ما هي الحيل الدفاعية؟
قد تتعرض خلال مسيرة حياتك للعديد من الضغوط والمواقف الصعبة المختلفة سواءً على الصعيد الشخصي أو الاجتماعي أو المهني، ما ينعكس على تصرفاتك وسلوكياتك، فتصبح أكثر استعدادًا للقيام بحيل دفاعية للتخفيف من تأثير هذه الضغوط على حياتك اليومية.
ما هي الحيل الدفاعية؟
تشير الحيل الدفاعية إلى الاستراتيجيات أو السلوكيات التي قد يستخدمها الأفراد للتعامل مع المشاعر أو الأفكار أو الأحداث الصعبة، وبالنسبة لمعظم الأفراد تكون الآليات الدفاعية هي سلوكيات غير مرتبطة بالوعي، وكان سيغموند فرويد، المحلل النفسي الشهير هو أول من اقترح نظرية الحيل الدفاعية، إذ يعتقد فرويد أن الأفراد يستخدمون آليات الدفاع دون وعي لحماية أنفسهم من الأفكار أو المشاعر السلبية أو المواقف الصعبة غير المرغوب بها.
ما هي آلية عمل الحيل الدفاعية، وما هي أنواعها؟
عندما تواجه ضغوطًا أو مواقف صعبة يقوم عقلك الباطن بمراقبة هذه المواقف لمعرفة ما إذا كانت قد تؤذيك حقًا، وإذا شعر أن هذه المواقف قد تؤدي إلى ضرر نفسي، فقد يحرض الآليات الدفاعية الأمثل لحمايتك.
ويشير العديد من الباحثين إلى أن آليات الدفاع تنقسم إلى مجموعتين:
- آليات دفاعية فعالة: تعمل على مواجهة القلق والتوتر، وقبول الواقع حتى لو كان مكروهًا، ما يساعد في التخفيف من حدة المشكلة.
- آليات دفاعية سلبية: تُسبب أضرارًا بالصحة النفسية، ويؤدي الاستخدام المطول لهذه الآليات إلى مشاكل على المستوى البعيد.
وتشير العلامات التالية إلى أن الحيل الدفاعية المستخدمة غير فعالة:
- الشعور بالحزن والاكتئاب.
- مواجهة صعوبة في النهوض من السرير.
- تجنب الأنشطة اليومية المعتادة.
- مواجهة مشاكل في التواصل مع الآخرين بشكل يعيق حياتك المهنية والشخصية.
ما هي الحيل الدفاعية الأكثر شيوعًا؟
أجريت دراسة في أوائل القرن العشرين لتسليط الضوء على أكثر الحيل الدفاعية شيوعًا، وأكدت الدراسة على أهمية تحديد الحيل الدفاعية المستخدمة وخاصة في فترة المراهقة، لأنها يمكن أن تساعد في تفادي المشاكل النفسية لاحقًا، وفيما يلي أبرز الحيل الدفاعية التي تطرقت لها الدراسة:
1 – التجنب
هو آلية دفاعية يستخدمها الأفراد لتجنب التعامل مع مشكلة في متناول اليد، مع استخدام هذه الحيلة سوف تتجاهل أي أفكار أو مشاعر غير مريحة أو سلبية دون حتى محاولة فهمها أو مواجهتها، ويمكن أيضًا أن يأخذ التجنب شكلًا آخر وهو تجنب الأشخاص أو الأماكن التي تجعل الفرد غير مرتاح والتي يمكن أن تؤثر على الحياة الشخصية.
على المدى الطويل، قد لا يكون التجنب حلًا مثاليًا، ويمكن أن يؤدي إلى تفاقم الموقف أو المشكلة، لذا فإن معالجة المواقف العصيبة وحلها مباشرةً يمكن أن يكون أكثر فائدة.
2 – الإنكار
يعتبر الإنكار من أكثر الحيل الدفاعية شيوعًا، ويستخدم عندما يرفض الشخص قبول الواقع أو الحقائق، ومشكلة آلية الإنكار هي أنها تمنع الأفراد من التعامل مع المواقف، بمعنى آخر يتجنبون المشاعر أو الأحداث المؤلمة، وفي دراسة نُشرت في عام 2017 بينت أنه من خلال الإنكار، يتعامل الأفراد مع الضغوط من خلال عدم الاعتراف بواقعهم، ويمكن تسمية هذا النوع من الإنكار بالإنكار التخيلي، أي يمكن أن يحدث إنكار حتى للجوانب المادية المحيطة.
بمعنى آخر، قد يشمل بناء التخيلات، وعدم القدرة على تقبل الحقائق أو حتى وقوعها أساسًا، على سبيل المثال: إذا كان الفرد يمر بحالة طلاق قاسية، فقد يظل في حالة إنكار لحقيقة أن الشريك قد تركه بالفعل.
3 – تشويه الواقع
التشويه هو سوء تفسير لبيئتك لترى ما تريد أن تراه، وبالطريقة التي تريد أن تراها، أي قد يبحث عقلك عن المعطيات التي تدعم معتقداتك وتتجاهل الأدلة الواقعية لحماية نفسك من الحقيقة، على سبيل المثال: يمكن أن يكون الوهم لدى شخص ينكر وجود COVID-19 ويرفض ارتداء قناع لمنع انتشار المرض، إذ يجد معلومات تدعم معتقداته، ويتجاهل كل الأدلة التي تشير إلى خلاف ذلك.
وفي دراسة حديثة لمجموعة من الأشخاص، كشفت أن الوهم يمكن أن يكون كنوع من أنواع التشويه والذي قد ينشأ كتعويض عن الشعور بالوحدة، والدونية وعدم تقدير الذات، كما أظهرت الدراسة العديد من الخصائص المرتبطة بتشويه الواقع وهي:
- التشويه الخارجي: أي تُنسب الأحاسيس والمشاعر الداخلية إلى عوامل خارجية غير ذات صلة.
- التشويه المتعمد: أي يُعتقد أن سلوكيات الأشخاص المحيطين بك تستند إلى نوايا خبيثة.
4 – القمع
يمكن للأفكار المزعجة أو الذكريات المؤلمة أو المعتقدات غير المنطقية أن تزعجك لذا بدلًا من مواجهة هذه الأفكار، قد يختار الأفراد دون وعي إخفاءها على أمل نسيانها تمامًا.
5 – استعمال الحجج
يستخدم الأشخاص العقل والمنطق لتجنب المشاعر أو المواقف غير المرغوبة، وفي كثير من الأحيان يستخدمون حجج معينة لتجنب التعامل مع عواطفهم، على سبيل المثال: قد يبررون الغش في أحد الاختبارات لأنهم احتاجوا إلى التخرج.
6 – التراجع أو الانحدار
يتضمن الانحدار تعامل الفرد مع موقف مؤلم من خلال العودة إلى مرحلة سابقة، أو العودة نفسيًا إلى فترة زمنية سابقة، على سبيل المثال: قد يبدأ الطفل الذي تعرض لسوء المعاملة بالعودة إلى التبول اللاإرادي مرة أخرى، ومن الممكن أن يحدث الانحدار في أي مرحلة من مراحل الحياة.
7 – التسامي
هو آلية دفاع إيجابية، وإن الشخص الذي يستخدمها كآلية دفاعية قادر على استبدال دوافعه العدوانية والسلبية بسلوكيات أكثر فعالية وإيجابية، على سبيل المثال: قد يبدأ الشخص الذي يشعر بالكثير من الغضب والإحباط بممارسة الرياضة كحل لتفريغ هذه المشاعر بشكل صحي.
8 – التفكك أو الانفصام
يظهر من خلال الانفصال عن ذاتك وأفكارك أو مشاعرك أو ذكرياتك، وغالبًا ما يحدث استجابةً لموقف مؤلم، ويمكن أن تتراوح أشكال التفكك من معتدلة إلى شديدة. قد يصاب الشخص الذي يستخدم التفكك بشكل متكرر كآلية دفاع باضطراب فصامي، فإذا كان الفرد يعاني من اضطراب فصامي، فلن يكون لديه سيطرة على المواقف والسيناريوهات المحيطة.
9 – الإزاحة
أي تحويل المشاعر السلبية والإحباطات التي يواجهها الفرد إلى شخص آخر، على سبيل المثال: الشخص الذي يصرخ رئيسه في وجهه ويمضي يومًا سيئًا في العمل قد لا يقول أي شيء لرئيسه مباشرًة. ومع ذلك، قد يعود إلى المنزل ويصرخ في وجه طفله فينقل إحباطه إليه.
هذه هي آليات الدفاع الأكثر استخدامًا، وإذا كنت تعاني من عدم القدرة على التعامل مع الأحداث والمواقف العصيبة في حياتك اليومية، يمكنك التواصل مع معالجك النفسي عبر تطبيق لبيه والذي يمكنه أن يساعدك على تحديد آليات الدفاع الإيجابية والفعالة، ومساعدتك على فهم أفكارك والاعتناء بنفسك بشكل أفضل.
المقالات المقترحه:
← اقرأ ايضاً: انفصام الشخصية.. تصحيح مفاهيم عن اضطراب نفسي شهير
← اقرأ ايضاً: كيف يساعدك الوعي النفسي في نجاح العلاج النفسي؟
← اقرأ ايضاً: كيف ترفع من وعيك بذاتك؟
أشهر المختصين:
← احجز جلستك الآن: د. يزيد السناني
← احجز جلستك الآن: علي ال الحارث
Boldrini T, et. al. (2020). Defense mechanisms in adolescents at high risk of developing psychosis: An empirical investigation. ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC7451313/
Bailey R, Pico J. Defense mechanisms. In: StatPearls. StatPearls Publishing; 2021.
Costa RM. Denial(Defense mechanism). In: Zeigler-Hill V, Shackelford TK, eds. Encyclopedia of Personality and Individual Differences. Springer International Publishing; 2017:1-3.
Beck A. Rector N. Delusions: A cognitive perspective. Journal of Cognitive Psychotherapy. 2021;16(4). doi:10.1891/jcop.16.4.455.52522
Costa RM. Regression(Defense mechanism). In: Zeigler-Hill V, Shackelford TK, eds. Encyclopedia of Personality and Individual Differences. Springer International Publishing; 2020:4346-4348.