطيسي

تعد الآثار الجانبية لهذا النوع من العلاج غير شائعة، ولكن في حالة حدوثها فهي تتضمن:

• صداع منخفض الشدة (أشيع الآثار الجانبية).
• الشعور بخفة الرأس أو الدوار.
• ألم في فروة الرأس، أو العنق.
• الشعور بتنميل أو وخز أو رعشات في عضلات الوجه.
• تزول الآثار الجانبية مثل الدوار والصداع بعد فترة، ويعتبر خطر الإصابة باختلاجات نادرًا جدًا.

تعتبر التأثيرات الجانبية لعلاجات الوسواس القهري نادرة الحدوث، وفي حال حدوثها يمكن تدبيرها بإشراف الطبيب المختص. يمكنك الاطلاع على أهم البرامج العلاجية للوسواس القهري عبر موقع وتطبيق لبيه.

المقالات المقترحه:

← اقرأ ايضاً: كيف يؤثر الوسواس القهري على الإنتاجية؟

← اقرأ ايضاً: كيف تتخلص من الخوف والوسواس؟

← اقرأ ايضاً: هل أنت مصاب بالوسواس القهري! أعراض الوسواس القهري الجسدية

أشهر المختصين:

← احجز جلستك الآن: رانده العوبثاني

← احجز جلستك الآن: د. يزيد القحطاني

← احجز جلستك الآن: د. محمد آل ذياب