ما هي اضطرابات المزاج، والفرق بينها وبين تقلبات المزاج؟
نتعرض جميعًا لتقلبات يومية في المزاج بحسب المواقف التي تواجهنا في الحياة، لكن هذه التقلبات طبيعية وتختلف عن اضطرابات المزاج التي تتميز بوجود تقلبات مزاجية حادة تستمر لفترات طويلة وتؤثر على مختلف تفاصيل حياتك وسلوكك وإنتاجيتك، ويمكن التمييز بين الحالتين من خلال النقاط التالية:
- المدة الزمنية.
- التأثير على الحالة المزاجية.
- التأثير على الأداء والإنتاجية.
- تأثر الحياة اليومية.
← انضم الآن الى برنامج: التكيف مع الحياة
← اقرأ ايضاً: ما هي أنواع اضطرابات المزاج؟
تشمل اضطرابات المزاج مجموعة متنوعة من الحالات التي تؤثر على سلوكك ومزاجك وتصرفاتك بشكل عام، ولكل منها أعراض وأسباب خاصة، ومن أشيعها:
1 – الاكتئاب:
يعد الاكتئاب من اضطرابات المزاج الشائعة، ومع هذا لا يجب إهماله أبدًا أو اعتباره من الحالات الاعتيادية. قد يلقي الاكتئاب عليك حالة من الحزن واليأس، وصعوبة في التفكير والتركيز ويؤثر على النوم والشهية.
تؤثر أعراض الاكتئاب على أدائك في العمل والدراسة والحياة العامة، وتعيق تواصلك مع عائلتك وأصدقائك ومحيطك الاجتماعي، وقد تتطور أعراض الاكتئاب في بعض الحالات بشدة وتدفعك للتفكير في إيذاء النفس أو بأفكار انتحارية، خصوصًا إذا ترافقت مع بعض العوامل المؤهبة مثل الصدمات النفسية وغياب الدعم العاطفي، ولهذا ينبغي التأكيد على عدم إهمال حالة الاكتئاب، وعدم التردد في طلب المساعدة من العائلة والمقربين والمعالجين النفسيين المتخصصين.
2 – اضطراب ثنائي القطب:
إن اضطراب ثنائي القطب من اضطرابات المزاج الهامة والتي قد تستمر لفترات طويلة، لكن العلاج المناسب والمتابعة الدقيقة تساعدك على السيطرة على أعراض هذا الاضطراب، والمضي قدمًا في حياتك بشكل طبيعي.
يتميز اضطراب ثنائي القطب بتأرجح حاد في المزاج والسلوكيات، والتي تشمل الاكتئاب والخمول واليأس أحيانًا وفرط النشاط و الهوس أحيانًا أخرى، يُقسّم علماء النفس الاضطراب ثنائي القطب إلى ثلاثة أنواع عادة تختلف عن بعضها بشدة تقلبات المزاج، ودرجة التقلب بين الحالتين العاطفتين.
ومن الحالات الأخرى التي تتميز باضطرابات مزاج مميزة:
الانزعاج المرافق للدورة الشهرية:
تتصف هذه الحالة بتغيرات في المزاج وميل أكثر نحو الغضب والعصبية والأرق والاكتئاب، بالإضافة إلى بعض الأعراض الجسدية الأخرى مثل الصداع وألم البطن قبل نحو أسبوع من الدورة الشهرية، وتزول هذه الأعراض خلال يومين إلى ثلاثة أيام من بدء الدورة.
من المهم الإشارة إلى أن هذه الأعراض لا تماثل أعراض الدورة الشهرية الاعتيادية، لأنها تكون أكثر شدة، وقد تعيق العمل والحياة عند السيدة، وتقدر الدراسات أنها تصيب نحو 10% من النساء حول العالم، ويرتبط حدوثها بالتغيرات الهرمونية المرافقة للدورة، ويتم تشخيصها وعلاجها حصرًا تحت إشراف ومعرفة الطبيب المختص.
اضطراب المزاج عند الأطفال:
تحدث اضطرابات المزاج هذه بشكل شائع عند الأطفال واليافعين، ويبدي الأطفال المصابون غضبًا شديدًا وردات فعل قوية تجاه أشياء بسيطة اعتيادية، ويعانون من صعوبة في تنظيم وضبط مشاعرهم القوية.
ما هي أهم أسباب اضطرابات المزاج؟
تتشارك مجموعة من العوامل المتنوعة مع بعضها لتسبب اضطرابات المزاج، ومن أهمها:
1 – عوامل بيولوجية عصبية:
تشير مجموعة من الأبحاث والدراسات إلى امتلاك الأشخاص المصابين بأحد أنواع اضطرابات المزاج تغيرات بنيوية في الدماغ واضطرابات في توازن النواقل العصبية الكيميائية المسؤولة عن عمل الخلايا العصبية، ما يجعلهم أكثر حساسية وتفاعلا مع التغيرات المحيطة بهم، وأكثر تأثرًا بالتغيرات المزاجية التي تصيبهم.
2 – عوامل وراثية:
تساهم العوامل الوراثية في تطور اضطرابات المزاج، حيث تزداد احتمالية إصابة الشخص باضطراب المزاج في حال إصابة أحد أفراد عائلته سابقًا.
3 – عوامل بيئية:
تلعب البيئة التي تعيش فيها دورًا حاسمًا في احتمال إصابتك بأحد أنواع اضطرابات المزاج، ودرجة وشدة الإصابة وخطورتها.
تتضمن بعض هذه العوامل البيئية: التغيرات الحياتية الشديدة كوفاة شخص مقرب، أو التعرض لحادث صادم ومؤذ، أو اختبار توتر وقلق مستمر في العمل والحياة الشخصية، أو المعاناة من طفولة سيئة.
أيضًا أشارت بعض الدراسات إلى ارتباط الإصابة بالاكتئاب مع بعض الأمراض الجسدية مثل داء السكري، وداء باركنسون، وأمراض القلب المختلفة.
كيف يساعدك معالجك النفسي في لبيه على علاج اضطرابات المزاج؟
تؤثر اضطرابات المزاج بصورة سلبية على حياتك الشخصية، خصوصًا عند إهمالها وعدم تلقي الدعم والعلاج المناسب، ومن المهم الإشارة إلى ضرورة تعلم أن اضطرابات المزاج لا تمثل أبدًا حالة خطيرة أو مخجلة يجب إخفاءها وإنكارها، بل يمكنك اتباع العلاج الدوائي والنفسي تحت إشراف طبيب أو معالج نفسي بشكل يضمن تحسين الأعراض واستقرارها، والعيش حياة مستقرة ومنتجة.
إذا كنت تعاني من أي نوع من أنواع اضطرابات المزاج لا تتردد في التواصل مع معالجك النفسي عبر تطبيق لبيه، والذي سيعمل على مساعدتك على التخلص من أعراض هذه الاضطرابات والعودة لممارسة حياتك بشكل طبيعي، ومن أهم طرق العلاج المتبعة:
- العلاج النفسي: الهدف الأساسي للعلاج النفسي هو مساعدة المصاب على تمييز السلوكيات والمشاعر والأفكار غير الصحية، وتعليمه كيفية التعامل معها وتجاوزها، يمكن أيضًا أن يضيفك معالجك النفسي إلى إحدى مجموعات الدعم الخاصة بتطبيق لبيه أو أحد برامج لبيه العلاجية التي تناسب حالتك.
- العلاج الدوائي: يستخدم الأطباء عدة أصناف من الأدوية لعلاج اضطرابات المزاج، ويختلف الدواء المستخدم اعتمادًا على نوع الاضطراب وشدة الحالة.
يصف الطبيب النفسي عادة الأدوية المضادة للاكتئاب في علاج اضطراب الاكتئاب والحالة الاكتئابية عند المصابين باضطراب ثنائي القطب، بينما توصف الأدوية المعدلة للمزاج بهدف ضبط تقلبات المزاج والسيطرة عليها، ومن الضروري التأكيد على أن استخدام هذه الأدوية يتم حصرًا تحت إشراف طبي.
لا يعد كل تغير أو تقلب في المزاج دليلًا على إصابتك بأحد أنواع اضطرابات المزاج، بل قد يكون الأمر مجرد توتر وصعاب بسيطة تواجهك خلال حياتك اليومية، لذا لا تهمل حالتك، ولا تتردد في طلب المساعدة عند اللزوم.
المقالات المقترحه:
← اقرأ ايضاً: فوائد التنفس العميق وتأثيره على تحسين المزاج والصحة النفسية
← اقرأ ايضاً: تقلبات المزاج وعلاقتها مع الطقس.. كيف يؤثران على بعضهما؟
← اقرأ ايضاً: كيف يمكنني التعامل مع تقلباتي المزاجية؟
أشهر المختصين:
← احجز جلستك الآن: د. فاطمة الدندن