احجز جلسة فورية

محتاج جلسة بأقرب وقت؟ احجزها خلال 5 دقائق

ما هو الفراغ العاطفي؟

تمر جميع العلاقات الزوجية والعاطفية بالمشاكل والخلافات والصعاب، وعندها يعمل الزوجان في سبيل التوصل إلى حل يرضي الطرفين ويسير بالعلاقة نحو الأمام. مع هذا، يؤثر الفراغ العاطفي بشكل كبير على بعض العلاقات الزوجية والعاطفية، ويسبب الكثير من المشاكل والخلافات، ويحمل في طياته مشكلة عميقة تحتاج للحل. 

نتحدث في هذا المقال عن صفات الفراغ العاطفي في العلاقة الزوجية، وماذا تستطيع أن تفعل حتى تنقذ علاقتك من الإنهيار.

ما أسباب الفراغ العاطفي في العلاقة الزوجية؟

تتضمن الخطوة الأولى الاعتراف بوجود مشكلة تحتاج للإصلاح، ويحدث هذا الأمر بالانتباه إلى الأسباب التي تدفع أحد الطرفين أو كليهما إلى الإحساس بالفراغ العاطفي في علاقته، إذ يمثل الفراغ العاطفي مجموعة من الصفات التي تتميز بها العلاقات الزوجية والعاطفية المتأزمة، تتضمن بعض هذه الصفات:

النقد السلبي والعدائي

من الطبيعي أن يختلف الزوجان في بعض الأحيان في مواقف معينة، ومن الصحي والسليم أن يعبر أحدهما عن الإزعاج والضيق الذي يشعر به، ويوجه النقد إلى الطرف الآخر، ثم يطلب منه التصحيح والمساعدة، بما يخدم مصلحة العلاقة ويدفعها نحو الأمام.

أجريت دراسة (Campbell.2017) للبحث عن تأثير النقد العدائي وغير العدائي على نوعية العلاقة بين الزوجين، وتوصلت الدراسة إلى أن النقد العدائي المليء بالتوصيف والذم والمحقون بمشاعر الغضب والعداء يضر بشدة علاقة الثقة والتفاهم بين الزوجين، ويدفع الطرف المقابل إلى اتخاذ وضعية الدفاع ورفض تفهم الطرف الآخر، مما يرفع من حدة النقاش، وكمثال على ذلك أن تقول: أنا لا أستطيع تحمل ما تفعله هنا، أنت أناني جدًا ومزعج للغاية.

من جهة أخرى، تشير الدراسة إلى أن النقد الإيجابي الذي يركز فيه الطرف المنزعج على شعوره ويعبر عنه بكل هدوء واحترام، من دون توجيه الإهانات للطرف المقابل، مع اقتراح الحلول أو حتى التعبير عن الرغبة بالتوصل إلى حل وتسوية يقوي بشدة من رابط العلاقة بين الطرفين، ويساعد كل منهما على تفهم الآخر بصورة أفضل وأعمق، مثل أن تقول: “أنا أشعر بالانزعاج والضيق عندما تفعل هذا الأمر، هل يمكنك أن لا تفعله مرة أخرى؟ ” أو “هل يمكنك أن تساعدني على فعل هذا الأمر؟”.

التكتم والكذب على الشريك

لا تعني العلاقة العاطفية السليمة الإفصاح عن كل ما نفكر به ونشعر به للطرف الآخر، فمن حقك، ومن حق الطرف المقابل أيضًا إبقاء بعض المعلومات والأحداث خاصة وشخصية فقط لأنه يريد ذلك، لكن بعض الأمور، وبالأخص تلك التي تمس جوهر العلاقة الزوجية والعاطفية، لا يجب إبقائها سرًا أو الكذب بها.

أجريت دراسة (Jaffe.2020) حول تأثير مشاركة الأسرار أو إخفائها على قوة العلاقة العاطفية والحميمية فيها.  توصلت الدراسة إلى أن إخفاء الأسرار والامتناع عن مشاركة الطرف الآخر في العلاقة بما نشعر ونمر به في حياتنا اليومية يؤدي إلى خلق فجوة ومسافة بين طرفي العلاقة، ويخفض من درجة فهم وتعاطف كل منهما مع الآخر.

من جهة أخرى، تؤكد الدراسة على أن عملية مشاركة المعلومات والأسرار والأحداث مع الطرف الآخر يجب أن تحدث بشكل متبادل، يشارك فيها الطرفان ما يشعران به، ولا يجب أن تقتصر على أحدهما فقط. كما تنصح الدراسة بمشاركة المعلومات والأسرار بشكل تدريجي، وعدم الاستعجال في مشاركة كل ما نشعر به دفعة واحدة.

المعاملة السيئة

مهما كان السبب، تعتبر المعاملة السيئة بجميع أشكالها الجسدية واللفظية والعاطفية والحميمية غير مقبولة وخاطئة، فهي تحطم وتهشم روابط الثقة والتفاهم بين طرفي العلاقة العاطفية والزوجية، هذا إلى جانب التأثير المؤذي والمدمر الذي تتركه على الشخص المُساء إليه، ويجب عدم تقبل هذه المعاملة وطلب المساعدة فورًا.

كيف تنقذ علاقتك الزوجية من الفراغ العاطفي؟

ليس بالضرورة أن يعني الفراغ العاطفي نهاية العلاقة الزوجية، يمكن للأمور أن تسير نحو التحسن عند وجود رغبة متبادلة عند الطرفين بإصلاح الخلل الذي يصيب علاقتهما، وإليك بعض مما تستطيع فعله:

1 – طلب المساعدة من معالجك النفسي

لا نستطيع دائمًا أن نعالج ونحل جميع المشاكل بمفردنا، وقد نحتاج في بعض الأحيان إلى طلب المساعدة من مختص أكثر خبرةً وعلمًا بما نمر به ونعيشه. أجريت دراسة (Ahluwalia.2018) في مجلة علم النفس الهندية تبحث في فائدة العلاج الزوجي والأسري. 

تؤكد الدراسة على أن استشارة معالج مختص يساعد بقوة على تحسين نوعية العلاقة بين الزوجين، لأنه لن يكون طرفًا أو ينحاز إلى جانب عندما تتحدثان معه عن علاقتكما والمشاكل التي تواجهانها، بل سيعمل على إيضاح وجهة نظر كل منكما للآخر، ويقدم النصح والمساعدة لتحسين التواصل بينكما، بما يخدم العلاقة الزوجية ويدفعها نحو الأمام.

2 – العمل على تحسين التواصل بينكما

إن التواصل الفعال هو الطريق لتعزيز روابط العلاقة بينكما، وتجاوز الصعاب التي تعيشونها في العلاقة. يعد التواصل الفعال مهارة يمكن للجميع التمرن عليها وتطويرها، حتى نحصد فوائدها الممتازة. ابدأ بتحديد وقت ثابت ضمن اليوم تشارك فيه الشريك مشاعرك وأفكارك، وبالمقابل تستمع لما يريد قوله، يمكنك أيضًا البحث والتعلم عن كيفية تحسين مهارة التواصل واستشارة اختصاصي نفسي للحصول على نصائح وتوجيهات مفيدة.

في النهاية، تتطلب العلاقة الزوجية والعاطفية العمل المشترك والمستمر من الطرفين، ومن الطبيعي أن تتعرض أي علاقة زوجية لمشاكل مختلفة، يمكن تجاوزها وحلها باتباع بعض النصائح السابقة وطلب المساعدة من المعالج النفسي عند الحاجة.

المصادر:

1.   Campbell SB, Renshaw KD, Klein SR. Sex differences in associations of hostile and non-hostile criticism with relationship quality. J Psychol. 2017;151(4):416-430.

2.   Jaffe´ ME, Douneva M (2020) Secretive and close? How sharing secrets may impact perceptions of distance. PLoS ONE 15(6): e0233953.

3.   Ahluwalia H, Anand T, Suman LN. Marital and family therapy. Indian J Psychiatry. 2018;60(Suppl 4):S501-S505.

تمر جميع العلاقات الزوجية والعاطفية بالمشاكل والخلافات والصعاب، وعندها يعمل الزوجان في سبيل التوصل إلى حل يرضي الطرفين ويسير بالعلاقة نحو الأمام. مع هذا، يؤثر الفراغ العاطفي بشكل كبير على بعض العلاقات الزوجية والعاطفية، ويسبب الكثير من المشاكل والخلافات، ويحمل في طياته مشكلة عميقة تحتاج للحل.  نتحدث في هذا المقال عن صفات الفراغ العاطفي في العلاقة الزوجية، وماذا تستطيع أن تفعل حتى تنقذ علاقتك من الإنهيار. ما أسباب الفراغ العاطفي في العلاقة الزوجية؟ تتضمن الخطوة الأولى الاعتراف بوجود مشكلة تحتاج للإصلاح، ويحدث هذا الأمر بالانتباه إلى الأسباب التي تدفع أحد الطرفين أو كليهما إلى الإحساس بالفراغ العاطفي في علاقته، إذ يمثل الفراغ العاطفي مجموعة من الصفات التي تتميز بها العلاقات الزوجية والعاطفية المتأزمة، تتضمن بعض هذه الصفات: النقد السلبي والعدائي من الطبيعي أن يختلف الزوجان في بعض الأحيان في مواقف معينة، ومن الصحي والسليم أن يعبر أحدهما عن الإزعاج والضيق الذي يشعر به، ويوجه النقد إلى الطرف الآخر، ثم يطلب منه التصحيح والمساعدة، بما يخدم مصلحة العلاقة ويدفعها نحو الأمام....

هذا المقال يتضمن معلومات علمية مُدققة، ومحتوى حصري لمدونة لبيه

للحصول على مزيد من المقالات ، واكمال قراءة هذا المقال. اشترك في قائمتنا البريدية
1.3K

احجز جلسة فورية

محتاج جلسة بأقرب وقت؟ احجزها خلال 5 دقائق

مختصين مقترحين لمساعدتك
شارك المقال
انطباعك عن محتوى المقال
مفيد جدا
3
مفيد
3
عادي
1
لم أستفد
1
ما هي الأنظمة الغذائية التي تساعد في علاج فرط الحركة وتشتت الانتباه؟
المقال التالي

ما هي الأنظمة الغذائية التي تساعد في علاج فرط الحركة وتشتت الانتباه؟

الصحة النفسية للطفل المصاب بمرض السكري
المقال السابق

الصحة النفسية للطفل المصاب بمرض السكري

كاتب المقال
فريق لبيه المقالات : 999
مقالات ذات صلة
كيف أتعامل مع الزوج النرجسي؟
كيف أتعامل مع الزوج النرجسي؟
مهارات الاحتواء العاطفي للزوجين
مهارات الاحتواء العاطفي للزوجين
-كيف تتعامل مع الشك والغيرة المقلقة في العلاقة؟
-كيف تتعامل مع الشك والغيرة المقلقة في العلاقة؟
كيف أتعامل مع الفراغ العاطفي في العلاقة الزوجية؟
كيف أتعامل مع الفراغ العاطفي في العلاقة الزوجية؟
كيف يؤثر التحرش على العلاقة الزوجية؟
كيف يؤثر التحرش على العلاقة الزوجية؟
الاكتئاب والقلق الذي يرافق الفترة الأولى من الزواج
الاكتئاب والقلق الذي يرافق الفترة الأولى من الزواج
ما هو الإهمال العاطفي في الزواج؟
ما هو الإهمال العاطفي في الزواج؟
كيف تتحررين من الزوج المتسلط؟
كيف تتحررين من الزوج المتسلط؟
ما هو الطلاق العاطفي؟
ما هو الطلاق العاطفي؟
التعامل مع صمت الزوج
التعامل مع صمت الزوج
كيف يؤدي عدم الأمان إلى فشل العلاقات؟
كيف يؤدي عدم الأمان إلى فشل العلاقات؟
العلاقة السامة في الزواج كيف تبدأ وكيف تنتهي؟
العلاقة السامة في الزواج كيف تبدأ وكيف تنتهي؟
كيف أرمم علاقتنا الزوجية بعد الخيانة؟
كيف أرمم علاقتنا الزوجية بعد الخيانة؟
الخيانة وتأثيرها على العلاقات الزوجية
الخيانة وتأثيرها على العلاقات الزوجية
كيف أتغلب على الخوف من الزواج ورهاب الارتباط؟
كيف أتغلب على الخوف من الزواج ورهاب الارتباط؟