عادات سيئة تؤذي الصحة النفسية وتضرها
نملك جميعنا عادات سيئة نتمنى التخلص منها في يوم ما، بسبب تأثيراتها السلبية على حياتنا، وقد تكون هذه العادات أيضًا من العوامل المؤهبة لعدد من الاضطرابات النفسية بما فيها الاكتئاب والقلق، لذا انتبه إلى هذه العادات التي تعيق جهودك للحفاظ على صحتك النفسية وحاول بكل طاقتك تغييرها وتجاوزها.
إليك عادات سيئة تؤذي الصحة النفسية
من أهم هذه العادات التي يجب التخلص منها بأسرع وقت:
الكسل وعدم ممارسة التمارين الرياضية بانتظام
يؤدي نمط الحياة الخامل وقلة ممارسة الرياضة إلى زيادة الوزن ويؤهب لأمراض القلب والأوعية ومشاكل في الصحة النفسية أيضًا. يتضمن ذلك عدم ممارسة الرياضة بشكل منتظم أو ممارستها إلى حد الإرهاق أو بشكل خاطئ أو الانخراط في شكل واحد من التمارين وعدم تغييره، وربما يكون من الأفضل استشارة خبير للمساعدة في تحديد نوع التمارين الرياضية المناسبة لجسمك وحالتك الصحية العامة. تساعد الرياضة على مكافحة الاكتئاب عبر إطلاقها للإنتروفينات وغيرها من العناصر الكيميائية في الدماغ والتي تساهم في تنظيم استجابة الجهاز المناعي وتقلل هرمونات الشدة، تمنحك الرياضة أيضًا ولا سيما الرياضات الجماعية الثقة بالنفس وتحسن علاقاتك الاجتماعية وتساعدك على تجاوز التوتر في حياتك بطريقة صحية.
البحث الدائم عن الكمال
من الطبيعي أن يسعى الإنسان دائمًا للقيام بأفضل ما يمكنه للوصول إلى أهدافه، وقد يحفزه ذلك على تحقيق إنجازات هامة في حياته، فالقيام بشيء بطريقة مثالية يزيد من فرصك في النجاح، إلا أن طلب الأفضل في كل شيء قد يؤثر سلبًا عليك أيضًا، لذا قسّم علماء النفس السعي نحو الكمال إلى إيجابي وسلبي، فالسلبي يتضمن وضع أهداف لا تستطيع الوصول إليها والتركيز على الأخطاء فقط واستخدام ذلك ذريعةً للشعور الدائم بعدم الفائدة، أما السعي الإيجابي نحو الكمال يساعدك على تحقيق الأفضل عن طريق وضع أهداف منطقية، وعدم الاكتراث للفشل واستخدام الخطأ كفرصة للتطور وضبط القلق والتوتر في حدودهما الدنيا والاستمتاع بالعمل الذي تقوم به في كل وقت.
الشعور الدائم بالذنب أو النقص
يدفعك الندم والشعور بالذنب حيال خطأ ارتكبته إلى عدم ارتكاب هذا الخطأ مرة أخرى، لكن ذلك يختلف مع حالة جلد الذات والشعور الدائم بالذنب والذي يبدأ عادة في الطفولة ويزداد مع التقدم في العمر، فقد يشمل شعورك بالذنب ترك العائلة لتذهب إلى العمل أو العكس أي ترك العمل والعودة إلى العائلة (الفشل في تحقيق توازن في حياتك)، بالإضافة إلى تضخيم المشاكل أو لوم نفسك حيال أي خطأ أو مشكلة تحصل حتى لو لم يكن لك أي علاقة بها أو لوم نفسك لمجرد ارتكاب خطأ بسيط وعدم مسامحة النفس. ينصح في هذه باستشارة الطبيب المختص أو المعالج النفسي لمساعدتك بالتخلص من لوم الذات بشكل دائم، وهو الأمر الذي يمنعك من التركيز على أي ناحية من نواحي حياتك.
الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي
تشير إحدى الدراسات إلى أن الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي يعزز القلق وقلة احترام الذات عند المراهقين، كما تؤثر المشاكل النفسية الناجمة عن ذلك على البالغين أيضًا، إذ أجريت دراسة حديثة على 1500 بالغ من مستخدمي فيسبوك وتويتر وجدت أن 62% منهم لديهم شعور بلوم الذات و60% يشعرون بالغيرة نتيجة مقارنة نفسهم مع غيرهم من المستخدمين، وعبر 30% أن استخدامهم لهذين التطبيقين أشعرهم بالوحدة والعزلة، لذا يعد الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي خطرًا على صحتك النفسية، وهناك تناسب طردي بين الاستخدام الزائد للعديد من منصات التواصل الاجتماعي وازدياد خطر الإصابة بالقلق والاكتئاب، وربما يكون من الأفضل أن نأخذ استراحة بين الحين والآخر للتخلص من تأثيرات وسائل التواصل الاجتماعي السلبية على صحتنا النفسية.
الاستخدام المفرط للهواتف الذكية
يتزايد مع الوقت استخدام الهواتف الذكية لاحتوائها على عدد لا نهائي من التطبيقات وأنظمة الرسائل والمواقع المتعددة التي تمنحنا شعورًا إيجابيًا مؤقتًا وتأخذ أغلب وقتنا، بالإضافة إلى حرصنا الدائم الاعتياد على تفقد الهاتف للتأكد من أننا على علم بكل ما يحدث حولنا وعلى تواصل مع الجميع. يقلق الأطباء النفسيون اليوم من وصول مستخدمي الهواتف الذكية إلى حالة الإدمان، لأن الاستخدام الزائد لهذه الهواتف يزيد أعراض الاكتئاب والقلق والتوتر ويقود إلى انخفاض تقدير الذات، بالإضافة إلى العديد من التأثيرات السلبية الأخرى على صحتنا النفسية وحالتنا المزاجية والعاطفية.
عدم الحصول على فترات كافية من النوم
يعد النوم مصدرًا للقوة الجسدية والنفسية لأنه يمنح الدماغ والجسم فرصة للتخلص من صعوبات النهار والاستعداد لليوم التالي، يسبب النوم غير المنتظم وغير الكافي شعورًا بالغضب والقلق وانعدام التركيز وفقدان الطاقة، وقد يدمر ذلك صحتنا النفسية بكل ما للكلمة من معنى. تظهر الأبحاث أن نحو 60-90% من مرضى الاكتئاب يعانون من الأرق، إذ إن أكثر من نصف حالات الأرق ترتبط بالاكتئاب والقلق والتوتر النفسي بشكل مباشر، ويعتقد الباحثون أن قلة النوم تؤدي إلى مشاكل نفسية، لذلك فإن علاج اضطرابات النوم تزيل الأعراض النفسية الناتجة عنه، ومن عادات النوم السيئة: النوم لمدة قصيرة وتناول الكافيين واستخدام الهواتف الذكية قبل الذهاب إلى النوم مباشرة.
التفكير السلبي والندم على الماضي
تخطر الأفكار السلبية على بالنا جميعًا من فترة لأخرى، لكن تبنى هذه الأفكار بشكل مستمر يؤهب لحدوث الاكتئاب والقلق، ويخلق العديد من الحواجز أمام النجاح، إن التخلص من التفكير السلبي قد يكون الخطوة الأولى للانطلاق نحو تحقيق الأهداف والسير بالطريق الصحيح. الندم هو شعور طبيعي في حال كان ضمن حدود معينة، لكن يجب ألا يتحول إلى عادة، لأن الندم على الماضي وعيش ذكرياته باستمرار يحول الندم إلى تساؤلات وشكوك دائمة قد تسبب القلق والاكتئاب ومشاكل في النوم وصعوبات في التركيز، كما تشير إحدى الدراسات إلى أن ذلك قد يؤثر على صحتك الجسدية أيضًا.
عندما يتعلق الأمر بصحتك النفسية فإن العادات السابقة هي العدو الأسوأ لك، وإن التخلص منها يتطلب الجهد والوقت، ولكن بالعزيمة والممارسة يمكنك أن تتعلم عادات جديدة لتُحسن من صحتك النفسية وتتغلب على كل الاضطرابات والمشاكل التي تعاني منها.