الأضرار النفسية لمشاهدة الأفلام الإباحية
أصبحت مشاهدة الأفلام الإباحية شائعة بسبب العديد من العوامل والأسباب وفي مقدمتها توافر الهواتف المحمولة وسهولة الوصول، وقد أكدت الدراسات الحديثة أن نسب مشاهدة المحتويات الإباحية تزداد باستمرار لا سيما عند الشباب و المراهقين.
← انضم الآن الي مجموعة دعم إدمان الإباحية
إن لإدمان مشاهدة الأفلام الإباحية العديد من التأثيرات السلبية، خصوصًا على الصحة النفسية والحالة المزاجية، سنتعرف عليها في المقال التالي.
ما هو إدمان مشاهدة الأفلام الإباحية؟
يصنف إدمان مشاهدة الأفلام الإباحية كحالة أو سلوك يتوق فيها الشخص للاستمرار في مشاهدة هذا المحتوى رغم محاولاته للسيطرة على هذه الرغبة وإلغائها، وقد يحدّ هذا السلوك من قدرتك على العمل أو التعلم أو التفاعل الاجتماعي أو أية اهتمامات أخرى.
تختلف الإحصائيات والدراسات التي تبحث إدمان مشاهدة الأفلام الإباحية، وتُظهر أنه يؤثر تقريبًا على ما يقارب 6% من البالغين، وتميل النسبة إلى الانخفاض مع تقدم العمر، كما ترتفع عند الشباب.
لتحديد مدى إدمان شخص ما على مشاهدة المحتويات الإباحية، لابد من معرفة الوقت الذي يقضيه وهو يشاهد هذه المحتويات ومدى قدرته على التحكم بالأمر أو إيقافه. قد يسبب إدمان مشاهدة الأفلام الإباحية توتر العلاقات مع الآخرين، ويظهر هذا السلوك بالطرق التالية:
- الإنفاق المفرط على مشاهدة الأفلام الإباحية على حساب الأساسيات الحياتية.
- الانخراط في سلوك جنسي محفوف بالمخاطر.
- استخدام مشاهدة الأفلام الإباحية لتجاوز المشاعر الصعبة مثل الألم والقلق والحزن.
- مشاهدة الأفلام الإباحية في الأوقات واللحظات الصعبة.
- الشعور بالغضب إذا تلقى نصائح حول تقليل مشاهدة الأفلام الإباحية.
- عدم القدرة على التوقف عن مشاهدة الأفلام الإباحية رغم الجهود المبذولة.
- الشعور بالعار بعد مشاهدة الأفلام الإباحية.
- اللجوء إلى أشكال أكثر تطرفًا من مشاهدة الأفلام الإباحية لإيجاد المزيد من المتعة.
ما هي أهم أسباب الإدمان على مشاهدة الأفلام الإباحية
تلعب سهولة الوصول إلى مشاهدة الأفلام الإباحية دورًا في الإدمان، لكنها ليست سببًا رئيسيًا لهذا السلوك القهري عند البعض. تتضمن بعض العوامل التي تسبب إدمان مشاهدة الأفلام الإباحية ما يلي:
- أسباب بيولوجية وعضوية: قد تجعل الاختلافات البيولوجية في كيمياء أو بنية الدماغ بعض الناس أكثر عرضة للإدمان السلوكي، ومن ضمنه الإدمان على مشاهدة المحتوى الإباحي.
- عوامل ثقافية: تلعب التوقعات والعادات المجتمعية حول المظهر والجنس والعلاقات دورًا في إدمان مشاهدة الأفلام الإباحية.
- الإجهاد المزمن و المشاكل النفسية: تشكل المواد الإباحية في بعض الأحيان أحد أشكال الهروب أو آلية من آليات التأقلم مع ضغوط الحياة أو مشكلات الصحة النفسية الأخرى.
- مشاكل في العلاقات الجنسية: قد تسبب الصعوبات في العلاقات الحميمة لجوء بعض الأشخاص إلى الإباحية لتلبية رغباتهم الجنسية.
تجدر الإشارة إلى أنه لا توجد أسباب واضحة متفق عليها لإدمان المواد الإباحية، ومن جهة أخرى يساهم الاعتقاد بأنك مدمن على الإباحية في تعزيز شعورك بالضيق أكثر من السلوك نفسه وفقًا للجمعية الأمريكية للمعلمين والمستشارين والمعالجين الجنسيين (AASECT).
← اقرأ ايضاً: التأثيرات السلبية لإدمان المواد الإباحية
تشير الأبحاث إلى أن استخدام المواد الإباحية قد يؤدي إلى تغييرات هامة في بنية الدماغ، وجدت دراسة تستعرض طبيعة إدمان الإباحية أن الأشخاص الذين استهلكوا كميات كبيرة من المواد الإباحية لديهم ردود فعل دماغية متزايدة على الإيحاءات والإشارات الإباحية، فإدمان المواد الإباحية مثل بقية أنواع الإدمان، يؤثر على نظام المكافأة في الدماغ، وعلى النواقل العصبية التي تلعب دورًا في المتعة والرغبة الشديدة، وقد لوحظ نفس رد الفعل عندما يتعرض الأشخاص الذين يعانون من إدمان المواد أو القمار لمحفزات مسببة للإدمان.
بالإضافة إلى التغييرات في نشاط الدماغ، فقد وجد أيضًا أن الاستهلاك المفرط للإباحية له التأثيرات التالية:
1 – تأثير سلبي على العلاقة الحميمة بين الشركاء
يكثر هذا السلوك عند الرجال ويسبب مشكلة لشركائهم، رغم أنه لا يخصهم بالتحديد، فأي شخص قد يصبح مدمنًا على المواد الإباحية. يميل الرجال الذين يشاهدون المحتوى الإباحي بشكل متكرر إلى الابتعاد عاطفيًا عن شركائهم.
2 – التأثير على تقدير الشريك لذاته
تهتز ثقة الشريك بنفسه عندما يشعر أن شريكه يبتعد عنه جسديًا ويفضل اللجوء إلى الإباحية، كما تراوده أسئله عن مدى كفائته و قدرته الجنسية و يشعر بالذنب والتقصير.
3 – التأثير على الشعور بالرضا الجنسي
عندما يشاهد الشخص المدمن باستمرار أجساد الآخرين، يبدأ بإجراء مقارنات مع ما يشاهده، وسرعان ما تتغير نظرته نحو مظهره الجسدي وقدراته الجنسية وتقل ثقته بها، أو قد يشعر بعدم رضا عن شريكه.
4 – تأثير على الإنتاجية والأداء اليومي
يصبح الالتصاق بشاشة تعرض مواد إباحية عائقًا كبيرًا للأنشطة اليومية، كما قد يعيق الإنتاجية في مكان العمل والمنزل وفي البيئات الاجتماعية، فقد تصبح الحاجة الملحة لمشاهدة الآخرين ينخرطون في ممارسة الجنس أكثر أهمية من الاجتماع المقرر مع العميل، أو حضور موعد الطبيب، أو حتى قضاء الوقت مسترخيًا مستمتعًا بيومك.
← اقرأ ايضاً: هل يمكن علاج إدمان المواد الإباحية؟
نظرًا لأن استهلاك المواد الإباحية القهري ليس اضطرابًا نفسيًا مستقلًا، فإن خيارات العلاج لهذه الحالة لم يتم تحديدها بصورة كاملة. ومع ذلك، يمكن الاعتماد على العديد من الخيارات لضبط الإثارة، ومن أهمها:
العلاج الدوائي: لضبط الاعتماد على الإثارة، قد يُنصح باستخدام النالتريكسون naltrexone كإجراء علاجي. يُستخدَم هذا الدواء عادةً لعلاج إدمان الكحول والمواد الأفيونية، وقد يكون النالتريكسون قادرًا على كبح كل من الرغبة في الإباحية والرضا الناتج عن إدمانها.
العلاج النفسي: يعد التحدث إلى معالجك النفسي أحد أكثر الطرق فعالية للسيطرة على السلوكيات السلبية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يساعد استخدام تقنيات مثل العلاج الأسري و استشارات العلاقات في التغلب على تعقيدات هذه الحالة، ويمكن أن يساعد أيضًا في إدارة التحديات العاطفية والحميمة التي تسببها هذه العادة.إذا كنت تعاني من إدمان مشاهدة المحتوى الإباحي لا تتردد في التواصل مع معالجك النفسي عبر تطبيق لبيه لمساعدتك على التخلص من هذا السلوك والحد من تأثيراته السلبية على حياتك.
المقالات المقترحه:
← اقرأ ايضاً: كيف تتخلص من إدمان العادة السرية؟
← اقرأ ايضاً: لا تشخص نفسك بنفسك.. عن أخطاء تشخيص الأمراض النفسية وإسقاطها على الذات
← اقرأ ايضاً: كيف يتم علاج إدمان الإباحية؟
أشهر المختصين:
← احجز جلستك الآن: د. فضيلة العوامي