6 طرق للتخلص من التسويف وتشتت الأفكار
يعاني معظم الناس في مرحلة ما من حياتهم من التسويف و تشتت الأفكار ، حتى أولئك الأكثر تنظيمًا ودقةً في مواعيدهم وعملهم، ويمكن أن نعتبر هذا الأمر طبيعيًا إذا حدث لفترة وجيزة ولم يترك تأثيرًا مباشرًا على الحياة الاجتماعية والعمل والدراسة، أما عندما يصبح التسويف وتشتت الأفكار عادةً تسيطر على الشخص وتؤثر على مختلف جوانب حياته، يتحول إلى مشكلة حقيقية يجب التعامل معها بحزم والتخلص منها للأبد.
← انضم الآن لمجموعه: دعم التفكير الزائد
اقرأ ايضاً: ما هو التسويف؟ وما الرابط بينه وبين تشتت الأفكار؟
التسويف هو عادة سيئة تتضمن تأخير أو تأجيل العمل والمهام المطلوب إنجازها، إما عن طريق القيام بأشياء أخرى أقل أهمية أو عن طريق تشتيت الانتباه بنشاطات غير مفيدة، مثل: وسائل التواصل الاجتماعي أو مشاهدة برنامج تلفزيوني أو أي أشياء أخرى، ويمكن اعتباره شكلاً من أشكال عدم الإحساس بأهمية الوقت، حيث يفضل الشخص ما يريحه بشكل فوري على الفائدة المستقبلية التي قد ينالها من القيام بالعمل وتحقيق الواجبات المطلوبة، والحقيقة أن التسويف هو نتيجة لتشتت الأفكار وقد يكون سببًا لها في بعض الحالات.
ما هي أسباب التسويف وتشتت الأفكار؟
لا يعتبر الكسل هو السبب الوحيد للتسويف والمماطلة في أداء الواجبات، فهناك العديد من الأسباب التي تؤدي لحدوثه بناءً على شخصية كل منا، وتشمل:
- نقص تقدير الذات والخوف من الفشل.
- المثالية المفرطة وعدم ضبط النفس.
- الفهم الخاطئ للعمل والشعور بأنه ليس عاجلاً أو مهمًا.
- تعدد المهام والخوف من المشاريع الكبيرة أو الأعمال المعقدة.
تنبع كل هذه الأسباب تقريبًا من نفس المصدر الذي يؤدي إلى التسويف في العمل، وهو عدم الوضوح. من المحتمل أن الشخص الذي يعاني من التسويف ليس لديه فكرة واضحة عن أهمية عمله، لذلك يمكن القول أن التسويف لا يعني الكسل، لكنه مشكلة قابلة للإصلاح والحل.
ما هي طرق التخلص من التسويف وتشتت الأفكار؟
هناك العديد من الطرق الفعالة للتغلب على التسويف وتجنب التوتر والقلق وسوء الأداء في المهام المختلفة، ومن أهمها:
1 – ربط العمل بأهداف وغايات أكبر
إن الفهم الواضح لأهمية الأعمال التي يقوم بها الفرد يعتبر من أهم الطرق للتخلص من التسويف، حيث يصبح العمل ذو مغزى عندما يمتلك الإنسان هذا النوع من الوضوح، ليساهم في تحسين مستقبله بشكل أفضل. إن مجرد فهم كيفية ارتباط العمل الذي يقوم به الفرد بشيء أكبر، يجعله يشعر بأنه أكثر أهمية، ويبعده عن المعاناة من مشكلة ضياع الوقت وتشتيت الأفكار.
2 – ترتيب الأولويات ووضع خطة فعالة
إذا كان الشخص يعرف ما هو العمل الأكثر أهمية بالنسبة له، فهو أكثر استعدادًا للتعامل مع أولوياته بفعالية ونجاح، حتى لو حدث أي طارئ، يكون لدى الإنسان الوضوح الكافي للبدء بالعمل الذي يؤدي إلى نتائج ذات مغزى وفائدة أكبر. يعد توضيح الأولويات طريقة جيدة للتخلص من التسويف وتشتت الفكر لأنه يساعد على معرفة العمل الأكثر أهمية، وبالتالي يعلم الشخص أنه لا يعمل على شيء دون فائدة، بدلاً من الشعور بأنه يضيع الوقت في العمل.
3 – التخلص من المثالية الزائدة
يؤدي التفكير المثالي في بعض الأحيان إلى التردد في إتمام العمل، وذلك بسبب وجود الضغط هائل للقيام بالعمل بشكل متقن وكامل، ما يؤدي إلى المماطلة في إنجازه، لكن هذا الأمر يمكن حله أيضًا من خلال الوضوح الكافي مع الذات، والالتزام بالنقاط التالية:
- التركيز على التأثير: من المفيد أن يكون لدى الشخص إحساس واضح بتأثير وأهمية عمله، لذا بدلاً من السعي إلى المثالية، يجب التركيز على إكمال المهام المطروحة بأفضل طريقة ممكنة.
- تحديد كيفية الانتهاء من كل عمل: يعتبر تحديد ما يجب فعله أسلوبًا جيدًا لمحاربة المثالية الزائدة، وبالتالي يكون لدى الفرد نقطة يمكن التوقف عندها عن العمل، بغض النظر عما إذا كان العمل مثاليًا بنسبة 100٪ أم لا.
4 – تجزئة الأعمال الكبيرة إلى مهام أصغر
في بعض الأحيان يكون من الصعب أن نرى بوضوح كيفية إتمام مشروع كبير. نتيجة لذلك، قد يميل الإنسان نحو التأخير فيه، لذا بدلاً من تشتت الأفكار في المهام الكبيرة وزيادة نسبة الخطأ، يمكن تقسيم العمل إلى مهام أصغر، ثم التعامل بالشكل الصحيح لمراقبة وتنظيم الواجبات.
يعد تقسيم العمل إلى أجزاء أصغر مفيدًا أيضًا؛ لأن الفرد لا يصبح مسؤولاً عن كل جانب من جوانبه بشكل مباشر، بل يمكن توزيع العمل على أكثر من شخص لتسهيل الأمر وتبسيطه.
5 – الاستعانة بتطبيقات قائمة المهام اليومية
من المفيد تسجيل كل ما يجب القيام به حتى لو كان العمل بسيطًا، لأنه دون طريقة واضحة لترتيب الواجبات، من السهل أن تتشتت أفكار الإنسان ويفقد السيطرة على يومه، لكن هذا الأمر يعد شائعًا، فقد يتم تفويت أكثر من ربع المواعيد النهائية كل أسبوع.
يمكن بسهولة تنظيم العمل وتحديد أولوياته وتنفيذه عبر تحديد ما يجب فعله خلال اليوم، لذلك ينصح بالاستعانة بأحد تطبيقات قائمة المهام، والابتعاد عن القوائم المكتوبة بخط اليد، مع أنه من الممتع فعلًا شطب الأشياء من القائمة.
إن تتبع العمل في أحد التطبيقات يساعدك على فرز العمل ورسم الخطة، وإضافة سياق إضافي إلى الأعمال المهمة، ومشاركة تلك الأمور مع أفراد الأسرة أو زملائك في العمل.
6 – تحديد موعد نهائي لكل عمل أو مهمة
عند غياب الإحساس الواضح بموعد استحقاق الأعمال، قد يكون من المغري المماطلة في إتمام العمل. يُسهل وضع مواعيد نهائية واضحة في فهم وتحديد الموعد الذي يجب إتمام العمل خلاله. يمكنك بعد ذلك التخطيط وفقًا لذلك للتأكد من أنه يتم في الوقت المحدد. في النهاية، لا يمكنك إنجاز عمل جيد إذا كنت لا تعرف متى يحين الموعد اللازم لإنجازه في المقام الأول.
بمجرد تسجيل جميع الواجبات الخاصة في تطبيق قائمة المهام، يجب التأكد من أن كل عنصر له موعد نهائي مرتبط به، ويعتبر ذلك فرصة أيضًا لتحديد العمل الذي لا يمثل أولوية قصوى بالنسبة للفرد.
إن الفرز السريع للواجبات في نهاية اليوم وتحديد تاريخ استحقاق أي مهام جديدة، يعد أمرًا هامًا. بهذه الطريقة، يكون الشخص مستعدًا بشكل جيد لإنجاز الأعمال.
من المحتمل أن يعرف الفرد متى يعاني من التسويف وتشتت الأفكار إذا انتبه لكل الأفكار والنقاط السابقة، لذلك يجب التفكير في العادات التي غالبًا ما تسبب التسويف، ومحاولة فهم كيف يؤثر التسويف على حياتنا.
بعد ذلك، عندما نعرف سبب قيامنا بذلك، يمكننا اتخاذ خطوات فعالة لتنظيم الوقت والحصول على نتائج أفضل، لمزيد من المعلومات حول هذا الموضوع وغيره يمكنك التواصل مع فريقنا من اختصاصيي الصحة النفسية عبر تطبيق لبيه.
المقالات المقترحه:
← اقرأ ايضاً: كيف تتعامل مع المشتتات في حياتك
← اقرأ ايضاً: كيف أتخلص من التفكير الزائد والتشتت؟
← اقرأ ايضاً: ما هو مفهوم اليقظة الذهنية، وأهميتها لتحسين الصحة النفسية؟