قريبي يرفض الذهاب إلى الطبيب النفسي أو المستشفى، ماذا أفعل؟
كثيرًا ما يفضل الأشخاص الذين يعانون من مشاكل أو صعوبات في حياتهم الخاصة إيجاد حلول لهذه المشكلات بأنفسهم دون استشارة الطبيب أو المعالج النفسي، وقد يثير هذا الأمر غضب من حولهم بسبب فقدانهم الثقة في شيء نحن متأكدون من قدرته على مساعدتهم في إيجاد الحل المناسب لمشاكلهم. نتحدث في هذا المقال عن أشيع الأسباب التي تدفع المقربين منا إلى تجنب في استشارة أخصائي العلاج النفسي عند الحاجة، وأهم الخطوات التي يمكن فعلها لمواجهة هذه الأسباب.
كيفية إقناع المريض للذهاب إلى الطبيب النفسي
إن أفضل طريقة لإقناع الأشخاص المقربين منا بالاستعانة بخبرة الطبيب النفسي هي معرفة الأسباب الكامنة وراء رفضهم لها، ومن ثم مناقشتهم حول خطأ معتقداتهم، وتشجيعهم على تغييرها. تتضمن أشيع الأسباب التي يتجنب الأفراد لأجلها تجربة العلاج النفسي:
لا أريد التكلم مع الطبيب النفسي، يمكنني التكلم مع أصدقائي
لا شك أن الدعم الذي يقدمه لنا الأصدقاء وأفراد العائلة ثمين للغاية في طريقنا لمواجهة مشكلاتنا الحياتية. حتى أن الدعم الاجتماعي يعد عنصرًا رئيسيًا في العلاج النفسي لهذه المشاكل، ومن بينها الاضطرابات النفسية. يختلف الطبيب النفسي بصورة كبيرة عن الصديق المقرب أو أفراد العائلة. يمتلك الطبيب النفسي بفضل دراسته وتدريبه الخبرة والمعرفة الطبية والنفسية المناسبة التي تساعدك على تحديد الأسباب العميقة وراء المشكلات التي تعانيها، واستيعاب طريقة تفاعلك معها، ومن ثم الحصول على أفضل النصائح لعلاجها وحلها.
أنا لا أملك الوقت للذهاب إلى عيادة الطبيب النفسي
صحيح أن مشاكل الحياة قد تستهلك كامل الوقت المتاح لنا ضمن اليوم، لكن هذا لا يعني أبدًا إهمال صحتنا الجسدية والنفسية. مثلما ينصح جميع الأطباء بممارسة الرياضة يوميًا ولو لفترة قصيرة، لما يعود هذا بفوائد جمّة على جسدنا، ينطبق الشيء نفسه على صحتنا النفسية أيضًا، بزيادة المرونة والقدرة على التعامل مع المواقف الصعبة والتوتر، وتحسين علاقاتنا الاجتماعية والشخصية، وتحقيق السلام الداخلي.
لقد جربت العلاج النفسي سابقًا، ولم أستفد كثيرًا
من الطبيعي أن نبني أحكامنا فيما يخص العلاج النفسي على تجاربنا السابقة، لكن لا يجب أن ننسى أن العلاج النفسي قد قدم المساعدة للكثير من الناس في حل مشاكلهم والتفاهم معها، بالإضافة إلى أن توقعاتنا وآمالنا من الطبيب النفسي تلعب دورًا مهمًا في تقييم تجربتنا له، إذ لن يقدم الطبيب النفسي حلًا سحريًا للمشكلات التي تواجهك في اللحظة الحالية، إنما يساعدك عن طريق فهم نفسك وظروفك وإيجاد الحل المناسب لك، وهذا الأمر قد يستغرق بعض الوقت والجهد والالتزام. ومن ناحية أخرى، في حال كانت تجربتك مع أحد الأطباء النفسيين غير مجدية، لا يعني هذا الاستلام والتقاعس، إنما يمكنك دائمًا تجربة طبيب آخر.
ما الفائدة التي سأحصل عليها من استشارة الطبيب النفسي؟
إن الأفعال ضرورية في عملية تطبيق الحلول، لكن الدافع المحرك لها مهم بنفس القدر. يساعد الالتزام بجلسات العلاج النفسي والتفاعل فيها على بناء علاقة قوية من الثقة المتبادلة والاحترام والراحة، ما يمكّنك من التحدث مع طبيبك حول المواضيع الصعبة وحتى المحرجة التي لا تستطيع التحدث عنها مع المقربين منك، ليساعدك كل هذا في النهاية على تفهّم ذاتك بصورة أفضل، وإشعال الدافع في ذاتك لتقوم بالأفعال التي سوف تترك آثارًا إيجابية مستمرة في حياتك.
لا أظن أنه من الصحيح التحدث حول هذه المواضيع مع شخص غريب
لا تهدف جلسة العلاج النفسي إلى الحكم عليك، أو توجيه النقد لك. يتدرب الأطباء النفسيون على خلق جو من الراحة والاسترخاء في أثناء الجلسة، ولا يهدفون إلى إظهار أنفسهم كأشخاص غرباء غير موثوق بهم. في حال كنت تشعر بالتوتر وعدم الراحة في جلسات العلاج النفسي، يمكنك بكل صدق إخبار الطبيب بمشاعرك، وسيعمل جاهدًا على تصحيح الوضع، وفي النهاية، يمكنك بكل بساطة عندما تشعر بأنك غير مرتاح مع طبيب نفسي معين، أن تستشير طبيبًا آخر.
تكلف جلسات العلاج النفسي الكثير من المال
في المجمل، يختار الأطباء النفسيون اختصاص الطب النفسي في أثناء فترة التخصص بسبب تمتعهم بحسٍ عالٍ من الإحساس الآخرين، وتقديرهم والرغبة في مساعدتهم. صحيح أن التأمين الصحي لا يغطي كلفة جلسات العلاج النفسي، ما يجعل الكثير من الأشخاص يبتعدون عن طلب المساعدة، لكن يمكن النظر إلى الموضوع وكأنه استثمار في الذات لمستقبل أفضل، مثل تعلم مهارة جديدة، أو ممارسة الرياضة. سوف تعود جلسات الطب النفسي عليك بالكثير من الفائدة في المستقبل عبر تفهّمك لذاتك، وتجنبك مشكلات عديدة بسبب نصائح تعلمتها من جلسات العلاج النفسي. فلا تتردد في الاستثمار في ذاتك ومستقبلك.
لا أحتاج طبيبًا نفسيًا، يمكن للدواء أن يساعدني
لا تعمل الأدوية النفسية عند جميع المرضى بنفس التأثير، بالإضافة إلى أن كل حالة أو مشكلة تحتاج نمطًا معينًا من الأدوية، والبعض لا يحتاج أدوية البتة، بالإضافة لذلك تحتاج الأدوية النفسية إلى وصفة طبية خاصة من الطبيب، وتشكل بعض الأدوية عند تناولها بصورة خارجة عن المراقبة خطرًا على صحتك العقلية والجسدية.
لا أحتاج الطبيب النفسي، يمكنني مساعدة نفسي بنفسي
إن الاعتماد على الذات من الخصال الرائعة، لكن طلب المساعدة والنصيحة لا يعني أبدًا الضعف والعجز. إنما تكمن القوة في مواجهة المشكلات والعمل على حلها. ويمكن لجلسات العلاج النفسي أن تساعدك على هذا الأمر. إن كنت تشعر بالتعب والإرهاق والضياع، لا تحرم نفسك أبدًا حق طلب المساعدة والنصيحة.في النهاية، من السهل دائمًا اتباع مخاوفنا وإقناع أنفسنا بعدم القيام بشيء مفيد لصحتنا الجسدية والنفسية، مثل ممارسة التمارين الرياضة، أو النوم باكرًا، أو تجربة جلسات العلاج النفسي. ساعد العلاج النفسي الكثير من الأشخاص، وإن كنت تشعر في الوقت الحالي بالتوتر، و القلق، والحزن لا تتردد في مساعدة نفسك و الاستسلام لمخاوفٍ قد تكون غير حقيقية نهائيًا.
المقالات المقترحه:
← اقرأ ايضاً: ما الفرق بين المعالج النفسي والطبيب النفسي؟
← اقرأ ايضاً: هل يمكن للذكاء الصناعي أن يكون معالجك النفسي المستقبلي؟
← اقرأ ايضاً: هل أحتاج إلى التواصل مع طبيب نفسي؟
أشهر المختصين:
← احجز جلستك الآن: د. عبدالله المضيان