سجل في تطبيق لـبـيـــه

واحصل على جلستك الأولى بخصم 25%

ما تأثير مشاكل الأبوين على الصحة النفسية للطفل؟

تؤثر المشاكل العائلية بشكل كبير على صحة الأطفال وحالتهم النفسية والعاطفية، وقد تؤدي لتغيرات سلبية على سلوكيات الطفل، من جهة أخرى فإن الحياة الأسرية الطبيعية والمتوازنة تمنح الأطفال جوًا ملائمًا للنمو النفسي والعاطفي المثالي.

كيف تؤثر العائلة على الصحة النفسية للطفل؟

لا توجد علاقة أسرية خالية تمامًا من الخلافات والنزاعات، ومن الطبيعي أن يرى الأطفال والديهم يتجادلان من وقت لآخر، ولكن عندما يتواصل الوالدان مع بعضهما البعض بهدوء وإيجابية حتى أثناء الخلافات، ويعملان معًا على حل المشاكل فإن ذلك قد يحد من التأثيرات السلبية على الأطفال، ويساعد أيضًا في تطوير مهارات حل النزاعات، والتي يمكنهم تطبيقها على علاقاتهم الخاصة في المستقبل.

 عندما تكون العلاقات الأسرية مستقرة وداعمة، يكون الطفل أكثر قدرة على التفاعل بإيجابية مع الأحداث والبيئة المحيطة به، وتملك العلاقات الأسرية المستقرة أيضًا تأثيراتٍ إيجابية على نمو الدماغ خصوصًا في المراحل الأولى من الحياة.

أشارت دراسة إلى وجود ارتباط بين الإجهاد والتوتر الذي تتعرض له الأم قبل وبعد الولادة وخطر إصابة الطفل بالتوحد، وبينت الدراسة أن تعرض الأم قبل الولادة للإجهاد المزمن والنزاع المستمر مع الأب يرتبط بزيادة كبيرة في مستويات هرمون الإجهاد (الكورتيزول)، ما يحفز دماغ الجنين على التطور بشكل مختلف وغير طبيعي، لأنه يحاول التكيف مع “التهديدات” المحيطة به ما يجعله عرضة للإصابة باضطرابات نفسية متعددة، مثل: قابلية الطفل للإصابة لاحقًا بالفصام والاكتئاب، والخلاصة أن العوامل البيئية المحيطة بالأم، والتي يتأثر بها الجنين مباشرة تشكل عاملاً هامًا للإصابة باضطرابات نفسية متنوعة.

ما هي المشاكل التي تؤثر على صحة الطفل النفسية؟

لا يوجد عمر محدد يمكن أن يتأثر فيه الأطفال بالنزاعات الأبوية، إذ أشارت دراسة أجراها الباحثون في جامعة أوريغون أن الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 6 أشهر يمكن أن يتأثروا سلبًا بنزاعات الأبوين، كما أشارت الدراسة أنه ليس الأطفال الصغار هم فقط من يتأثرون بخلافات الوالدين، بل قد يتأثر الشباب والمراهقون أيضًا بخلافات الأهل المستمرة. وفيما يلي أبرز أشكال خلافات الأهل التي تترك تأثيرات نفسية ضارة على الأطفال:

  • الخلافات المتكررة الشديدة والعدائية.
  • الإهانات اللفظية والشجار بأصوات عالية.
  • ممارسة العنف الجسدي كالاعتداء بالضرب.
  • تجاهل الوالدين لبعضهما البعض.

كيف يمكن أن تؤثر مشاكل الأبوين على الصحة النفسية للطفل؟

إن الجدالات والخلافات شائعة للغاية في كل عائلة، ويمكن للنزاعات المتكررة والشديدة أن تعرض الأطفال لمشاكل في الصحة النفسية ومشاكل سلوكية واجتماعية وأكاديمية، وبعض أهم هذه المشاكل:

القلق والاكتئاب

في ضوء النزاعات الأبوية، قد يصبح الطفل عرضة للقلق والاكتئاب والشعور بالضيق وعدم الراحة، ما يتسبب في إلحاق الكثير من الضرر بصحة الطفل النفسية.

عدم الشعور بالأمان

يكمن دور الأبوين بشكل أساسي في توفير البيئة الآمنة والدعم العاطفي الإيجابي، ولكن بوجود النزاعات المتكررة يمكن أن تحدث تأثيرات سلبية تهدد شعور الأطفال بالأمان، ما يجعل من الصعب عليهم الشعور بالحياة الطبيعية لأن المشاجرات تكون غير متوقعة، وهذا الأمر ينعكس على علاقاتهم مع والديهم ومع الآخرين أيضًا.

تراجع الأداء الدراسي

وجدت دراسة (Hinnant.2013) والتي شملت 251 طفل، أن التوتر المرتبط بالنزاعات بين الأبوين قد يضعف الأداء المعرفي للطفل، ووجد الباحثون أنه عندما يتشاجر الآباء كثيرًا، يواجه الأطفال صعوبة أكبر في تنظيم انتباههم وعواطفهم تجاه الأحداث المختلفة التي تواجههم.

انخفاض احترام الذات

من المرجح أن يكون لدى الأطفال الذين نشأوا وسط نزاعات شديدة من قبل الأبوين وجهات نظر سلبية لحياتهم، وهم أيضًا أكثر عرضة لرؤية أنفسهم بطريقة سلبية، إذ وجدت دراسة أن الأطفال المعرضين للنزاعات الأبوية هم أكثر عرضة لشعورهم بانخفاض احترام الذات، وبالتالي يعتقد هؤلاء الأطفال أنهم غير أكفاء وليس لديهم قيمة في محيطهم.

مشاكل في العلاقات الاجتماعية

تم ربط نزاع الوالدين بزيادة العدوانية والانحراف واضطراب السلوك لدى الأطفال، إذ يزيد الخلاف بين الوالدين من فرصة معاملة الأطفال للآخرين بعدوانية، كما يصعب على الأطفال الحفاظ على العلاقات الاجتماعية من حولهم، أو قد يواجهون صعوبة في تحديد من يمكنهم الوثوق به حقًا في الحياة.

إن المشاكل العائلية والعلاقات الأسرية السلبية يمكن أن تسبب للأطفال التوتر والقلق والخوف من المواجهة، وتؤثر على صحتهم النفسية، حيث أن الأسر غير الداعمة يمكن أن تسبب تراجع الصحة النفسية للطفل، وقد تؤدي إلى تفاقم اضطرابات نفسية جديدة، لذا لا يمكن إنكار دور الأسرة في الحفاظ على استقرار الصحة النفسية للطفل لأن معظم العلاجات الطبية النفسية اليوم غالبًا ما تعتمد على دور الأسرة والأبوين على وجه الخصوص في دعم خطة العلاج.

Neurosci Biobehav Rev. Author manuscript; available in PMC 2009 Oct 1.

Published in final edited form as: Neurosci Biobehav Rev. 2008 Oct; 32(8): 1519–1532. Published online 2008 Jun 13. doi: 10.1016/j.neubiorev.2008.06.004

Arguments in the home linked with babies’ brain functioning. University of Oregon.

Hinnant JB, El-sheikh M, Keiley M, Buckhalt JA. Marital conflict, allostatic load, and the development of children’s fluid cognitive performance. Child Dev. 2013;84(6):2003-14. doi:10.1111/cdev.12103

Self-Esteem in Children Exposed to Intimate Partner Violence: a Critical Review of the Role of Sibling Relationships and Agenda for Future Research, J Child Adolesc Trauma. 2018 Sep; 11(3): 339–351. Published online 2017 Aug 12. doi: 10.1007/s40653-017-0180-x

تؤثر المشاكل العائلية بشكل كبير على صحة الأطفال وحالتهم النفسية والعاطفية، وقد تؤدي لتغيرات سلبية على سلوكيات الطفل، من جهة أخرى فإن الحياة الأسرية الطبيعية والمتوازنة تمنح الأطفال جوًا ملائمًا للنمو النفسي والعاطفي المثالي. كيف تؤثر العائلة على الصحة النفسية للطفل؟ لا توجد علاقة أسرية خالية تمامًا من الخلافات والنزاعات، ومن الطبيعي أن يرى الأطفال والديهم يتجادلان من وقت لآخر، ولكن عندما يتواصل الوالدان مع بعضهما البعض بهدوء وإيجابية حتى أثناء الخلافات، ويعملان معًا على حل المشاكل فإن ذلك قد يحد من التأثيرات السلبية على الأطفال، ويساعد أيضًا في تطوير مهارات حل النزاعات، والتي يمكنهم تطبيقها على علاقاتهم الخاصة في المستقبل.  عندما تكون العلاقات الأسرية مستقرة وداعمة، يكون الطفل أكثر قدرة على التفاعل بإيجابية مع الأحداث والبيئة المحيطة به، وتملك العلاقات الأسرية المستقرة أيضًا تأثيراتٍ إيجابية على نمو الدماغ خصوصًا في المراحل الأولى من الحياة. أشارت دراسة إلى وجود ارتباط بين الإجهاد والتوتر الذي تتعرض له الأم قبل وبعد الولادة وخطر إصابة الطفل بالتوحد، وبينت الدراسة أن تعرض الأم قبل...

هذا المقال يتضمن معلومات علمية مُدققة، ومحتوى حصري لمدونة لبيه

للحصول على مزيد من المقالات ، واكمال قراءة هذا المقال. اشترك في قائمتنا البريدية
863

احجز جلستك الآن

ابحث عن الطبيب المناسب لك أو اطلب مساعدة فريقنا لترشيح الطبيب المناسب لك.

هل تبحث عن استشارات نفسية مميزة؟

اختر من خلال لبيه من يناسبك من المختصين ذوي الخبرة الكبيرة

للشركات والأعمال نقدم لكم

برنامج الصحة و الرفاهية النفسية للموظفين

مختصين مقترحين لمساعدتك
شارك المقال
انطباعك عن محتوى المقال
مفيد جدا
2
مفيد
3
عادي
-
لم أستفد
2
كيف يساعد الجو العائلي في استقرار الصحة النفسية؟
المقال التالي

كيف يساعد الجو العائلي في استقرار الصحة النفسية؟

كيف تستعيد ثقتك بنفسك؟
المقال السابق

كيف تستعيد ثقتك بنفسك؟

مقالات ذات صلة
لماذا أشعر بالحزن بلا سبب ؟
لماذا أشعر بالحزن بلا سبب ؟
كيف تتخلص من إدمان العادة السرية؟
كيف تتخلص من إدمان العادة السرية؟
كيف أتخلص من التفكير الزائد والتشتت؟
كيف أتخلص من التفكير الزائد والتشتت؟
الوسواس القهري في الدين وأهم أسبابه وطرق علاجه
الوسواس القهري في الدين وأهم أسبابه وطرق علاجه
مشاهدة الأفلام الإباحية وأثرها على الصحة النفسية
مشاهدة الأفلام الإباحية وأثرها على الصحة النفسية
علاج المخاوف الوسواسية
علاج المخاوف الوسواسية
هل يمكن أن يحدث التوحد عند الكبار؟ وكيف يعالج؟
هل يمكن أن يحدث التوحد عند الكبار؟ وكيف يعالج؟
كيف تتخلص من جلد الذات؟ وكيف تتعامل معه بطريقة صحيحة؟
كيف تتخلص من جلد الذات؟ وكيف تتعامل معه بطريقة صحيحة؟
6 طرق للتعامل مع الشعور بالذنب وجلد الذات
6 طرق للتعامل مع الشعور بالذنب وجلد الذات
كيف أحب ذاتي؟
كيف أحب ذاتي؟
الشعور بالنقص
الشعور بالنقص
تأثير الدورة الشهرية على الحالة النفسية للمرأة
تأثير الدورة الشهرية على الحالة النفسية للمرأة
أهم طرق علاج المخاوف المرضية وأعراضها وأسباب الإصابة بها
أهم طرق علاج المخاوف المرضية وأعراضها وأسباب الإصابة بها
علامات هامة تشير إلى أنك تعاني من اليأس والإحباط، إياك أن تهملها
علامات هامة تشير إلى أنك تعاني من اليأس والإحباط، إياك أن تهملها
5 طرائق فعّالة للتخلص من الفراغ العاطفي
5 طرائق فعّالة للتخلص من الفراغ العاطفي