سجل في تطبيق لـبـيـــه

واحصل على جلستك الأولى بخصم 25%

كيف أساعد شريكي المصاب بصدمة؟

يمر الإنسان بالكثير من الصعوبات والأحداث في حياته، لكن بعضها يكون تأثيره قويًا ومؤثرًا لدرجة تدخله في صدمة وتمنعه من الاستمرار في حياته بشكل طبيعي.

 إذا كانت صحة شريكك النفسية بخير فهذا يعني أنك بخير وأن علاقتكما سليمة ومتوازنة، وفي هذا المقال سنتعرف على الصدمة وأسبابها ونتائجها، ونتطرق لبعض النصائح التي من الممكن أن تساعدكما في تخطي هذه المرحلة معًا بأقل الخسائر الممكنة.

ما هي الصدمة؟

تنتج الصدمة عن التعرض لضغط عاطفي ونفسي شديد مرتبط بالعديد من الأحداث والمواقف التي لها وقع قوي على حياتك مثل: سوء المعاملة في الصغر، التي بحسب الدراسات ( Rajan.2021) تُقسم إلى سوء معاملة عاطفية وإهمال عند الأطفال تحت سن 18 عامًا، وتشمل الإساءة عدم تلبية رغبات الطفل العاطفية مثل: المودة والاهتمام والرعاية.

 غالبًا ما يكون للأهل دور كبير في ذلك، لذا من الضروري محاولة منع حدوث سوء المعاملة  لما لها من تأثيرات سلبية على نفسية الطفل ونموه، ومن هنا تبرز ضرورة توعية الأهل للحد من سوء معاملة أطفالهم، ومساعدتهم على توسيع معارفهم وتعليمهم ما يحتاجون التعرف عليه لمعاملة أطفالهم بطريقة مناسبة. 

بالإضافة  إلى سوء المعاملة في الصغر تسبب الأمور التالية أيضًا الدخول في صدمة مثل: الإصابة بأمراض خطيرة، أو التعرض للعنف أو التمييز العنصري، أو التعرض لظروف الفقر أو التشرد، أو نتيجة حدوث كارثة طبيعية أو فقدان شخص عزيز.

كيف يؤثر تعرض شريكك لصدمة عليك؟

يعد الدخول في علاقة مع شخص مصاب بصدمة أمرًا صعبًا في العديد من الأحيان، لأنه يتصرف بطريقة يصعب عليك فهمها، إذ يجد صعوبة في تقديم أي نوع من المساعدة لشريكه، ويكون سريع الغضب، ويفقد الثقة بمن حوله، وقد يصاب بنوبات هلع، ويعاني من صعوبة في شرح ما يحدث داخله نتيجة الصدمة التي مرّ بها وما كان لها من تأثيرات على عواطفه وتفكيره، وهذا يؤدي إلى صراعات وصعوبة في التواصل بينكما. 

 من المهم أن تفهم طبيعة التجربة التي خاضها شريكك حتى تستطيع مساعدته، ففي هذه المرحلة يولد جسده الكثير من الطاقة ليحاول النجاة مما يمر به ويواجه التحديات، لذا ستشعر أنه عدواني ويصرخ باستمرار وقد يحاول ضربك أو رمي الأشياء عليك وربما يفكر بالانتحار، كما يشعر بالذعر والقلق بشكل دائم والذي يعد بحسب الدراسات (Penninx.2021) من أشيع الأعراض النفسية التي تصيب البالغين بعد التعرض لصدمة، لأنه رد فعل من الدماغ استجابة للخطر الذي تعرض له.

بعد مرحلة الهياج هذه يمر بمرحلة من الهدوء والسكون فتشعر أنه ينفصل عن الواقع، إذ يصمت ولا يتحدث مع أحد، ويصعب عليه التركيز وتذكر الأحداث، كما قد يصاب بالاكتئاب الذي يعد من النتائج الشائعة بعد الصدمة، إذ تشير الدراسات (Wiseman.2015) إلى أن اضطرابات ما بعد الصدمة لها دور رئيسي في الإصابة بالعديد من الأمراض الجسدية والنفسية، ويؤكد الخبراء على ضرورة الكشف المبكر للاكتئاب واضطراب القلق بعد الصدمة والبدء بالعلاج المناسب، ما يقلل الأعراض على المدى الطويل والاختلاطات التي ستحدث نتيجة هذه الاضطرابات.

كيف تساعد شريكك على تخطي هذه المرحلة؟

  • ثقّف نفسك أكثر في هذا المجال، فعندما تعرف كيفية تأثير الصدمة على الجهاز العصبي، تستنتج أن ردات فعل شريكك خارجة عن إرادته، هذا لا يعني أنه لا يمكنه تحسينها لكن ذلك يعطيك فرصة لتفهم ما يمر به من صعوبات، وتساعده على تخطيها، فبدلًا من أن تنظر إلى تصرفاته على أنها نوع من الهجوم ستعرف أنها بسبب إثارة جهازه العصبي، كما أن تثقيف شريكك عن الصدمة يساعده على التعرف على حالته بشكل أفضل والسعي لمساعدة نفسه.
  • عليك معرفة ما يحرض نوبات الغضب لديه ويزعجه، فربما يكون استرجاعه لإحدى ذكريات طفولته نتيجة تعرضه لحادث معين ذكّره بما مر به سابقًا، قد يكون سفرك في رحلة عمل مثلًا يذكره بترك أهله له. منطقيًّا إنه يعلم الفرق بين الحدثين إلا أن جهازه العصبي في تلك اللحظة يصعب عليه التمييز بينهما.
  • تجنب التحدث معه عندما يكون غاضبًا، فإذا شعرت أنه محتد كثيرًا ومتوتر اتركه فترة ليهدأ ويريح أعصابه بدلًا من الاستمرار بالنقاش، فبهذه الطريقة سيتحسن ويركز على تنظيم مشاعره وأفكاره عوضًا عن التفكير بكيفية حل الخلاف الذي حدث بينكما.
  • شجعه على ممارسة النشاطات المفضلة لكما، فذلك يشتت ذهنه عن التفكير بما يزعجه وما مر به سابقًا، كما يساعده على ربط الأيام السيئة بالأنشطة الجيدة، فالبرغم من أن ذلك لن يشفي شريكك إلا أنه يقوي علاقتكما، لأن العديد من الأشخاص يعزلون نفسهم بعد الإصابة بالصدمة ويعتقدون أن علاقتهم ستتدمر، لكن بهذه النشاطات تقوي علاقتكما وتستمتعان وتعطي شريكك الراحة وتقلل التوتر والقلق الذي يعيشه.
  • استخدم طرق معينة لتساعد شريكك على الاسترخاء والراحة، فبالرغم من أنك لست المسؤول عن علاجه مما يمر به إلا أن هذه الطرق تظهر لشريكك أنك جاهز لفهمه واستيعاب ما يمر به ومساعدته عندما يشعر بالتوتر، ويعتمد ذلك بشكل رئيسي على تشتيت ذهنه بما يحيط به وزيادة تواصله مع العالم حوله بدلًا من التركيز على أفكاره وما يدور في عقله.
  • اطلب المساعدة، فلا ضرر من استشارة معالجك النفسي في هذه الحالة، خاصّةً إذا تعرض كلا الطرفين في السابق لصدمات، ويمكنكما الاستفادة من جلسات الدعم النفسي المشتركة والفردية فهي تساعد في زيادة الوعي عندكما ما ينعكس إيجابًا على علاقتكما، وقد وجدت الدراسات (Diehle.2014) فعالية جيدة للعلاج المعرفي السلوكي في تخفيف آثار الصدمة مقارنة بعدم العلاج.

مهما كان ما يمر به شريكك من صعاب ومشاكل من واجبك الوقوف بجانبه ومساندته بكل ما تستطيع، فعندما يكون شريكك بخير تكون أنت أيضًا بخير، لأن العلاقة العاطفية تتطلب التضحية من الطرفين لتستمر وتنجح، ويمكنك الاستفادة من النصائح والطرق السابقة لمواجهة ما تمرون به من تحديات وطلب المساندة من معالجك النفسي، لتخطي هذه المرحلة بأسرع وقت ممكن.

الدراسات:

·        Rajan N.M, Vati J. Child Abuse and Prevention. International Journal of Science and Research.2021:477-479

·        Penninx B.W, Pine D.S. Anxiety Disorder. National Library of Medicine.2021;397(10277):914-927

·        Wiseman T.A, Curtis K, etc. Incidence of Depression, Anxiety and Stress following Traumatic  Injury: a Longitudinal study. Biomedcentral.2015

·        Diehle J, Schmitt K, etc. Effects of psychotherapy on trauma-related cognitions in posttraumatic stress disorder: a meta-analysis. J Trauma Stress.2014;27(3):257-64

يمر الإنسان بالكثير من الصعوبات والأحداث في حياته، لكن بعضها يكون تأثيره قويًا ومؤثرًا لدرجة تدخله في صدمة وتمنعه من الاستمرار في حياته بشكل طبيعي.  إذا كانت صحة شريكك النفسية بخير فهذا يعني أنك بخير وأن علاقتكما سليمة ومتوازنة، وفي هذا المقال سنتعرف على الصدمة وأسبابها ونتائجها، ونتطرق لبعض النصائح التي من الممكن أن تساعدكما في تخطي هذه المرحلة معًا بأقل الخسائر الممكنة. ما هي الصدمة؟ تنتج الصدمة عن التعرض لضغط عاطفي ونفسي شديد مرتبط بالعديد من الأحداث والمواقف التي لها وقع قوي على حياتك مثل: سوء المعاملة في الصغر، التي بحسب الدراسات ( Rajan.2021) تُقسم إلى سوء معاملة عاطفية وإهمال عند الأطفال تحت سن 18 عامًا، وتشمل الإساءة عدم تلبية رغبات الطفل العاطفية مثل: المودة والاهتمام والرعاية.  غالبًا ما يكون للأهل دور كبير في ذلك، لذا من الضروري محاولة منع حدوث سوء المعاملة  لما لها من تأثيرات سلبية على نفسية الطفل ونموه، ومن هنا تبرز ضرورة توعية الأهل للحد من سوء معاملة أطفالهم، ومساعدتهم على توسيع معارفهم وتعليمهم ما...

هذا المقال يتضمن معلومات علمية مُدققة، ومحتوى حصري لمدونة لبيه

للحصول على مزيد من المقالات ، واكمال قراءة هذا المقال. اشترك في قائمتنا البريدية
465

احجز جلستك الآن

ابحث عن الطبيب المناسب لك أو اطلب مساعدة فريقنا لترشيح الطبيب المناسب لك.

هل تبحث عن استشارات نفسية مميزة؟

اختر من خلال لبيه من يناسبك من المختصين ذوي الخبرة الكبيرة

للشركات والأعمال نقدم لكم

برنامج الصحة و الرفاهية النفسية للموظفين

مختصين مقترحين لمساعدتك
شارك المقال
انطباعك عن محتوى المقال
مفيد جدا
-
مفيد
1
عادي
-
لم أستفد
-
كيف أتعافى من أزمات طفولتي النفسية؟
المقال التالي

كيف أتعافى من أزمات طفولتي النفسية؟

خمس طرق فعالة لتعزيز التواصل بينك وبين شريكك
المقال السابق

خمس طرق فعالة لتعزيز التواصل بينك وبين شريكك

مقالات ذات صلة
تأثير السوشيال ميديا في حياتنا وآثارها على الفرد والمجتمع والشباب
تأثير السوشيال ميديا في حياتنا وآثارها على الفرد والمجتمع والشباب
العلاقات السامة في ضوء علم النفس
العلاقات السامة في ضوء علم النفس
كيف أتخلص من التعلق المرضي؟
كيف أتخلص من التعلق المرضي؟
اكتئاب ما بعد الانفصال
اكتئاب ما بعد الانفصال
6 خطوات لتجاوز ألم الانفصال
6 خطوات لتجاوز ألم الانفصال
لماذا أتجنب التعامل مع الآخرين؟
لماذا أتجنب التعامل مع الآخرين؟
كيف أنسى من تركني؟
كيف أنسى من تركني؟
ما هو الإهمال العاطفي في الزواج؟
ما هو الإهمال العاطفي في الزواج؟
ما هو الطلاق العاطفي؟
ما هو الطلاق العاطفي؟
كيف تتحررين من الزوج المتسلط؟
كيف تتحررين من الزوج المتسلط؟
لماذا عليك التخلص من الشخصيات السامة حولك؟
لماذا عليك التخلص من الشخصيات السامة حولك؟
التهديد بالطلاق أثناء الخلافات وأثره على الزواج
التهديد بالطلاق أثناء الخلافات وأثره على الزواج
لماذا أنا عاطفي جدًا؟
لماذا أنا عاطفي جدًا؟
لا أشعر بالانتماء لما حولي! كيف أتعامل مع هذا الشعور؟
لا أشعر بالانتماء لما حولي! كيف أتعامل مع هذا الشعور؟
علامات تدل أنك في علاقة غير صحية
علامات تدل أنك في علاقة غير صحية