التهديد بالطلاق أثناء الخلافات وأثره على الزواج
تحتاج العلاقات البشرية المتوازنة وخاصةً العلاقات الزوجية إلى أن تكون قائمة على العطاء المتبادل، وقد تمر أي علاقة زوجية بالعديد من الاضطرابات والخلافات، ومن أكبر المخاطر التي تواجه العلاقات الزوجية التهديد بالطلاق و الانفصال أثناء الخلافات، لأنه يلحق أضرارًا جسيمة من شأنها أن تهدد استقرار العلاقة واستمراريتها.
ما الفرق بين التفكير بالطلاق والتهديد بالطلاق؟
في بعض الحالات يمكن أن يصبح الزواج غير قابل للإصلاح، والطلاق أمر لا مفر منه، ويكون عندها التفكير في الطلاق علامة على وجود مشكلة في علاقتك مع شريكك، لكن التهديد بالطلاق هو أمر مختلف تمامًا، وله العديد من الآثار السلبية على الشريك، ويعتبر مجرد ذكر الطلاق في حالة الغضب من الأمور المخيفة والمزعجة، وهو من الأشياء التي تولد العدوانية وفقدان الثقة بين الشريكين.
وفقًا لدراسة (Hawkins.2015) نُشرت في مجلة مؤسسة الدراسات العائلية، فإن أفكار الطلاق شائعة جدًا خلال مراحل معينة من الزواج، إذ أن معظم الأشخاص يريدون زواجًا سعيدًا ومستقرًا، لكن هناك نسبة لا بأس بها من الزيجات تنتهي بالطلاق، كما أوضحت الدراسة أن العديد من الأزواج الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و50 عامًا أفادوا بأن لديهم أفكارًا عن الطلاق، سواء كان ذلك صريحًا أم مجرد أفكار داخلية.
لذا فإن التفكير في الطلاق والتهديد بالطلاق شيئان مختلفان تمامًا، لأن الزواج يقوم على افتراض التزام الشريكين بالعلاقة، في السراء والضراء، وعندما تُهدد بالطلاق، أنت تنسف هذه الاتفاقية من أساسها.
لماذا قد يهدد الأزواج بالطلاق؟
هناك مجموعة متنوعة من الأسباب التي تجعل الأزواج يفكرون في الطلاق أو يهددون به. في بعض الأحيان، يحدث ذلك بسبب الإجهاد النفسي المتكرر الذي يتصاعد تدريجيًا وصولًا إلى نقطة الانهيار، أو قد يدور حول خلاف مفاجئ.
فيما يلي أهم الأسباب التي قد تدفع الأزواج للتهديد بالطلاق:
- مشاكل في التواصل بين الزوجين.
- المشاكل و الضغوط المالية.
- النقاشات الحادة والعنيفة.
- الخيانة.
- عدم الشعور بالدعم والأمان.
- عدم تقديم الاهتمام الكافي للعلاقة.
- نزاعات الأبوة والأمومة (حول الأطفال).
ما تأثير التهديد بالطلاق على العلاقة الزوجية؟
إن التهديد بالطلاق لا يمكن التراجع عنه بسهولة، وتأثيره أكثر سلبية بكثير من مجرد التفكير في الانفصال، فكيف يؤدي التهديد بالطلاق إلى الإضرار بالعلاقة؟ فيما يلي أهم التأثيرات السلبية لذلك:
يخلق نوعًا من عدم الأمان في العلاقة
التهديد بالطلاق يجعل العلاقة أقل أمانًا، ويغير طريقة تعامل كل من الشريكين مع بعضهما، وطريقة مواجهة المشكلات، ويفتح الباب أمام مستقبلٍ لقطع العلاقة بشكل سلبي.
يجعل التواصل بين الزوجين أكثر صعوبة
بمجرد إصدار هذا التهديد، يصبح من الصعب جدًا معالجة المشكلة الأساسية التي أدت إليه، وقد يصبح شريكك أقل عرضة للتحدث عن المشاكل أو أكثر محاولة لإخفاء القضايا والمشكلات عنك في المستقبل.
أشارت دراسة (Rauer.2020) إلى أن الأزواج الذين يتحدثون بشكل فعال حول مختلف القضايا والأحداث، هم أكثر عرضة بنسبة 10 مرات للحصول على علاقة سعيدة من أولئك الذين يميلون إلى إخفاء المشاكل، وشملت الدراسة مجموعتين من الأزواج: المجموعة الأولى تضمنت 57 زوجًا، ومتوسط مدة الزواج كانت 9 سنوات، أما المجموعة الثانية فتضمنت 64 زوجًا، ومتوسط مدة الزواج كانت 42 سنة.
أشارت النتائج إلى أنه ينبغي تكريس المزيد من الاهتمام لفهم القضايا الزوجية التي يطرحها الشريك، لأن القيام بذلك يساهم في الحفاظ على استمرار العلاقة الزوجية لمدى أطول، ويخلق بيئة صحية لفهم وجهة نظر الشريك.
يزيد حدة النقاش والخلافات ويجعل الصراعات أسوأ
بدلًا من معالجة المشكلة بشكل مباشر والعمل على حلها أو تجاوزها، تميل تهديدات الطلاق ببساطة إلى مفاقمة المشكلات وخلق عوائق جديدة، لأن تفاقم الإحباط والأذى النفسي مع انعدام الثقة وانعدام الأمن لن يؤدي إلا إلى تضخيم المشكلة أكثر.
فقدان الثقة
يمكن أن يؤدي التهديد المتكرر بالطلاق إلى فقدان الثقة من قبل الشريك، وعندها لن يكون قادرًا على التسامح مع هكذا سلوكيات، إذ إن الثقة ضرورية في العلاقات لأنها تتيح للأزواج أن يكونوا أكثر انفتاحًا وعطاءً.
بينت دراسة (Kleinert.2020) أن الثقة بين الأزواج شرط أساسي لخلق علاقات مستقرة ومرضية، وبالرغم من أنه لا توجد أداة معينة لتقييم مستوى الثقة الخاص بالشريك، إلا أن الدراسة قامت بإجراء تقرير شمل خمسة وثلاثين زوجًا تتراوح أعمارهم بين 20 و34 عامًا.
أشارت النتائج إلى ارتباط الثقة بشكل إيجابي مع استمرارية العلاقات الزوجية ورضا كلا الزوجين عن طريقة التفاعل مع الأحداث المفاجئة التي قد تهدد استقرار العلاقة.
إذا كان لديك أفكار مستمرة عن الطلاق، فمن المهم أن تجد طريقة للعودة إلى المسار الصحيح أو تأخذ القرار بالانفصال بدلًا من التهديد المستمر بالطلاق، فكلما طال الانتظار لمعالجة المشكلات التي تواجه العلاقة الزوجية، قل احتمال تجاوزها بنجاح.
يمكنك التواصل مع معالجك النفسي عبر تطبيق لبيه لمساعدتك على البحث عن حلول للمشاكل التي تواجه علاقتك الزوجية، ويمكن أن يقترح معالجك جلسات العلاج المشترك أو الانضمام إلى إحدى مجموعات الدعم عبر التطبيق.
المصادر:
Hawkins AJ, Allen SE. How many married people have thought about divorce?. Institute for Family Studies. Published November 2, 2015.
Rauer A, Sabey AK, Proulx CM, Volling BL. What are the marital problems of happy couples? A multimethod, two-sample investigation. Family Process. 2020;59(3):1275-1292. doi:10.1111/famp.12483
Kleinert T, Schiller B, Fischbacher U, et al. The Trust Game for Couples (TGC): A new standardized paradigm to assess trust in romantic relationships. PLoS One. 2020;15(3):e0230776. Published 2020 Mar 26. doi:10.1371/journal.pone.0230776
المقالات المقترحه:
← اقرأ ايضاً: العلاقة السامة في الزواج كيف تبدأ وكيف تنتهي؟
← اقرأ ايضاً: نصائح للحفاظ على الحياة الزوجية
← اقرأ ايضاً: كيف يساعد الذكاء العاطفي في نجاح العلاقات الزوجية؟
أشهر المختصين:
← احجز جلستك الآن: هنادي الجابر