كيف يؤثر التحرش على العلاقة الزوجية؟
يتذكر معظم الناس أحداثًا صادمة ومواقف عصبية حصلت معهم خلال حياتهم، ومن بين هذه الأحداث وأكثرها تأثيرًا التحرش. يمكن أن يحدث التحرش لأي شخص سواء من قبل شخص غريب أو مقرب، ونادرًا ما يكون التحرش هو الشيء العنيف الوحيد الذي يحصل، فغالبًا ما يترافق مع أنواع أخرى من العنف والسلوك المسيء والمؤذي معنويًا وجسديًا، والحقيقة أن غالبية النساء اللواتي تعرضن لعنف جسدي تعرضن أيضًا للتحرش.
← انضم الي مجموعه دعم: التعافي من الصدمات
ما هو التحرش؟
يشمل التحرش العديد من الأفعال الاستغلالية والشائنة، ويشير مصطلح التحرش للعلاقة التي تؤخذ أو تُطلب بالقوة والإكراه والعنف أو حتى من خلال الابتزاز عبر الإنترنت، كاستخدام والاستفادة من بعض الحالات والظروف من قبل المتحرش لتحقيق ما يريده عندما ترفض الضحية.
يواجه الضحايا صعوبة في تذكر تفاصيل عما حصل معهن، لكنهن يتذكرن مشاعرهن المتعلقة بهذه التجربة بشكل واضح، وتظل هذه المشاعر موجودة ومستمرة، ويمثل عدم القدرة على تذكر الحدث وتفاصيله تحديات عديدة منها:
- الشك بأن الإساءة أو التحرش لم يحدث.
- عدم إيجاد سبب لطلب المساعدة.
- الشعور بالخجل وإنكار الحادثة.
هناك العديد من النساء اللواتي يفضلن الصمت عند معاناتهن من التحرش، ويستمرون بروتين حياتهن الطبيعي في الوقت الذي تزيد فيه المعاناة نتيجة إخفاء الحدث الصادم أو تجاهله أو محاولة نسيانه.
ما هي العلامات التي تدل على التحرش؟
يبدأ التحرش غالبًا بنوع من الرغبة بالتحكم، ويتصاعد تدريجيًا ليصل إلى مرحلة العنف العاطفي والجسدي، فيما يلي بعض العلامات الشائعة التي قد تشير إلى أن شخصًا ما يتعايش مع التحرش أو غيره من أشكال العنف وسوء المعاملة:
- يفقد ثقته بنفسه وتتدهور معنوياته بشكل ملحوظ.
- يصبح أقل اجتماعية مما كان عليه من قبل وينعزل عن أصدقائه وعائلته.
- يشعر بالتعب والرغبة بالبكاء بشكل مستمر.
- تتغير طريقة لباسه وشكله.
- يبدو متوترًا وقلقًا.
- تتغير تصرفاته مع شريكه.
كيف يؤثر التحرش على العلاقة الزوجية؟
للتحرش آثار سلبية كبيرة ومدمرة، خاصة عندما يحدث التحرش من قبل شخص قريب، لكننا لا نسمع كثيرًا عن حالات التحرش؛ لأن الكثير من الضحايا يفضلن التزام الصمت، حيث لا تتكلم العديد من النساء عن معاناتهن من التحرش حتى عندما يطلبن المشورة والمساعدة، فالكثير منهن يشعرن بالعار إذا ما أفصحن عن ذلك، بالإضافة إلى شعورهن بالارتباك بسبب ما يحصل معهن، فيما يلي بعض الآثار التي يمكن أن يتركها التحرش على الضحية:
حب العزلة والابتعاد عن الزوج والعائلة:
قد تعتقد الضحية أحيانًا أنها السبب في حدوث التحرش، ما يخلق لديها نمط تفكير غير صحي، فتعتقد أنها جذبت الشخص المُتحرش؛ لأن المتحرش غالبًا ما يتلاعب بعقل الضحية لتظن أنها السبب في حصول ذلك، فقد تقول الضحية أشياء مثل “لم يكن يجب أن أرتدي ذلك” أو “حدث ذلك لي لأنني كنت لطيفة جدًا”.
عندما تقنع السيدة المعتدى عليها نفسها بأنها سبب ما حدث لها سترى نفسها كشخص سيء وغير قابل للإصلاح، وتسعى باستمرار للوصول إلى مستوى مثالي غير واقعي قامت بابتكاره في ذهنها، بالإضافة إلى أنها قد تكره جسدها، وتفقد ثقتها بنفسها، ولن ترغب بتواجد أحد معها.
يمكن لهذا التأثير النفسي أن يؤثر على الزواج، حيث يمكن للشعور بعدم الأمان أن يجعل المعتدى عليها تفقد الثقة بشريكها أو زوجها دون سبب، كما قد يولد ذلك الشك وعدم الثقة بالنفس، وبالنتيجة يؤدي عدم الأمان إلى الابتعاد عن الزوج والعائلة، وعدم الرغبة به، وفي هذا الوقت تصبح المعتدى عليها غير قادرة على التعبير عن مشاعرها الحقيقية، وتبدأ مشاكل الثقة والخجل والشعور بالعار بالتطور والظهور كنتيجة للتحرش.
مشاعر العجز واليأس وعدم الأمان:
يعتبر الشعور بالعجز وعدم القدرة على حماية النفس الذي يطغى على الضحايا أحد نتائج التحرش، وتحتاج النساء اللواتي يشعرن بذلك إلى جلسات علاجية مكثفة لاستعادة ثقتهن بأنفسهن وقبولهن لذاتهن.
عدم الثقة بالناس والشك بنواياهم وتصرفاتهم:
يمتلك ضحايا التحرش إحساسًا مفرطًا ومتزايدًا بالحذر بسبب فقدان ثقتهن بالآخرين، فقد ينظرن إلى الناس بشكل سلبي ويعتقدن أن كل الأشخاص لديهم نوايا سيئة وشريرة تجاههن، ما يسبب الشك والقلق المستمر والاتهامات الباطلة، وغالبًا ما تنعكس هذه المعتقدات على أزواجهن وشركائهن أيضًا، حيث يؤدي ذلك إلى الإفراط في افتراض أي تصرف أو سلوك بريء على أنه يحمل نية سيئة وله علاقة بالتحرش.
الشعور بالإساءة أثناء العلاقة الزوجية وظهور أعراض القلق:
تعد هذه المشكلة أخطر وأكثر شيوعًا مما يعتقد كثيرون، ولا يجب تجاهلها لأن تجربة ذكريات الماضي خاصةً أثناء العلاقة الزوجية يسبب الشعور بالقلق والمعاناة، وعادةً لا يكون الزوج مدركًا لما تشعر به زوجته التي تعرضت للتحرش، وقد يمتلك ضحايا التحرّش إحساسًا مفرطًا باليقظة خاصةً عند الضحايا غير المعالجين، لذلك قد ينزعجن من لمسهن بشكل غير متوقع.
← اقرأ ايضاً: كيف يساعدك معالجك النفسي في لبيه على التخلص من تأثيرات التحرش؟
تختلف ردود فعل كل ضحية بعد التحرش، فليس كل الناجين من التحرش متماثلون، ولا يؤثر التحرش والعنف على شخصين بنفس الطريقة، كما لا توجد طريقة خاطئة أو صحيحة لما يجب أن تشعر به الضحية أو تفعله، فبينما يعالج الجسد والعقل الآثار المدمرة للتحرش، ستظهر وتختفي العديد من المشاعر والسلوكيات والاستجابات الجسدية المختلفة وقد تعود للظهور.يساعدك العلاج النفسي على تجاوز تأثيرات التحرش والتخلص منها، وذلك من خلال العديد من التقنيات والوسائل، ومنها: العلاج السلوكي المعرفي، وجلسات العلاج الثنائي مع الزوجين، وزيادة الثقة بالنفس واحترام الذات، وتجاوز المخاطر الأساسية التي تحدث بعد التحرش مثل الخوف والاكتئاب والقلق والعزلة. يمكنك التواصل مع معالجك النفسي بكل سرية وخصوصية عبر تطبيق لبيه.
المقالات المقترحه:
← اقرأ ايضاً: العلاقة السامة في الزواج كيف تبدأ وكيف تنتهي؟
← اقرأ ايضاً: علاج الأطفال بعد صدمة التحرش
← اقرأ ايضاً: في عصر التحديات الكبرى.. كيف نبني علاقات زوجية صحية متينة؟
← اقرأ ايضاً: نصائح للحفاظ على الحياة الزوجية