هل الخوف المبالغ فيه من الأمراض مؤشر على الإصابة بالوسواس القهري؟
يُعتبر الخوف من المشاعر القوية التي تؤثر بشكل كبير على العقل والجسم وقدرة الشخص على التفكير الطبيعي، وقد تدفعه إلى الذعر وفقدان التركيز، من ناحية أخرى، عندما يحدث الخوف المبالغ فيه من الأمراض، فقد يكون ذلك مؤشرًا على الإصابة باضطراب الوسواس القهري.
← ابدأ الآن : مقياس الوسواس القهرى
إن اضطراب الوسواس القهري (OCD) من الاضطرابات المزمنة الشائعة نسبيًا، وغالبًا ما يؤثر في حياة المصاب بشكل سلبي، ويحتاج لمتابعة مستمرة وعلاج فعال، وللأسف في كثير من الأحيان، يتأخر تشخيص هذا الاضطراب وتقديم العلاج المناسب للمصاب لسنوات عديدة، بسبب وصمة العار المرتبطة به في المجتمع.
في هذا المقال سنتعرف على الخوف المبالغ فيه من الأمراض، وارتباطه بالوسواس القهري، وأفضل الطرق لعلاجه.
أسباب الوسواس القهري والعوامل المؤهبة له
لا يزال السبب الدقيق لحدوث الوسواس القهري غير محدد بدقة، وقد تتشارك عدة عوامل مختلفة في احتمالية حدوثه، من أهم هذه العوامل:
- عوامل ترتبط بالدماغ: تتعلق بوجود نقص في النواقل العصبية الرئيسية مثل السيروتونين والدوبامين.
- عوامل وراثية: أكدت عدة دراسات أجريت على التوائم وجود تأهب وراثي لحدوث الوسواس القهري.
- أسباب التهابية: قد تؤهب الإصابة بجراثيم المكورات العقدية من النمط A، وفيروسات الحلأ البسيط «الهربس» للإصابة باضطراب الوسواس القهري، لكن أسباب هذا الارتباط لا تزال غير محددة بدقة.
- عوامل عصبية: قد يتطور اضطراب الوسواس القهري عند بعض الأشخاص بعد الإصابات والأذيات العصبية، مثل أذيات ورضوض الدماغ، والتسمم بأول أكسيد الكربون.
- عوامل نفسية: لا يعتبر الإجهاد والتوتر من أسباب تطور الاضطرابات النفسية عمومًا، ولكن قد تزداد أعراض بعض الاضطرابات النفسية بما فيها الوسواس القهري عند التعرض للإجهاد المتكرر و التوتر المستمر.
← اقرأ ايضاً: أعراض وعلامات الوسواس القهري
تشمل أعراض الوسواس القهري وجود أفكار وسواسية مزعجة، وأفعال وتصرفات يُجبر عليها المصاب بشكل متكرر. يفهم المصاب بأن مخاوفه مبالغ بها وغير منطقية، ولكنه يجد صعوبة في مقاومتها والتغلب عليها، ويعاني العديد من المصابين من أعراض معتدلة الشدة، وفي الحالات المتقدمة، قد يصبح هذا الاضطراب معطلًا لحياة المصاب تمامًا.
من أهم الأعراض لدى المصابين باضطراب الوسواس القهري:
- خوف مبالغ فيه من الإصابة بالعدوى و الأمراض المختلفة، فنراه يتجنب مصافحة الآخرين من حوله، خوفًا من التلوث أو نقل العدوى، ويكثر من غسل يديه بشكل مستمر بعد ملامسة أي شيء، الأمر الذي قد ينعكس سلبًا عليه ويسبب له التهابات جلدية وأكزيما جلدية بسبب الغسيل المفرط.
- خوف كبير من حدوث كارثة أو أمر خطير.
- أفكار وتخيلات غير طبيعية ومزعجة.
- قد يقوم المصاب بالتأكد من الأفعال التي يقوم بها بشكل متكرر حتى يشعر بالراحة.
- يخاف المصاب من ارتكاب أي خطأ أو تجاوز في عمله أو حياته.
- خوف من إيذاء الأشخاص المحيطين به.
- هوس ترتيب الأشياء من حوله.
- الاهتمام بالمظهر الخارجي بشكل كبير، مع توتر شديد وعصبية دائمة.
قد يعاني المصاب أيضًا من أعراض واضطرابات نفسية مرضية مرافقة، تشمل ما يلي:
- القلق واضطراب المزاج.
- الاكتئاب.
- نوبات الهلع.
- اضطرابات جسدية مثل اضطراب تشوه الجسم.
- اضطرابات الأكل.
- اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة عند الأطفال.
- أفكار وسلوكيات انتحارية.
الخوف المبالغ فيه من الأمراض
يصنف الخوف غير المبرر والمبالغ فيه من الأمراض من بين أنواع الرهاب ويطلق عليه اسم رهاب المرض، ويتميز بأن الشخص المصاب يكون لديه خوف مستمر وغير مفسر من الإصابة بمرض معين، وغالبًا ما يكون هذا الخوف موجهًا نحو الأمراض الخطيرة والمهددة للحياة.
قد يعاني جميع الأشخاص من مختلف الأعمار من هذا الخوف أو الرهاب، ولكن الأشخاص الكبار في السن هم الأكثر عرضةً له بسبب خوفهم من الموت، أو معاناتهم من أمراض مزمنة وحالات طبية متنوعة تتعلق بالشيخوخة.
أعراض رهاب المرض
قد نجد أن الشخص الذي يعاني من الخوف الشديد من الإصابة بأمراض معينة يزور عيادة الطبيب بشكل متكرر ويطلب إجراء فحوصات طبية مختلفة، أو من ناحية أخرى قد يخاف زيارة طبيبه لكي لا يكتشف إصابته بأي مرض.
يقلق المصاب بشأن صحته، وقد يدفعه ذلك إلى البحث المستمر والتدقيق في الأعراض، وإذا أصابه عرض ما كالزكام على سبيل المثال، قد يشك بإصابته بمرض خطير، مثل سرطان الرئة.
← اقرأ ايضاً: علاج الوسواس القهري المرتبط برهاب الأمراض
يتضمن علاج الوسواس القهري المرتبط برهاب الأمراض ما يلي:
- عادةً يتم البدء بالعلاج الدوائي من أجل تخفيف الأعراض المرافقة خاصةً القلق، وقد أثبتت الأدوية فعاليتها في ذلك، وتشمل الأدوية المستخدمة بشكل شائع: مضادات القلق ومضادات الاكتئاب وبعض المهدئات.
- العلاج النفسي، مثل العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، الذي يساعد على فهم أسباب أفكار المريض ومخاوفه، ومن ثم إزالتها ومنعها أو استبدالها بأفكار إيجابية.
- العلاج بالتعرض، وفيه يُعلم الطبيب المعالج المصاب طرق الاسترخاء من أجل استخدامها، ويعرضه بشكل تدريجي لأخبار وقصص ومعلومات حول الأمراض المختلفة وتفشيها.
- العلاج بالتنويم المغناطيسي، وفيه تُستخدم طرق استرخاء خاصة تساعد المصاب على تغيير تصوراته وأفكاره حول المرض والمخاطر الصحية التي قد يتعرض لها.
- علاجات أسرية تربوية داعمة.
يقدم لبيه برنامج علاجي للوسواس القهري، إذا كنت تعاني أنت أو أحد المحيطين بك من أعراض الوسواس القهري المرتبط بالخوف المبالغ فيه من الأمراض، يمكنك التواصل مع معالجك النفسي عبر تطبيق لبيه للحصول على المساعدة والدعم اللازم وأفضل طرق العلاج المناسبة لحالتك.
المقالات المقترحه:
← اقرأ ايضاً: هل أنت مصاب بالوسواس القهري! أعراض الوسواس القهري الجسدية
← اقرأ ايضاً: نصائح تساعدك في رحلة التعافي من الوسواس القهري
← اقرأ ايضاً: ما هي الأفكار الشائعة التي يفكّر فيها مريض الوسواس القهري؟
أشهر المختصين:
← احجز جلستك الآن: د. فاطمة الدندن