كيف نتعافى مع الانهيار النفسي؟
يستخدم العديد من الأشخاص مصطلح “الانهيار النفسي” أحيانًا لوصف موقف مرهق لا يستطيعون خلاله العمل بشكل طبيعي في حياتهم اليومية، حيث من المفهوم بشكل عام أن الانهيار النفسي يحدث عندما تصبح متطلبات الحياة مرهقة جسديًا وعاطفيًا ونفسيًا، وهذا لا يعني أن الانهيار النفسي يشير إلى مرض نفسي معين، لكن بنفس الوقت لا يعني أنه استجابة طبيعية أو صحية للتوتر. تختلف علامات الانهيار النفسي من شخص لآخر وتعتمد على السبب المحرض له، ويختلف أيضًا ما يسبب الانهيار النفسي من ثقافة إلى أخرى.
ما هي علامات الانهيار النفسي؟
- الضيق.
- مشاعر العزلة والوحدة.
- صعوبات في التركيز والتفكير.
- تقلبات المزاج والاكتئاب.
- القلق الشديد.
- عدم القدرة على العمل بشكل طبيعي.
ما هي خطوات التعافي من الانهيار النفسي؟
إن معرفة كيفية التعافي من الانهيار النفسي ليس بالأمر اليسير، وهنا تظهر أهمية الحصول على العلاج المناسب، إذ يمكن لمقدمي الرعاية النفسية تعليم الأفراد الاستراتيجيات التي يحتاجونها للتعافي واتخاذ خطوات لمنع حدوث أزمة صحية نفسية مرة أخرى في المستقبل، ومن أهم الأشياء التي يجب أن يتعلموها هي كيفية تغيير نمط الحياة للتقليل من التوتر وبالتالي تقليل فرص الإصابة بانهيار نفسي مرة أخرى، وتشمل هذه الإجراءات:
ممارسة تقنيات الاسترخاء بانتظام والابتعاد عن مصدر الضيق
من أهم الأشياء التي يمكن القيام بها للعودة إلى الحياة هو استخدام استراتيجيات صحية للتعامل مع التوتر والمحافظة على الاسترخاء، ويجب الابتعاد عن كل ما يسبب التوتر أو الضيق، وهذا لا يعني أنه يجب على الفرد ترك وظيفته على سبيل المثال إذا كانت هي مصدر التوتر لديه، ولكن يمكن لاستراحة قصيرة أن تكون مفيدة وتحقق فرقًا كبيرًا.
ممارسة الرياضة بانتظام
ممارسة الرياضة هي وسيلة رائعة ومجربة للتخلص من التوتر وضغوط الحياة، وكل ما يتطلبه الأمر حقًا هو المشي، أو الركض في أحد الحدائق لكن حبذا لو يتم ذلك بالخارج إن أمكن.
التحدث إلى صديق مقرب ومستمع جيد
عندما يتجاوز التوتر الحد الطبيعي، قد يساعدك الشخص الجيد في الاستماع بالتنفيس عن المشاعر ومشاركتها والتخفيف قدر الإمكان من الصعوبات النفسية، ما يخلق نافذة للراحة النفسية.
تجربة التأمل أو تمارين اليوجا
عند الخضوع لبرنامج علاجي لتجاوز الانهيار النفسي، فمن الوارد الحصول على بعض التعليمات التي تعلم المتدرب على التأمل والاسترخاء، والتي بإمكانه أن يقوم بها عندما يبدأ في الشعور بالإرهاق والتوتر، وتصبح هذه التقنيات مع مرور الوقت سهلة بمجرد أن يتعلم المتدرب كيفية القيام بها ويعتاد ممارستها، حتى مجرد خمس دقائق من التركيز على التنفس يمكن أن يخفض مستويات التوتر لدى الفرد.
ما هي أهمية الدعم الاجتماعي لتجاوز الانهيار النفسي؟
التنشئة الاجتماعية هي طريقة طبيعية لمكافحة التوتر ومصاعب الحياة، فلا بد أن تتضمن أي خطة للعودة إلى نمط الحياة الطبيعي وتجاوز الانهيار النفسي تفاعلًا اجتماعيًا جيدًا، حيث أن زيادة الدعم الاجتماعي والوقت الذي يقضيه الفرد مع الآخرين هو طريقة رائعة لتخفيف التوتر، لذا يجب تنظيم جدول للفترات الزمنية التي يجب قضاؤها مع العائلة والأصدقاء الفرديين أو مجموعات الأصدقاء، وتخصيص هذا الوقت بانتظام، حتى لو كان بإمكان الفرد توفير 15 دقيقة فقط، فذلك ضروري للحفاظ على الصداقات والعلاقات الاجتماعية الداعمة.
ما أهم الإجراءات الوقائية في مرحلة التعافي من الانهيار النفسي؟
لا بد من التنويه إلا أن الشفاء الناجح يبدأ بالعلاج المنتظم والرعاية الصحية النفسية المستمرة، ولكن الرعاية الذاتية في المنزل هي أيضًا جزء هام من التعافي، فالانهيار النفسي لا يأتي من العدم بل ينشأ من عدة أسباب وقد يكون أحدها هو نمط الحياة في المنزل، فلذلك يعد تقييم أسباب هذا التوتر وإجراء التغييرات المناسبة أمرًا بالغ الأهمية لتحقيق الوقاية في مرحلة التعافي، ويتم ذلك من خلال:
- القضاء على العوامل التي تسبب التوتر أو تقليلها للحد الأدنى، إذ يجب معالجة العوامل التي تسببت في الإجهاد أو الضيق الذي أدى إلى الانهيار من أجل التعافي الناجح. قد لا يكون من الممكن التخلص من هذه الأشياء تمامًا -على سبيل المثال مسؤوليات العمل أو الأسرة- ولكن إجراء بعض التغييرات يمكن أن يقلل إلى حد ما من التوتر.
- تخصيص وقت للأنشطة الممتعة وتقنيات الاسترخاء، حيث من المهم تخصيص فترات زمنية محددة للقيام بأشياء ممتعة أو فقط وقت للاسترخاء وعدم القيام بأي شيء، قد يكون هذا وقتًا لممارسة هواية أو للتدليك أو مجرد قيلولة.
- النشاط البدني هو وسيلة طبيعية رائعة للتخلص من التوتر، حيث تعمل التمارين الرياضية أيضًا على تعزيز الحالة المزاجية عن طريق إطلاق مواد كيميائية تحفز الشعور بالرضا، لذا لا بد من التنويه إلا أن التمرين المنتظم طريقة جيدة لإدارة التوتر والاسترخاء مع تحسين الصحة البدنية والنفسية أيضًا، حتى المشي لمسافة قصيرة يمكن أن يُحدث فرقًا.
- تناول الطعام الجيد، والحصول على قسط كافٍ من النوم، لذلك، بالإضافة إلى التمارين الرياضية، من المهم تناول نظام غذائي صحي بشكل عام والحصول على قسط كافٍ من النوم الجيد كل ليلة.
ما أهمية العناية المستمرة في مرحلة ما بعد التعافي؟
يعد الالتزام بالرعاية المستمرة جانبًا مهمًا وأساسيًا من جوانب التعافي من الانهيار النفسي، حيث أن الأفراد الذين يتلقون العلاج الأولي ولكنهم يرفضون بعد ذلك الرعاية المستمرة أو يتركون هذه الرعاية مهملة بمرور الوقت هم أكثر عرضة للإصابة بانهيار نفسي آخر، وبدون هذه الرعاية المستمرة، يكون من السهل جدًا العودة إلى الحالة النفسية القديمة وعدم حدوث التغييرات الإيجابية التي تجعل الانهيار النفسي أقل احتمالية، لذلك يجب على الأفراد مناقشة خطط الرعاية المستمرة مع المعالجين والأطباء قبل مغادرة مركز الرعاية النفسية المخصص، كما أن وضع الخطة موضع التنفيذ قبل العودة إلى المنزل يساعد المريض على إنهاء هذا الالتزام المهم لإجراء تغييرات حقيقية ودائمة تحقق الفائدة النفسية.يمكننا تجاوز العقبات النفسية وضغوطات الحياة بالإدارة الجيدة لوقتنا وممارسة بعض الأمور الصحية من الرياضة والمطالعة والتحدث مع العائلة والأصدقاء، والتخفيف عن أنفسنا بعض المسؤوليات الكبيرة، إذا كنت تعاني من الانهيار النفسي يمكنك التواصل مع معالجك النفسي عبر تحميل تطبيق لبيه الذي يتيح لك إمكانية التواصل مع فريق متكامل من خبراء الصحة النفسية.