إحدى أكثر الطرق فعالية لتحسين الصحة النفسية هي بناء عادات صحية نفسية تدوم باستمرار والبقاء منظمًا، ما يحقق لك الصلابة النفسية، فبناء عادات نفسية صحية هو جزء من تطوير الصلابة النفسية التي هي رحلة تستمر مدى الحياة وتتطلب رعاية وصيانة تمامًا مثلها مثل الصحة الجسدية.

في هذه المقالة من لبيه، سنكتشف طرق عملية للتنظيم وخلق عادات تساعد في تحسين الصحة النفسية وبناء عادات صحية نفسية تدوم بشكل مستمر.

نصائح لبناء عادات صحية ونفسية جيدة

النجاح والتطور سواء في العمل أو الحياة الاجتماعية يتطلب الجهد والعمل، وللحصول على أفضل النتائج التي تطمح للوصول إليها يمكنك اتباع بعض العادات لتنظيم يومك وتسهيل حياتك ومنها:

1- تطوير روتين يومي

يساعد إنشاء روتين يومي يعتمد على طرق تعزيز الدماغ في بناء عادات صحية نفسية وصلابة نفسية؛ لأنه يوفر هيكلًا واضحًا ليومك واستقرارًا كبيرًا، ما يقلل التوتر والقلق ويساعد على الالتزام بالعادات النفسية والجسدية التي تريدها، بالإضافة إلى أنشطة مثل تمارين التأريض، لأن أي ممارسات تشجعك على تحدي الأفكار السلبية وإيقافها سوف تساهم في بناء العادات النفسية الصحية التي تريدها.

2- ضع أهدافًا واقعية

يعد تحديد أهداف واضحة وواقعية استراتيجية حاسمة لبناء الصلابة النفسية والعادات الصحية النفسية، لأن الخطط تمنحنا إحساسًا بأننا نسير بالاتجاه الصحيح نحو الهدف، وتحفزنا على اتخاذ إجراءات وتوفر لنا معيارًا لتحديد ما إذا كنا نحرز تقدمًا في التطبيق والالتزام، ومع ذلك، فإن ضمان إمكانية تحقيق أهدافنا ومواءمتها مع قيمنا وتطلعاتنا هو أمر ضروري لكي لا تخيب آمالنا ونتراجع عن العادات التي أردنا الالتزام بها.

3- استخدم مخططًا أو دفتر يوميات

يمكن أن يساعدك المخطط في تحديد الزمن المناسب لتطبيق العادات الصحية النفسية (والجسدية) التي تريدها وتتبع الأوقات والمواعيد النهائية والأحداث المهمة الأخرى، وتستطيع استخدام المخطط لوضع جدول زمني يومي أو أسبوعي أو شهري، وتأكد من تحديد وقت للراحة تتوقف فيه عن العمل وتمارس أنشطة الرعاية الذاتية أيضًا؛ لأنها مهمة جدًا لتحسين الحالة النفسية وتمنحك القدرة على الالتزام بأهدافك التي تريد تحقيقها.

4- اخرج من منطقة الراحة الخاصة بك

غالبًا ما يتضمن بناء الصلابة النفسية الخروج من منطقة الراحة الخاصة بك لمواجهة مخاوفك. من خلال تجربة أشياء جديدة، يمكنك التغلب على القيود المفروضة عليك وربما تجد أنك أكثر قابلية للتكيف مما تعتقد؛ سواء تعلم مهارة جديدة أو القيام بمهمة صعبة أو الالتزام بعادة نفسية جديدة أو مواجهة رهاب قديم ومستمر معك، فإن كل خطوة خارج منطقة الراحة الخاصة بك تساهم في تعزيز صلابتك النفسية.

تحتاج إلى بعض الدعم بعد تجربة شيء جديد؟ حمل تطبيق لبيه وتواصل مع أفضل المختصين في المملكة العربية السعودية.

5- رتب مساحتك الخاصة

يمكن أن تسبب الفوضى في المساحة الخاصة بك (المكان الذي تمارس فيه نشاطاتك) إحساسك بالتوتر والقلق، ما قد يمنعك من تأديتك المهام المطلوبة منك أو يؤثر على جودة الأداء، لذلك خذ وقتًا لترتيب منزلك أو مساحة عملك عن طريق التخلص من العناصر التي لم تعد بحاجة إليها.

6- ممارسة التعاطف مع الذات

التعاطف مع الذات ينطوي على معاملة نفسك بلطف وتفهم، بدلاً من انتقاد نفسك بسبب الأخطاء أو التقصير، وقد وجدت العديد من أبحاث التعاطف مع الذات (2023 .Neff et al) أنه وسيلة مثمرة للتعامل مع الأفكار والعواطف المؤلمة التي تؤثر على جودة الصحة النفسية والجسدية؛ لذلك مارس التعاطف مع الذات من خلال التحدث إلى نفسك بلطف وتفهم.

7- ممارسة اليقظة الذهنية

تنطوي اليقظة الذهنية على التواجد في اللحظة الحالية ومراقبة أفكارك ومشاعرك دون إصدار أحكام، وقد أظهرت الأبحاث (2015 .Tang et al) أن اليقظة الذهنية يمكن أن تحسن تنظيم العواطف والصحة النفسية والسلوك. حاول ممارسة التأمل الذهني لبضع دقائق كل يوم؛ لتقليل التوتر وتحسين الوضوح العقلي والتأكد من تحديد العادات النفسية الصحية التي تناسبك ومدى التزامك بتطبيقها وبنائها.

8- تنمية عقلية النمو

إن امتلاك عقلية النمو أمر حيوي لتطوير الصلابة النفسية وبناء عادات نفسية صحية، ويُقصد بمصطلح عقلية النمو الاقتناع بأن القدرات والذكاء ليسا فطريين، وأننا كبشر نستطيع الحصول على هذه القدرات من خلال التفاني والعمل الجاد. عليك فهم أن الإخفاقات والنكسات ليست طرقًا مسدودة ولكنها خطوات نحو التعلم والنمو، يمكن أن تؤدي تنمية عقلية النمو إلى تحويل التحديات إلى فرص وتعزيز المرونة؛ لذلك جرب دائمًا العودة إلى نفسك وتقييم الأحداث التي تمر بها عندما تحتاج إلى التواصل مع ما يحدث في جسمك وعقلك والتأكد من الالتزام بعادات نفسية صحية تحسن حياتك.

9- ممارسة الامتنان

يتضمن الامتنان التركيز على الجوانب الإيجابية في حياتك والشعور بالامتنان لما لديك، لذلك خذ وقتًا كل يوم للتفكير في ما أنت ممتن له واكتب أفكارك في مذكراتك. امتلاك موقف ونظرة إيجابية للحياة (على الرغم من المرور ببعض الأيام والمواقف المليئة بالأحداث والمشكلات)، والشعور بالامتنان سوف يخلق مستوى من التفاؤل والقدرة على تغيير الأمور وبناء عادات نفسية صحية والاستمرار عليها.

10- استخدام التأكيدات الإيجابية للذات

يمكن أن تساعدك التأكيدات الإيجابية على إعادة صياغة الأفكار السلبية وبناء الثقة والاستمرار بالعادات الصحية النفسية والجسدية التي تريدها؛ لذلك اختر بعض التأكيدات الإيجابية التي تهمك وكررها لنفسك يوميًا.

11- اتباع نظام غذائي متوازن

إن تناول طعام صحي ومتوازن يمكن أن يحسن الصحة العامة والرفاهية، لذلك ركز على تناول الكثير من الخضار والفواكه والحبوب الكاملة، بالإضافة إلى شرب كميات كافية من الماء، مما يحسن الوضوح العقلي ويساعدك على التركيز على النقاط التي تهمك، لأن الجفاف يسبب شعورًا بالقلق والتعب ويمنعك من التركيز على بناء العادات الصحية التي تريدها.

12- تحسين عادات النوم

قلة النوم يمكن أن تؤثر سلباً على الصحة النفسية وتمنعك من بناء العادات الصحية النفسية (والجسدية) التي تريدها؛ لذلك تأكد من الحصول على 7-8 ساعات من النوم كل ليلة ووضع جدول زمني منتظم وثابت للنوم.

13- اطلب المساعدة المتخصصة عند الحاجة

إذا كنت تعاني من مشكلات في الصحة النفسية، فلا تتردد في طلب المساعدة المهنية من المتخصصين في هذا المجال، وجرب التحدث إلى طبيبك أو اختصاصي الصحة النفسية لاستكشاف خيارات العلاج أو تواصل مع الأطباء والمختصين في تطبيق لبيه لمساعدتك في تحقيق أهدافك وإيجاد الطرق المناسبة لك لبناء العادات الصحية التي تريدها.

إن كل يوم في حياتك هو فرصة لزيادة صحتك النفسية من خلال التعلم وتحدي نفسك وممارسة المرونة وزيادة الصلابة النفسية. تذكر أن زيادة الصلابة النفسية لا تعني أنك ستتوقف عن مواجهة الصعوبات أو المشاعر السلبية، فمواجهة الأمور بالتدريج هو جزء من التجربة الإنسانية، وهذا يعني ببساطة أنك ستصبح أفضل في التعامل مع أي شيء ترمي به الحياة في طريقك.

لذلك امنح نفسك بعض الراحة في الأيام الصعبة واطلب الدعم وخذ نفسًا واعرف اللحظات الأكثر إشراقًا التي تنتظرك، لقد نجحت من قبل، وسوف تفعلها مرة أخرى.

يمكنك تحميل تطبيق لبيه ليشاركك المختصون في رحلتك لبناء عادات صحية نفسية وتحقيق الصلابة النفسية وطلب الاستشارات.

المراجع: 1,2,3,4,5