كيف يمكنك التعامل مع فقدان الشغف والاهتمام؟
من الطبيعي أن نشعر في بعض الأحيان بالملل وفقدان الشغف تجاه النشاطات التي اعتدنا القيام بها، لكن الأمر قد يتطور في أحيان أخرى لحالة عامة من فقدان الشغف والاهتمام بشكل يؤثر على نوعية الحياة و العلاقات الاجتماعية و الشخصية.
أسباب فقدان الشغف والاهتمام
يمكن أن يكون فقدان الشغف والاهتمام في بعض الأحيان أحد أعراض الاضطرابات النفسية مثل: الاكتئاب واضطراب القلق واضطراب ثنائي القطب والفصام.
في هذه الحالة يكون فقدان شعور الشغف والاهتمام جزءاً من حالة أوسع تشمل العديد من الأعراض والعلامات، وقد يمتد ليشمل الاهتمامات الشخصية، والعلاقات العائلية والاجتماعية، والعمل، ومختلف مجالات الحياة.
تمتلك جميع الاضطرابات النفسية السابقة مجموعة متنوعة من الأعراض والأسباب، التي يتم تشخيصها في عيادة الطبيب النفسي وتحتاج علاجًا خاصًا ومتابعة مستمرة.
في أحيان أخرى قد يكون فقدان شعور الشغف والاهتمام حالة خاصة ومعزولة لا تتعلق بأي اضطراب نفسي، ويحدث نتيجة للتوتر الشديد وضغط العمل أو مشكلات الحياة المستمرة أو الشعور بالضياع في الأعمال والنشاطات التي تحاول ممارستها.
يمكن بسهولة أن تتعمق حالة فقدان الشغف والاهتمام هذه عندما تثنيك عن ممارسة النشاطات والهوايات التي تساعدك على تفريغ التوتر والتعب الذي عانيته في عملك وحياتك، من ثم تزيد حالة التوتر والإرهاق التي تعانيها، ويزداد معها فقدان شعور الشغف والاهتمام.
اقرأ ايضاً: كيفية التعامل مع فقدان شعور الاهتمام والشغف؟
مهما كانت أسباب فقدان شعور الاهتمام والشغف، يجب أن ألا تصبح حالة نهائية ومستمرة، بل تستطيع عبر مجموعة من النصائح والخيارات أن تستعيد شغفك السابق واندفاعك نحو ما تستمتع به، ومن أهم هذه النصائح:
ابدأ بخطوات صغيرة وبسيطة
ابدأ بخطوات صغيرة وبسيطة في أي نشاط ممتع تريد ممارسته وتشعر بضعف الرغبة تجاهه، لا تُحمل نفسك همَّ تحقيق المعجزات ولا تقلق من تقدمك القليل، فخطوة بعد خطوة تكبر المسافة التي تقطعها ويعود لك الشغف الذي تتمناه.
خطط لما تريد فعله
اكتب على ورقة خاصة ما تريد فعله في وقت نشاطك، وحدد جميع الأمور بالتفصيل، وركز على الأشياء التي تتطلب جهدًا كبيرًا، وحاول تبسيطها قدر الإمكان، فكلما زاد الجهد الذي تحتاجه من أجل القيام بالنشاط، كلما انخفضت همّتك تجاهه أكثر.
يساعدك التخطيط للمستقبل على تحضير نفسك معنويًا وجسديًا للنشاط الذي تريد القيام به، وتجنب وضع الأعذار والتأجيل والتسويف.
احرص على أخذ قسط وافر من النوم
يعد الإرهاق والاستنزاف الذي يسببه جهد العمل ومشكلات الحياة من الأسباب المحتملة لفقدان الشغف والاهتمام بالنشاطات المتنوعة، لذلك تساعد الراحة والنوم لفترة كافية على استعادة التوازن والطاقة التي يحتاجها الجسم حتى تمارس النشاطات المتنوعة بسلاسة وهمة عالية، وتستعيد شعور المتعة والحماس الذي كان يتملكك سابقًا، لذا لا تبخل على نفسك ببعض الراحة، فقد تكون هي الحل الذي تبحث عنه.
اطلب المساعدة من العائلة والأصدقاء
أحيانًا يكون مجرد التحدث مع أفراد العائلة والأصدقاء المقربين، والتعبير عما تشعر به هو ما تحتاجه بالضبط حتى تستعيد حماسك وتزيل تعبك، بالإضافة إلى أنك تستطيع أن تمارس النشاط الذي تريده مع أصدقائك، يساعدك الحماس والشغف الذي يتمتع به من حولك على إشعال شغفك مرة أخرى، وتتجاوز حاجز الكسل والتأجيل والتسويف.
اشترك بنادٍ أو صفٍّ خاص
تكون جميع النشاطات في بدايتها صعبة ومتعبة، ويكون الحماس تجاهها منخفضًا وقليلاً، لذا قد يساعد الاشتراك في نادٍ أو صف يختص في تعليم وممارسة النشاط الذي تريده عبر وضع برنامج ووقت محدد إلى الالتزام في القيام بهذا النشاط، ويزداد حماسك واندفاعك تجاه النشاط الذي تمارسه مع الوقت، ويزداد التزامك واستمرارك في القيام به وحضور الدروس والاجتماعات، وتراكم الذكريات السعيدة.
ابحث عن نشاطات جديدة
من الطبيعي أن تفقد الحماس والشغف تجاه بعض النشاطات التي كنت تستمتع بها سابقًا وتتطلع لممارستها. لكن لا تدع هذا يقيدك ويمنعك عن تجربة نشاطات جديدة وتوسيع أفق مهاراتك. ابحث عن نشاطات جديدة، وجربها، واستكشف ما تنجذب إليه وحاول أن تجد ما يشعل شغفك من جديد.
تحدث مع طبيبك واطلب الاستشارة
لا تتردد في استشارة طبيب نفسي مختص في حال كنت تعاني من أعراض أخرى إلى جانب فقدان شعور الاهتمام والشغف، مثل الحزن والضياع والتعب والتوتر. يمكن لفقدان الشغف والاهتمام أن يكون عرضًا لاضطراب أو حالة نفسية أخرى، وفي هذه الحالة لا بد من استشارة طبيب نفسي مختص للحصول على التشخيص والعلاج المناسب.
إن الحياة مليئة بالمواقف والمشاغل التي تستهلك طاقتنا، وتتركنا في وضع استنزاف لا نستطيع معه الاحتفاظ بشغفنا وحماسنا تجاه النشاطات المختلفة، لكن هذه ليست هي النهاية بالتأكيد، بل يمكن الخروج من هذا النفق المظلم، واستعادة الاندفاع والشغف تجاه ما كنا نستمتع به ونتشوق للقيام به، ومهما ساءت الظروف يمكنك العودة إلى الوضع الطبيعي من خلال اللجوء إلى الطرق والتوصيات السابقة، أو طلب المساعدة من طبيب أو معالج نفسي متخصص.إذا كنت تعاني من حالة فقدان الشغف والاهتمام واحتجت لمساعدة، يمكنك التواصل في أي وقت مع معالجك النفسي عبر تطبيق لبيه.
المقالات المقترحه:
أقرأ ايضاً: أسباب التوتر المفاجئ وطرق التعامل معه
أقرأ ايضاً: كيف يمكن تحويل مشاعر القلق والتوتر إلى طاقة تحفيز إيجابية؟
أقرأ ايضاً: كيف أتغير للأفضل؟