العلاج السلوكي المعرفي: كيف يعمل؟ وما الاضطرابات النفسية التي يعالجها؟
يُسمى العلاج السلوكي المعرفي CBT (العلاج بالكلام)، وهو أحد فروع العلاج النفسي المنظمة والهادفة، يستخدم عادة لعلاج وإدارة اضطرابات الصحة النفسية المتنوعة بمفرده أو بالمشاركة مع العلاج الدوائي. يعزز العلاج السلوكي المعرفي مهارات التأقلم للتعامل مع المشكلات المختلفة، ويستند على فكرة أن طريقة تفكيرنا في المواقف يمكن أن تؤثر على الطريقة التي نشعر ونتصرف بها. على سبيل المثال، تفسير موقف ما بشكل سلبي يؤدي إلى مشاعر سلبية، وهذه المشاعر السلبية قد تدفع الفرد للتصرف بشكل غير صحيح، ما يجعل المريض يدخل في حلقة مفرغة.
كيف يعمل العلاج المعرفي السلوكي؟ وما هي فوائده؟
يجمع العلاج السلوكي المعرفي بين نوعين من الممارسات للمساعدة في التعامل مع الأفكار والسلوكيات السلبية، وهي:
- العلاج المعرفي، يركز على الأفكار.
- العلاج السلوكي، دراسة التصرفات التي يقوم بها الفرد.
يهدف العلاج إلى مساعدة الأشخاص في التعامل مع المشكلات الكبيرة بطريقة أكثر إيجابية عن طريق تقسيمها إلى أجزاء أصغر، وعلى عكس بعض العلاجات الكلامية الأخرى، يتعامل العلاج المعرفي السلوكي مع المشكلات الحالية، بدلًا من التركيز على الماضي. عادة ما يشمل العلاج السلوكي المعرفي عددًا محدودًا من الجلسات (عادة من 5 إلى 20 جلسة) لتحقيق الهدف المنشود.
أهم خطوات العلاج السلوكي المعرفي
- فهم المشكلة: في بداية العلاج، تناقش التحديات التي تتعامل معها والأعراض التي لاحظتها وأي مخاوف لديك. تساعد هذه الخطوة الأولى في تحديد أهداف العلاج.
- طرح الأسئلة من قبل المعالج: اعتمادًا على الحالة، قد تناقش حادثة ما في الماضي أو المخاوف والرهاب أو السلوكيات المقلقة أو الأفكار والمشاعر السلبية.
- مساعدتك في التعرف على الأفكار والسلوكيات السلبية: من خلال جلسات الأسئلة والأجوبة التفاعلية، يشجع المعالج على الاهتمام بكيفية استجابتك للمواقف الصعبة. وتعملان معًا لتحديد المشاعر أو المعتقدات أو السلوكيات غير الصحية التي قد تساهم في مشاكلك.
- حدد المواقف أو الظروف المقلقة في حياتك: قد تشمل هذه قضايا مثل حالة طبية أو الطلاق أو الحزن أو الغضب أو أعراض اضطراب الصحة العقلية. من المهم تحديد المشكلات والأهداف التي تريد التركيز عليها، وبمجرد تحديد المشكلات التي يجب العمل عليها، يشجعك معالجك على مشاركة أفكارك بشأنها وتفسيرك لمعنى الموقف، ومعتقداتك عن نفسك، والأشخاص الآخرين والأحداث.
- تعديل الأفكار والسلوكيات: يساعد المعالج على إيجاد طرق لتغيير المشاعر والأفكار والعادات السلبية. يمكن تغيير وجهة نظرك واعتماد أنماط وسلوكيات تفكير إيجابية. ثم يمكنك تطبيق هذه المهارات على المواقف المستقبلية.
ما هي الاضطرابات النفسية التي يفيد فيها العلاج المعرفي السلوكي؟
لقد ثبت أن العلاج المعرفي السلوكي طريقة فعالة لعلاج عدد من اضطرابات الصحة النفسية المختلفة، بالإضافة إلى الاكتئاب أو اضطرابات القلق، يمكن أن يساعد العلاج المعرفي السلوكي الأشخاص الذين يعانون من الحالات التالية:
- اضطراب ثنائي القطب.
- اضطراب الشخصية الحدية.
- اضطراب الوسواس القهري.
- نوبات الهلع.
- الرهاب.
- اضطراب ما بعد الصدمة.
- الذهان.
- الحالات الخفيفة من انفصام الشخصية.
بالإضافة إلى :
- اضطرابات النوم: الأرق هو اضطراب نوم شائع يمكن أن يساعد العلاج السلوكي المعرفي في علاجه أو إدارته.
- اضطرابات الأكل: يمكن أن يساعد العلاج المعرفي السلوكي الأشخاص الذين يعانون من الشره المرضي أو فقدان الشهية أو اضطرابات الأكل بنهم.
فوائد وإيجابيات أخرى للعلاج السلوكي المعرفي
يستخدم العلاج المعرفي السلوكي أحيانًا أيضًا لعلاج الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية طويلة الأمد، مثل:
- متلازمة القولون العصبي (IBS).
- متلازمة التعب المزمن (CFS).
- الألم المزمن: يمكن أن يعلم العلاج المعرفي السلوكي الأشخاص الذين يعانون من الألم العضلي الليفي أو اضطرابات الألم المزمنة الأخرى إدارة الألم بطريقة جديدة. قد يساعدك منظور جديد في تغيير طريقة استجابتك للانزعاج الجسدي.
- التحديات والضغوط اليومية: يمكن أن يفيد العلاج السلوكي المعرفي أي شخص يعاني من تحديات الحياة. قد تطلب المساعدة في قضايا مثل الحزن أو الطلاق أو مشاكل العمل أو مشاكل العلاقات.
على الرغم من أن العلاج السلوكي المعرفي لا يمكن أن يعالج الأعراض الجسدية لهذه الحالات، إلا أنه يمكن أن يساعد الأشخاص على التعامل بشكل أفضل مع أعراضهم، العلاج المعرفي السلوكي هو أداة مفيدة أيضًا لمواجهة التحديات العاطفية. على سبيل المثال، قد يساعدك في:
- إدارة أعراض الاضطرابات النفسية.
- منع انتكاس أعراض الاضطراب النفسي.
- علاج الاضطرابات النفسية عندما لا تكون الأدوية خيارًا جيدًا.
- حل الخلافات في العلاقات وتعلم طرق أفضل للتواصل.
- التعامل مع الحزن أو الخسارة.
- التغلب على الصدمات العاطفية المتعلقة بالإساءة أو العنف.
- التعامل مع مرض طبي والأعراض الجسدية المزمنة.
في بعض الحالات، يكون العلاج المعرفي السلوكي أكثر فاعلية عندما يقترن بعلاجات أخرى، مثل مضادات الاكتئاب أو الأدوية الأخرى التي يصفها الطبيب المختص.
مدة العلاج السلوكي المعرفي
يعتبر العلاج المعرفي السلوكي بشكل عام علاجًا قصير الأمد – يتراوح من حوالي 5 إلى 20 جلسة. يمكنك أنت ومعالجك مناقشة عدد الجلسات التي قد تكون مناسبة لك. تشمل العوامل التي يجب مراعاتها ما يلي:
- نوع الاضطراب أو الموقف.
- شدة الأعراض الخاصة بك.
- منذ متى عانيت من الأعراض أو كنت تتعامل مع حالتك.
- ما مدى سرعة إحراز تقدم؟
- ما مقدار التوتر الذي تعاني منه؟
- ما مقدار الدعم الذي تتلقاه من أفراد الأسرة والأشخاص الآخرين؟
كيف يمكن الحصول على أفضل استفادة من العلاج المعرفي السلوكي؟
العلاج المعرفي السلوكي ليس فعالًا للجميع، ولكن يمكنك اتخاذ خطوات لتحقيق أقصى استفادة من العلاج والمساعدة في نجاحه، ومن أهمها:
يكون العلاج أكثر فاعلية عندما تشارك في صنع القرار. تأكد من موافقتك أنت ومعالجك على القضايا الرئيسية وكيفية معالجتها. يمكن تحديد الأهداف وتقييم التقدم بمرور الوقت، بالإضافة لذلك كن منفتحًا وصادقًا: يعتمد النجاح في العلاج على استعدادك لمشاركة أفكارك ومشاعرك وتجاربك وعلى الانفتاح على رؤى وطرق جديدة لفعل الأشياء. إذا كنت مترددًا في الحديث عن أشياء معينة بسبب المشاعر المؤلمة أو الإحراج أو المخاوف بشأن رد فعل معالجك، فأخبر معالجك بتحفظاتك.
التزم بخطة العلاج الخاصة بك: إذا كنت تشعر بالإحباط أو تفتقر إلى الدافع، فقد يكون من المغري تخطي جلسات العلاج. القيام بذلك يمكن أن يعطل تقدمك. احضر جميع الجلسات وفكر فيما تريد مناقشته. لا تتوقع نتائج فورية: يمكن أن يكون العمل على المشكلات العاطفية مؤلمًا وغالبًا ما يتطلب عملًا شاقًا. ليس من غير المألوف أن تشعر بالسوء خلال الجزء الأول من العلاج عندما تبدأ في مواجهة النزاعات السابقة والحالية. قد تحتاج إلى عدة جلسات قبل أن تبدأ في رؤية التحسن.
إذا لم يساعدك العلاج، فتحدث إلى معالجك: إذا شعرت أنك لا تستفيد من العلاج المعرفي السلوكي بعد عدة جلسات، فتحدث إلى معالجك حول هذا الموضوع. قد تقرر أنت ومعالجك إجراء بعض التغييرات أو تجربة نهج مختلف.
يساعد العلاج السلوكي المعرفي الأشخاص على أن يصبحوا أكثر وعياً لمشاعرهم وأفكارهم وسلوكياتهم، وتعلم تبنّي أنماط وعادات تفكير صحية، ويركز على قدرة الشخص على تغيير نفسه. يتبنى معظم الأشخاص عادات صحية بعد العلاج المعرفي السلوكي، والحقيقة لا يمكن للعلاج أن يجعل المواقف العصيبة تختفي، ولكن يمكن الاستجابة لها بشكل أكثر إيجابية والشعور بتحسن بشكل عام. يمكن استخدام العلاج المعرفي السلوكي بمفرده أو مع الأدوية والعلاجات الأخرى بناءً على المشكلة التي يعالجها. ينطوي العلاج على مواجهة المشاعر والقلق مما قد يؤدي إلى مواجهة فترات أولية تشعر فيها بالقلق أو عدم الراحة عاطفيًا.
المقالات المقترحه:
← اقرأ ايضاً: ما الفرق بين العلاج السلوكي والعلاج المعرفي؟
← اقرأ ايضاً: العلاج المعرفي السلوكي، تعريفه، أهميته، و أهمّ طرق العلاج عبرهُ
← اقرأ ايضاً: ما هو العلاج المعرفي السلوكي؟
أشهر المختصين:
← احجز جلستك الآن: مريم البحيري