نعيش اليوم في عالم سريع جدًا يتطلب التجديد والإبداع المستمر في كافة المجالات، ويلعب المبدعون وأصحاب الحس الخيالي دورًا حاسمًا في تحقيق هذا التقدم والتغيير، فهم يتمتعون بخيال واسع يمكنهم من رؤية الأشياء بعيدًا عن الواقع المحدود، ولديهم القدرة على تخطي الحواجز التقليدية والتفكير خارج الصندوق لإيجاد حلول جديدة للمشاكل المعقدة.

أبرز الصفات النفسية التي يتمتع بها المبدعون وأصحاب الحس الخيالي

المبدعون يشتركون بمجموعة متنوعة من الصفات النفسية التي تميزهم عن غيرهم، وتساهم في إبراز إبداعهم في المجالات المختلفة، وإليك أبرز الصفات النفسية التي تميز المبدعين:

أولًا: الانفتاح

يشكل الانفتاح أساسًا هامًا للإبداع، وهو واحد من أهم الصفات النفسية التي يتمتع بها المبدعون وأصحاب الحس الخيالي. الانفتاح يعني القدرة على استقبال واستيعاب الأفكار والتجارب الجديدة دون تحيز، فالمبدعون الحقيقيون يتميزون بالقدرة على الاستماع لآراء الآخرين والتعامل مع الانتقادات بشكل بناء وتقبّل التحديات والتغييرات.

 أشارت دراسة إلى أن الانفتاح هو السمة الأكثر ارتباطًا بالإبداع والإنجاز الإبداعي، فالانفتاح في الفكر والخبرات يتنبأ بشكل كبير بالإنجاز الإبداعي في الفنون والعلوم المختلفة.

الانفتاح يمكن أن يظهر بعدة طرق في سلوك المبدعين وأصحاب الحس الخيالي أهمها:

1- اكتشاف كل شيء جديد: المبدعون يكونون دائمًا على استعداد لاستكشاف مجالات جديدة وغير مألوفة، فهم يستسلمون للفضول ويسعون لاكتشاف أفكار وتجارب تعزز إبداعهم.

2- السعي إلى التطور: المبدعون وأصحاب الحس الخيالي يعتبرون الاختلاف والتنوع فرصة للتعلم والتطور ومصدر إلهام لإنتاج أفكار جديدة ومبتكرة، فهم يسعون إلى التعاون والتفاعل مع الآخرين من خلفيات مختلفة لأن ذلك يمكن أن يثري إبداعهم ويوسع آفاقهم.

3- التأقلم مع المتغيرات: الانفتاح يمنح المبدعين القدرة على التأقلم مع التغييرات والتحولات في البيئة المحيطة بهم، إنهم مرنون ومستعدون لمواجهة التحديات الجديدة والتعامل مع الظروف المتغيرة، فالأخطاء والتجارب السابقة بالنسبة لهم فرصة للتحسين والتجديد.

ثانيًا: الطموح

يعتبر الطموح واحد من أهم الصفات النفسية التي يتمتع بها المبدعون وأصحاب الحس الخيالي، ويعتبر الطموح محركًا قويًا للابتكار والتطوير، فهو يحفز المبدعين للسعي نحو الإبداع والتميز لتحقيق النجاح والتفوق في مجالاتهم، وبالتالي يجعلهم بحالة نفسية جيدة دائمًا.

تظهر أهمية الطموح لكونه يحفز المبدعين على:

1- تحقيق النجاح: المبدع الطموح يكون لديه رغبة قوية في تحقيق النجاح، فهو يضع أهدافًا عالية ويعمل بجد لتحقيقها، ولا يكتفي بالوضع الحالي، بل يسعى للتطور والتحسين المستمر لتحقيق أهدافه الإبداعية.

2- وضع رؤية واضحة لمستقبلهم: المبدعون وأصحاب الحس الخيالي يحددون رؤية واضحة لمستقبلهم الإبداعي ويعملون بكل نشاط لتحقيقها، يتخذون القرارات الصائبة ويخططون بعناية لتحقيق أهدافهم.

3- التفاؤل والإيجابية: الطموح يعزز التفاؤل والإيجابية لدى المبدعين من خلال إيمانهم بقدرتهم على تحقيق النجاح وتحويل أفكارهم الإبداعية إلى حقيقة.

ثالثًا: الذكاء

يُعَدّ الذكاء من بين العوامل الرئيسية التي تساعد المبدعين وأصحاب الحس الخيالي على تحقيق إبداعاتهم وابتكار أفكار جديدة، وهو إحدى الصفات النفسية الأساسية التي يتمتع بها المبدعون.

 بينت دراسة أن الذكاء فوق المتوسط يمثل شرطًا ضروريًا للإبداع عال المستوى، بالإضافة للسمات الشخصية والنفسية الأخرى، أي القدرة على التعلم والتحليل والتفكير الاستدلالي تلعب دورًا حاسمًا في قدرة المبدعين على إنتاج أفكار جديدة وحل المشكلات المعقدة.

التمتع بمستوى عال من الذكاء يساعد المبدعين على:

1- خلق أفكار جديدة: الذكاء يساعد المبدعين في اقتراح أفكار جديدة وتطوير حلول إبداعية للمشكلات، حيث يجمعون بين مفاهيم وأفكار مختلفة ويقومون بتحطيم القيود المعتادة للوصول إلى حلول غير تقليدية.

2- الاستيعاب والتحليل السريع: التمتع بمستوى من الذكاء يساعد المبدعين في استيعاب المعلومات وفهمها بسرعة، من خلال الملاحظة الدقيقة والتركيز على التفاصيل المهمة.

3- التفكير الاستراتيجي: الذكاء يسهم في تطوير الرؤية والتفكير الاستراتيجي للمبدعين، من خلال التخطيط وتحليل النماذج والاتجاهات والتنبؤ بالتطورات المستقبلية في مجالاتهم الإبداعية.

رابعًا: الإحساس العالي

الإحساس العالي هو صفة نفسية قيّمة لدى المبدعين وأصحاب الحس الخيالي، إنه يساعدهم على رؤية العالم بشكل مختلف وتجسيد أفكارهم وعواطفهم بطرق فريدة وملهمة، وقد بينت دراسة أن الإبداع يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالعواطف والإحساس، فالمشاعر الإيجابية مثل السعادة والعاطفة يمكن أن تحفز المبدعين في كثير من الأحيان على تحقيق أهدافهم، حتى السلبية منها يمكن أن تؤدي إلى بعض الأعمال الرائعة حقًا من حيث الفن والكتابة والأغاني وما إلى ذلك، فالتعبير بهذه الطرق يخفف من حالات القلق والاكتئاب لديهم.

وتتجسد أهمية الإحساس العالي لكونه يسهم في:

1- التواصل والتأثير: يعتبر الإحساس العالي ميزة قوية في التواصل والتأثير على الآخرين، من خلال إنشاء روابط عميقة معهم وفهم احتياجاتهم.

2- القدرة على التخيل: يتمتع أصحاب الإحساس العالي بقدرة عالية على التخيل وإنشاء عوالم غنية بالتفاصيل والألوان، فهم يستطيعون رؤية الأشياء بطرق مختلفة مما يساعدهم على إبداع قصص وشخصيات ملهمة وعوالم مذهلة.

3- الحساسية الفنية: يتفاعل أصحاب الإحساس العالي مع الفن والجمال، فهم يشعرون بالألوان والأصوات والموسيقى بشكل عميق ومؤثر مما يساعدهم على إنتاج أعمال فنية مؤثرة.

خامسًا: الشجاعة

الشجاعة هي صفة أساسية يمتاز بها المبدعون وأصحاب الحس الخيالي، من خلال قدرتهم على تحمل المخاطرة والتحديات، والتصرف بشجاعة في مواجهة الصعاب والمواقف غير المألوفة، وتلعب الشجاعة دورًا حاسمًا في تعزيز الإبداع وتحقيق النجاح في المجالات الفنية والإبداعية.

إليك بعض الجوانب التي تبرز أهمية الشجاعة للمبدعين وأصحاب الحس الخيالي:

1- التحدي والمغامرة: المبدعون يجدون تحديًا في البحث عن أفكار جديدة ومبتكرة، لكن يحتاجون إلى الشجاعة لمواجهة هذا التحدي والتجاوب معه بطرق غير تقليدية، فهم يجازفون بتجاوز حدود العادة ويسعون للابتكار.

2- التأثير والتغيير: يسعى المبدعون للتأثير والتغيير في العالم من خلال أعمالهم، والشجاعة تمكنهم من تحويل أفكارهم إلى أفعال وتنفيذ رؤيتهم بشكل فعّال.

3- التحمل والاستمرارية: أحيانًا يواجه المبدعون الفشل والرفض في رحلتهم الإبداعية، لذلك تمتعهم بالشجاعة يمنحهم القوة الداخلية للحفاظ على توازنهم النفسي في ظل الضغوط؛ للتعامل مع الصعوبات والمحافظة على روح المثابرة والاستمرار في سعيهم نحو تحقيق رؤيتهم.

في النهاية نرى أن هذه الصفات النفسية مع السعي والعمل هي أساس لنجاح المبدعين واستمرارهم في نجاحاتهم، وبالتالي التأثير والتغيير في العالم من حولنا.

لا تنسَ أن الإبداع ليس حكرًا على فئة محددة من الأشخاص، بل هو متاح للجميع، لذلك لا تتردد في استكشاف جوانبك الإبداعية المختلفة من خلال تواصلك مع الاختصاصي النفسي في لبيه عن طريق تحميل تطبيق لبيه، فهو يستطيع تقديم النصائح اللازمة لمساعدتك على تطوير نفسك.

المراجع: 123