كيف أتعامل مع مديري الذي يتجاهل أفكاري؟
نحن بطبعنا كأشخاص نرغب دومًا في التطور وتحقيق المزيد من الإنجازات، ولذلك نرغب في تعلم مهارات وخبرات جديدة والتعرف على أهم نقاط الضعف لدينا وتجاوزها، بالإضافة إلى تطوير العمل الذي نقوم به لتحسين جودته ونوعيته، لكن هذه الرغبات قد تصطدم بوجود مدير رافض للتغيير والتطوير وراضٍ بالوضع الراهن، وهذا ما يمنعك من تحقيق رغبتك بالتطور وينعكس سلبًا على شغفك وأدائك ضمن العمل، لكن لا تقلق، سنقدم لك في هذا المقال أهم النصائح حول كيفية التعامل مع مديرك الذي يتجاهل أفكارك.
كيف يحدث تجاهل الأفكار المهمة؟
يميل بعض الأشخاص لأن يكونوا نمطيين في إطار العمل، أي يلتزمون بالقواعد والروتين ويرون أن الوضع الحالي جيد ولا حاجة لإجراء تغييرات، والبعض الآخر يفضلون تطوير العمل واكتشاف أساليب جديدة لتوفير الجهد والموارد وتحسين إنتاجية وجودة العمل، وهؤلاء الأشخاص يشكلون مصدر قوة الشركة ومنبعًا للأفكار المبتكرة والخلاقة والتي تساعد الشركة على التطور والاستمرار، وربما تكون واحدًا منهم لأنك قد اخترت قراءة هذا المقال.
على الرغم من اقتناعك بأهمية أفكارك وضرورة تطبيقها فقد تنصدم برد فعل مديرك، فقد يكتفي بتوجيه إيماءة خاطفة لك ويستمر في عمله أو حديثه دون التعليق بشكل مباشر على الفكرة التي قدمتها، أو حتى قد يحدث ما هو أسوأ، فمن الممكن أن تقدم أنت فكرة أو اقتراح في اجتماع الشركة ويتجاهله مديرك، ثم بعد عدة دقائق يقدم زميلك نفس الاقتراح فيلقى الإعجاب والدعم من المدير على هذا الاقتراح الرائع.
التواجد في هذه المواقف ليس سهلًا عليك، وبمرور الوقت يمكن أن يؤثر بشكل سلبي على احترامك لذاتك ورفاهيتك وشغفك بعملك، وقد أوضحت دراسة (Liu.2021) أن معظم الموظفين قد مروا في مرحلة من حياتهم المهنية بمواقف التهميش والتجاهل والرفض، ووجدوا أن هذه المواقف يمكن أن تؤدي إلى الغضب والاكتئاب والقلق والمشاعر السلبية لدى الموظفين المجتهدين، وأكدت دراسة (Porath.2014) أن نصف الموظفين لا يشعرون بأن مديرهم يعاملهم باحترام وهذا ما يؤثر بشكل سلبي على عملهم.
لماذا يتجاهل مديري أفكاري؟
هناك قول مأثور في مجال إدارة الأعمال بأن الأفكار المبتكرة يمكن أن تأتي من أي مكان أو تصدر من أي شخص، ولكن في الواقع قد تعاني أنت أو بعض الأشخاص الآخرين من أن مديرك يتعمد تجاهل أفكارك ويرفضها بشكل مستمر بل يمكن أن يوبخك على إظهارها، مع ملاحظتك لتقدير نفس الأفكار عند صدورها من قبل أشخاص آخرين، ولعل من أهم الأسباب لذلك:
- أسلوب الفكرة: قد يجد مديرك صعوبة في معرفة قيمة فكرتك، وذلك لأن كل شخص لديه نهج وأسلوب مختلف في حل المشكلات.
- ملاءمة الفكرة: على الرغم من أهميتها وجودتها، إلا أن مديرك قد يرفض فكرتك لأنه يرى أنها لا تتناسب مع المعايير الحالية للشركة.
- مقاومة التغيير: يجد بعض المديرين صعوبة في القيام بتطوير العمل وذلك خوفًا من الإخفاق في هذه العملية، ولذلك يرضون بالواقع الحالي على الرغم من معرفتهم بوجود بعض العيوب فيه.
- منصبك الوظيفي: يستمع المديرون عادة بشكل أكبر لأفكار الأشخاص ذوي المناصب المهمة في الشركة، فقد يكون رفض المدير لأفكارك سببه أن منصبك الوظيفي ليس على قدر كاف من الأهمية في الشركة.
- الخوف من الفكرة: قد يرفض مديرك المباشر فكرتك الجيدة لأنه يخاف من مديره ولا يشعر بالقوة الكافية لخوض معركة تقديم هذه الفكرة له حتى لو أدرك مدى أهميتها للشركة.
- الخوف من تطورك: يشعر بعض المديرين بالتهديد عند قيام موظفيهم بتقديم أفكار جيدة، فذلك يعني أنهم أصبحوا يشكلون تهديدًا لمنصبهم الإداري ضمن الشركة.
- الوقت غير مناسب: من الممكن أن يرفض مديرك أفكارك الجيدة فقط لأنها عرضت عليه وهو منفعل من بعض الأمور الشخصية أو عندما يكون متعب في نهاية يوم العمل.
كيف أتعامل مع مديري الذي يتجاهل أفكاري؟
بالطبع قد تشعر بالإحباط نتيجة تجاهل أفكارك المبتكرة من قبل مديرك، وقد يؤثر ذلك بشكل سلبي على شغفك ضمن العمل وإنتاجيتك، ولكن يجب ألا تستسلم وأن تؤمن بأفكارك وتعمل على تحقيقها، وإليك مجموعة من النصائح حول كيفية التعامل مع المدير الذي يتجاهل أفكارك:
إعادة طرح أفكارك بأسلوب آخر: يمكن أن يكون الأسلوب السابق الذي طرحت به أفكارك لم يعجب مديرك أو لم يوصل هذه الأفكار بشكل صحيح له، يمكنك العمل على تغيير الأسلوب وعرضها بشكل مختلف، ما قد يغير من استجابة مديرك لهذه الأفكار.
اختيار التوقيت المناسب لتقديم الأفكار: إذا لاحظت أن مديرك يستمع للأشخاص الذين يقدمون أفكارهم في أوقات محددة كاستراحة الغداء أو صباحًا قبل الغرق في المهام المتراكمة، يمكنك محاولة تقديم أفكارك في هذه الأوقات.
الحصول على بعض الدعم: قبل إعادة تقديم الفكرة لمديرك الذي تجاهلها في المرة الأولى يمكنك العمل على إقناع زملائك في المكتب بأهميتها وضرورة تطبيقها، فهذا سيمنحك دعمًا إضافيًا عند إعادة عرض الفكرة على مديرك، مما قد يغير من ردة فعله تجاهها.
إظهار قدرتك على التنفيذ: مهما كانت الأفكار رائعة فقد يرفض مديرك تطبيقها بسبب عدم توفر الوقت لديه للإشراف عليها وتنفيذها، إذا كانت أفكارك مهمة بالنسبة لك احرص على تقديم خطة واضحة للتنفيذ وتطوع للإشراف عليها بشكل مباشر، وذلك حتى يعلم مديرك بأنك لن تثقل كاهله بهذه الأفكار.
تحضير بعض البدائل الممكنة: يساعد تحضير بعض الأفكار والحلول البديلة على إقناع مديرك بمرونة فكرتك ويمنحه مجموعة كبيرة من الخيارات، وهذا ما يشعره بالمزيد من الثقة والراحة.
التحدث مع مديرك بشكل مباشر: يمكنك التحدث بشكل مباشر مع مديرك حول شعورك بأن أفكارك يتم تجاهلها ورفضها دون إبداء سبب واضح، وأن ذلك يؤثر على عملك ويشعرك بالإحباط، يساعد هذا الحديث على معرفة الأسباب الحقيقة للرفض والتجاهل المستمر لك، والتأكد من عدم وجود مشاكل شخصية مع المدير.
تساعدك النصائح السابقة على تقديم أفكارك بشكل أفضل، ومحاولة إقناع مديرك بضرورة الاستماع إليها وتطبيقها، وعلى الرغم من ذلك فقد تصطدم في فترة من حياتك ببعض المديرين الذين يصرون على تجنب أفكارك وتهميشك دون أي سبب واضح لذلك، يمكنك التفكير بالوصول إلى الشخص الأعلى سلطة في الشركة أو حتى البحث عن عمل جديد، المهم هو ألا تسمح للتصرفات السلبية أن تؤثر على إيمانك بنفسك وقدرتك وجودة أفكارك.
الدراسات:
Cong Liu and Jie Ma, Workplace Ostracism, Palgrave Macmillan Cham, 2021·
Christine Porath, Half of Employees Don’t Feel Respected by Their Bosses, Managing people, 2014.
المقالات المقترحه:
← اقرأ ايضاً: الدعم النفسي للموظفين.. كيف يمكن أن يزيد من إنتاجيتهم؟
← اقرأ ايضاً: كيف أتعامل مع المدير الذي يعاني من جنون العظمة؟
← اقرأ ايضاً: تأثير بيئة العمل الإيجابية على الإنتاجية
أشهر المختصين:
← احجز جلستك الآن: سارة الجهني