ما أهمية وضع الحدود مع محيطك في تعزيز صحتك النفسية؟
إن وضع حدود واضحة في كل جوانب حياتنا أمر ضروري للحفاظ على الخصوصية، وتحديد هويتنا، وتمييز شخصيتنا، ويساعدنا على تحديد الواجبات والالتزامات التي ينبغي على الفرد القيام بها.
← حمل الآن مؤشر لبيه للصحه النفسية
يحقق وضع الحدود مع الآخرين فوائد عديدة، فوضع الحدود خلال التجارب والعلاقات اليومية، يمكنك من حماية حقوقك وتحرير نفسك من الأشكال المختلفة للتلاعب والإساءة، وينعكس ذلك على تعزيز الصحة النفسية بالمرتبة الأولى من خلال احترام الذات والمبادئ وعدم السماح للآخرين بإساءة المعاملة.
ما هي الحدود الشخصية؟
يمكن وصف الحدود الشخصية بأنها مدى قدرة الفرد على السماح للناس بالوصول إليه، ومدى استعداده لتقديم الخدمات أو التنازلات للآخرين، فالحدود هي أحد المقاييس الأساسية التي تحدد صحة العلاقات في المجتمع، وهناك نوعان من الحدود التي يجب أن ينشئها الفرد لنفسه: حدود خارجية، وحدود داخلية.
الحدود الخارجية: هي الإرشادات التي يحدد الفرد من خلالها كيف يسمح للآخرين بالتصرف تجاهه، بينما تحافظ الحدود الداخلية على التوازن النفسي، وتُظهر الانضباط الذاتي وتسمح للفرد بإدارة وقته وأفكاره وعواطفه وسلوكه.
ما هي أشكال الحدود التي يمكن للفرد أن يرسمها؟
تختلف أشكال ودرجة الحدود من شخص لآخر ويمكن للفرد أن يرسم الحدود التي تتلاءم مع شخصيته في جميع جوانب الحياة، ومن أهمها الحدود في المجالات التالية:
1 – الحدود الشخصية:
تنطبق على المساحة الشخصية وخصوصية الفرد في خياراته وحريته بوقته، أي على الشخص أن يكون عطوفًا على نفسه، وأن يتعلم كيفية معاملة نفسه بالتقدير واللطف المناسب، وهذا يعد أحد الجوانب الأساسية لوضع الحدود، حيث يمكن أن يحمي التعاطف مع الذات من مشاعر العار والحزن والاستياء وبالتالي يحافظ على الصحة النفسية، ويجب على الفرد ترتيب أولوياته وإدارة وقته والسماح لنفسه بالراحة الكافية، على سبيل المثال لا داعي للشعور بالذنب عند الطلب من الشريك والأطفال أو أفراد الأسرة باحترام وقتك.
2 – الحدود العاطفية:
الحدود العاطفية في العلاقات ضرورية لأنها تتيح للآخرين معرفة آلية سير العلاقة، وتضمن الحدود العاطفية أن العلاقات قائمة على الاحترام المتبادل وعلى الشعور بالأمان.
يعتقد البعض أن الأفراد سيحترمون مشاعرك تلقائيًا، لكن عندما تكون الحدود العاطفية ضعيفة وغير بارزة، يسمح ذلك للناس بانتهاك حدود بعضهم البعض، لذا من الضروري وضع حدود واضحة حتى يتمكن الفرد من قول “لا” عندما يشعر بالضغط و التوتر في علاقته مع الآخرين.
3 – حدود العمل:
تنشأ العديد من المشاكل في مكان العمل كنتيجة لعدم رسم الحدود، وعادةً ما تتضمن عواقب عدم وضع حدود حاسمة في العمل إلى الإجهاد والإرهاق، والصراعات الشخصية مع زملاء العمل، ما يؤثر على الجانب النفسي للفرد وغالبًا ما تؤدي الحدود الضعيفة في العمل إلى انخفاض مستوى الحافز و الرضا الوظيفي، وقد تُعرض الشخص للتنمر والمضايقة في مكان العمل.
4 – حدود الممتلكات الشخصية:
تعتبر من أبرز الحدود التي يمكن للفرد أن يرسمها وخصوصًا إذا كان محاطًا بعدد كبير من الأصدقاء، حيث يستطيع أن يحدد ما إذا كان يسمح بإعارة أو التخلي عن أحد ممتلكاته الشخصية دون أن يشعر بالإحراج، وغالبًا ما يؤدي عدم رسم حدود واضحة إلى الاستغلال من قبل الأصدقاء او أفراد الأسرة.
كيف يمكن وضع الحدود؟
قد يكون وضع حدود مع الآخرين أمرًا صعبًا في البداية، لذا يُنصح باتباع الخطوات التالية:
- التمسك بالقيم الأساسية وعدم التخلي عنها.
- أن يكون الفرد حازمًا في موقفه، وأن يتعلم قول “لا” أو “نعم” في الوقت المناسب.
- التواصل مع الآخرين بوضوح.
ما أهمية رسم الحدود في تعزيز الصحة النفسية؟
الحدود الواضحة هي أساس الحياة المتوازنة والواضحة، وإنَّ كل شخص يحتاج إلى رسم حدوده الخاصة من أجل الحفاظ على صحة نفسية جيدة، ودون رسم الحدود يمكن للفرد أن يعرض نفسه للخطر والأذى النفسي سواء في عمله أو علاقاته الاجتماعية أو التزاماته العائلية.
لذلك لا بد من تحديد القيم الأساسية والتمسك بها لأن ذلك يمنح إحساسًا بالرضا الذاتي والثقة بالنفس، وبأن الشخص مسؤول تمامًا عن قرارته واختياراته، كما أن رسم الحدود يحمي المساحة الجسدية والعاطفية من التطفل من قبل الآخرين، وكل ذلك ينعكس إيجابًا على الصحة النفسية.
أكدَّت منظمة الصحة العالمية على ضرورة اتباع بعض السلوكيات الأساسية التي تساعد على تعزيز الصحة النفسية أثناء وضع الحدود وتطبيقها في الحياة العملية، ومنها:
- الاسترخاء وتجنب التوتر: يمكن أن يساعد الاسترخاء على إدارة التوتر وتعزيز حالة الفرد المزاجية ورفع مستوى التفاؤل، كما أن ممارسة الاسترخاء والتأمل استراتيجية ممتازة لتحديد ومراقبة الأفكار السلبية التي تثير القلق في حال تجاوز أحدهم الحدود الشخصية.
- ممارسة الحزم: الأشخاص الذين يفتقرون إلى مهارات الحزم يواجهون صعوبات في قول “لا” لذا يجب التدرب على الحزم دون أن يكون الفرد عدوانيًا، وبالتالي ينعكس ذلك على مستوى الثقة بالنفس، لأن تعلم التواصل دون الخضوع أو العدوانية يمكن أن يعزز مهارات الاتصال لدى الفرد ويساعد على إدارة الخلافات بشكل بناء.
- طلب المساعدة من المختصين: إذا كان الفرد يواجه صعوبة في وضع الحدود، يمكن أن يكون طلب المساعدة من الطبيب النفسي هو الحل الأفضل، إذ يمكن أن يساعد الطبيب المختص في تقديم نصائح مفيدة لتحقيق الخطوات السابقة والالتزام بها، ومساعدتك على وضع الحدود التي تلائمك دون التخلي عن قيمك ومبادئك.
كيف يمكن وضع الحدود دون الإساءة لنفسك أو للآخرين؟
إن فرض الحدود لن يجعل الناس دائمًا سعداء، لكن وضع الحدود هو أمر ضروري للحفاظ على الصحة النفسية والتوازن الداخلي للفرد، وإذا لم يتمكن شخص آخر من العمل ضمن هذه الحدود، فهذه مسؤوليته، ومع ذلك، هناك طرق للقيام بذلك دون الإساءة لأي طرف، ومنها:
- أن يكون الفرد استباقيًا: إن الانتظار حتى يتجاوز أحدهم الحدود الشخصية يسبب الارتباك والتوتر للطرف الآخر، لذلك عليك حماية محيطك الشخصي والدفاع عن الحدود التي رسمتها.
- التعبير عن الحدود الشخصية بلغة بسيطة: إن استخدام لغة بسيطة ومباشرة هو أفضل طريقة لتحديد الحدود مع الآخرين.
- التأكيد على الحدود عند الحاجة: حتى بعد أن يضع الفرد الحدود لنفسه، قد يتطفل الآخرون أو يعتقدون أنها لم تعد قائمة بعد مرور الوقت، لذا لا بأس في تذكيرهم بأدب (ولكن بحزم) بأن الحدود لا تزال قائمة.
يعتبر وضع الحدود حاجة ضرورية في علاقات المجتمع المختلفة، فهي تحدد كيف تُريد جميع الأطراف أن تُعامل وما يمكن أن تتوقعه من بعضها البعض، كما أن الحدود تساعد الأفراد على حماية طاقتهم من الاستغلال عندما يُطلب منهم الكثير، سواء جسديًا أو عاطفيًا وبالتالي الحفاظ على صحة نفسية متوازنة.
إذا كنت تعاني من عدم قدرتك على رسم الحدود مع الآخرين وانعكس ذلك على صحتك النفسية، يمكنك التواصل مع المعالج النفسي عبر تطبيق لبيه للحصول على الدعم المناسب للحالة.
المقالات المقترحه:
← اقرأ ايضاً: من أجل صحتك النفسية، توقف عن محاولة التحكم بكل شيء
← اقرأ ايضاً: عادات سيئة تضر بصحتك النفسية
← اقرأ ايضاً: صحتك النفسية أهم من هذه الأشياء
أشهر المختصين:
← احجز جلستك الآن: د. حاتم ال زاحم