علامات تدل أنك في علاقة غير صحية
تؤثر العلاقات غير الصحية بشكل سلبي على سعادتنا وصحتنا العامة، وتكمن المشكلة الأكبر حين نشعر بالتعب والضغط النفسي، دون أن نعلم أن هذه العلاقات السامة هي المسؤولة عن ذلك.
تابع معنا صفات وعلامات العلاقات غير الصحية، وكيف تعرف أنك في واحدة منها، وما هي الخطوات التي يمكنك اتخاذها لتحسين هذه العلاقات، ومتى ينبغي عليك طلب مساعدة المعالج النفسي.
ما هي صفات العلاقات غير الصحية؟
تختلف كل علاقة نعيشها عن الأخرى، وقد تتغير طبيعة العلاقات بمرور الوقت، لكن هناك بعض الصفات المهمة التي تميز أغلب العلاقات غير الصحية، حيث تساهم العلاقات السامة بحدوث التوتر والمشاكل والضغط النفسي، ويشمل ذلك جميع أنواع العلاقات سواءً الزوجية أو العلاقات مع أفراد العائلة أو الأصدقاء أو زملاء العمل. تشمل هذه الصفات التي غالبًا ما تُرى في العلاقات غير الصحية: السيطرة على الشريك، وانعدام الثقة، وقلة الاحترام، وسوء التواصل.
1 – السيطرة
يحاول الأشخاص في العلاقات غير الصحية، التحكم في حياة الآخرين، ويكون ذلك غالبًا عبر التخويف والأساليب الأخرى. قد تبدو تصرفات الشخص في بعض الأحيان حنونة ومحبة للغاية، لكن تكون الغاية منها، مراقبة الشريك ومنعه من القيام بأشياء معينة أو الذهاب إلى أماكن يكون فيها خارج السيطرة.
قد تأخذ السيطرة أيضًا شكل حب التملك والغيرة، وتعتبر هذه المشاعر طبيعية عندما يشعر بها الفرد بين الحين والآخر، لكنها تصبح مؤذية وغير صحية عندما يحاول شخص ما التحكم في كل ما يفعله الشريك، أو عندما يصبح عدوانيًا دون مبرر، أو عندما تؤهب للاتهام بالخيانة الزوجية.
2 – انعدام الثقة
غالبًا ما تتميز العلاقات غير الصحية بانعدام الثقة بين الطرفين، كأن تشعر أنه يتعين عليك إخفاء الأشياء عن شريكك، أو عندما تشعر أن شريكك يخفي الكثير عنك. تعتبر المشاركة والاستماع إلى الآخر، من أهم ما يساهم في بناء علاقة مبنية على الثقة والشعور بالعاطفة الحميمية والتقارب، ولكن إذا شعرت في داخلك أنك لا تستطيع الوثوق بالشخص الآخر، فمن غير المحتمل أن تخبره بشعورك أو أفكارك أو ذكرياتك الخاصة.
إذا كنت غير قادر على الاعتماد على الأشخاص الذين يجب عليك الوثوق بهم أكثر، فقد تجد صعوبة في الوثوق بالشريك في العلاقات العاطفية تحديدًا.
3 – قلة الاحترام
يمكن أن تؤثر قلة الاحترام بشكل كبير على حالتك النفسية، وقد تأخذ أشكالًا متنوعة في العلاقات غير الصحية، حيث تعني أحيانًا رفض أحد الطرفين للأخر، ويمكن أن تنطوي بحالات أخرى على السخرية الصريحة أو التسخيف من آراء ومشاعر الآخرين. غالبًا ما تبدو هذه التصرفات وكأنها رفض للآخر، ما يولد مجموعة من المشاعر السلبية بما في ذلك الشعور بالذنب والوحدة والإحراج والرهاب الاجتماعي.
أظهرت دراسة (Leary.2015)، أجريت على 168 شخصًا مروا بمواقف مؤذية في علاقاتهم، أن أغلب المشاركين يعتقدون أن الطرف الآخر لا يقدر علاقتهم بشكل كافٍ، كما ارتبطت تقييمات المشاركين بمدى الأذى الذي شعروا به في المواقف التي عانوا منها وخصوصًا عندما شعروا بالرفض، وكانت السخرية هي السبب الأشيع لإيذاء مشاعرهم.
4 – ضعف التواصل
يعتبر التواصل الجيد أساس أي علاقة جيدة، وغالبًا ما تترافق العلاقات السامة مع ضعف في التواصل، وقد يتضمن ذلك عدم الحديث عن المشاكل، أو تجنب الأمور الصعبة، أو الحكم مسبقًا على الشريك بأنه لا يفهمك أو يستمع لك، أو المماطلة من أجل تجنب مواجهة المشاكل في العلاقة.
أثبتت الدراسات أن أسلوب التواصل هو مؤشر رئيسي على الطلاق في العلاقات الزوجية، وله تأثير أكبر من الالتزام والشخصية والضغط النفسي عندما يتعلق الأمر بنجاح الزواج.
علامات تدل على أنك في علاقة غير صحية
غالبًا ما تشعر أن العلاقة صحية عندما يسير كل شيء بشكل جيد، لكن يمكن أن تؤثر العديد من الضغوط بشكل سلبي، ويستجيب لها البعض بالقيام بتصرفات، قد تضر في النهاية بصحة علاقاتهم.
من أهم العلامات على وجود علاقة غير الصحية: الخيانة، واللوم الزائد، والتنمر، والسيطرة، وقلة الاحترام، وانعدام الثقة، والخوف من الطرف الأخر، والشعور بالذنب بشكل دائم، والعدوانية المفرطة، والإحساس بالوحدة، والغيرة، والتفكير السلبي، والاعتداء الجسدي، وضعف التواصل، والسخرية أو الإساءة اللفظية.
يعتبر الشعور بأن الأمور غير متوازنة من العلامات الهامة أيضًا، حيث تكون العلاقة أحادية الجانب عندما يستثمر فيها أحد الطرفين المزيد من الجهد والطاقة والعاطفة في الحفاظ على العلاقة، وغالبًا ما تترك الشخص الذي يقوم بكل شيء يشعر بالعزلة والاستنزاف.
يمكن معالجة بعض هذه المشاكل، بمساعدة الطبيب أو المعالج النفسي، ولكن إذا تأثرت علاقتك بالإساءة، سواء كانت جسدية أو لفظية أو غيرها، فيجب أن تضمن سلامتك الشخصية قبل أي شيء.
كيف تحسن علاقتك وتطورها؟
إن الترابط الاجتماعي الذي توفره العلاقات مهم جدًا لصحتنا الجسدية والنفسية. أظهرت دراسات عديدة (Thoits.1995) (Cohen.2004) أهمية الدعم الاجتماعي المرافق للعلاقات الصحية، والتأثيرات غير المباشرة على الصحة العامة؛ من خلال تحسين الصحة النفسية والحد من تأثير التوتر، وتعزيز الشعور بالمعنى والهدف من الحياة.
كما أظهرت دراسات أخرى أجريت على عدد من المتزوجين (Robles.2003) ارتباط العلاقات غير الصحية بسوء الصحة الجسدية للفرد، حيث لوحظ ضعف جهاز المناعة وزيادة معدل الوفيات وحدوث الأمراض المزمنة عند الأزواج الذين يعانون من علاقة زوجية سيئة لفترة طويلة من الزمن.
لذلك، إذا كنت تعتقد أنك في علاقة غير صحية، فمن المهم اتخاذ بعض الخطوات لإصلاح المشكلة، وهذا التغيير دائمًا ممكن إذا كان كلا الطرفين ملتزمين بمعالجة المشاكل ومنفتحين على إحداث تغيير في طبيعة العلاقة، ومن أهم هذه الخطوات:
1 – تحديد ما إذا كانت العلاقة قابلة للإصلاح
من الضروري التأكد من أن كلا الطرفين على استعداد للمشاركة في إنجاح العلاقة، وعندما لا يرغب أحدهم في تغيير سلوكه غير الصحي، فمن المحتمل ألا تكون العلاقة قابلة للإنقاذ.
2 – الحفاظ على الترابط
يشعر الأشخاص المترابطون بفائدة اللجوء إلى شريكهم عندما يحتاجون إلى الدعم، ويعترفون بقيمة وأهمية دعم شركائهم.
3 – تعزيز التواصل
يعد التواصل الجيد أساسيًا في بناء علاقاتك الصحية والحفاظ عليها، فبمجرد التعرف على الأنماط غير الصحية أو السامة التي أضرت بالعلاقة، من المهم العمل معًا للتغلب عليها والتواصل بشكل أفضل، يمكنك القيام بذلك من خلال اتخاذ الخطوات التالية:
- العمل مع الشريك للتعرف على الأنماط غير الصحية وتجنبها داخل علاقتك.
- إبلاغ الشريك بالاحتياجات العاطفية المهمة بالنسبة لك.
- تقديم الدعم العاطفي للشريك.
- الاستماع الجيد للطرف الأخر.
- تجنب التلاعب بالعواطف.
كيف تتصرف مع علاقة غير صحية؟
من المهم أن تذكر نفسك أنك تستحق علاقة تشعر فيها بصحة جيدة ودعم وسعادة، أنت تستحق أن تكون لديك علاقات صحية مع الأشخاص الذين يدعمونك ويحبونك.
هناك عدة أشياء يمكنك القيام بها بمفردك لتحسين علاقاتك، ولكنك قد تستفيد كثيرًا من التواصل مع طبيب أو معالج نفسي متمرس، للحصول على المساعدة اللازمة، خاصة في الحالات التي يكون فيها لدى الأشخاص توقعات مختلفة لمستقبل العلاقة.
لذلك لا تتردد في التواصل مع معالجك النفسي عبر تطبيق لبيه، لأنه يمكن أن يساعدك على تحسين مهارات التواصل غير الصحية التي يمكن أن تخلق التوتر والتعارض في العلاقة، ومساعدتك في حل المشاكل التي تعاني منها، مع الإشارة إلى أن العلاج يكون أكثر فائدة عندما يكون كلا الطرفين على استعداد للمشاركة ويلتزمان بإجراء تغيير إيجابي.
المصادر:
1. Mark R. Leary (2015) Emotional responses to interpersonal rejection, Dialogues in Clinical Neuroscience, 17:4, 435-441
2. Thoits, P. (1995). Stress, Coping and Social Support Processes: What Are We? What Next? Journal of Health & Social Behavior, 35, 53-79.
3. Cohen S. Social relationships and health. Am Psychol. 2004 Nov;59(8):676-684.
4. Robles TF, Kiecolt-Glaser JK. The physiology of marriage: pathways to health. Physiol Behav. 2003 Aug;79(3):409-16.
5. Kiecolt-Glaser JK, McGuire L, Robles TF, Glaser R. Emotions, morbidity, and mortality: new perspectives from psychoneuroimmunology. Annu Rev Psychol. 2002;53:83-107.