ما هي أبرز أعراض المرض النفسي وتدهور الصحة النفسية ؟
في عالم يزداد تعقيدًا يومًا بعد يوم، أصبح التعرف على أعراض المرض النفسي ضرورة ملحة، إذ يتجاوز الأمر مجرد الشعور بالقلق أو الحزن، فقد تتنوع هذه الأعراض وتتداخل، مما يؤدي إلى تدهور الصحة النفسية.
في هذا المقال، سنبين لك مجموعة من العلامات التحذيرية الرئيسية التي يجب علينا الانتباه إليها، سواء في حياتنا أو في حياة من نحب، لفهم أفضل لهذا الموضوع المهم.
ما هو مفهوم المرض النفسي ؟
المرض النفسي، المعروف أيضاً بالاضطراب النفسي، يُعرَّف على أنه اضطرابات في الأنماط الفكرية، أو العاطفية، أو السلوكية التي تؤثر بشكل كبير على الأداء اليومي والقدرة على التكيف في مختلف ظروف الحياة. يمكن أن تتراوح هذه الاضطرابات من تقلبات المزاج الخفيفة إلى الأمراض النفسية الشديدة مثل: الاكتئاب الشديد، واضطراب ثنائي القطب، والفصام، واضطرابات القلق.
ما هي أسباب المرض النفسي ؟
توجد أسباب مختلفة قد تؤثر على القدرة على التعامل مع أحداث الحياة اليومية، وقد تؤدي هذه الأسباب إلى ازدياد خطر الإصابة باضطرابات نفسية، وفيما يلي أبرز أسباب المرض النفسي:
1- الظروف البيئية
تعتبر الظروف البيئية مساهمًا قويًا في تطور الاضطرابات النفسية، على سبيل المثال: قد تؤثر الظروف الجوية على زيادة حالات الاكتئاب، حيث يمكن أن تؤدي الأجواء الرمادية والممطرة إلى زيادة مشاعر الحزن والاكتئاب لدى البعض، وقد أكدت دراسة أن الصحة النفسية تنشأ من تفاعل معقد بين مجموعة من العوامل ومن بينها العوامل البيئية، إذ يمكن للبيئات التي يكثر فيها الضوضاء، وتلوث الهواء، والظروف الجوية القاسية أن تؤدي إلى اضطرابات نفسية.
2- التعرض لتجارب قاسية
إن التعرض لتجارب قاسية في أي مرحلة من مراحل الحياة يساهم بشكل كبير في ظهور أعراض المرض النفسي، على سبيل المثال: يمكن لتعرض الطفل لسوء المعاملة وتعرضه للاعتداءات الجسدية أو النفسية أو اللفظية أن تكون أحد أبرز الأسباب للإصابة بالاضطرابات النفسية. وقد بينت دراسة أن التعرض لسوء معاملة الطفل في أي مرحلة من مراحل النمو يمكن أن يكون له عواقب طويلة الأمد، ويرتبط بزيادة ملحوظة في خطر الإصابة بالاضطرابات النفسية والجسدية.
وبالمثل، فإن التعرض بشكل مباشر للحروب أو الكوارث الطبيعية مثل الزلازل والفيضانات يمكن أن تزيد من فرص الإصابة باضطرابات نفسية.
3- العوامل الوراثية
تؤدي الجينات دورًا هامًا في تطور الأمراض النفسية، وفي الحقيقية العوامل الوراثية ليست العامل الوحيد في تطور الاضطرابات النفسية، إذ يعتبر التفاعل بين العوامل الوراثية والبيئية مهمًا أيضًا، أي يجب أن نفهم أن العوامل الوراثية لا تعني أن الاضطراب النفسي سيظهر بشكل ضروري، بل إنها قد تزيد من احتمالية الإصابة به.
ما هي أبرز أعراض المرض النفسي؟
لكل اضطراب أو مرض نفسي مجموعة من الأعراض الخاصة به، والتي يمكن أن تختلف بشكل كبير في شدتها، ولكن العلامات الشائعة للمرض النفسي لدى البالغين والمراهقين يمكن أن تشمل ما يلي:
1- الخوف المفرط
الخوف المفرط والشعور بعدم الارتياح يمكن أن يكونان من الأعراض النفسية الهامة التي تستدعي الانتباه، هذه الحالة، التي تتميز بمشاعر مستمرة من القلق والعصبية أو حتى الذعر، قد تؤثر على القدرة العامة للشخص على التعامل مع الحياة اليومية بشكل طبيعي، وغالباً ما تنبع هذه الأحاسيس من مخاوف غير واقعية أو مبالغ فيها، وقد تظهر في مواقف لا تتطلب بالضرورة رد فعل قوي من الخوف أو القلق.
وعندما تكون مفرطة ومستمرة وتؤثر على الأداء اليومي للشخص، فإنها تصبح مؤشراً على وجود مشكلة نفسية قد تحتاج إلى تدخل علاجي.
2- تقلبات المزاج الحادة
من الأعراض النفسية المهمة التي يمكن أن تشير إلى وجود مرض نفسي هي التغيرات المزاجية الحادة، والتي قد تظهر بأشكال متعددة ومعقدة، تتجلى هذه التغيرات في صور متباينة مثل: الشعور بحزن عميق ومستمر لا يرتبط بأسباب واضحة أو موقف معين، وهو ما يمكن أن يؤثر بشكل كبير على قدرة الشخص على الاستمتاع بالحياة أو التعبير عن مشاعر الفرح.
3- اللامبالاة
في بعض الأحيان، قد يعاني الشخص أيضًا من اللامبالاة تجاه المواقف التي تحيط به، حيث يفقد الاهتمام أو الشغف بالأشياء التي كانت تثير اهتمامه في السابق. وفي سياق الصحة النفسية، قد ترتبط اللامبالاة بعدة اضطرابات مثل الاكتئاب، حيث يعاني الشخص من نقص في الطاقة والدافع، وقد يشعر بأن لا شيء يستحق الجهد أو الاهتمام، وهذا النوع من اللامبالاة يمكن أن يكون مدمرًا، حيث يؤثر على القدرة على العمل، والعلاقات الاجتماعية، والرعاية الذاتية.
4- تغيرات في النوم
تعد تغيرات النوم من الأعراض الشائعة للأمراض النفسية، ويمكن أن تظهر بطرق متعددة وتأثيرها يكون محسوسًا بشكل كبير على الحياة اليومية للشخص، فمثلاً: قد يعاني الشخص من الأرق أو صعوبات في النوم، أو العكس تماماً، حيث يزداد النوم لساعات طويلة تفوق الحاجة الطبيعية، هذه التغيرات في النوم يمكن أن تؤدي إلى الشعور بالتعب والإرهاق في اليوم التالي، مما يؤثر سلباً على الأداء اليومي والمزاج العام.
بينت دراسة أن اضطرابات النوم يمكن أن تكون عاملًا مساهمًا في تطور اضطرابات الصحة النفسية، وأكدت الدراسة على أهمية تقييم وعلاج اضطرابات النوم، والأخذ في الاعتبار دورها المحتمل في التسبب في تطور اضطرابات نفسية.
5- تغيرات في الشهية
قد يعاني الشخص من تغيرات في الشهية، سواء بالزيادة أو النقصان، وقد يجد بعض الأشخاص أنفسهم يأكلون أكثر من المعتاد كوسيلة للتعامل مع المشاعر السلبية، بينما قد يفقد آخرون الاهتمام بالطعام ويعانون من فقدان الشهية. هذه التغيرات يمكن أن تؤدي إلى مشاكل صحية إضافية، مثل: زيادة الوزن أو النقصان الشديد فيه، مما يزيد من تعقيدات الحالة النفسية.
أكدت نتائج دراسة أن تغير الشهية هو علامة سلوكية يمكن قياسها بسهولة، والتي يمكن أن تشير إلى العديد من الاضطرابات النفسية وأبرزها الاكتئاب والقلق المزمن.
إن الصحة النفسية جزء لا يقل أهمية عن الصحة الجسدية، وإن التعرف على أعراض المرض النفسي هو أول خطوة لبدء العلاج، إذا كنت تجد أن لديك بعض هذه الأعراض وتريد معالجة مخاوفك المتعلقة بالصحة النفسية، فلا تتردد في طلب المساعدة من خلال تحميل تطبيق لبيه والتواصل مع المختص؛ لمساعدتك على تحقيق الرعاية المثالية لصحتك النفسية وبأفضل الطرق الممكنة.