كيف تمنع عملك من تدمير حياتك الشخصية؟
العمل هو جزء أساسي من حياة البشر، ليس لكونه مصدر الدخل المالي فقط، فالعمل هو الطريقة التي يستطيع الفرد من خلالها تحقيق أهدافه والنهوض بمجتمعه والتعبير عن ذاته، ولكن في وقتنا الحالي ازدادت صعوبات العمل كماً ونوعاً وحدث تداخل كبير بين العمل والحياة الشخصية، وهو الأمر الذي أدى لزيادة في المشاكل النفسية والعاطفية والجسدية المرتبطة بالعمل. كيف نخفف التأثيرات السلبية للعمل؟ وما هي الطريقة الأمثل لوضع حد فاصل بين العمل والحياة الشخصية؟
ما هي فوائد وضرورات العمل؟
يساهم العمل في تحقيق استقرار نفسي ومادي واجتماعي لدى معظم الناس، ولكن بشروط عمل مناسبة وبيئة عمل مريحة ومن هذه الفوائد ما يلي:
- تعزيز النشاط والحيوية وتوفير روتين يومي منتظم.
- يقدم إحساسًا بالمعنى وأهمية الذات.
- تعزيز العلاقات الاجتماعية والشعور بالانتماء للمجتمع.
- توفير الاستقلال المالي والاكتفاء الذاتي.
ما هي الإشارات التي تدل على أن حياتك الشخصية تتأثر بعملك؟
إذا كنت تمضي ساعات طويلة في العمل، أو إذا كان العمل يسبب لك إجهادًا مستمرًا أو أن بيئة العمل غير مريحة وغير مناسبة لك، فإن حياتك الشخصية قد تتأثر بشكل سلبي بعملك، ومن أهم هذه التأثيرات السلبية:
- التعب والإرهاق المزمن: إذا شعرت بالتعب والإرهاق بشكل متكرر أثناء قيامك بعملك اليومي، قد ينخفض أداؤك وتصبح غير قادر على التفكير بشكل واضح، ما يخفض من جودة العمل ويؤثر سلبًا على صحتك النفسية.
- ظهور بعض المشاكل الصحية: إذ أن الإرهاق المتكرر في العمل يحرض على أمراض عدة منها القرحة المعدية والصداع وبعض المشاكل الصحية الأخرى المرتبطة بضغوطات العمل والجهد النفسي.
- تضييع الوقت المفترض قضائه مع العائلة والأصدقاء: حيث أن عدد ساعات العمل الطويلة قد تبعدك عن المناسبات الاجتماعية الخاصة بالعائلة أو الأصدقاء، ما يزيد من فرصة خسارة هذه العلاقات ويجعلك تشعر بالوحدة ولإحباط والتوتر، وبالتالي سينعكس ذلك سلباً على حياتك اليومية.
كيف تمنع عملك من تدمير حياتك الشخصية؟
عندما تستغرق ساعات طويلة في العمل وخاصة في حال كان لديك ضغوطات مالية أو أعباء أخرى تستدعي منك العمل لساعات إضافية، عليك الانتباه لحياتك الشخصية وإجراء موازنة ما بين العمل وبين الحياة الشخصية، ويمكنك تحقيق ذلك باتباع ما يلي:
وضع حدود للعمل
وذلك من خلال الخطوات التالية:
- إدارة الوقت: من خلال تقسيم وقتك وتوزيعه بشكل مناسب بين العمل من جهة والوقت المخصص للأسرة والأصدقاء والاحتياجات الشخصية المختلفة من جهة أخرى.
- الاعتذار عن بعض المهام: في حال كلفت ببعض المهام الإضافية في عملك ورأيت أن ذلك يمكن أن يؤثر على حياتك الشخصية بشدة يمكنك الاعتذار عن أدائها والخروج من روتين عملك اليومي.
- تحرير نفسك من أجواء العمل: إذا كنت تعمل عن بعد ، لا بد أن تعزل أجواء عملك عن بيئتك الاجتماعية المحيطة بك، وتضع أوقات معينة للعمل وأوقات معينة للراحة والتفرغ للذات والحياة الشخصية، وأن تقلل قدر الإمكان من حدوث تداخل ما بينهما.
دراسة خيارات العمل لديك
يمكنك أن تناقش مديرك في العمل حول ساعات العمل المتعبة التي مررت بها وغيرها من التفاصيل التي يمكن أن تساعدك في تنظيم وقتك وتلبية احتياجاتك، وتحقيق توازن أكثر بين حياتك الشخصية وعملك اليومي.
العناية بالنفس
التزم بنمط حياة صحي، ويشمل ذلك النظام الغذائي المتوازن، والنوم لساعات كافية، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، بالإضافة لذلك درب نفسك على ممارسة تمارين التأمل والاسترخاء والانخراط في النشاطات الاجتماعية وممارسة هواياتك وأنشطتك التي تستمتع بها.
ما أهمية تحقيق التوازن بين الحياة اليومية والعمل؟
تأتي أهمية تحقيق هذا التوازن من خلال تأثيره الإيجابي على مستويين:
- على مستوى الصحة النفسية:
يزيد التوازن من جودة العمل من خلال ضمان سعادة الموظفين وراحتهم النفسية أثناء العمل، ما يساعد في تقليل التوتر والقلق وهما من المشاكل الشائعة في العمل، وبالتالي تقليل معدلات الإجهاد النفسي المزمن الذي قد يتولد عن ضغوطات العمل اليومية والمستمرة.
- على مستوى الصحة البدنية:
إذا كان الموظفون مرهقون بشكل كبير، فمن المرجح أن يصابوا بأمراض جسدية ونفسية في مقدمتها الاكتئاب وأمراض القلب والأوعية وداء السكري، ويتفاقم ذلك بشكل خاص إذا لم يأخذوا فترات راحة مناسبة طوال اليوم.
دور العلاج النفسي في تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية
في حال لم تكن التوصيات والنصائح السابقة كافية، فلا تتردد في طلب مساعدة من معالج نفسي مختص، لأن الأنواع المختلفة للعلاج النفسي تساعدك في تحقيق توازن وانسجام حقيقي بين العمل والحياة الشخصية، ومن الفوائد الإضافية التي يمكن للعلاج النفسي أن يقدمها في هذا المجال:
- يمنحك مرونة وقدرة أكبر على اتخاذ القرارات المناسبة في العمل والمنزل.
- يساعدك في تخفيف القلق والتوتر المرافق لضغوطات الحياة اليومية.
- التخلص من الإجهاد النفسي المزمن.
- علاج الاضطرابات النفسية التي تؤثر سلبًا على العمل والحياة الشخصية.
- يساعدك على تحقيق الانسجام والتوازن بين ضغوط العمل ومتطلبات الحياة الشخصية.
إن ضغوطات العمل تؤثر على حياتك اليومية بشكل كبير وخاصة في حال تم إهمالها، ولم يتحقق توازن مناسب ما بين العمل والحياة اليومية، إذا كان عملك يؤثر سلبًا على حياتك الشخصية ووضعك النفسي بشكل عام لا تتردد في التواصل مع معالجك النفسي عبر تطبيق لبيه.