سجل في تطبيق لـبـيـــه

واحصل على جلستك الأولى بخصم 25%

أهمية الذكاء العاطفي في بيئة العمل

في زمن أصبح فيه العمل الجماعي ضرورة، فإن الذكاء العاطفي مهم جدًا؛ حتى تمتلك القدرة على التعامل مع العواطف وتوجيه الناس ومساعدتهم في بيئة العمل، بالإضافة إلى تحويلك إلى شخص أكثر سعادة ونجاح في عمله.

ما هو الذكاء العاطفي؟

الذكاء العاطفي هو قدرة الشخص على التعرف على عواطفه وعواطف الآخرين ووضعها في مكانها الصحيح، وهو شقين اثنين: أولهما وعي الشخص الذاتي بنفسه والانسجام مع قيمه ومعتقداته وتفكيره، والثاني هو اكتشاف الحالة المزاجية للآخرين ودوافعهم ورغباتهم والاستجابة لها.

 فإذا كنت ذكيًا عاطفيًا يمكنك التعامل مع العلاقات الشخصية بتعاطف، ويمكن أن يساعدك امتلاكك درجة عالية من الذكاء العاطفي على تحقيق أهدافك المهنية على نحو أفضل، وقد وجدت دراسة (Abraham, 2000) علاقة وثيقة بين الذكاء العاطفي والرضا الوظيفي والالتزام بتنظيم العمل كون الذكاء العاطفي ينطوي على استخدام المشاعر للتحفيز والإنجاز في حياة الشخص.

 مكونات الذكاء العاطفي في العمل

ذُكرت مكونات الذكاء العاطفي الخمسة في العمل في كتاب عالم النفس دانيال جولمان مع سبل لتطوير هذه المكونات في تسعينيات القرن العشرين. فيما يلي هذه المكونات مع أمثلة عن كيفية استخدامها في مكان العمل:

الوعي الذاتي

تعرف دراسة (Drigas, 2018) أجريت لوضع نموذج جديد متعدد الطبقات للذكاء العاطفي الوعي الذاتي بأنه القدرة على تحديد عواطفك ومحفزاتك العاطفية، إذ يساعدك إدراك مشاعرك على فهم كيفية إيصال هذه المشاعر للآخرين ليدركوها، ويُستخدم الوعي الذاتي في العمل لفهم الطريقة التي ينظر فيها إليك زملاؤك في العمل أو عملاؤك أو رؤساؤك.

 التنظيم الذاتي

هو القدرة على التحكم في عواطفك وضبطها لخلق تأثير أكثر إيجابية، ويُعتبر التحكم في مشاعرك أمر ضروري في أي موقف؛ لأن عواطفك تؤثر بشدة على الآخرين. وتستطيع التحكم في عواطفك في العمل عن طريق ضبط مشاعرك للحفاظ على المظهر المهني أمام العملاء، وقد أكدت دراسة (Gilar-Corb, 2019) على أن التنظيم الذاتي مكون أساسي من مكونات الذكاء العاطفي، لأنه رغم أهمية فهم المشاعر لكن يكون هذا الفهم مفيدًا ما لم تتعلم كيفية الاستفادة منه.

الدافع

الدافع هو الرغبة والإصرار على القيام بشيء ما، ويرتبط الدافع بقوة بالذكاء العاطفي؛ لأن رغباتك يمكن أن تعزز مشاعر مختلفة لديك تجاه شيء ما. على سبيل المثال: تُعتبر الرغبة في إكمال جميع مهامك اليومية بنجاح دافع جوهري لصاحب العمل، وبنفس الوقت طريقة لتلبية احتياجاتك وأهدافك الداخلية.

التعاطف

هو القدرة على تحديد مشاعر شخص آخر وفهمها، ويتيح لك فهم مشاعر الآخرين التعامل مع المواقف في مكان العمل بفعالية أكبر، على سبيل المثال: عندما تظهر علامات الخوف على زميل في العمل يمكنك الرد بتعاطف للتخفيف من الموقف الذي ربما أصبح أسوأ.

المهارات الاجتماعية

هي الأدوات المستخدمة للتواصل والتفاعل مع الآخرين، ويسمح لك امتلاك مهارات اجتماعية أقوى (مثل: التواصل الفعال والاحترام) بالاستماع والتحدث وحل النزاعات بفعالية أكبر، وتستطيع استخدام المهارات الاجتماعية في مكان العمل لتطوير حياتك المهنية فهي أدوات أساسية للقادة.

 لماذا الذكاء العاطفي مهم في مكان العمل؟

 تتضمن بعض الأسباب التي تجعل الذكاء العاطفي مهمًا في مكان العمل مساعدتك على:

  • تعزيز حياتك المهنية: الذكاء العاطفي ومهارات القيادة عاملان أساسيان لا يفترقان، ويمكن أن يساعدك عرض القدرات بنشاط مثل: الصبر والاستماع الفعال والإيجابية والتعاطف على التقدم إلى دور قيادي أو الحصول على ترقية في العمل.
  • تشجيع الآخرين على تطوير مهارات قوية في التعامل مع الآخرين: العواطف معدية، لذلك فإن إظهار الدوافع الواضحة والتعاطف والمسؤولية والعمل الجماعي يمكن أن يشجع فريقك على المتابعة.
  • يصبح العمل أكثر مرونة: يتمتع الموظفون الأذكياء عاطفيًا بمرونة عالية وقابلية للتكيف في أماكن العمل الديناميكية، فهم يدركون متى لا تؤدي العمليات القائمة إلى النتائج المرجوة، وهم ماهرون في اقتراح وتطوير طرق جديدة للقيام بالأشياء للحصول على أفضل النتائج.
  • تواصل أفضل في مكان العمل: في أماكن العمل الذكية عاطفيًا لا يوجد مجال لرسائل البريد الإلكتروني المزعجة أو التعليقات الساخرة، ويمكن للموظفين الأذكياء عاطفيًا رؤية سوء التواصل وعرض الأشياء من وجهات نظر أخرى، وعندما تنشأ المشكلات، يكونون قادرين على صياغة استجابات صحية ومثمرة بدلًا من التنفيس عن إحباطهم بطريقة غير منضبطة. 
  • فهم التواصل غير اللفظي: يمنحك الذكاء العاطفي الفرصة لإصلاح الموقف قبل أن يصبح مشكلة، على سبيل المثال: إذا لاحظت أن زميلًا في العمل يظهر بعض علامات الحزن غير اللفظية فقد تأخذه جانبًا لتقديم التعاطف.
  • تحسين العمل الجماعي: يبرع الموظفون الأذكياء عاطفيًا في عملهم، وهم لاعبون رائعون في الفريق بفضل شعورهم القوي بالوعي الذاتي والتنظيم الذاتي والمهارات الاجتماعية الرائعة، إنهم يعملون مع وضع أفضل النتائج في الاعتبار، كونهم منفتحون على طرق جديدة لحل المشكلات ويشعرون بالراحة في مشاركة نجاحات الآخرين.
  • إدراك المشاعر الشخصية: يمكنك استخدام هذه المهارة لتعديل سلوكك قبل أن يصبح مشكلة للعميل أو زميل العمل، على سبيل المثال: إذا مررت بليلة عصيبة فقد تحاول تغيير سلوكك في يوم العمل التالي عن طريق تحويل تركيزك نحو مشاعر أكثر إيجابية.
  • تحسين الكفاءات: عندما تكون متعاطفًا ومتفهمًا لمشاعر الآخرين، يمكنك اتخاذ القرارات بسهولة وإكمال المهام بكفاءة أكبر.
  • تجربة عملاء محسنة: تعد المهارات الاجتماعية الممتازة والتعاطف مزيجًا ناجحًا عندما يتعلق الأمر بتوفير تجربة عملاء رائعة، فالذكاء العاطفي هو سمة رائعة لبناء العلاقات والحفاظ على مصالح العميل في الاعتبار. يمكن للأشخاص الأذكياء عاطفيًا أيضًا تحديد طرق لتحسين تجربة العملاء؛ لأنهم قادرون على وضع أنفسهم بسهولة في مكان شخص آخر.
  • بيئات عمل أكثر صحة وديناميكية: يمكن للأشخاص الأذكياء عاطفيًا التواصل مع الآخرين بطريقة صحية وبناءة، ما يساعد على زيادة إنتاجية مكان العمل، وهم قادرون أيضًا على رفع الروح المعنوية عند الحاجة؛ لأنهم يستطيعون قراءة مشاعر الآخرين بسهولة، بالإضافة إلى كونهم أكثر انفتاحًا على التجارب والتعلم؛ لأنهم قادرون على تنظيم مشاعرهم بأنفسهم.
  • أفضل معدلات الاحتفاظ بالموظفين: أولئك الذين يعملون في بيئة مع قادة وزملاء أذكياء عاطفيًا هم أكثر عرضة للبقاء في تلك المنظمات؛ لأنهم قادرون على تجنب النزاعات الشخصية والاستمتاع بتوازن صحي بين العمل والحياة ويزدهرون في حياتهم المهنية.
  • انخفاض التوتر في مكان العمل: نظرًا لأن الأشخاص الأذكياء عاطفيًا يمكنهم تنظيم مشاعرهم وعواطفهم بفعالية، فإنهم أقل عرضة للشعور بالتوتر في مكان العمل، ولا يسمحون للضغط أن يتراكم، ويمكن أن يتواصلوا مع الأشخاص المعنيين للحديث عن أعباء العمل الخاصة بهم أو أي مشكلات أخرى متعلقة بالوظيفة، وتمكنهم طبيعتهم المرنة أيضًا من تحمل الإجهاد بشكل أفضل ما يمنحهم مساحة أكبر لتنفيذ مسؤولياتهم دون عائق.

بشكل عام يمكن لأولئك الذين لديهم مستويات عالية من الذكاء العاطفي التنقل في جميع جوانب حياتهم العملية بفعالية وسهولة، لا تتردد في تحميل تطبيق لبيه وطلب المساعدة المهنية من المختصين لتحسين الذكاء العاطفي لديك والحفاظ على دورك الفعال في العمل. 

المراجع

 1- R Abraham.”The role of job control as a moderator of emotional dissonance and emotional intelligence-outcome relationships”. The Journal of Psychology. 2000 Mar;134(2):169-84. DOI: 10.1080/00223980009600860

 2- Athanasios S. Drigas, et al.”A New Layered Model on Emotional Intelligence”. Behavioral Sciences, Published online 2018 May 2. doi: 10.3390/bs8050045

3- Raquel Gilar-Corbi, et al. “Can emotional intelligence be improved? A randomized experimental study of a business-oriented EI training program for senior managers”. PLOS One. 2019 Oct 23;14(10):e0224254. DOI: 10.1371/journal.pone.0224254.

4- The Importance of Emotional Intelligence in the Workplace, www.indeed.com, Retrieved on 4/6/2023.

5- The importance of emotional intelligence in the workplace, www.testgorilla.com, Retrieved on 4/6/2023.

6- 7 Habits of Emotionally Intelligent People, www.verywellmind.com, Retrieved on 4/6/2023.7- The Importance of Emotional Intelligence in the Workplace, appliedpsychologydegree.usc.edu, Retrieved on 4/6/2023.

في زمن أصبح فيه العمل الجماعي ضرورة، فإن الذكاء العاطفي مهم جدًا؛ حتى تمتلك القدرة على التعامل مع العواطف وتوجيه الناس ومساعدتهم في بيئة العمل، بالإضافة إلى تحويلك إلى شخص أكثر سعادة ونجاح في عمله. ما هو الذكاء العاطفي؟ الذكاء العاطفي هو قدرة الشخص على التعرف على عواطفه وعواطف الآخرين ووضعها في مكانها الصحيح، وهو شقين اثنين: أولهما وعي الشخص الذاتي بنفسه والانسجام مع قيمه ومعتقداته وتفكيره، والثاني هو اكتشاف الحالة المزاجية للآخرين ودوافعهم ورغباتهم والاستجابة لها.  فإذا كنت ذكيًا عاطفيًا يمكنك التعامل مع العلاقات الشخصية بتعاطف، ويمكن أن يساعدك امتلاكك درجة عالية من الذكاء العاطفي على تحقيق أهدافك المهنية على نحو أفضل، وقد وجدت دراسة (Abraham, 2000) علاقة وثيقة بين الذكاء العاطفي والرضا الوظيفي والالتزام بتنظيم العمل كون الذكاء العاطفي ينطوي على استخدام المشاعر للتحفيز والإنجاز في حياة الشخص.  مكونات الذكاء العاطفي في العمل ذُكرت مكونات الذكاء العاطفي الخمسة في العمل في كتاب عالم النفس دانيال جولمان مع سبل لتطوير هذه المكونات في تسعينيات القرن العشرين. فيما يلي هذه...

هذا المقال يتضمن معلومات علمية مُدققة، ومحتوى حصري لمدونة لبيه

للحصول على مزيد من المقالات ، واكمال قراءة هذا المقال. اشترك في قائمتنا البريدية
395

احجز جلستك الآن

ابحث عن الطبيب المناسب لك أو اطلب مساعدة فريقنا لترشيح الطبيب المناسب لك.

هل تبحث عن استشارات نفسية مميزة؟

اختر من خلال لبيه من يناسبك من المختصين ذوي الخبرة الكبيرة

للشركات والأعمال نقدم لكم

برنامج الصحة و الرفاهية النفسية للموظفين

مختصين مقترحين لمساعدتك
شارك المقال
انطباعك عن محتوى المقال
مفيد جدا
-
مفيد
-
عادي
-
لم أستفد
-
لهذه الأسباب: لا تدع طفلك يشاهد أفلام رعب!
المقال التالي

لهذه الأسباب: لا تدع طفلك يشاهد أفلام رعب!

لماذا نخاف من الوحدة؟
المقال السابق

لماذا نخاف من الوحدة؟

مقالات ذات صلة
الاستقرار الوظيفي والمادي وتأثيره على أداء الموظفين وإنتاجيتهم
الاستقرار الوظيفي والمادي وتأثيره على أداء الموظفين وإنتاجيتهم
التوتر في العمل وأعراضه
التوتر في العمل وأعراضه
كيف تتغلب على الشعور بالإحباط في بيئة العمل؟
كيف تتغلب على الشعور بالإحباط في بيئة العمل؟
الآثار السلبية لـ الاحتراق الوظيفي
الآثار السلبية لـ الاحتراق الوظيفي
الصحة النفسية للموظفين، على عاتق من تقع مسؤولية الحفاظ عليها؟ ونصائح للموظفين لتفادي الاضطرابات النفسية
الصحة النفسية للموظفين، على عاتق من تقع مسؤولية الحفاظ عليها؟ ونصائح للموظفين لتفادي الاضطرابات النفسية
كيفية تحسين ظروف الصحة النفسية في العمل
كيفية تحسين ظروف الصحة النفسية في العمل
الاضطرابات النفسية الأكثر شيوعاً في مكان العمل
الاضطرابات النفسية الأكثر شيوعاً في مكان العمل
سبع طرق لاكتساب المرونة في العمل
سبع طرق لاكتساب المرونة في العمل
كيف يمكن تحفيز أداء الموظفين وتعزيز صحتهم النفسية؟
كيف يمكن تحفيز أداء الموظفين وتعزيز صحتهم النفسية؟
أسباب العزلة في بيئة العمل وتأثيراتها على المدى الطويل
أسباب العزلة في بيئة العمل وتأثيراتها على المدى الطويل
ما هي أبرز مهارات التواصل الاجتماعي التي علي اكتسابها؟
ما هي أبرز مهارات التواصل الاجتماعي التي علي اكتسابها؟
كيف تنجو من بيئة العمل السامة؟
كيف تنجو من بيئة العمل السامة؟
كيف نتعامل مع الضغوط النفسية؟
كيف نتعامل مع الضغوط النفسية؟
بهذه العادات اليومية البسيطة، تستطيع تخفيف ضغوط العمل عليك
بهذه العادات اليومية البسيطة، تستطيع تخفيف ضغوط العمل عليك
هل من الأفضل أن يضع الموظفون أهدافهم بنفسهم؟
هل من الأفضل أن يضع الموظفون أهدافهم بنفسهم؟