كيف تستعيد ثقتك بنفسك؟
تعد الثقة بالنفس إحدى المقومات الضرورية لتحقيق الأهداف وإنجاز المهام والوصول إلى ما تريد، فعندما تثق بنفسك وبقدراتك تمتلك دافعًا قويًّا للمضي وإثبات وجودك لنفسك وللعالم من حولك؛ لهذا من الضروري أن تحاول دائمًا الحفاظ على ثقتك بنفسك وتعززها من خلال الاستراتيجيات والوسائل المناسبة.
في هذا المقال سنتعرف أكثر على أسباب فقدان الثقة بالنفس وتأثيراتها على حياتك، بالإضافة لبعض الطرق التي تساعدك على تعزيز ثقتك بنفسك ودعمها.
ما تأثير فقدان الثقة بالنفس؟
يعبر مصطلح الثقة بالنفس عن الطريقة التي تنظر بها لنفسك، فعندما تكون ثقتك بنفسك عالية تفكر بإيجابية تجاه نفسك وتجاه العالم من حولك، كما تستطيع مواجهة المشاكل بطريقة أفضل، أما عندما تكون ثقتك بنفسك ضعيفة ستنظر بطريقة سلبية لحياتك وللظروف من حولك، ولا تستطيع مواجهة التحديات التي تمر بها.
بحسب دراسة (2010. Ar) فإن للثقة بالنفس دور مهم في التعبير عن مشاعرك وتحسين علاقاتك مع الآخرين، كما أنها تعبر عن معرفتك بقدراتك الشخصية وأحاسيسك ومدى رضاك عن نفسك وتصالحك مع أخطائك، هذا وتقودك قلة الثقة بالنفس إلى العزلة والابتعاد عن الأشخاص من حولك.
تؤدي قلة الثقة بالنفس إلى منعك من تجربة تحديات جديدة وتجنبك المواقف الاجتماعية المختلفة، وبالرغم من أن ذلك قد يشعرك بالأمان على المدى القريب، إلا أنه يعطي نتائج عكسية على المدى البعيد، فهو يعزز مخاوفك ويعلمك قاعدة أن تجنب الأشياء هو أفضل طريقة للنجاة، كما تؤثر قلة الثقة بالنفس على صحتك النفسية وتؤدي إلى إصابتك بالاكتئاب واكتساب بعض العادات السيئة -مثل: التدخين- كوسيلة للهروب من واقعك.
ما أسباب قلة الثقة بالنفس؟
الفكرة الأساسية التي يجب معرفتها أن قلة الثقة بالنفس ليست خطأك، إذ تختلف العوامل بطريقة تأثيرها من شخص لآخر، وهنا نستعرض بعضًا منها:
- يؤثر التركيب الوراثي على كمية المواد الكيميائية التي تعزز الثقة بالنفس والتي يمكن للدماغ الوصول إليها، إذ يتم توريث 25-50 % من سمات الشخصية المرتبطة بالثقة، لهذا تؤدي بعض التغيرات الوراثية إلى تثبيط عمل هرمون الأوكسيتوسين والسيروتونين (هرمونات مسؤولة عن السعادة) ما يؤثر عليك وعلى ثقتك بنفسك.
- قد تؤدي التجارب التي تواجهها في حياتك إلى الشعور بعدم القيمة وفقدان الثقة بالنفس، مثل: التعرض لصدمة نتيجة أذية جسدية أو عاطفية، وطريقة تعامل والديك معك مثل: مقارنتك بغيرك أو التقليل من قيمتك، فهذه الإساءات غالبًا ما تبقى معك حتى تكبر، كما أن للتنمر دور في التأثير على ثقتك بنفسك خاصةً إذا بدأ في مرحلة الطفولة مثل: التنمر على مظهرك أو قدراتك الفكرية والرياضية.
- يعد السعي للكمال أحد الأسباب التي تؤدي إلى قلة الثقة بالنفس، فإذا كنت تسعى دائمًا إلى أن تكون جميع الأمور جاهزة قبل تنفيذك مخطط أو هدف ما، سيصبح من المستحيل النجاح أو الوصول لأي هدف.
- تسعى الكثير من الإعلانات إلى جعلنا نقلل من قيمة أنفسنا، وخصوصًا الآن في وسائل التواصل الاجتماعي، لأن الرسائل تصل بسرعة أكبر وانتشار أوسع، ما يجعلك تصدق وبسهولة أن الجميع لديه زواج سعيد ومهنة محترمة وحياة مثالية.
أكدت دراسة (Jan.2017) أن لوسائل الإعلام دورًا مهمًا في تقليل الثقة بالنفس، فقضاء ساعة واحدة على إحدى هذه التطبيقات يقلل ثقتك بنفسك بنسبة 5%، وما يقارب 88% من مستخدمي هذه التطبيقات يقارنون حياتهم بحياة الآخرين. عليك أن تتذكر أن لكل منا عيوب ونمرّ بأوقات صعبة لكن لا نظهر ذلك للعلن. - غالبًا ما يرتبط القلق والاكتئاب بقلة الثقة بالنفس، وقد يساعدك بناء ثقتك بنفسك على تجاوزهما، بينت دراسة (Nguyen.2019) أن قلة الثقة بالنفس مرتبطة بالقلق والاكتئاب والتوتر الذي يؤثر بشكل خاص على طبيعة الحياة، وقد تؤدي إلى التفكير بالانتحار أحيانًا، خاصة في عمر البلوغ الذي هو أسرع مرحلة لتطور الثقة بالنفس وحدوث تغيرات جسدية واجتماعية ومعرفية وما لذلك من تأثير على التحصيل العلمي.
كيف تستعيد ثقتك بنفسك؟
قد يكون سبب فقدان ثقتك بنفسك ناتجًا عن أحداث ومواقف حدثت لك في حياتك، لكن يمكنك تخطي ذلك في أي عمر من خلال بعض العادات التي تساعدك على التعبير عما تمر به، ومحاولة تخطيه بأفضل طريقة ممكنة، مثل: أن تكتب الأشياء السلبية التي تفكر بها تجاه نفسك على ورقة صغيرة أو في مذكّراتك، وتحاول أن تتذكر متى بدأت التفكير بنفسك بهذه الطريقة، ثم اكتب ما تجده إيجابيًّا عن نفسك وما يقوله الآخرين عنك، يجب ألا يقل ذلك عن خمس صفات، وأضف لهذه القائمة صفة كل يوم وضعها في مكانٍ تراه كي تستطيع تذكير نفسك بها في حال شعرت بالإحباط أو قلة القيمة.
كما توجد بعض العادات البسيطة الأخرى التي يمكنك اتباعها لتشعر بالرضا عن نفسك مثل:
- ابحث عن مهارات تجيدها مثل: الطبخ أو الغناء أو حل الألغاز أو أن تكون صديقًا جيدًا، فالجميع لديه شيئًا معينًا يجيده، وممارسة الأشياء التي تجيدها له دور مهم في تحسين مزاجك ونفسيتك.
- ابتعد عمن يقللون من قيمتك ويقولون لك كلامًا سيئًا، وأخبرهم بما تشعر تجاه أقوالهم وأفعالهم. وعزز علاقاتك مع أشخاص يحترمونك ويقدرون قيمتك.
- كن لطيفًا مع نفسك عندما تنتقدها، وفكر بما ستقوله لصديقك إذا كان بنفس موقفك، فغالبًا ما نعطي نصائح للآخرين أفضل من التي نعطيها لأنفسنا.
- تعلم أن تقول “لا”، إذ يميل الأشخاص الذين لديهم قلة ثقة بالنفس إلى الموافقة على ما يقوله الآخرون حتى لو كان ذلك ضد رغباتهم، ما يؤدي إلى شعورهم بالغضب والاستياء والاكتئاب، قد يساعد رفضك الدائم لما يقترحه أصدقاؤك إلى فهم ما تريد وما تحب.
- لا تدع خوفك وتوترك من أنشطة معينة يمنعك من القيام بها، لذا حدد هدفًا وتحدى نفسك لفعله مثل: الذهاب لمناسبة اجتماعية أو التسجيل في نادٍ رياضي، فهذا يساعدك على زيادة ثقتك بنفسك وتعزيزها.
لا تتردد في طلب المساعدة عندما تحتاجها، ويمكنك التواصل مع معالجك النفسي عبر تطبيق لبيه في أي وقت، لمساعدتك على تطوير الوسائل والاستراتيجيات التي تمكنك من تعزيز ثقتك بنفسك، والتخلص من قلة احترام الذات، والمضي قدمًا لتحقيق أهدافك وتطلعاتك بكل ثقة وطموح.
الدراسات:
· Ar H, Avcu, etc. Analyzing undergraduate students’ self confidence levels in terms of some variables. Research Gate. 2010;5:1205-1209
· Jan M, Soomro S, etc. Impact of social media on self-esteem. European Scientific Journal. 2017;13(23):329-341
· Nguyen T.D, Wright P.E, etc. Low self-esteem and its association with anxiety, depression, and suicidal Ideation in vietnamese secondary school students: a cross-sectional study. Frontiers in Psychiatry.2019