وضع الحدود وأهميتها لبناء علاقات اجتماعية قائمة على الاحترام
تساعد الحدود في تحديد ما هو مقبول وما هو غير مقبول بالنسبة لنا في أي علاقة (سواء كانت هذه العلاقة مع الأصدقاء أو الشركاء أو زملاء العمل أو الرؤساء أو أفراد الأسرة)، وتأتي أهميتها لكونها جزء من احترامنا لذاتنا ووجودنا وتفيد في بناء علاقات اجتماعية قائمة على الاحترام والثقة والأمان.
أشيع الحدود هي الحدود العاطفية والجسدية والجنسية والفكرية والمالية؛ التي يمكن أن تنطبق على أي جانب من جوانب حياتك عندما تشعر بالحاجة إليها، وقد وجدت إحدى الدراسات (1998 .Peterson et al) أن وضع الحدود العاطفية يساعد على تنمية شعور الشخص بذاته واستقلاليته سواء في الحياة الشخصية أو العمل.
ضع في اعتبارك أن البدء بوضع الحدود يتطلب قدرًا من الوعي الذاتي والتفكير.
علامات تدل على أنك بحاجة لتعديل الحدود وبناء علاقات اجتماعية محترمة
- تشعر بالاستياء من الناس الذين يطلبون منك الكثير، وهذا الموقف يتكرر كثيرًا.
- تجد نفسك تقول نعم لأشياء تفضل عدم القيام بها، لكنك توافق فقط لتجنب إزعاج الآخرين أو إحباطهم.
- تجد نفسك تشعر بالاستياء لأنك تفعل للآخرين أكثر مما يفعلون من أجلك.
- تميل إلى إبقاء معظم الناس على مسافة بمقدار ذراع منك لأنك تخشى السماح للناس بالاقتراب منك وإرباكك.
- تجد نفسك تشعر أن معظم ما تفعله ليس لنفسك وإنما لأشخاص آخرين، وهم لا يقدرونه كثيرًا.
- الضغط الذي تشعر به من خيبة أمل الآخرين أكبر من الضغوط الناجمة عن القيام بأشياء تزعجك أو تستنزف طاقتك في محاولة لإرضائهم.
أهمية وضع الحدود في بناء علاقات اجتماعية مبنية على الاحترام
مع تطور الحياة وظهور وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح من المفيد أكثر من أي وقت مضى وضع حدود صحية لبناء علاقات اجتماعية قائمة على الاحترام والحفاظ على توازن صحي بين التفاعلات عبر الإنترنت وغير المتصلة بالإنترنت، فيستطيع الأفراد عن طريقها التأكد من أن حياتهم الشخصية لا تتأثر بالتدفق المستمر للمعلومات على وسائل التواصل الاجتماعي لتحسين قدرتهم على الحفاظ على علاقة صحية مع أنفسهم ومع الآخرين.
في هذا المقال سنتعرف على أهمية الحدود الصحية لنفسك وعلاقاتك.
1- فصل أفكارك ومشاعرك واحتياجاتك عن أفكار الآخرين
تمنحك مساعدة الآخرين شعورًا بالرضا وأنك ذو قيمة كبيرة، ومع ذلك عندما تستوعب مشاعر الآخرين أو تنغمس في محاولة تلبية احتياجاتهم لدرجة أنك تتجاهل احتياجاتك فقد تشعر بالإرهاق، وهنا يأتي دور الحدود الصحية التي تحدد لك ما يمكنك القيام به وما هو غير مسموح لك القيام به لكونه يؤثر على رفاهيتك الشخصية ووجودك.
2- إثراء علاقاتك
إذا وضعت حدودًا صحية في أي علاقة، فقد تجد أنه يمكنك تحرير نفسك من شعور الاستياء وانعدام الأمن، وعندما تشعر بالقوة والأمان والاستقلال، ستتمكن من تكوين ارتباطات صحية والعثور على روابط أكثر سعادة مع الآخرين.
3- امتلاك إحساس قوي بالهوية
من دون حدود تجد أنك تفقد إحساسك بذاتك، على سبيل المثال: قد تكون مشغولًا جدًا بمحاولة مساعدة الآخرين أو إرضائهم أو تلبية احتياجاتهم ما يؤدي للمساس بهويتك أو أهدافك أو احتياجاتك، وهنا تأتي أهمية وضع الحدود التي تساعدك على العثور على نفسك وأن تكون صادقًا معها.
4- تنمية الاستقلال
يسمح لك وضع الحدود الصحية في تقوية إحساسك بالاستقلال، إذ ربما تكون على علاقة قوية مع الآخرين ولكنك تفصل نفسك عن الاعتماد غير الصحي عليهم، وهذا يزيد شعورك بالثقة بالنفس والمرونة والتحكم في هويتك وما تريد أن تكون.
5- حماية المساحة العاطفية
إذا وضعت حدودًا عاطفية، فقد تجد أنك أكثر قدرة على حماية سلامتك العاطفية، على سبيل المثال: قد تعيد النظر في طريقة حديث الآخرين معك أو معاملتهم، وترسم حدودًا جديدة واضحة إذا وجدت أن مشاعرك أو إحساسك بالأمان قد تأثرا، فوضع الحدود العاطفية يساعد في الحفاظ على الذات ويزيد احترامها والتعاطف معها.
6- حماية المساحة المادية
يمكن أن تنطبق الحدود المادية على العديد من مجالات الحياة، إذ تساعدك حدود التقارب الجسدي غير الجنسي والعلاقات الجنسية على حماية راحتك بشأن الاتصال الجسدي وسلامتك الجسدية، وربما ترغب أيضًا في وضع حدود فيما يتعلق بممتلكاتك المادية والمساحات التي تعيش فيها أو تعمل فيها، وأهمية وضع الحدود هنا أنها تساعدك على الاهتمام بما لديك وكيفية قضاء وقتك بشكل صحي والمكان الذي تقضي فيه هذا الوقت.
7- لا تشعر بأنك مسؤول عن سعادة الآخرين
قد تشعر بأنك مرتبط بمشاعر من حولك وبأن سعادتهم مسؤوليتك، وهذا يدل على التعاطف واللطف، لكن محاولة السيطرة على مشاعر الآخرين أو تحمل مسؤولية سعادتهم هي أمر غير صحي، وهنا يوضح لك وضع الحدود أنك لست مسؤولاً عن حياة الآخرين وما يحدث معهم، وهذا يساعد في تحريرك من أي ذنب يأتي من الشعور بأنك ملزم بتلبية احتياجات الآخرين.
8- تقدير قيمة الوقت وعدم إضاعته
الوقت من أثمن الأشياء في الحياة التي لا نستطيع استرجاعها، وعندما تضع الحدود تستطيع حماية وقتك بحيث يكون لديك المزيد منه لتنفقه على الأمور التي تهمك والمهام التي تحتاج إلى إكمالها والأشخاص الذين تحبهم.
9- منع حدوث الخلافات في المستقبل
عندما تضع حدودًا وتلتزم بها وتبلغها للآخرين باحترام فإنك تمنع بشكل استباقي الخلافات المستقبلية، بدلاً من ترك نفسك للشعور بالاستياء الشديد، فأنت تستطيع تجنبه تمامًا من خلال وضع الحدود مسبقًا.
10- إعطاء الأولوية لاحتياجاتك
يمكنك مساعدة الآخرين وأن تكون مخلصًا دون إهمال احتياجاتك الخاصة، إذ تقول تعليمات السلامة في شركات الطيران احصل على قناع الأكسجين أنت أولاً قبل مساعدة الآخرين، وهذا الأمر ينطبق على كل مجالات الحياة (وليس فقط تعليمات السلامة في الطائرة)، لذلك يجب أن تقوي نفسك وتلبي احتياجاتك قبل مساعدة أولئك الذين تحبهم للتأكد من أن لديك الطاقة للقيام بذلك لهم.
قد لا يكون وضع الحدود أمرًا سهلًا، لكنه جزء أساسي من الحفاظ على صحتك النفسية وعلاقاتك الإيجابية. إذا وجدت وضع الحدود أمرًا صعبًا، ليس عليك القيام بهذه المهمة بمفردك، وسيكون من المفيد لك ولأحبائك طلب الدعم والتوجيه حول كيفية وضع الحدود عبر تحميل تطبيق لبيه وطلب استشارة من أفضل الأطباء والمعالجين في المملكة.