ما هو الألم النفسي؟ وكيف يمكن علاجه؟
تعتبر الاضطرابات النفسية شائعة جدًا، فقد قدرت منظمة الصحة العالمية أن أكثر من ربع البالغين قد عانوا من اضطراب أو مشكلة نفسية في مرحلة ما من حياتهم. تشمل الاضطرابات النفسية مجموعة واسعة ومتنوعة من الحالات التي تؤثر على المزاج والتفكير والسلوك، ويمكن أن تتحول هذه المشكلات إلى ألم نفسي مزمن عندما تسبب إجهادًا دائمًا وتأثيرًا ملحوظًا على النشاطات اليومية.
ما هو الألم النفسي؟
ينتج الألم النفسي بشكل أساسي عن عوامل وأسباب نفسية، مثل الاكتئاب والقلق، وفي أغلب الأحيان لا يرتبط بأي أمراض جسدية واضحة، ويمكن أن يظهر الألم النفسي ويزيد نتيجةً لسلوك الآخرين، أو نتيجة الشعور بالندم والحزن والخسارة.
غالبًا ما يكون علاج الألم النفسي أصعب من علاج الألم الجسدي، إذ يمكن أن تُستخدم مسكنات الألم التقليدية لعلاج الآلام الجسدية، بينما في حالة الألم النفسي لا يوجد غالبًا سبب مادي واضح لعلاجه، وقد يكون الألم النفسي شديدًا ويؤثر بشكل كبير على حياة الشخص. يُعرف الألم النفسي أيضًا باسم الألم الروحي أو الألم العاطفي.
أسباب الألم النفسي والعوامل المؤهبة له
على الرغم من أن الألم نفسي يشكل هاجسًا حقيقيًا لأولئك الذين يعانون منه، إلا أنه لا يوجد اختبار دقيق لتحديد ما إذا كان الفرد يعاني من ألم نفسي، وعادةً ما يمكن تصنيف الألم النفسي على النحو التالي:
- ألم نفسي حاد: يحدث لفترة وجيزة ثم ينحسر ويزول.
- ألم نفسي مزمن: يستمر ويتكرر على مدار أسابيع أو أشهر أو أحيانًا قد يستمر لسنوات.
يمكن أن يكون لهذا النوع من الألم العديد من العوامل المؤهبة التي يمكن أن تؤدي إلى تفاقمه واستمراره، ومنها:
الحزن
الحزن عاطفة طبيعية ترتبط بالخسارة وخيبة الأمل، ومع ذلك، إذا لم يتلاشى هذا الشعور مع مرور الوقت، فقد تشير الحالة إلى الإصابة بالاكتئاب، والذي قد يكون له دور كبير في حدوث الألم النفسي.
الغضب
الغضب عاطفة إنسانية أساسية، يُفرز الأدرينالين في نوبات الغضب، ما يؤدي إلى زيادة التوتر وتشنج العضلات وزيادة معدل التنفس، وإذا لم يتم التعامل مع الحالة بشكل مناسب، يمكن أن تؤدي إلى عواقب نفسية طويلة الأمد.
القلق
كما هو الحال مع الغضب، فإن القلق والخوف يزيدان إفراز الأدرينالين أيضًا، ينتج عن هذا عمومًا عدم القدرة على التفكير بشكل سليم بالإضافة لاضطرابات النوم، أو عدم القدرة على الاسترخاء والشعور بالقلق على أبسط الأمور ما يزيد من حالة الألم النفسي.
الشعور بالعار والذنب
غالبًا ما يؤدي الخجل والشعور بالذنب إلى ظهور أعراض نفسية، وإذا لم يتم التعامل مع هذه الأعراض قد تؤدي إلى الألم النفسي.
هل يمكن أن يؤثر الألم النفسي على الصحة الجسدية؟
من المعروف أن الجسم يستجيب لعوامل الخطر المختلفة إما عن طريق مواجهة الخطر أو الهروب منه، ويفرز الجسم عندها هرمونات الأدرينالين والكورتيزول التي تزيد من معدل ضربات القلب وضغط الدم وتؤثر على الجهاز الهضمي وجهاز المناعة.
تهدف هذه العملية إلى مساعدة الجسم على بذل الطاقة اللازمة لمواجهة الخطر، وبعد زوال التهديد يعود الجسم إلى حالة الراحة.
بحسب منظمة الصحة العالمية، إن مستوى معينًا من القلق والذي يُعرف باسم ( القلق المثالي)، يمكن أن يكون مفيدًا في رفع الطاقة لدى الإنسان إلى المستوى المطلوب لأداء الوظائف الأساسية ومواجهة الخطر، ولكن إذا عاش الفرد في حالة مستمرة من التوتر والقلق، فقد يؤدي ذلك إلى مشكلات عديدة في الجسم.
يؤدي الإجهاد والتوتر المستمر لارتفاع مستويات الكورتيزول والأدرينالين لفترات طويلة، ما يسبب آثار سلبية على الصحة النفسية والتي تنعكس بدورها على صحة الأعضاء والوظائف الجسدية.
قد يصاحب الألم النفسي ألم جسدي في مناطق مختلفة من الجسم، وتشمل أشكال الألم الجسدي الشائعة التي تكون مرتبطة بالألم النفسي:
- إسهال وغثيان.
- دوار.
- صداع.
- آلام العضلات، وخاصة الرقبة.
- ألم في الذراعين والساقين.
- آلام المعدة و اضطرابات الجهاز الهضمي.
ما هي أعراض وعلامات الألم النفسي؟
يمكن أن يتراوح مستوى الألم النفسي من الخفيف إلى الشديد، ويترافق الألم النفسي عادةً مع وجود الأعراض التالية:
- انزعاج وقلق مستمر.
- آلام تغطي أجزاء كبيرة من الجسم.
- تفاقم الألم دون أن يكون هناك سبب واضح له.
يمكن أن يكون الألم النفسي مصحوبًا بالسلوكيات المحفوفة بالمخاطر التي تهدف إلى إيذاء النفس أو الآخرين، وغالبًا ما تكون مثل هذه السلوكيات محاولة للتخلص من الارتباك الشديد الناجم عن الألم النفسي أو الهروب منه.
كيف يمكن علاج الألم النفسي والتعامل معه؟
يعد علاج الألم النفسي أمرًا صعبًا في العادة، لأن الألم هنا ليس له سبب واضح، ويكون الهدف من العلاج هو تحديد الأعراض وتخفيفها، وتحسين القدرة على ممارسة النشاطات اليومية المعتادة.
يلعب العلاج النفسي الذي يقدمه الطبيب أو المعالج النفسي المختص دورًا كبيرًا في علاج الحالة ومن أهم أشكال العلاج النفسي:
- العلاج بالكلام: يوفر هذا العلاج الدعم اللازم والمشورة من قبل الطبيب النفسي.
- التدرب على الاسترخاء: يساعد على الشفاء وتقليل الألم.
- التدرب على التعامل مع التوتر: يزيد التوتر من حدة الألم، ومن الضروري معرفة كيفية التعامل مع التوتر المزمن والتخلص منه بشكل تدريجي.
- تعلم مهارات التعامل مع الألم: من المهم أن تبني طرقًا للتعايش مع الألم لتقليل شدته ومواصلة الأنشطة اليومية بسهولة ومن أهم هذه المهارات:
التعبير عن المشاعر
يساعد التعبير عن المشاعر السلبية في تقليل حدتها، وقد أثبتت الدراسات أن التعبير بالكلمات عما يشعر به الشخص ينشط مناطق الدماغ التي يمكن أن تقلل من حدة الألم النفسي.
تذكر أهمية اليقظة الذهنية
تعني اليقظة الذهنية أن يكون الفرد حاضرًا تمامًا ومدّركًا لنفسه ومحيطه حيث يمكن تطبيق هذا المفهوم على الأنشطة اليومية المختلفة. عندما يشعر الفرد بألم نفسي، يمكنه التعرف على الأفكار والسلوكيات التي تواجهه ثم عليه أن يحاول التخلي عن هذه الأفكار. يمكن تعزيز الشعور باليقظة من خلال خطوات بسيطة مثل:
- الاستيقاظ باكرًا.
- التواصل مع الأصدقاء وأفراد العائلة.
- ممارسة الأنشطة الممتعة مثل الرياضة أو تحضير الطعام.
غالبًا ما يكون الألم النفسي أشد من الحزن، وقد يترافق بمشاعر سلبية أخرى مثل اليأس والقلق المستمر والغضب. في بعض الأحيان، يمكن أن يخف الألم النفسي من تلقاء نفسه بمرور الوقت، ولكن في الحالات الشديدة لابد من اللجوء للأطباء والمعالجين النفسيين للحصول على الدعم والمساعدة، كما تلعب الرعاية الذاتية دورًا أساسيًا في علاج الألم النفسي.إذا كنت تعاني من الألم النفسي أو الأعراض المرتبطة به يمكنك التواصل مع معالجك النفسي عبر تطبيق لبيه، والحصول على الدعم والعلاج المناسب لحالتك.
المقالات المقترحه:
← اقرأ ايضاً: كيف أتجاوز الألم النفسي بعد الاجهاض؟
← اقرأ ايضاً: ما هي أبرز أعراض المرض النفسي وتدهور الصحة النفسية ؟
← اقرأ ايضاً: ما هي أبرز أعراض المرض النفسي وتدهور الصحة النفسية ؟