سجل في تطبيق لـبـيـــه

واحصل على جلستك الأولى بخصم 25%

كيف يساعد الذكاء العاطفي في نجاح العلاقات الزوجية؟

قد نكون جميعنا صادفنا شخصًا يتمتع بقدر عال من التوازن والهدوء أثناء تعامله مع من حوله، ومهما كان الموقف صعبًا فإنه يعرف تمامًا متى وكيف يتحدث بحيث لا يسبب أي تصعيد من حدة المشكلة، وهنا لا بد من طرح السؤال الآتي: كيف يمكنك أن تحافظ على هدوئك واتزانك خلال حل المشاكل التي تواجهك في حياتك اليومية؟ وبالأخص المشاكل الزوجية؟

لتكون قادرًا على بناء زواج ناجح لا بد من أن يكون الأساس متينًا وقائمًا على العديد من العناصر وأهمها إنشاء روابط عميقة قائمة على الحب والاحترام والتفاهم، فالزواج هو رابطة ألفة ومودة جميلة تجمع بين شخصين، وستكون أجمل عندما يكون كل منهما قادرًا على فهم واحترام مشاعر الآخر وحل النزاعات بكل هدوء وشفافية.

 لحسن الحظ إن الوصول إلى زواج ناجح أمر ممكن وذلك بالاعتماد على الذكاء العاطفي الذي يساعدك في التعرف على عواطفك وإدارتها وبالتالي فهم عواطف الآخرين، فالذكاء العاطفي يعد مكونًا أساسيًا لنجاحك بشكل عام ونجاح العلاقات الزوجية بشكل خاص. فكيف يساعد امتلاك الزوجين لمستوى مناسب من الذكاء العاطفي في الوصول إلى الزواج الناجح؟ هذا ما سنبحثه بشكل مفصّل في هذا المقال.

مفهوم الذكاء العاطفي

بحسب دراسة (Kant et al., 2019) فإن الذكاء العاطفي هو نوع من المعالجة العاطفية التي تشمل تقييم المشاعر الخاصة، وأيضًا تقييم مشاعر الآخرين للتكيف بشكل أكثر فعالية ونجاحًا في المجتمع. ترى الدراسة أيضًا أن الذكاء العاطفي عبارة عن مجموعة من القدرات غير المعرفية والمعرفية، والكفاءات والمهارات التي تؤثر على قدرة الفرد على النجاح في الحياة سواء كانت شخصية أو مهنية، كما أنه يساعد على التأقلم مع البيئة المحيطة للعيش بانسجام ورضا.

مكونات الذكاء العاطفي

تحدثت مارغريت أندروز، معلمة الذكاء العاطفي والعميد المشارك السابق في قسم التعليم المستمر بجامعة هارفارد، حول المكونات الأربعة للذكاء العاطفي والتي تشمل:

  • الوعي الذاتي: وهو حجر الزاوية في الذكاء العاطفي، وتعتمد المكونات الأخرى عليه، فإذا كنت على دراية بمشاعرك والسلوكيات التي تثيرها، فيمكنك عندئذ البدء في إدارتها، وبالتالي ستكون أكثر ثقةً وإبداعًا في بناء علاقات أكثر عمقًا ومتانة.
  • التنظيم الذاتي: يفتح الوعي الذاتي الباب نحو التنظيم الذاتي، الذي هو القدرة على إدارة تلك المشاعر والسلوكيات وإبقائها تحت السيطرة، وبالتالي خلق نظرة إيجابية وقدرة على التكيف مع المواقف والظروف المختلفة.
  • الوعي الاجتماعي: وهو القدرة على فهم مشاعر الآخرين ويعد التعاطف المكون الأساسي له؛ فالتعاطف هو وضع نفسك في مكان الشخص الآخر، وتخيل كيف يمكن أن يشعر في هذا الموقف.
  • المهارات الاجتماعية: وهي تشمل التأثير وإدارة الصراع والعمل الجماعي والقدرة على إلهام الآخرين من أجل بناء علاقات صحية والحفاظ عليها في جميع جوانب الحياة.

الذكاء العاطفي ونجاح العلاقات الزوجية 

فمع التسارع الذي نعيشه اليوم أصبح التمتع بالذكاء العاطفي أكثر أهمية من أي وقت مضى؛ فبينما نبحر نحو مستقبل سريع التغير وغير متوقع في كثير من الأحيان، سيساعد امتلاك مستوى جيد من الذكاء العاطفي -حسب دراسة (Zarch et al., 2014)- على الوصول إلى زواج أكثر نجاحًا و على  إدارة شؤون الحياة عامة والحياة الزوجية خاصةً بأفضل الطرق. 

كما هدفت دراسة ( Eslami et al.,2014) إلى التحقيق في صحة العلاقة بين الرضا الزوجي والذكاء العاطفي لدى المتزوجين ووصف أهمية الذكاء العاطفي لتحسين جودة العلاقات بين الأزواج والمساعدة في تعزيز صحة الأسرة والمجتمع؛ وقد أجريت على عينة من 226 شخص منهم 114 لديهم صراعات زوجية و 112 شخص لديهم زواج ناجح ورضا، وتوصلت نتائج تلك الدراسة إلى وجود علاقة معنوية وإيجابية بين الذكاء العاطفي والزواج الناجح والرضا، حيث أحدث الذكاء العاطفي تحولًا فيما يتعلق بمفاهيم العلاقات بين الأفكار والعاطفة.

هناك العديد من مهارات الذكاء العاطفي التي يمكن للأزواج العمل عليها معًا لتقوية علاقتهم نذكر منها:

  1. تثمين وتقدير مشاعر شريكك 

امتلاك الذكاء العاطفي يسمح لك بالخروج من رؤية الأمور من وجهة نظرك فحسب، ويجعلك ترى من خلال عيون الآخرين أيضًا. قد يكون الأمر صعبًا عندما يملك شريكك معتقدات ومشاعر لا تتفق معها، أو منزعجًا لسبب أنت لا تفهمه، لكن تذكر أن لكل شخص الحق في التمتع بمشاعره الخاصة، وأن هذا الجزء من إدارة علاقتك هو الاعتراف بمشاعر شريكك والتحقق من صحتها بدلًا من إخباره عن سبب خطئه أو رفض مشاعره. 

يمكن القيام بذلك بقول شيء مثل: “أنا آسف لأنك تواجه صعوبة مع هذا الأمر، ماذا يمكنني أن أفعل؟” بدلًا من القول: “لا يستحق هذا الأمر أن تشعر بالسوء تجاهه” أو “كان عليك ألا تتصرف بتلك الطريقة”. من المفيد أن يشعر شريكك أنك تحترم مشاعره وتدرك أنها منطقية، حتى عندما لا تشعر بنفس الشعور، وهنا يبرز بوضوح أهمية المكون الثاني للذكاء العاطفي المتمثل بالوعي الاجتماعي والتعاطف. 

  1. محاولات الإصلاح قبل تفاقم المشكلة

امتلاكك لمستوى جيد من الذكاء العاطفي يمكنك من إدارة الصراع وحل النزاعات والحول دون تصعيدها، وهذا ما يندرج ضمن المهارات الاجتماعية في مكونات الذكاء العاطفي، فمن المفيد أن تكون منفتحًا وصادقًا متجنبًا الانتقاد والدفاع والمماطلة، فلا بد من التركيز على إيجاد حل يناسب كلا الطرفين، بدلًا من محاولة الفوز في الجدال.

محاولات الإصلاح هي أي إجراء تستخدمه لمنع التصعيد إلى خارج نطاق السيطرة، ويمكن أن يكون شيئًا فكاهيًا يجعل شريكك يضحك، أو لمسة لطيفة، أو تذكيرًا بأنكما دومًا معًا، أو ربما اعتذار بسيط، ولكن من المهم معرفة ما يحتاجه شريكك في ذلك الوقت، وتأكد أن العثور على الأفضل قد يستغرق بعض التجربة والخطأ.

  1. التركيز على زيادة الإيجابيات

الأزواج الذين يتمتعون بذكاء عاطفي مرتفع، هم أكثر استعدادًا لرؤية وتثمين الإيجابيات في العلاقة الزوجية، وفي أي مشكلة قد يتعرضون لها. نحن نعلم أنه من المهم تقليل العداء والتعامل مع الصراع بشكل فعال؛ لكي لا تخرج الأمور عن السيطرة، ولكن من المهم أيضًا بالنسبة لك التركيز على خلق فرص للتجارب الإيجابية إذا أردت الحفاظ على صحة علاقاتك، ومن المفيد أن تعمل مع شريكك باستمرار على تحسين وتطوير علاقتكما والاستفادة من أي شيء سلبي قد يحدث، ودفع بعضكما البعض خارج مناطق الراحة الخاصة بكما والانفتاح على تقبل وتعلم الأفكار الجديدة.  

  1.  الوعي والفهم الذاتي للأفكار والمشاعر

عندما تفهم وتحدد ما تشعر به ستكون أكثر كفاءة وقدرة على التحكم بالأفعال والسلوكيات التي ستنتج عن هذه المشاعر، وهذه مهارات المكون الأول والأساسي للذكاء العاطفي، ومن المؤكد أن الوعي الذاتي وفهم مصدر المشاعر يساعدك في فهم مشاعر شريكك وتحليل أفعاله وسلوكياته في المواقف المختلفة، وبالتالي بناء علاقة أكثر شفافية وصدق الذي هو أساس الزواج الناجح. 

ورد في كتاب “المبادئ السبعة لإنجاح الزواج” أن الذكاء العاطفي عامل رئيسي في نجاح الزواج، إذ قال كل من ( Gottman, et al., 2015) أن الأزواج القادرين على تحديد مشاعرهم والتعبير عنها بطريقة بناءة هم أكثر قدرة على التعامل مع تقلبات الحياة الزوجية وبناء رابطة قوية ودائمة.

  1.  التواصل الفعال والواضح

إحدى أهم المهارات التي ترافق المستوى العالي من الذكاء العاطفي، هي قدرتك على التواصل مع شريكك بكل صدق ووضوح وبعيدًا عن سوء الفهم، وأن تعرف متى وأين وكيف تتحدث، ولا يمكن إنكار أهمية الإفصاح عن مشاعرك للشريك مع الإصغاء الفعال له في تحقيق النجاح في العلاقات الزوجية. بالإضافة إلى أهمية الاستماع والانفتاح للنقد الذي قد تتعرض له والنظر إليه على أنه فرصة للتعلم والتطوير.

يمكنك أيضًا العمل على تحسين قدرتك على قراءة الإشارات العاطفية للشريك مثل: تعابير الوجه ولغة الجسد فإن ذلك له دور حاسم في تعزيز التفاهم والتواصل.

  1.  الحفاظ على الهدوء عند المعاناة من الضغط

أن تفقد السيطرة في الأزمات والضغوط له ضرر كبير على علاقتك الزوجية، لذا من الواجب اكتساب القدرة على الحفاظ على الهدوء والاتزان عند التعامل مع ضغوط الحياة الزوجية، والذي يعد من العلامات البارزة لمستوى عال من الذكاء العاطفي، وحينئذٍ ستتمكن من تمكين العلاقة مع شريكك وبناء الثقة وتعزيز أساسات الزواج الناجح.

من خلال العمل على مهارات الذكاء العاطفي هذه معًا، يمكن للأزواج تحسين قدرتهم على التواصل مع بعضهم البعض، وفهم وجهات نظر بعضهم البعض، والتغلب على تحديات وضغوط الحياة بطريقة أكثر إيجابية وإرضاء، حيث ذكرت دراسة (Zarch et al.,2014) أن الذكاء العاطفي يتطور بمرور الوقت وأنه يمكن تحسينه من خلال التدريب والبرمجة والعلاج.

يعد الذكاء العاطفي مكونًا جوهريًا في حياتك، فهو يسمح لك بفهم أفضل للمشاعر الإنسانية المعقدة، وبالتالي تحقيق التواصل العميق والوصول للنجاح في حياتك بشكل عام ونجاح الزواج بشكل خاص. وعلاوة على ذلك؛ فإن الذكاء العاطفي ليس سمة ثابتة تولد بها، بل هو مهارة يمكن تطويرها وتحسينها  فمن المهم الاستثمار في ذكائك العاطفي لكي تمتلك مهارة التعامل مع تحديات الحياة وتحديات الحياة الزوجية، وبالطبع سينعكس ذلك بالإيجاب على صحتك ورفاهك. 

لا بد من أن تتذكر أن الذكاء العاطفي هو مفهوم متعدد الأوجه، وليس هنالك نهج واحد لتطوير الذكاء العاطفي يناسب الجميع في آن، لذا من المفيد العمل مع معالج أو مدرب يمكنه تقديم التوجيه والدعم في تطوير مهارات الذكاء العاطفي لديك.

إذا كنت بحاجة إلى مزيد من المعلومات حول كيفية تطوير الذكاء العاطفي بما يؤثر إيجابًا على الحياة الزوجية يمكنك التواصل مع اختصاصي تطبيق لبيه في أي وقت.

المراجع

1- Kant, Ravi. “Emotional intelligence: A study on university students“. Journal of Education and Learning (EduLearn) 13.4 (2019): 441-446. DOI:10.11591/edulearn.v13i4.13592

2- Zarch, et al. “The relationship between emotional intelligence and marital satisfaction: 10-year outcome of partners from three different economic levels“. Iranian Journal of Psychiatry. 2014 Oct;9(4):188-96. 

3- Eslami, et al. “The relationship between emotional intelligence health and marital satisfaction: A comparative study“. Journal of Education and Health Promotion 3 (2014). Published online 2014 Feb 21. DOI: 10.4103/2277-9531.127616

4- Gottman, J., & Silver, N. (2015). The seven principles for making marriage work: A practical guide from the country’s foremost relationship expert. Harmony. 

5- How to Improve Your Emotional Intelligence, Harvard division of continuing education.edu, retrieved on 7/6/2023. 

6- How To Improve Emotional Intelligence in 9 Steps, indeed.com, retrieved on 7/6/2023.

7- Emotionally Intelligent Husbands Are Key to a Lasting Marriage, gottman.com, retrieved on 7/6/2023.

قد نكون جميعنا صادفنا شخصًا يتمتع بقدر عال من التوازن والهدوء أثناء تعامله مع من حوله، ومهما كان الموقف صعبًا فإنه يعرف تمامًا متى وكيف يتحدث بحيث لا يسبب أي تصعيد من حدة المشكلة، وهنا لا بد من طرح السؤال الآتي: كيف يمكنك أن تحافظ على هدوئك واتزانك خلال حل المشاكل التي تواجهك في حياتك اليومية؟ وبالأخص المشاكل الزوجية؟ لتكون قادرًا على بناء زواج ناجح لا بد من أن يكون الأساس متينًا وقائمًا على العديد من العناصر وأهمها إنشاء روابط عميقة قائمة على الحب والاحترام والتفاهم، فالزواج هو رابطة ألفة ومودة جميلة تجمع بين شخصين، وستكون أجمل عندما يكون كل منهما قادرًا على فهم واحترام مشاعر الآخر وحل النزاعات بكل هدوء وشفافية.  لحسن الحظ إن الوصول إلى زواج ناجح أمر ممكن وذلك بالاعتماد على الذكاء العاطفي الذي يساعدك في التعرف على عواطفك وإدارتها وبالتالي فهم عواطف الآخرين، فالذكاء العاطفي يعد مكونًا أساسيًا لنجاحك بشكل عام ونجاح العلاقات الزوجية بشكل خاص. فكيف يساعد امتلاك الزوجين لمستوى مناسب من الذكاء العاطفي في...

هذا المقال يتضمن معلومات علمية مُدققة، ومحتوى حصري لمدونة لبيه

للحصول على مزيد من المقالات ، واكمال قراءة هذا المقال. اشترك في قائمتنا البريدية
271

احجز جلستك الآن

ابحث عن الطبيب المناسب لك أو اطلب مساعدة فريقنا لترشيح الطبيب المناسب لك.

هل تبحث عن استشارات نفسية مميزة؟

اختر من خلال لبيه من يناسبك من المختصين ذوي الخبرة الكبيرة

للشركات والأعمال نقدم لكم

برنامج الصحة و الرفاهية النفسية للموظفين

مختصين مقترحين لمساعدتك
شارك المقال
انطباعك عن محتوى المقال
مفيد جدا
1
مفيد
-
عادي
-
لم أستفد
-
ما هو الهوس الاكتئابي؟ وكيفية التعامل معه
المقال التالي

ما هو الهوس الاكتئابي؟ وكيفية التعامل معه

كيف أوازن سقف توقعاتي
المقال السابق

كيف أوازن سقف توقعاتي

مقالات ذات صلة
تأثير السوشيال ميديا في حياتنا وآثارها على الفرد والمجتمع والشباب
تأثير السوشيال ميديا في حياتنا وآثارها على الفرد والمجتمع والشباب
علاج الخوف عند الاطفال ليتعلم الكبار طرق دعم الصغار واحتواء مشاعرهم
علاج الخوف عند الاطفال ليتعلم الكبار طرق دعم الصغار واحتواء مشاعرهم
العلاقات السامة في ضوء علم النفس
العلاقات السامة في ضوء علم النفس
كيف أتخلص من التعلق المرضي؟
كيف أتخلص من التعلق المرضي؟
كيف أتعامل مع الزوج النرجسي؟
كيف أتعامل مع الزوج النرجسي؟
كيف أتعافى من آثار الطفولة المؤلمة؟
كيف أتعافى من آثار الطفولة المؤلمة؟
5 طرق لتقوية ثقة طفلك بنفسه
5 طرق لتقوية ثقة طفلك بنفسه
اكتئاب الحمل في الشهور الاخيره وأهم الأعراض وتأثيرها على الجنين وطرق العلاج
اكتئاب الحمل في الشهور الاخيره وأهم الأعراض وتأثيرها على الجنين وطرق العلاج
كيف تؤثر الإعلانات في سلوكنا ونصائح لعلاج آثارها السلبية على الأطفال والمراهقين
كيف تؤثر الإعلانات في سلوكنا ونصائح لعلاج آثارها السلبية على الأطفال والمراهقين
اكتئاب ما بعد الانفصال
اكتئاب ما بعد الانفصال
كيف أتصرف عند تعرض طفلي للتحرش؟
كيف أتصرف عند تعرض طفلي للتحرش؟
6 خطوات لتجاوز ألم الانفصال
6 خطوات لتجاوز ألم الانفصال
مهارات الاحتواء العاطفي للزوجين
مهارات الاحتواء العاطفي للزوجين
تأثير الإهمال الوالدي في الطفولة على حياة الفرد
تأثير الإهمال الوالدي في الطفولة على حياة الفرد
اكتئاب الحمل
اكتئاب الحمل