الأعراض الجسدية للاكتئاب
يعتبر الاكتئاب واحدًا من أكثر الاضطرابات النفسية شيوعًا في العالم، إذ يعاني منه نحو 26% من البالغين تقريبًا، وبالرغم من كونه أحد الاضطرابات النفسية إلا أن له آثار جسدية أيضًا، لذا من الضروري أن نتعرف على الاكتئاب وأعراضه وتأثيراته على الجسم خاصة إذا بقي دون علاج.
الاكتئاب هو اضطراب في المزاج يسبب شعورًا بالحزن وفقدان المتعة بالأنشطة الاعتيادية، كما يؤثر على مشاعر المريض وتفكيره وسلوكه، والأسوأ من ذلك أن بعض أنواع الاكتئاب تُشعر المرضى بفقدان الرغبة في العيش، وبحسب الدراسات يُعتبر الشخص مصابًا بالاكتئاب إذا استمرت الأعراض لديه لأكثر من أسبوعين وأثرت على نمط حياته بشكل ملحوظ.
← اقرأ ايضاً: أهم الأعراض الجسدية للاكتئاب
تختلف أعراض الاكتئاب من شخص لآخر، وبحسب دراسة أجريت عام 2017 هناك أكثر من 52 عرضًا للاكتئاب تختلف بحسب الحالة وشدة الاضطراب، وقد تكون هذه الأعراض نفسية أو جسدية، ومن أهم الأعراض الجسدية للاكتئاب:
اضطرابات في الشهية والوزن
تؤثر الحالة المزاجية على النظام الغذائي بشكل كبير، فيؤدي الاكتئاب عند بعض الأشخاص إلى فقدان الشهية وبالتالي نقص الوزن، وقد يكون تأثيره معاكسًا تمامًا عند آخرين فشعور المريض بفقدان الأمل يجعله يميل إلى الأطعمة الفقيرة بالمغذيات ويفقد رغبته بالتمرين ويتجه إلى الطعام الغني بالسكر والدهون والكربوهيدرات، كما تعد زيادة الشهية والوزن من التأثيرات الجانبية لبعض أدوية الاكتئاب، فبحسب الدراسات يعاني 43% من البالغين المصابين بالاكتئاب من البدانة.
اضطرابات في النوم
يوجد ارتباط جوهري بين الاكتئاب ومشاكل النوم مثل الصعوبة في الخلود إلى النوم والاستيقاظ المتكرر ليلًا والإصابة بالأرق، وبالتالي عدم حصول الشخص على حاجته الضرورية من النوم والراحة، بالإضافة إلى قلة النشاط والآلام المتكررة في الجسم، كما يزيد الحرمان من النوم أعراض الاكتئاب سوءًا كالتوتر والقلق والصداع وضعف الجهاز المناعي.
مشاكل واضطرابات في الجهاز الهضمي
توجد علاقة وثيقة بين الدماغ والجهاز المعدي المعوي، إذ يُظهر القلق والاكتئاب والتوتر تأثيرًا ملحوظًا على حركات الأمعاء وتقلصاتها التي بدوره قد تسبب الإسهال أو الإمساك أو الغثيان، للقلق دور في الإصابة بالارتجاع المعدي المريئي، كما تؤثر المشاعر على إنتاج الحمض المعدي أيضًا ما يزيد من خطر الإصابة بالقرحة الهضمية، بالإضافة إلى دور الاكتئاب في الإصابة بمتلازمة الأمعاء المتهيجة (تشنج القولون).
ضعف المناعة
تختلف طرق تأثير الاكتئاب على جهازك المناعي، إذ يُنتج جسمك في أثناء النوم السيتوكينات وغيرها من العناصر الضرورية لمكافحة العدوى، وبالتالي يزيد الحرمان من النوم -الذي يعتبر كما ذكرنا سابقًا عرضًا شائعًا للاكتئاب- خطر الإصابة بالعدوى والأمراض، بالإضافة إلى دوره في الإصابة بالالتهابات التي تؤهب لتطور الأمراض القلبية وداء السكري من النمط الثاني والسرطان.
تأثيرات الاكتئاب على الجهاز القلبي الوعائي
يؤثر الاكتئاب على مستويات الضغط الدموي، ويسبب التوتر والاكتئاب غير المعالج اضطرابًا في ضربات القلب وارتفاعًا في ضغط الدم وأذية في الشرايين، وبحسب دراسة أُجريت في عام 2013 يشيع الاكتئاب عند مرضى ارتفاع الضغط غير المضبوط بشكل كبير مقارنة بالأشخاص الطبيعيين.
الصداع
يعاني نحو 60% من مرضى الاكتئاب من الصداع، وتسبب الأعراض المرافقة للاكتئاب مثل القلق والتوتر ظهور الصداع التوتري (هو صداع متوسط إلى شديد مع ألم حاد خلف العينين وفي الرأس والعنق ويصفه البعض برباط يشد حول جبهتهم)، وللاكتئاب دور في تكرار الصداع وازدياد حدته واستمراره مدة أطول، ولقلة النوم دور في ذلك أيضًا.
آلام مزمنة في المفاصل والعضلات
هناك أدلة مؤكدة على أن الاكتئاب والألم مترابطان، فآلام الظهر والمفاصل والعضلات من الأعراض الشائعة للاكتئاب، إذ إنه يحرض الألم أو يزيده سوءًا، كما أن أعراض الاكتئاب كالتعب وفقدان الرغبة بالأنشطة اليومية تؤدي إلى قلة النشاط التي بدورها تسبب صلابة وألمًا في المفاصل والعضلات.
التفكير بالانتحار أو إيذاء النفس
لدى مرضى الاكتئاب أفكار متكررة عن الموت وهوس دائم بالانتحار وقد يضعون خططًا لأذية النفس وينفذوها وهذه جميعها مؤشرات خطيرة للاكتئاب، ويؤكد الخبراء على ضرورة عدم الحكم المسبق على المريض من مظهره الخارجي، فقد لا تظهر عليه أي أعراض للاكتئاب لكن بمجرد حديثه مع الطبيب المختص يعبر عن مدى اكتئابه ورغبته المستمرة في إنهاء حياته، فلا يجب أن ننسى حقيقة أنه قد يبدو المريض شجاعًا وبحالة جيدة من الخارج إلا أنه مكتئب من الداخل.
تأثيرات أخرى للاكتئاب على الصحة النفسية والجسدية بشكل عام
يتضمن الاكتئاب مشاعر حزن وفراغ وفقدان الأمل في الحياة، وقد يختبر المصاب نوبات غضب وهياج، ومن الأعراض الشائعة للاكتئاب أيضًا فقدان الرغبة في القيام بتجارب جديدة وانخفاض الرغبة الجنسية، كما يملك مرضى الاكتئاب شعورًا مستمرًا بأنه لا فائدة لهم في المجتمع وأنهم فاشلون ولا أحد يهتم لوجودهم، وقد تكون هذه المشاعر ناتجة عن حدث سيئ في الحياة كانفصال عن الشريك أو خسارة فرصة عمل وقد تحدث دون سبب معين. يكون لدى مرضى الاكتئاب غالبًا شعور مستمر بالقلق يختلف من شخص إلى آخر، وقد يكون عشوائيًا وغير مبرر أو يزداد في وضع معين مثل البقاء في الأماكن المغلقة كالمصعد ووسائل النقل العامة، كما يفقد المرضى القدرة على التفكير والتركيز واتخاذ القرارت، وتكمن المشكلة الأكبر في تكرار هذه الأعراض يوميًّا.
كيف يمكن التعامل مع الأعراض الجسدية للاكتئاب؟
يتطلب التخلص من الأعراض الجسدية للاكتئاب استخدام أكثر من نوع للعلاج، وذلك يتضمن مضادات الاكتئاب التي تُساعد في تحسين وظيفة النواقل العصبية المسؤولة عن المزاج في الدماغ، ولها دور في تسكين الألم وتخفيف الصداع والأرق وزيادة الشهية، وقد شهد العلاج السلوكي المعرفي وغيره من العلاجات السلوكية تأثيرًا ملحوظًا في علاج الألم واضطرابات المزاج والأرق المزمن، كما تساعد التمارين الرياضية والمساجات واليوغا والتأمل في تقليل الأعراض الجسدية والنفسية، بالإضافة إلى بعض الأدوية التي لا تحتاج إلى وصفات طبية مثل مضادات الالتهاب والسيتامول والمرخيات العضلية التي تخفف الصداع وآلام المفاصل والعضلات.
كما قرأنا سابقًا، إن للاكتئاب أعراض جسدية ونفسية جدية قد يكون تأثيرها خطيرًا على حياتك، لذا يجب عليك زيارة الطبيب عند ملاحظة أي عرض من الأعراض السابقة أو في حال استمرارها أو عدم تحسنها خلال أسبوعين.
المقالات المقترحه:
← اقرأ ايضاً: اضطراب الاكتئاب والانتكاسة وكيفية الوقاية منها
← اقرأ ايضاً: الاكتئاب الضاحك.. ما هو اضطراب “السعيد من الخارج والحزين من الداخل”
← اقرأ ايضاً: كيف أعود إلى حياتي بعد التعافي من الاكتئاب؟
أشهر المختصين:
← احجز جلستك الآن: عبدالوهاب العيسى