الفرق بين الصدمة واضطراب ما بعد الصدمة
من السهل والشائع الخلط بين الصدمة و اضطراب ما بعد الصدمة، إذ يتشابه الاضطرابان بالاسم والكثير من الأعراض. يتجنب الأفراد المصابون بكلتا الحالتين المكان أو الموقف الذي وقع فيه الحدث، بالإضافة إلى شعورهم الدائم بالتوتر أو الخوف، وعلى الرغم من تشابههما، إلا أن اضطراب الصدمة واضطراب ما بعد الصدمة يختلفان من حيث شدة ومدة وطريقة علاج الأعراض التي ترافق كل من الحالتين.
← انضم الآن إلي برنامج التعافي من الصدمات
ما هي الصدمة؟
جميعنا واجهنا صدماتٍ ما في مراحل مختلفة من حياتنا، وفي كثيرٍ من الأحيان، تُربط كلمة “صدمة”، بنوعٍ من الأحداث التي تهدد الحياة أو تلك التي تغيّر حياة شخصٍ ما، إن الصدمة هي حدثٌ يجعل الشخص يشعر بالأذى والحزن وتسبب له مشاعر العجز، وتقلل من تقديره لذاته.
ويمكن القول إن كل فرد على هذا الكوكب قد تعرض لشكلٍ من الصدمات في مرحلة ما من حياته، وبحسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية فهناك أكثر من 70% من سكان العالم تعرضوا لصدماتٍ مهمةٍ خلال حياتهم، لكن هذه النسبة هي فقط للحالات التي تم تشخيصها أو الإبلاغ عنها، وربما يكون الرقم الحقيقي أكبر من ذلك بكثير.
ما هي العوامل والظروف التي تسبب الصدمة؟
تختلف أسباب الصدمة من شخص لآخر ومن بيئة إلى أخرى، ومن أهم هذه الأسباب:
- العنف المنزلي، العنف في المدرسة، التنمر.
- حادث سيارة.
- صدمة طبية.
- الحزن الناتج عن انفصال في علاقة عاطفية.
- العنف المجتمعي.
- الكوارث الطبيعية.
- الحروب والنزوح القسري (اللجوء).
أو أن يكون الشخص شاهدًا على أي من الأحداث الصادمة المذكورة أعلاه.
ما هو اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)؟
يحدث اضطراب ما بعد الصدمة عندما يتعرض شخصٌ ما لحدثٍ مخيفٍ أو مرعبٍ يسبب له اضطرابات نفسية لدرجة أنها تؤثر على حياته اليومية، إما أن يختبر الشخص الحدث بنفسه أو يشهد حدوثه، وتشمل الأعراض استرجاع الحدث، أو الكوابيس، القلق الشديد، أو الأفكار التي لا يمكن السيطرة عليها حول الحدث.
يتم تصنيف أعراض اضطراب ما بعد الصدمة عمومًا إلى أربعة أنواع:
- استرجاع الذكريات.
- العزلة وتجنب الأماكن والأشخاص.
- تقلبات المزاج، وتغير طريقة التفكير.
- تغيرات في ردود الأفعال الجسدية والعاطفية.
ويمكن أن تختلف الأعراض بمرور الوقت، كما أنها تختلف من شخص لآخر، ويمكن أن تحدث أعراض اضطراب ما بعد الصدمة خلال شهر من الحدث، أو قد تحدث بعد عدة سنوات.
ما هو الفرق بين اضطراب ما بعد الصدمة والصدمة؟
تحدث أعراض اضطراب ما بعد الصدمة عندما لا يكون الفرد قادرًا على تجاوز الصدمة والعودة إلى حياته الطبيعية، أي أن الفرق الأساسي بين الصدمة واضطراب ما بعد الصدمة ليس في شدة الحدث، ولكن في شدة وطول الأعراض. يصاب العقل والجسم بالصدمة بعد التعرض للحدث الصادم، ويعاني الشخص من أعراض اضطراب ما بعد الصدمة مثل الكوابيس، والشعور بالخوف والقلق وصعوبة في النوم، وتجنب الحياة الاجتماعية.
تعتبر هذه الأعراض ردود فعل طبيعية للأحداث غير الطبيعية، ومع العلاج تخف هذه الأعراض عند معظم الناس حتى يتمكنوا من استئناف حياتهم الطبيعية. قد يستغرق هذا بضعة أسابيع أو أشهر، ولكن في النهاية ستقل الأعراض وخصوصًا عندما يصبح الفرد قادرًا على فهم مشاعره.
الفرق الأساسي بين الصدمة واضطراب ما بعد الصدمة هو أن الأعراض لا تخف مع مرور الوقت، ويشعر الفرد بمزيد من التدهور في صحته النفسية والجسدية.
اضطراب ما بعد الصدمة لدى النساء
يمكن لجميع الأفراد التعرض لاضطراب ما بعد الصدمة إذا شهدوا حدثًا صادمًا أو تعرضوا له واستمرت أعراضه لفترة طويلة من الزمن، وتختلف الأعراض وكيفية التعامل معها عند كل من النساء والرجال. عادةً، تعاني النساء من أعراض اضطراب ما بعد الصدمة لفترة أطول من الرجال، وتشمل أعراض اضطراب ما بعد الصدمة عند النساء عادةً مع ما يلي:
- سهولة الشعور بالخوف والقلق.
- تجنب الأشياء التي تذكرهم بالحدث الصادم.
- الاكتئاب الشديد.
بحسب منظمة الصحة العالمية، إن النساء أكثر عرضة بمرتين من الرجال للإصابة باضطراب ما بعد الصدمة، فيمكن أن تحتاج النساء اللواتي مررن بصدمة، ويعانين من اضطراب ما بعد الصدمة إلى علاج ورعاية مركّزة حتى يتمكنوا من التخلص من جميع المشاعر السلبية والذكريات المؤلمة.
← اقرأ ايضاً: هل يمكن علاج أعراض اضطراب ما بعد الصدمة؟
هناك العديد من الأساليب المتبعة التي تُستخدم لعلاج اضطراب ما بعد الصدمة، فكلما حصل الشخص على العلاج مبكرًا، كانت فرصة الشفاء أفضل. كما يُنصح بالتعامل مع كل حالة على أنها خاصة، ومن المهم معرفة أنه ليس كل من يعاني من الصدمة سيصاب باضطراب ما بعد الصدمة، وليس كل من يصاب باضطراب ما بعد الصدمة يحتاج إلى علاج نفسي.
بالنسبة لبعض الأشخاص، تهدأ أعراض اضطراب ما بعد الصدمة أو تختفي بمرور الوقت وذلك بفضل مساعدة البيئة المحيطة بهم (العائلة أو الأصدقاء)، لكن العديد من الأشخاص المصابين باضطراب ما بعد الصدمة يحتاجون إلى علاج متخصص للتعافي من الاضطراب النفسي الذي يمكن أن يكون شديدًا ومعيقًا لوظائف الحياة اليومية.
كيف يمكن علاج اضطراب ما بعد الصدمة؟
يستخدم الطبيب النفسي المختص طرقًا فعالة مختلفة لمساعدة الأشخاص على التعافي من اضطراب ما بعد الصدمة، وقبل تقديم العلاج يقوم الطبيب بإجراء تقييم مفصل للأعراض للتأكد من أن العلاج يناسب احتياجات الشخص وحالته. وقد تستمر فترة العلاج لأكثر من 4 أسابيع إذا كانت الأعراض شديدة. ومن طرق العلاج المتبعة:
المراقبة والمتابعة
إذا كانت لدى الشخص أعراضٌ خفيفة من اضطراب ما بعد الصدمة، أو كانت لديه أعراضٌ استمرت لمدةٍ تقل عن 4 أسابيع، فقد يُوصى باتباع نهجٍ يسمى المراقبة النشطة، والتي تتضمن مراقبة الأعراض بعناية لمعرفة ما إذا كانت تتحسن أو تزداد سوءًا. يُوصى بهذه الطريقة لأن 2 من كل 3 أشخاص يعانون من أعراض ما بعد الصدمة يتحسنون في غضون أسابيع قليلة دون علاج.
← اقرأ ايضاً: العلاج النفسي
إذا كان الشخص يعاني من اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) الذي يتطلب علاجًا، فعادةً ما يُوصى بالعلاج النفسي أولًا وخصوصًا العلاج السلوكي المعرفي (CBT) والذي الذي يهدف إلى مساعدة الشخص في إدارة المشكلات عن طريق تغيير طريقة التفكير والتصرف. في بعض الحالات الشديدة يُنصح بمزيج من العلاج النفسي والدواء ولا يتم استخدام الدواء إلا إذا:
- اختار الشخص عدم تلقي علاج نفسي.
- العلاج النفسي غير فعال.
- يعاني الشخص من حالة طبية أخرى، مثل الاكتئاب الشديد، والتي تؤثر بشكل كبير على قدرته على الاستفادة من العلاج النفسي.
على الرغم من تشابه أعراض كل من الصدمة واضطراب ما بعد الصدمة، إلا أنهما مختلفان تمامًا، ويؤدي الحصول على المساعدة والدعم في الوقت المناسب إلى منع تفاقم أعراض الصدمة وتطورها إلى اضطراب ما بعد الصدمة، إذا كنت تعاني من أعراض اضطراب ما بعد الصدمة يمكنك التواصل مع فريق من المعالجين النفسيين عبر موقع وتطبيق لبيه، ويمكنك الاطلاع على مزيد من المقالات والمعلومات المتعلقة بالطب النفسي عبر الموقع المذكور.
المقالات المقترحه:
← اقرأ ايضاً: كيف تستطيع مساعدة أحد أحبائك إذا كان مصابًا باضطراب ما بعد الصدمة؟
← اقرأ ايضاً: قصتي مع اضطراب ما بعد الصدمة
← اقرأ ايضاً: أعراض الصدمة النفسية.. ما هي وكيف نشخصها ونعالجها أو نتقبلها؟
أشهر المختصين:
← احجز جلستك الآن: د. نوال العتيبي