لطلاب الجامعة: نصائح وتوصيات هامة لتحمي صحتك النفسية
تنتهي العطلة الصيفية، ويأتي موسم الدراسة الذي يُحصّل فيه الطلاب أكبر قدر من المعلومات التي تساعدهم في بناء عقولهم، ومع ضغوطات الدراسة، قد تزداد مشاعر القلق والتوتر عند الطلاب في بداية السنة الدراسية؛ لذلك يجب الاهتمام بمعرفة الأسباب الدقيقة وراء هذا التوتر خلال فترة العودة للمدارس، وكيف يمكن تعزيز الصحة النفسية للطلاب، ومساعدتهم على تجاوز كل ما يعترضهم من ضغوطات ومواقف مختلفة طوال العام الدراسي.
ما أهمية الاعتناء بالصحة النفسية لطلاب الجامعة؟
إن الاعتناء بالصحة النفسية للطلاب لا يقل أهمية عن الاعتناء بصحتهم الجسدية، لأن الاضطرابات النفسية شائعة جدًا في هذه المرحلة، بالإضافة للقلق والتوتر الناتج عن الامتحانات والواجبات المختلفة.
أُجريت دراسة حديثة بإشراف منظمة الصحة العالمية وشملت 21000 طالب جامعي، أظهرت النتائج أن نصف الطلاب الذين شملهم الاستطلاع قد عانوا من مشاكل نفسية مهمة احتاجوا فيها إلى مساعدة من مختصين.
اعتمادًا على هذه النتائج يمكن القول أن طلاب الجامعات معرضون بشكل كبير لخطر الإصابة باضطرابات الصحة النفسية ولاسيما في الفترة الأولى من العام الدراسي، وهم أيضًا أقل طلبًا للمساعدة من غيرهم، وحتى إذا فعلوا ذلك فإنهم يواجهون عدة تحديات بسبب نقص الدعم المتاح، لذا من الضروري توفير كافة الأدوات لمساعدتهم وتعزيز صحتهم النفسية.
ما هي أكبر التحديات التي تواجه طلاب الجامعات؟
يمكن أن تسبب فترة الدراسة تغيرات هامة في حياة الطلاب، قد تكون هذه التغيرات ممتعة ومثيرة ، أو صعبة وتترك تأثيرات سلبية. يختلف تأثير هذه التحديات على الصحة النفسية من طالب لآخر، وقد تؤدي لظهور بعض المشكلات النفسية كالتوتر والقلق الشديد واضطرابات المزاج، وفي بعض الحالات الشديدة قد تؤثر على الأكل والنوم وتقدير الذات.
من أهم التحديات التي يواجهها طلاب الجامعات:
- التعرف على أشخاص جدد والعمل معهم.
- الامتحانات ومشاريع التخرج والعروض التقديمية.
- الضغوطات المالية.
- الابتعاد عن الأهل والعائلة لفترات طويلة.
- الموازنة بين متطلبات الدراسة والالتزامات الأخرى، مثل مسؤوليات العمل.
- مغادرة المنزل وإيجاد سكن جديد والعيش مع أشخاص جدد.
يمكن للعوامل والأسباب السابقة أن تخلق تحديات كبيرة لطلاب الجامعات، وتؤهب للعديد من المشكلات النفسية.
ما أهم العلامات التي تدل على أنك تعاني من مشكلة نفسية؟
في البداية يجب التأكيد على نقطة هامة، وهي عدم ترك الطالب يعاني بصمت، وأن الخطوة الأولى للوصول إلى المساعدة هي الاعتراف بالمشكلة واكتشافها، ويمكن تحقيق ذلك من خلال الانتباه للعلامات والأعراض التالية:
1 – إهمال الواجبات الدراسية وتراجع المستوى الأكاديمي
يواجه الطالب هنا صعوبة في الانخراط أكاديميًا مع زملاء الدراسة والمدرسين، وقد يشعر الطلاب الذين يعانون من القلق أو الاكتئاب بأنهم غير قادرين على الذهاب إلى المحاضرات والندوات، والتفاعل الاجتماعي الذي تفرضه الحياة الجامعية اليومية، ويصبحون أكثر عزلة في محاولة منهم لتجنب المواقف والأنشطة الاجتماعية المختلفة، إن علامات الانسحاب هذه هي مؤشرات أن الطالب يواجه مشكلة نفسية ويحتاج لدعم الأهل ومساعدة المختصين.
2 – عدم القدرة على التركيز
يشعر الطلاب الذين يعانون من اضطرابات في صحتهم النفسية بضعف التركيز خلال المحاضرات أو أداء الواجبات؛ بسبب تشتيت انتباههم بتحديات الحياة الأخرى كالعمل أو أي التزامات أخرى.
3 – ضعف الأداء والإنتاجية
غالبًا ما يكون للصحة النفسية تأثير مباشر على التحصيل الدراسي، فقد يعاني الطلاب الذين يواجهون تحديات في صحتهم النفسية من انخفاض في مستوى الطاقة وضعف في أدائهم، والذي ينعكس على نتائجهم في الامتحانات والواجبات الدراسية.
ومن الأعراض الأخرى المهمة:
- الانخراط في سلوكيات خطرة كإيذاء النفس.
- أعراض جسدية كالصداع واضطرابات الجهاز الهضمي وتسرع التنفس.
- تقلبات شديدة في المزاج.
- شعور مستمر بالغضب والقلق والحزن.
يجب التنويه إلى أن القائمة السابقة تشمل أشيع الأعراض وليس جميعها، فلا يوجد شخصان يتصرفان بنفس الطريقة، ولذلك بغض النظر عن الأعراض التي يعاني منها الطالب، يجب التواصل مع مختصين لطلب المساعدة على الفور.
أسباب التردد في طلب العلاج النفسي والمساعدة
قد يشعر بعض الطلاب بالتوتر أو الخجل عند الحديث عن مشكلة نفسية يعانون منها، لكن من المهم مواجهة الأمر حيث يمكن أن يساعد الحديث في فهم العواطف بشكل أفضل، كما يساعد في رؤية الأشياء من منظور مختلف.
أهم ما يجب تذكره هو أنك لست وحدك، وما تواجهه أكثر شيوعًا مما تعتقد، والتحدث عن مشاكلك مع الأشخاص الذين تثق بهم هو الخطوة الأولى للحصول على المساعدة.
إن طلب المساعدة يجعلك تشعر بأنك لست بمفردك، وأن صحتك النفسية تهم الجميع، ويمكنك أن تشعر بتحسن بمجرد معرفة أن شخصًا تثق به يستمع إليك؛ لأن الإقرار بضرورة طلب المساعدة يخفف من حدة المعاناة.
إن التحدث عن مشاكلك يمنح الآخرين الفرصة لمساعدتك أو توجيهك، فقد يكون لديهم تجربة مماثلة أو ربما يكونون مجرد مستمع جيد.
نصائح وخطوات هامة لدعم الصحة النفسية لطلاب الجامعات
هناك الكثير من الطرق التي يمكن القيام بها للاعتناء بالصحة النفسية لطلاب الجامعة أثناء فترة الدراسة، ومن أهمها:
- تناول طعام صحي، وجرب أن تطبخ بنفسك لأن ذلك يفرغ الكثير من المشاعر السلبية وليس بالضرورة أن يكون الأكل الصحي مكلفًا، كما يُنصح بتجنب تناول الوجبات السريعة والأطعمة الجاهزة قدر الإمكان.
- ممارسة الرياضة بانتظام، إذ يمكن أن تساعد ممارسة الرياضة لمدة 20 إلى 30 دقيقة كل يوم على تحسين المزاج ورفع مستوى الطاقة والتركيز، ما ينعكس إيجابًا على قدرة الطالب على الدراسة.
- الحصول على قسط كافٍ من النوم (يُوصى بثمان ساعات) والالتزام بأوقات محددة للنوم والاستيقاظ.
- ضع أهدافًا قابلة للتحقيق، إذا كنت تجد المهام البسيطة مرهقة للغاية، عليك تحديد المهام والأهداف الممكنة في بداية كل يوم.
- ابق على تواصل مع العائلة والأصدقاء، لأن ذلك يعزز شعور الفرح ويزيد الطاقة الإيجابية للطالب.
- قلل من اعتمادك على تطبيقات التواصل الاجتماعي، لأنه يمكن أن يكون لها دور أساسي في الاكتئاب وتدني مشاعر احترام الذات.
- في حال لم تكن قادرًا على التغلب على مشكلتك لا تتردد في طلب المساعدة من المختصين.
تعد المرحلة الجامعية تجربة مختلفة وفريدة، ولكنها قد تكون صعبة من الناحية النفسية على طلاب الجامعات الذين يتعاملون مع تحديات ومسؤوليات جديدة، وقد ينجم عن ذلك قلق وتوتر واضطرابات أخرى عديدة، لذا لابد من التأكيد على ضرورة الحفاظ على صحتهم النفسية ودعمهم باستمرار، إذا كنت تواجه صعوبات في التأقلم مع الحياة الجامعية وتشعر بحاجة لمساعدة، تواصل مع معالجك النفسي عبر تطبيق لبيه.