خمس طرق لتعزيز الصحة النفسية للطلاب
يتعرض طلاب المدارس والجامعات في عالم اليوم لضغوط نفسية متنوعة، وقد تنعكس هذه الضغوط سلبًا على التحصيل العلمي للطالب وعلاقاته العائلية والاجتماعية، وفي هذا المقال سنتعرف على أهم الطرق والاستراتيجيات المناسبة لتعزيز الصحة النفسية للطلاب والحفاظ عليها.
لماذا يتعرض الطلاب لضغوط نفسية كبيرة؟
يعتبر الطلاب من الفئات الأكثر عرضة للاضطرابات النفسية، فقد أظهرت إحصائيات واسعة أن ما يقارب 30% من طلاب الجامعات والمدارس يعانون من القلق والذي يؤثر بشكل سلبي على تحصيلهم الدراسي، بالإضافة إلى أن واحد من كل 5 طلاب مصاب بالاكتئاب، وأظهرت دراسة (Naushad.2014) أن 80% من الطلاب كان لديهم اكتئاب بدرجات مختلفة، وتتضمن عوامل الخطر التي تجعلك كطالب عرضة أكثر من غيرك للاضطرابات النفسية كلًا مما يلي:
- العمر: معظم طلاب الجامعات يكون عمرهم أقل من 25 عام، وفي الواقع فإن ثلاثة أرباع المصابين بالاضطرابات النفسية يتم تشخيصهم قبل سن ال 25.
- الإجهاد المزمن: أن تكون طالبًا هو تجربة مرهقة للغاية فهي تترافق مع توتر مستمر وحاجة لبذل جهد كبير، وهذا ما يؤدي إلى مشاكل الصحة النفسية كالاكتئاب أو القلق.
- غياب الدعم: قد تبعدك الدراسة عن عائلتك أو أصدقائك المقربين ما يعني حرمانك من الدعم الذي اعتدت عليه، وهذا ما يؤثر بشكل سلبي على صحتك النفسية.
- التغيير: تترافق مرحلة الدراسة مع الكثير من التغييرات، كمقابلة أشخاص جدد والحاجة للعمل معهم، أو ارتفاع المصاريف المالية المتعلقة بالدراسة، أو الحاجة للغربة ومغادرة المنزل وإيجاد سكن جديد والعيش مع أشخاص جدد، هذه التغييرات قد تكون صعبة وتؤثر على صحتك النفسية سلبيًا.
ما هي المضاعفات السلبية للاضطرابات النفسية على الطلاب؟
تترافق مشاكل الصحة النفسية لدى الطلاب مع مجموعة كبيرة من المضاعفات والتأثيرات السلبية، فقد تؤثر على طاقة الطالب وتركيزه ومشاركته الفعالة في الحصص الدراسية، كما أنها تحد من استقلاليته وقدراته الذهنية، بالإضافة إلى تأثيرها الكبير على مشاعره وأفكاره، وهذا ما يعيق الطالب ويمنعه من التحصيل الدراسي الجيد وتحقيق النتائج المطلوبة.
أظهرت دراسة (Feng.2022) أن النتائج الأكاديمية للطلاب الذين عانوا من الاكتئاب كانت أقل بكثير من أقرانهم، كما أشارت دراسة (Dupéré.2018) أن الاكتئاب يعتبر من أهم العوامل التي تدفع الطلاب للتسرب والهروب من المدرسة، بالإضافة إلى ما سبق فإن اضطرابات الصحة النفسية لدى الطلاب ترتبط مع بعض المشاكل والأمراض الجسدية كالصداع المستمر وآلام المعدة وآلام المفاصل.
ما هي أكثر الاضطرابات النفسية شيوعًا لدى الطلاب؟
هنالك مجموعة متنوعة من الاضطرابات النفسية التي يمكن أن تؤثر عليك بشكل سلبي خلال دراستك ولعل من أهمها:
- القلق: تعتبر اضطرابات القلق من أكثر الاضطرابات النفسية شيوعًا لدى الطلاب، وتشمل أهم مصادر القلق كلًا من الامتحانات والنتائج الدراسية، بالإضافة إلى التكاليف الدراسية المرتفعة.
- الاكتئاب: يعتبر من أهم الاضطرابات النفسية المشخصة عند الطلاب، ويترافق مع تدني المزاج والميل للانعزال، وهذا ما يمنع الطالب من الاستفادة من مشاركة أصدقائه في عملية التعلم.
- الأفكار الانتحارية: تشيع الأفكار الانتحارية كثيرًا لدى الطلاب، خصوصًا إذا شعر الطالب بالفشل أو أنه لا يستحق الحياة.
- اضطرابات الأكل: قد يميل بعض الطلاب لحرمان أنفسهم من بعض الوجبات الضرورية لهم، أو قد يميلون لتناول كميات كبيرة من الطعام، كلتا الحالتين تؤثران بشكل سلبي على صحة الطالب وقدرته على متابعة تحصيله الدراسي.
- اضطرابات النوم: يلجأ بعض الطلاب للمذاكرة والقيام بالمهام الدراسية في ساعات متأخرة من الليل وهذا ما يؤثر على دورة النوم الطبيعية الخاصة بهم ويجعلهم يشعرون بالنعاس خلال النهار.
ما أهم الطرق لتعزيز الصحة النفسية للطلاب؟
على الرغم من شيوع الاضطرابات النفسية لدى الطلاب وتأثيراتها السلبية على سعادتهم وتحصيلهم الدراسي، إلا أن هناك بعض النصائح التي تساعدك على الحفاظ على صحتك النفسية كطالب ومن أهمها:
1- الحرص على النوم لفترات كافية
يعتبر الحصول على قسط كاف من النوم أمرًا بالغ الأهمية لصحتك النفسية والجسدية، ناهيك عن تأثيره الكبير على يقظتك في الحصص الدراسية والمحاضرات المختلفة، فقد تظن أن السهر لفترات طويلة من الليل ضروري للدراسة بشكل أكبر وتحقيق نتائج أكاديمية جيدة، وعلى الرغم من أن السهر يمنحك ساعات إضافية من الوقت يمكنك القيام ببعض الواجبات فيها أو مراجعة كمية لا بأس منها من الدروس، إلا أن هذا السهر يستهلك قدرتك البدنية والذهنية بشكل كبير ويؤثر على يقظتك وانتباهك في ساعات الدوام، ويمنعك من المشاركة الفعالة مع زملائك في التعلم، كما أن النوم لفترات كافية يساعدك على التخلص من الضغوط والمشاعر والأفكار السلبية والتي تؤثر بشكل كبير على صحتك النفسية، ولعل أفضل الطرق التي تساعدك على النوم لفترات كافية هي:
- الذهاب إلى النوم والاستيقاظ في نفس الوقت كل يوم.
- تجنب شرب المشروبات المنبهة كالقهوة أو الشاي في الليل.
- تجنب النوم فترات طويلة خلال النهار.
- عدم اصطحاب هاتفك المحمول إلى السرير.
2- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام
إن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام يعزز صحتك الجسدية ويحافظ على لياقتك العامة ويعزز المشاعر والأفكار الإيجابية لديك، كما أنها تمنحك فرصة للتأمل بعيدًا عن الضغوط المرتبطة بالدراسة، وهذا ما يساعدك على التخلص من التوتر والقلق والمشاعر السلبية، ما ينعكس بشكل سلبي على صحتك النفسية، احرص على ممارسة التمارين الرياضية بانتظام حتى لو كان ذلك عبر قيامك بالمشي بنزهة سريعة لنصف ساعة فقط يوميًا، ولكن تجنب الإفراط في ممارسة التمارين الرياضية لكي لا تضيع الكثير من الوقت أو ينتهي بك الأمر متعبًا وغير قادر على الدراسة، وهذا ما يزيد من شعورك بالقلق والتوتر.
3- تناول طعام صحي
من أهم العوامل التي تساعدك في تعزيز صحتك النفسية الاهتمام بصحتك الجسدية، ولعل من أهم العوامل التي تساعدك على ذلك هو الحرص على تناول طعام صحي غني بالعناصر الغذائية المختلفة، وتعتبر اضطرابات الأكل من أهم أسباب تراجع الأداء الدراسي، وفقدان التركيز، وتراكم الأفكار والمشاعر السلبية لدى الطلاب، وقد يكون تناول طعام صحي في المدرسة أو الجامعة أمرًا صعبًا بسبب الخيارات المحدودة في كلا المكانين، ولكن يمكنك العمل على حمل بعض الوجبات الخفيفة معك كالفاكهة أو المكسرات؛ وذلك بهدف تجنب الشعور بالجوع لفترات طويلة أثناء الدوام.
4- المشاركة في الأنشطة التطوعية
تساعد الأنشطة التطوعية على تعزيز إيمان الشخص بنفسه وأهميته وتسمح له برؤية إمكانياته وقدرته على التأثير بشكل إيجابي في حياة الآخرين، وهذا ينعكس بشكل إيجابي على الصحة النفسية للطلاب، يمكنك المشاركة في رعاية الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة أو القيام ببعض الأنشطة في دار المسنين، أو حتى المشاركة في حملات التشجير وتنسيق الحدائق في بلدتك، ولكن احرص على تنظيم وقتك وتخصيص وقت مناسب للمشاركة في هذه الأنشطة التطوعية وذلك لكي لا تؤثر سلبًا على دراستك ونتائجك.
5- تخصيص وقت للرعاية الذاتية
من السهل أن تنسَ الاعتناء بنفسك في زحمة المحاضرات والامتحانات، ولكن بغض النظر عن مدى انشغالك فأنت بحاجة إلى تنظيم وقتك وتحديد مواعيد للقيام بالأشياء التي تحبها أو تشعرك بالراحة، من الممكن أن تستمع بالحصول على جلسات مساج أو مشاهد الأفلام أو حضور حفلة موسيقية، كما يمكنك القيام بممارسة اليوجا أو تمارين التأمل الأخرى، يساعدك القيام بالأنشطة السابقة على الشعور بشكل إيجابي وتخفيف مشاعر القلق والتوتر وهذا ما يدفعك للدراسة بشغف أكبر والحصول على نتائج أكاديمية أفضل.
إن النصائح والتوصيات السابقة تشكل وسائل فعالة لتعزيز الصحة النفسية للطلاب والاهتمام بها، ويمكنك التواصل مع معالجك النفسي من خلال تطبيق لبيه في أي وقت لمساعدتك على تعلم المزيد من الطرق المناسبة لدعم الطلاب وتعزيز صحتهم النفسية.
الدراسات
1- Sarah Naushad, Waseem Farooqui, Satish Sharma, Mukthi Rani, Rajashree Singh, and Supreet Verma, Study of proportion and determinants of depression among college students in Mangalore city, Department of Community Medicine, Kasturba Medical College, Manipal University, Mangalore, Karnataka, India, 2014 Mar
2- Tianli Feng, Xiyuan Jia, Lucy Pappas, Xiaojun Zheng, Teresa Shao, Letao Sun, Charlie Weisberg, Madeline Lu Li, Scott Rozelle, and Yue Ma, Academic Performance and the Link with Depressive Symptoms among Rural Han and Minority Chinese Adolescents, School of Management and Economics, University of Electronic Science and Technology of China, Chengdu 610054, China, 2022 May
3- Véronique Dupéré, Eric Dion, Frédéric Nault-Brière, Isabelle Archambault, Tama Leventhal, Alain Lesage, Revisiting the Link Between Depression Symptoms and High School Dropout: Timing of Exposure Matters, School of Educational Psychology (École de psychoéducation), Université de Montréal, Montreal, Quebec, Canada, 2018 Feb