. 

يحتل العمل مكانة هامة في حياة كل منا، لأننا نستمد منه الإحساس بالمعنى في الحياة والشعور بالإنجاز والرضا عن الذات، بالإضافة إلى كونه مصدر الدخل الذي يسمح للإنسان بعيش حياة كريمة وسعيدة. 

تؤثر بيئة العمل بشكل كبير على مدى إنتاجية وأداء الموظف أو العامل. فما هي صفات بيئة العمل المثالية؟ وما هي الطرق المثلى لإدارتها بفعالية ومهارة.

ما هو دور بيئة العمل وتأثيرها؟

تأتي أهمية بيئة العمل المثالية من تأثيرها الإيجابي في العاملين من موظفين وإدارة، وزيادة إنتاجية وأرباح الشركة. 

تحترم بيئة العمل الإيجابية كرامة وقيمة كل موظف فيها، وتبث مناخًا من الصدق والتعاون والدعم بين الموظفين. تعطي هذه الميزات الموظفين شعورًا بالانتماء للشركة، وتُنشئ روابط تواصل وتعاون قوية بينهم، تدفعهم لبذل كل ما يملكون من جهد لتحقيق أهداف الشركة وتطورها.

من جهة أخرى، تؤثر بيئة العمل السلبية والفوضوية على طاقة وحماس وإبداع الموظفين، وتبث داخلهم شعورًا بعدم الأمان المهني أو الاستقرار، وتعطي فرصة لانتشار السلوكيات الضارة، ما يؤدي لخسارة الموظفين الجيدين باستمرار، واتجاه الشركة للفشل والانهيار.

كيف يمكنك إدارة الموظفين بنجاح في بيئة العمل؟

إن الإدارة فن يمكن تعلمه وإتقانه والإبداع فيه، ويقدم لك علم النفس مجموعة من النصائح التي تساعدك على إدارة وتنظيم بيئة عملك بفعالية وكفاءة، من أهمها:

تقديم الدعم النفسي للموظفين في بيئة العمل

الخطوة الأولى لنجاح أي شركة أو منظمة يكمن في نجاح موظفيها، ولذلك عليك تقديم الدعم النفسي والمعنوي لموظفيك، والحرص على خلق بيئة عمل مريحة نفسيًا، لأن كل ذلك سينعكس على أداء الموظفين وإنتاجيتهم، ويصب في صالح الشركة في نهاية المطاف. 

اختيار الموظف المناسب للمكان المناسب

إن الموظف المثالي ليس فقط هو الشخص الذي يلبي المتطلبات والمعايير العملية المطلوبة للعمل في الشركة، بل يتعدى الأمر ذلك ليشمل شخصيته وسلوكياته التي يتفاعل عبرها مع بقية زملائه في العمل، ولذلك يجب على المدير أو مسؤول التوظيف، عند اختيار موظف معين لموقع ما في الشركة الانتباه لصفات مثل: النشاط والحماس تجاه العمل، والاستعداد لبذل الجهد، واحترام المواعيد المحددة والمسؤوليات الموكلة إليه، والتواضع، واحترام وتقدير ذاته والآخرين من حوله، وتقبل النقد والمديح بصورة جيدة. 

تلعب جميع الصفات السابقة دورًا محوريًا في تفاعل الموظفين مع بعضهم البعض، وفي درجة الثقة والتعاون والتفاهم فيما بينهم، والذي ينعكس على أهداف الشركة وأرباحها وتطورها.

تقييم أداء الموظفين باستمرار

من المهم متابعة درجة تقدم العمل والجودة التي يعمل بها الموظفون، بهدف ضمان تجنب المشاكل والكشف المبكر عن الأخطاء. لا تعني عملية تقييم الموظفين باستمرار التعليق على كل خطوة صغيرة في عملهم، لأن هذا الأمر يرفع من درجة التوتر والقلق لديهم، ويؤثر على الثقة المتبادلة مع الإدارة.

تتضمن عملية التوظيف منح المدير ثقته للموظف حتى يقوم بعمله وفق خبرته ورؤيته الخاصة، ومن ثم الموازنة بين هذه الثقة الممنوحة وتقييم العمل ومتابعة تقدمه بين الفينة والأخرى؛ من خلال الإقبال على الموظفين ورؤية النتائج التي يحققونها، والعقبات التي يواجهونها، وتقديم الاقتراحات.

الاهتمام بالتواصل الصريح مع الموظفين

يقع على عاتق المدير الكثير من المسؤوليات لتسيير العمل وتطويره. تتضمن الإدارة الفعالة والناجحة التواصل مع الموظفين بكل سلاسة وصراحة، حتى تكسب ثقتهم واحترامهم. 

اعمل كمدير على بناء مساحة آمنة تعطي فيها الفرصة لجميع الموظفين للتعبير عن أفكارهم وإيصال شكواهم فيما يتعلق بجميع مجالات العمل من دون التعرض للنقد أو السخرية. 

حاول أيضًا التعرف على فريق العمل لديك على المستوى الشخصي، إذ يعزز هذا الأمر روابط الود والصداقة بينكم. احرص كذلك على حصر النقد الذي قد توجهه للموظفين على أخطائهم في مكان خاص وليس علني، وبكلام يتعلق بالعمل فقط ولا يشمل أي شيء شخصي. 

على الجانب المقابل، قدم المديح والثناء للموظفين المجتهدين والنتائج الإيجابية التي يحققونها على الملأ أمام زملائهم، فهذا يزيد من احترام الموظفين لك لتقديرك جهودهم، ويحفز زملاءهم على بذل المزيد من الجهد.

وضع أهداف واضحة وواقعية

لا يكفي أن يضع المدير سياسات وأهداف الشركة، بل يجب أن يكون مشاركًا في إنجاز هذه الأهداف بنفس الدرجة التي يشارك بها بقية الموظفون. احرص على وضع أهداف واضحة وواقعية وقابلة للتحقيق، وأبلغ الموظفين بها بوضوح وتفصيل، وضع خطة عمل منطقية مع توفير كل ما يحتاجه الموظفون لتحقيق المطلوب منهم. 

يجب عليك أيضًا أن تحدد موعدًا زمنيًا لتحقيق هذه الأهداف أو أن تقسمها لأهداف صغيرة، وكل ذلك يساهم في تسهيل تحقيق هذه الأهداف وإنجازها على أكمل وجه. 

لا تتردد في مكافأة الموظفين ماديًا ومعنويًا على أعمالهم وإنجازاتهم لأن ذلك يحفزهم ويزيد الدافع والحماس لديهم، ولكن تجنب الوقوع في خطأ تفضيل أحد الموظفين وتمييزه على بقية زملائه، لأن الانحياز غير المبرر يقوض من فعالية إدارتك لبيئة العمل ويهز مكانتك لدى الموظفين.

يمكنك التواصل مع خبراء علم النفس التنظيمي في لبيه لمساعدتك على تطوير طرق فعالة في الإدارة والتواصل مع الموظفين ، ومساعدتك على وضع خطط مناسبة لقيادة شركتك وإدارة موظفيك وخلق بيئة العمل المثالية التي يرغب الجميع في أن يكونوا جزءًا منها.