سجل في تطبيق لـبـيـــه

واحصل على جلستك الأولى بخصم 25%

تأثير الأخبار السلبية على إنتاجية الموظفين

يمكن لضغوطات الحياة اليومية والمواقف المجهدة أن تؤدي لآثار سلبية كبيرة على الصحة النفسية للفرد. يعتبر الإجهاد والقلق والحرمان الاجتماعي والاكتئاب من أهم النماذج على هذه المشكلات، ومن أحد الأمثلة على ذلك جائحة كوفيد-19 التي أدت إلى انتشار غير اعتيادي للتوتر والإحباط لدى عامة الناس. وساهمت بتغيرات كبيرة في الروتين اليومي ولا سيما في بيئة العمل. لنتعرف معًا على تأثير الأخبار السلبية على صحة الموظفين من خلال مقالنا هذا وكيفية تحفيزهم على الإنتاجية الفعّالة.

تأثير الأخبار السلبية في التأثير على إنتاجية الموظفين

أثبتت الأبحاث أن سماع قدر كبير من الأخبار السلبية يمكن أن يؤثر بشكل ضار على الصحة النفسية، وقد ظهر ذلك بوضوح خلال جائحة كوفيد-19، ومع ذلك، لا نعرف الكثير عن كيفية تأثير هذه الظاهرة على الموظفين، ففي إحدى الدراسات التي أجريت في الأسابيع الأولى من الجائحة، تبين أن سماع قدر أكبر من الأخبار المتعلقة بكوفيد-19 ارتبط بمستويات أعلى من القلق، والتي بدورها كانت مرتبطة بمستويات أقل من الإنجاز في العمل، ووجد الباحثون أيضًا أن عاملًا يسمى (الدافع للعمل) أثر في هذه العلاقة.

دور عوامل التحفيز وأنواعها

حدد البحث السابق دافعين هامين للذهاب للعمل: العمل الهادف والتوجه الاجتماعي الإيجابي. العمل الهادف (يركز على الذات) ويشير إلى أن الدافع للذهاب عمل سببه الإحساس بالمعنى الشخصي والهدف وقيمة الحياة الشخصية، أما التوجه الاجتماعي الإيجابي فيركز على الآخرين، ويشير إلى أن الدافع للذهاب للعمل هو مساعدة الآخرين والانخراط في المجتمع والتفاعل معه.

في هذه الدراسة، كان الأشخاص الذين مالوا باتجاه العمل الهادف قادرين على البقاء أكثر اندماجًا في العمل على الرغم من القلق المتزايد الناتج عن سماع الأخبار السلبية، وقد يكون هذا عائدًا إلى أن العمل يمكن أن يوفر العديد من المشاعر مثل الرضا واحترام الذات. هذه العوامل مهمة للأمان، خاصة عندما تكون الموارد الأخرى مهددة.

من ناحية أخرى، كان الأشخاص الذين مالوا باتجاه التوجه الاجتماعي الإيجابي أكثر عرضة لتأثير القلق السلبي على مشاركتهم في العمل. في هذه الحالة، ارتبط القلق الذي نشأ من سماع الأخبار السلبية بانخفاض أكثر وضوحًا في المشاركة في العمل (مقارنةً بالأشخاص الأقل توجهًا نحو العمل الاجتماعي الإيجابي). قد يكون هؤلاء الأشخاص قد أصيبوا بالإحباط بسبب عدم قدرتهم على مساعدة الآخرين أثناء الوباء، وبالتالي كانوا أقل قدرة على الاستمرار في المشاركة عند مواجهة القلق الناتج عن الأخبار السلبية.

تأثير الأخبار السلبية على المؤسسات

يقترح الباحثون وجود العديد من التأثيرات المباشرة للأخبار السلبية على المؤسسات، وأحد الآثار المترتبة على ذلك هو أنه يجب على المؤسسات تثقيف موظفيها حول أهمية الحد من سماعهم للأخبار أثناء الأزمة، ما يساعد الموظفين على حماية صحتهم النفسية وطاقتهم. بالإضافة إلى ذلك، يقترح الباحثون أن المؤسسات يجب أن تعزز الفوائد الذاتية للعمل. على سبيل المثال، يمكن لأصحاب العمل تعزيز تنوع المهارات التي يستخدمها الموظفون في الوظيفة من أجل تعزيز الشعور بالفائدة وتحقيق إنتاجية أكبر.

يمكن للأزمات والأخبار السيئة مثل تلك التي رافقت جائحة كوفيد-19، أن تتسبب في حدوث ضغط يعيق أداء الموظفين لعملهم. إن المخاطر السائدة في بيئة العمل بسبب الأوبئة لا تشتت انتباه الموظفين عن العمل فحسب، بل تهدد أيضًا استمرارهم في العمل من خلال تسببها في مشاكل صحية. أشارت دراسة حديثة إلى أن التغيير في البيئة هو ظاهرة شائعة يواجهها الموظفون بشكل متكرر. قد تسبب التغييرات ضغوطًا بين الموظفين، ما يؤدي إلى نشوء صراعات شخصية تضر بنوعية عمل الأفراد. في المقابل، قد يعاني الموظفون المجهدون من الاكتئاب ويصبحوا غير قادرين على التركيز في عملهم، ما يؤدي إلى انخفاض الأداء ونقص الإنتاجية.

من بين العوامل التي تعيق أداء الموظفين، يبدو أن التوتر هو العامل الأول الذي له آثار سلبية. يلاحظ أن التوتر له تأثير سلبي على الحالة النفسية والسلوكية والفيزيولوجية للأفراد. يؤثر على الدافع والروح المعنوية وأداء الموظفين في مكان العمل. علاوةً على ذلك، فإن لها علاقة سلبية مع الرضا الوظيفي الذي يؤثر على طاقة الفرد للعمل ويؤدي إلى مستويات أداء أقل.  يواجه الموظفون المرهقون ظروفًا صحية سيئة بالإضافة إلى تجارب عمل أسوأ في مكان العمل، وهذا يقلل من قدرتهم على التركيز على عملهم وبالتالي ينخفض ​​أداؤهم.

يظهر الموظفون الذين يعانون من درجة عالية من التوتر التزامًا منخفضًا ورضا أقل عن عملهم ما يصرف انتباههم عن مهامهم المتعلقة بالعمل ويعيق أداءهم العام. بالمقابل، يكون الموظفون الذين يشعرون بمزيد من الرضا في مكان عملهم أكثر إنتاجية ولديهم القدرة على التعامل مع المواقف المعقدة.

تؤثر الأخبار السلبية على كيفية تعاملنا مع عملنا والتحديات التي نواجهها في العمل لأنها تظهر لنا صورة للحياة لا يهم سلوكنا فيها. تعرض غالبية القصص الإخبارية مشاكل في عالمنا لا يمكننا فعل الكثير أو أي شيء حيالها. في علم النفس، يُطلق على الاعتقاد بأن سلوكنا غير ذي صلة في مواجهة التحديات بالعجز المكتسب، ويرتبط بأداء منخفض في العمل واحتمال أعلى للإصابة بالاكتئاب.

كيف يمكن للمؤسسات تقليل التأثير السلبي للأخبار المقلقة على أداء الموظفين؟

نظرًا لأن الأخبار السلبية مثل تلك المرتبطة بجائحة كوفيد-19 تؤثر على المؤسسات في جميع أنحاء العالم، أصبح الموظفون أكثر قلقًا وإحباطًا وإرهاقًا. وإذا تُركت هذه المشاعر دون رقابة، فستؤثر على إنتاجية الموظفين ومشاركتهم، ما يؤدي إلى تدني جودة العمل، وفي النهاية إعاقة قدرة المؤسسة على النجاح في هذه الأوقات الصعبة.

يمكن للموارد البشرية أن تساعد على ضمان حصول الموظفين على الدعم المناسب للتعامل مع الانفعالات العاطفية لهذا الوباء من خلال ست استراتيجيات رئيسية:

  • الاهتمام براحة الموظفين: يعد تحديد علامات الضيق بين الموظفين، سواء بشكل مباشر من خلال المحادثات أو بشكل غير مباشر من خلال الملاحظة، خطوة في الاتجاه الصحيح. يحتاج الموظفون إلى فرصة للحديث عن مشاكلهم ومعرفة أن مدراءهم في العمل يهتمون بهم.
  • تشجيع الحوار: فهم الموظفين للقرارات وآثارها أكثر أهمية لنجاح مبادرة التغيير من إعجاب الموظفين بالقرارات نفسها. توفر المؤسسات المتقدمة محادثة ثنائية الاتجاه مع الموظفين لضمان تعزيز المشاركة. يوفر التفاعل مع المدراء والزملاء للموظفين المعلومات التي يحتاجون لها، مما يسمح لهم بالتعبير عن المشاعر السلبية ومعالجتها وتحسين شعورهم بالسيطرة.
  • وضع أهداف واضحة: يمكن أن يؤدي الارتباط القوي بين الأداء الفردي وتحقيق أهداف العمل إلى تعزيز ثقة الموظفين في أهمية عملهم، حتى في بيئة الأعمال الصعبة. وبالمثل، فإن وجود أهداف واضحة وتلقي تحديثات منتظمة حول التغييرات المحتملة يساعد على ضمان أن يحافظ الموظفون على التركيز والطاقة والشعور بالهدف.
  • تعزيز القيم وتقليل مخاطر السلوك غير المنضبط: يمكن أن تؤثر تجربة الموظف غير السارة سلبًا على السلامة النفسية بنسبة تصل إلى 35%. والأسوأ من ذلك، أنه خلال فترات الأزمات، يرتفع السلوك غير المنضبط للموظفين بنسبة تصل إلى 33%.
  • تخصيص لحظات لتقدير الموظفين وشكرهم: لا يحفز الاعتراف الفعال بالعمل الموظف فحسب، بل يمكن أن يكون بمثابة إشارة قوية للموظفين الآخرين بشأن السلوكيات الجيدة. لا ينبغي أن يقتصر الاعتراف على المكافآت المالية، فالاعتراف العام ورموز التقدير وفرص التطوير والمزايا هي أيضًا ممارسات تقدير فعالة.
  • تشجيع المشاركة والإبداع: التأكيد على حاجة الموظفين وقدرتهم على النهوض بالمبادرات وإيجاد تحسينات في العمل.

وفي النهاية لا بد من الإشارة إلى أنه من الممكن الاطلاع الدائم على الأخبار والتركيز على العمل والإيجابية في التعاطي، ولكن فقط في حال التحكم في سماع الأخبار واستهلاكها بدلًا من السماح لها بالسيطرة والتأثير السلبي.

المصادر: 12

يمكن لضغوطات الحياة اليومية والمواقف المجهدة أن تؤدي لآثار سلبية كبيرة على الصحة النفسية للفرد. يعتبر الإجهاد والقلق والحرمان الاجتماعي والاكتئاب من أهم النماذج على هذه المشكلات، ومن أحد الأمثلة على ذلك جائحة كوفيد-19 التي أدت إلى انتشار غير اعتيادي للتوتر والإحباط لدى عامة الناس. وساهمت بتغيرات كبيرة في الروتين اليومي ولا سيما في بيئة العمل. لنتعرف معًا على تأثير الأخبار السلبية على صحة الموظفين من خلال مقالنا هذا وكيفية تحفيزهم على الإنتاجية الفعّالة. تأثير الأخبار السلبية في التأثير على إنتاجية الموظفين أثبتت الأبحاث أن سماع قدر كبير من الأخبار السلبية يمكن أن يؤثر بشكل ضار على الصحة النفسية، وقد ظهر ذلك بوضوح خلال جائحة كوفيد-19، ومع ذلك، لا نعرف الكثير عن كيفية تأثير هذه الظاهرة على الموظفين، ففي إحدى الدراسات التي أجريت في الأسابيع الأولى من الجائحة، تبين أن سماع قدر أكبر من الأخبار المتعلقة بكوفيد-19 ارتبط بمستويات أعلى من القلق، والتي بدورها كانت مرتبطة بمستويات أقل من الإنجاز في العمل، ووجد الباحثون أيضًا أن عاملًا يسمى (الدافع للعمل)...

هذا المقال يتضمن معلومات علمية مُدققة، ومحتوى حصري لمدونة لبيه

للحصول على مزيد من المقالات ، واكمال قراءة هذا المقال. اشترك في قائمتنا البريدية
930

احجز جلستك الآن

ابحث عن الطبيب المناسب لك أو اطلب مساعدة فريقنا لترشيح الطبيب المناسب لك.

هل تبحث عن استشارات نفسية مميزة؟

اختر من خلال لبيه من يناسبك من المختصين ذوي الخبرة الكبيرة

للشركات والأعمال نقدم لكم

برنامج الصحة و الرفاهية النفسية للموظفين

مختصين مقترحين لمساعدتك
شارك المقال
انطباعك عن محتوى المقال
مفيد جدا
-
مفيد
-
عادي
-
لم أستفد
-
كيف يمكن للزوج أو الزوجة المساعدة إذا كان الشريك يعاني من مشكلة نفسية؟
المقال التالي

كيف يمكن للزوج أو الزوجة المساعدة إذا كان الشريك يعاني من مشكلة نفسية؟

توصيات وطرق فعالة لمواجهة اليأس والإحباط
المقال السابق

توصيات وطرق فعالة لمواجهة اليأس والإحباط

مقالات ذات صلة
الاستقرار الوظيفي والمادي وتأثيره على أداء الموظفين وإنتاجيتهم
الاستقرار الوظيفي والمادي وتأثيره على أداء الموظفين وإنتاجيتهم
التوتر في العمل وأعراضه
التوتر في العمل وأعراضه
كيف تتغلب على الشعور بالإحباط في بيئة العمل؟
كيف تتغلب على الشعور بالإحباط في بيئة العمل؟
الآثار السلبية لـ الاحتراق الوظيفي
الآثار السلبية لـ الاحتراق الوظيفي
الصحة النفسية للموظفين، على عاتق من تقع مسؤولية الحفاظ عليها؟ ونصائح للموظفين لتفادي الاضطرابات النفسية
الصحة النفسية للموظفين، على عاتق من تقع مسؤولية الحفاظ عليها؟ ونصائح للموظفين لتفادي الاضطرابات النفسية
كيفية تحسين ظروف الصحة النفسية في العمل
كيفية تحسين ظروف الصحة النفسية في العمل
الاضطرابات النفسية الأكثر شيوعاً في مكان العمل
الاضطرابات النفسية الأكثر شيوعاً في مكان العمل
كيف يمكن تحفيز أداء الموظفين وتعزيز صحتهم النفسية؟
كيف يمكن تحفيز أداء الموظفين وتعزيز صحتهم النفسية؟
سبع طرق لاكتساب المرونة في العمل
سبع طرق لاكتساب المرونة في العمل
أسباب العزلة في بيئة العمل وتأثيراتها على المدى الطويل
أسباب العزلة في بيئة العمل وتأثيراتها على المدى الطويل
ما هي أبرز مهارات التواصل الاجتماعي التي علي اكتسابها؟
ما هي أبرز مهارات التواصل الاجتماعي التي علي اكتسابها؟
كيف تنجو من بيئة العمل السامة؟
كيف تنجو من بيئة العمل السامة؟
كيف نتعامل مع الضغوط النفسية؟
كيف نتعامل مع الضغوط النفسية؟
بهذه العادات اليومية البسيطة، تستطيع تخفيف ضغوط العمل عليك
بهذه العادات اليومية البسيطة، تستطيع تخفيف ضغوط العمل عليك
هل من الأفضل أن يضع الموظفون أهدافهم بنفسهم؟
هل من الأفضل أن يضع الموظفون أهدافهم بنفسهم؟