كيف أعود للعمل بحماس بعد الإجازة الطويلة؟
تعتبر الإجازات والعطل جيدة ومفيدة لصحتك النفسية، وليس بالضرورة أن تكلف الكثير من المال أو أن تدوم لفترة طويلة، بل إن القليل من الوقت الذي تقضيه في إجازة بسيطة كفيل بمساعدة عقلك وجسمك على الراحة والاسترخاء، فالإجازات تقلل من التوتر وتعزز إحساسك بالسعادة، وتمنحك فرصة لاستكشاف العالم وتجديد إحساسك بروعته، والأهم من ذلك فإنها تبعد تفكيرك عن الماضي ومشاكله وتساعدك أن تكون أكثر تفكيرًا بالحاضر والمستقبل.
ما فوائد الذهاب في عطلة؟
إن ضغوط العمل المستمرة تؤثر بشكل سلبي على إنتاجيتك في العمل وقدرتك على الإبداع، وتشير الأبحاث (Gump, 2020) إلى فوائد الإجازات على الصحة النفسية والجسدية والتي تدوم حتى بعد انتهائها، فهي توفر التعافي من ضغوط العمل وتقي من أمراض القلب والأوعية الدموية، كما أنها تبعدك عن النشاطات التي تشعرك بالقلق والتوتر، وتقلل الصداع وآلام الظهر، وتحسن صحة القلب، وتقلل نسبة حدوث أزمة قلبية، وتساعدك على زيادة إنتاجيتك في العمل وقدرتك على التركيز، ما يزيد من كمية الأعمال التي يمكنك إنجازها في وقت قصير.
ولأن اضطرابات النوم من المشاكل الشائعة التي يعاني منها العاملون، تساعدك الإجازة على تحسين نومك وإعطاء جسدك الراحة الكافية، ولهذا تسعى الشركات لإعطاء موظفيها فترة كافية للذهاب في إجازة والترفيه عن أنفسهم وليظهروا التقدير لعملهم وجهودهم.
لماذا قد لا ترغب بالعودة للعمل بعد إجازة طويلة؟
ارتبطت سياسات مكان العمل التي تسمح بإجازة مدفوعة الأجر لمدة عشرة أيام بانخفاض خطر الاكتئاب بين العاملين، وبينت دراسة (Work, 2018) أن الزيادة في عدد أيام الإجازة تقلل من حالات الاكتئاب بين النساء العاملات ولها آثار إيجابية ملحوظة على صحة السكان والعبء الاقتصادي للاكتئاب بين النساء. وبالرغم من أن الإجازة تشعرك بسعادة كبيرة وراحة لكن هذه السعادة تنتهي بمجرد انتهاء الإجازة لتعود إلى حالتك الطبيعية، وتزول السعادة الكبيرة التي كنت تعيشها حينها، ومن الأسباب التي قد تمنعك من العودة إلى العمل بحماس:
- متلازمة ما بعد الإجازة التي تحدث بعد أن تعود من إجازة طويلة وممتعة، وتعاني فيها من صعوبة في التركيز على عملك من جديد، مع مشاعر الغضب والتوتر الدائم وعدم الارتياح وعدم القدرة على العمل لساعات طويلة وقلة الإنتاجية وعدم الاكتراث للعمل والتفكير الدائم بالإجازة القادمة.
- التعب الذي تشعر به بعد العودة من الإجازة بسبب التوتر والقلق اللذان يبدآن قبل عودتك لمجرد التفكير بأن هذه العطلة شارفت على الانتهاء، وعليك العودة لحياتك بكل ما فيها من عمل وإجهاد وروتين يومي قد يكون ممل أحيانًا، وقد تعاني من فرق التوقيت في حال كنت في مكان بعيد بالإضافة لتغييرات تحدث في ساعات نومك؛ هذا كله سيشعرك بالتعب الشديد وعدم الرغبة في العودة للعمل.
- قد تشعر بالاكتئاب بعد عودتك من عطلة طويلة ممتعة، وهذا النوع من الاكتئاب لا يعد مرضيًّا بل مجرد شعور بالانزعاج والحزن الشديد لانتهاء هذه الفترة الجميلة والممتعة، ما يشعرك بالتوتر الدائم وسرعة الغضب والحنين إلى تلك الأيام وصعوبة في النوم وتغيرات في الشهية وعدم الشعور بالارتياح بالرغم من عدم وجود عذر جسدي لذلك.
قد تستمر هذه الأعراض لأسبوعين ما يؤثر على أدائك في العمل وإنتاجيتك، وبالرغم من أن الإجازة تساعدك على الاسترخاء والراحة والابتعاد عن ضغوط الحياة، إلا أن عودتك إلى حياتك اليومية يضعك تحت ضغط كبير، خاصةً إذا كانت العطلة مهربًا لك من مشاكل تعاني منها يوميًّا.
كيف تعود إلى العمل بحماس بعد الإجازة؟
قد تخشى العودة إلى عملك بعد إجازة طويلة لعدم رغبتك في العودة إلى الروتين اليومي وشعورك بالارتباك والتوتر بسبب جدول الأعمال المزدحم، وعدم قدرتك على اللحاق بما فاتك من عمل؛ لذا يمكنك استخدام هذه النصائح لتسهل عودتك إلى العمل بعد الإجازة:
- استعد للعودة إلى العمل بعد الإجازة قبل أن تغادر، وذلك عبر إكمال أكبر عدد ممكن من المهام، والإجابة عن أكبر عدد ممكن من رسائل البريد الإلكتروني، وتجهيز قائمة بالمشاريع الجارية والمهام ذات الأولوية أو المشاريع التي يجب حضورها عند عودتك، وتقديم قائمة لفريقك بالواجبات والمهام التي يجب إكمالها أثناء غيابك.
- اذهب إلى الفراش باكرًا، فالنوم الجيد من أفضل الطرق لدعم العودة السعيدة والمثمرة للعمل؛ لأنه يدعم صحتك النفسية والجسدية، ويقلل من القلق والاكتئاب، ويساعدك على زيادة إنتاجيتك في العمل. أكدت ذلك دراسة (Worley, 2018)، وأظهرت أن النوم مهم لتحسين الاستيعاب والقدرة على التفكير وزيادة الوعي والانتباه.
- قسِّم يومك الأول بعد العودة إلى العمل وخذ فترات استراحة منتظمة من 5-10 دقائق كل ثلاث ساعات. لا تشعر أنك مجبر على العمل بكامل قوتك في أول يوم لك، لأن جسمك وعقلك يحتاج القليل من الوقت لإعادة التكيف مع الحياة بعد الإجازة.
- تخلص من أكبر قدر ممكن من مصادر التشتيت غير الضرورية، وسجل الخروج من حسابات وسائل التواصل الاجتماعي واكتم الإشعارات غير الضرورية، وحدد وقتًا للدردشة مع زملاء العمل وتجنب الاجتماعات غير المهمة، فقد يساعدك تقليل عوامل التشتيت في التركيز على تحقيق أهدافك في أول يوم لك بعد عودتك للعمل.
- أحضر هدية تذكارية مناسبة للمكتب مثل فنجان قهوة أو قلم أو قطعة زينة، فالذكريات السعيدة التي تجلبها معك هي مصدر للطاقة الإيجابية والسعادة وتساعدك في التغلب على الملل من روتين العمل اليومي.
- تحقق من جدول مواعيدك ومخططك اليومي، وانقل أي مواعيد ليست مستعجلة إلى وقت لاحق، وأجب على رسائل بريدك الإلكتروني المهمة فقط، فهذا يساعدك على إعداد نفسك نفسيًّا للعودة، وتكون غير مضطر لمواجهة أي ضغوط مفاجئة في اليوم الأول مثل حضور اجتماع لم تكن على علم به.
تساعدك العطلة في الترفيه عن نفسك والاسترخاء والابتعاد عن الضغوط اليومية المختلفة، كما أنها وسيلة لتعود بنشاط واندفاع للعمل من جديد، ويمكن للنصائح والتوصيات السابقة أن تساعدك على العودة للعمل بحماس بعد إجازاتك وعطلك الطويلة.
الدراسات
1- Gump B.B, Hruska B, etc. Vacation’s lingering benefits, but only for those with low stress jobs. Psychology & Health.2020:895-912. https://doi.org/10.1080/08870446.2020.1814958
2- Work S.J. Does paid vacation leave protect against depression among working Americans? A national longitudinal fixed effect analysis. HHS Public Access.2018;45(1):22-23. doi: 10.5271/sjweh.3751.
3- Worley S.L. The extraordinary importance of sleep. PT.2018;43(12):758-763.