عادات سيئة تضر بصحتك النفسية
هناك العديد من العادات السيئة التي يتبناها الإنسان، ولكنها تُضر بصحته النفسية، وفي هذا المقال سنتعرف على بعض تلك العادات، وكيف يمكن التخلص منها.
ما هي أهم العادات السيئة التي تضر الصحة النفسية؟
نملك جميعًا العديد من العادات السيئة وربما تصبح هذه العادات جزءًا لا يتجزأ من شخصية كل منا، لكنها قد تصبح في بعض الأحيان سامة ومؤذية، ومن الممكن أن تؤثر بشكل سلبي على الحالة النفسية، لأنها تتضمن سلوكيات تؤثر على طريقة التفكير والمشاعر تجاه النفس والآخرين،
ومن أهم هذه العادات:
1 – المثالية والسعي الدائم نحو الكمال
من الطبيعي أن يبذل الشخص قصارى جهده لتحقيق أهدافه، وهذا ما يجعله في النهاية ناجحًا ومتميزًا، إلا أن السعي المستمر وراء الكمال يمكن أن يحبط جهودك ويثبط عزيمتك، فقد تنظر للكمال على أنه هدف يستحيل الوصول إليه، ما يضعف عزيمتك وإصرارك على تحقيق أهدافك وتطلعاتك.
بشكل عام يصنف علماء النفس المثالية إلى مثالية إيجابية ومثالية سلبية، وتتضمن المثالية الإيجابية تحديد أهداف واقعية وقابلة للتحقيق والتعامل مع الأخطاء والعثرات كفرص للتطور والنمو والاستمتاع بعملية السعي، وكذلك بالنتيجة التي تحصل عليها في نهاية المطاف، أما المثالية السلبية فتتضمن وضع معايير مستحيلة وبعيدة عن متناولك والانشغال بالحزن على الأخطاء والتعامل مع الأخطاء المختلفة كدليل على فشلك.
2 – المقارنات الدائمة مع الآخرين
قد تفكر في مقارنة حياتك بحياة الأشخاص الأخرين المحيطين بك، وفي هذه الحالة تحصل على مقارنات تصاعدية (مع الأشخاص الذين يبدو أنهم أفضل منك) وغالبًا ما تشعر بالحزن والفشل عند إجراء هذا النوع من المقارنات، ومقارنات تنازلية (مع الأشخاص الذين يبدون أسوأ منك) والتي تمنحنا شعورًا بالرضا والسعادة، إلا أننا في الحقيقة لا نعرف حقًا ما يدور في حياة الآخرين، وعند قيامنا بالمقارنة فنحن نقارن ظاهر حياتهم بحياتنا ككل وهذه المقارنة غير عادلة بالتأكيد.
بدلًا من ذلك، يوصي خبراء الصحة النفسية بإجراء المقارنات مع النفس، كأن يقوم الشخص بمقارنة ما هو عليه الآن بما كان عليه من شهر أو سنة أو عشر سنوات، ومعرفة التقدم الذي أحرزه في بعض المواضع والتراجع الذي أصابه في مواضع أخرى.
3 – نمط الحياة الكسول
يرتبط نمط الحياة الخامل مع الكثير من الأمراض الجسدية كارتفاع ضغط الدم والمشاكل القلبية الوعائية وفرط الكوليسترول، بالإضافة لاضطرابات الصحة النفسية المختلفة.
أكدت دراسة واسعة أجريت في المستشفى الملكي في لندن أن التمارين الرياضية تساهم في تخفيف المشاعر السلبية وتمنحك شعورًا بالسعادة، وذلك عن طريق تحفيز الدماغ على إفراز الأندروفينات وهرمونات السعادة الأخرى، وتثبيط إفراز المواد التي تزيد من المشاعر السلبية، بالإضافة إلى ذلك، تعمل التمارين الرياضية على زيادة ثقتك بنفسك وبقدراتك، وتمنحك ذهنًا صافيًا، وتحسن التفاعل الاجتماعي لديك وقدرتك على التعامل مع مختلف الضغوط، ويوصي خبراء الصحة النفسية بممارسة التمارين الرياضية لـ 30 دقيقة يوميًا لمدة 5 أيام في الأسبوع على الأٌقل.
4 – الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي
أشارت دراسة حديثة نشرت في مجلة نورث كارولينا الطبية إلى أن الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي يترافق مع تزايد نسب الاكتئاب والقلق والميل للعزلة، وعلى الرغم من أنها أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياتنا لكننا ينبغي أن نكون حذرين عند التعامل معها.
تزيد وسائل التواصل الاجتماعي من فرص مقارنة نفسك بغيرك من الناس، كما تزيد من شعور الغيرة وعدم الرضا عن حياتك وإنجازاتك، بالإضافة إلى أن مشاهدة علاقات الصداقة – والتي قد تكون مزيفة – من الممكن أن تجعلك غير راض عن صداقتك وتشعرك بأنك وحيد.
5 – التركيز على السلبيات
من الطبيعي أن يكون لكل شخص منا أفكار سلبية في بعض الأحيان، وبشكل عام لا تسبب هذه الأفكار العرضية أي تأثيرات ضارة على الصحة النفسية والجسدية، إلا أن زيادة هذه الأفكار وسيطرتها على الحياة يمكن أن يضر صحتك النفسية بشكل كبير، ويخلق إحساسًا بالفشل ويؤثر على قدرتك على الاستمرار في حياتك وتحقيق أهدافك.
6 – النوم غير الكافي وغير المريح
إن النوم ضروري للغاية وذلك لمساعدة جسدك وعقلك على الاستراحة من الضغوط والتعب، ويمنحك القدرة على مواجهة التحديات والمواقف المختلفة، وعلى العموم، من الطبيعي أن يضطرب نومك لأيام قليلة دون أن يؤثر ذلك على صحتك النفسية والجسدية، لكن قلة النوم يمكن أن يكون لها نتائج كارثية.
تظهر الدراسات أن الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الصحة النفسية عادةً ما يكون لديهم عادات نوم سيئة، كما أن 60-90% من مرضى الاكتئاب يعانون من الأرق، كما أن علاج اضطرابات النوم يمكن أن يساعد بشكل كبير على تخفيف أعراض الاضطرابات النفسية.
7 – الشعور الدائم بالندم
من الطبيعي أن يشعر الشخص بين الحين والآخر ببعض الندم تجاه أمور معينة في حياته، بل إن الندم ضروري في بعض الأحيان لمراجعة الذات وتجنب تكرار الأخطاء، لكن بعض الأشخاص يفشلون في السيطرة على مشاعر الندم وينتهي بهم الأمر بشعور مستمر بالحزن واليأس والندم، والذي يكون له تأثيرات كبيرة على الصحة النفسية.
تشير العديد من الدراسات إلى أن الندم يمكن أن يؤدي إلى الاكتئاب والقلق والميل إلى العزلة، بالإضافة إلى أنه يؤثر بشكل سلبي على الصحة الجسدية للشخص، احرص على إبقاء الندم ضمن الحد المقبول دون أن يتطور إلى عادة يومية.
8 – إهمال النفس ونقص تقدير الذات
من المهم أن تحرص على منح بعض الوقت لذاتك ضمن الوقت الذي تخصصه للعمل والأسرة والزواج والمسؤوليات الاجتماعية المختلفة، فغياب هذه الفسحة الذاتية يمكن أن يزيد من القلق والاكتئاب والشعور بأنك غير قادر على السيطرة على حياتك.
احرص على قضاء ولو فترات قليلة من الوقت مع نفسك دون أي شخص أخر، تساعدك هذه الفترات على اكتشاف نفسك بشكل أفضل ومراجعة ذاتك وتصرفاتك في الفترة السابقة، بالإضافة إلى اكتشاف نقاط الضعف التي ينبغي تقويتها ونقاط القوة التي يجب تعزيزها والاعتماد عليها بشكل أكبر.
كيف يساعدك معالجك النفسي في لبيه على التخلص من هذه العادات؟
هذه العادات السابقة وغيرها لها تأثير كبير على الصحة النفسية وينبغي عليك تجنبها والحد منها، ومن الممكن أن يتطلب إيقاف هذه العادات زمنًا وجهدًا كبيرًا، إلا أن النتائج التي تحصدها تستحق ذلك بالتأكيد، يساعدك معالجك النفسي في لبيه على وضع حد لهذه العادات السلبية من خلال إحداث تغيير شامل في طريقة تفكيرك ونمط حياتك، وتطوير مهارات وتقنيات جديدة تعزز صحتك النفسية وتدعمها؛ لأن التخلص من هذه العادات يفتح لك آفاقًا جديدة في حياتك، ويمنحك القدرة على مواجهة الضغوطات والتحديات اليومية، وتعزيز صحتك النفسية بشكل عام.
قد يبدو تغيير بعض الأمور التي اعتدنا عليها صعبًا في البداية، لكن بالتأكيد النتائج تستحق الجهد الذي سنبذله. إذا كان لديك رغبة بتغيير عادات سلبية، لا تردد بالتواصل مع معالج نفسي عبر تطبيق لبيه.