احجز جلسة فورية

محتاج جلسة بأقرب وقت؟ احجزها خلال 5 دقائق

فن التغافل وكيف يؤدي إلى بناء وسط أسري واجتماعي أفضل

تتسارع وتيرة الحياة اليوم، مما يساهم في تشابك  العلاقات الإنسانية، فيبرز “فن التغافل” كمهارة حياتية ذهبية تعيننا على نسج وسط أسري واجتماعي أكثر سلامًا وتفاهمًا، والذي قد يبدو للوهلة الأولى مجرد تجاهل بسيط للأمور الصغيرة، لكن يحمل في طياته عمقًا وحكمة يساعد في بناء جسور من التفاهم والمودة بين الناس. 

في هذا المقال، سنبين لك ما هو فن التغافل، وكيف يمكن أن يسهم في تعزيز الصحة النفسية ويؤدي إلى بناء بيئة أسرية واجتماعية يسودها الهدوء والاحترام المتبادل.

ما هو فن التغافل؟

فن التغافل هو ممارسة واعيّة ومتعمّدة لاختيار عدم الانتباه أو التجاهل المؤقت لبعض السلوكيات، أو الأقوال، أو المواقف التي قد تكون مزعجة أو مستفزة، بغرض تعزيز العلاقات الشخصية والحفاظ على السلام النفسي والاجتماعي. هذا الاختيار لا يعني القبول بالسلوكيات الضارة أو المسيئة، بل يركز على الاختيار الواعي لعدم السماح للمسائل الصغيرة بالتأثير سلبًا على الحياة اليومية أو العلاقات الشخصية، أي يمكن اعتباره استراتيجية للحفاظ على الصحة النفسية والعلاقات الاجتماعية عن طريق تقليل التوتر والنزاعات غير الضرورية.

كيف يؤدي فن التغافل إلى بناء وسط أسري واجتماعي أفضل؟

يتعلق فن التغافل بتقييم المواقف بحكمة واختيار عدم الاستجابة لكل صغيرة وكبيرة بطريقة تؤدي إلى الصراع أو التوتر وخاصة في العلاقات الاجتماعية والأسرية.

إليك بعض النقاط الرئيسية للآثار الإيجابية لممارسة التغافل:

1- تعزيز الوئام والسلام

التغافل يساعد في تجنب الخلافات غير الضرورية التي قد تنشأ من مسائل تافهة، فمن خلال التركيز على الإيجابيات وتجاهل السلبيات الصغيرة، يمكن للأشخاص خلق بيئة سلمية يسودها الوئام والحب.

2- تقوية العلاقات 

لا شك أن التغافل يمكن أن يعكس النضج والتفهم والاحترام المتبادل في العلاقات، ويمكن ذلك من خلال اختيار عدم التركيز على كل خطأ أو نقص في الآخرين، وبالتالي ستتمكن من تعميق الروابط العاطفية وبناء الثقة اللازمة في أي علاقة اجتماعية سواء كانت مهنية أو أسرية أو شخصية. 

3- تعزيز الصبر والتسامح

إن ممارسة التغافل تمرّنك على الصبر والتسامح في العلاقات الاجتماعية، وهذا يساعد على التعامل مع تحديات العلاقات بشكل أكثر فعالية ويقلل من الاستجابات العاطفية السلبية، فقد تناولت دراسة دور التسامح في الصحة النفسية، وأشارت النتائج إلى أن التسامح مرتبط بانخفاض مستويات الضغط النفسي، كالقلق، والاكتئاب، كما تبين أن التسامح يمكن أن يكون استراتيجية فعالة للتعامل مع الإساءات والصدمات النفسية، مما يساعد على تجاوز الأحداث السلبية وبناء علاقات اجتماعية أكثر استدامة.

4- تعزيز السعادة

عند ممارسة فن التغافل، تتعلم كيف تتجاوز الصغائر والتفاصيل التي قد تسبب الاحتكاك والخلافات اليومية، وهذا النهج يساعد على خلق بيئة أكثر هدوءًا، حيث يتم التركيز على الحب والاحترام المتبادل بدلاً من العثور على الأخطاء والنقد الدائم، ومن خلال تقليل هذه الاحتكاكات، تفتح المجال أمام تعزيز العلاقات وتقويتها، مما يؤدي إلى زيادة الشعور بالسعادة والرضا.

5- خلق بيئة إيجابية للأطفال

في سياق العلاقات الأسرية، عندما يتعلم الأطفال أن الخلافات لا تعني نهاية العالم، وأن الأخطاء مسموح بها كجزء من عملية التعلم، فإنهم يكتسبون دروسًا قيمة في التسامح والصفح، والتغافل هنا لا يعني إنكار الخطأ أو تجاهل السلوكيات السلبية بشكل كامل، بل يعني اختيار متى وكيف نستجيب لهذه السلوكيات بطريقة تعليمية بناءة بدلاً من رد فعل عقابي قد يؤدي إلى آثار سلبية على ثقة الطفل بنفسه وعلى علاقته مع أسرته.

كيف يمكن ممارسة فن التغافل؟

ممارسة فن التغافل يمكن أن تكون استراتيجية فعالة للحفاظ على استقرار العلاقات الاجتماعية وتعزيز الانسجام بين الأشخاص، لذا إليك بعض النصائح لممارسة فن التغافل بشكل فعّال:

1- ممارسة النضج العاطفي

أحد أبرز الخطوات لممارسة التغافل الفعال هو النضج والذكاء العاطفي، حيث يتطلب منا أن نفهم أن لكل شخص طريقته في التعبير عن نفسه، وأن الخلافات والاختلافات جزء لا يتجزأ من الحياة الاجتماعية، وبدلاً من السماح لهذه الاختلافات بأن تبعدنا عن بعضنا البعض، يمكننا اختيار التركيز على ما يجمعنا ويعزز علاقاتنا.

 بينت دراسة العلاقة بين الذكاء العاطفي وجودة العلاقات الاجتماعية، وأشارت إلى أن هناك علاقة إيجابية بين الذكاء العاطفي والقدرة على بناء وصيانة علاقات اجتماعية ناجحة.

2- وضع الحدود

وضع حدود صحية يعتبر من الأساسيات في فن التغافل الفعال، حيث يتطلب منا أن نتعلم كيف نفصل بين السماح للآخرين بالتأثير على مشاعرنا وبين الحفاظ على سلامنا الداخلي واحترامنا لذاتنا. هذه العملية ليست بالأمر السهل، لكنها ضرورية للغاية في بناء علاقات صحية ومتوازنة مع الآخرين.

 أكدت دراسة على فكرة أن الحدود الشخصية الواضحة والصحية ضرورية لتطوير والحفاظ على علاقات مرضية، وأكدت الدراسة أن وضع حدود صحية يساعد على تجنب الشعور بالاستغلال أو الإهمال، ويعزز الاحترام المتبادل والتفاهم في العلاقة.

3- الوقفة الهادئة قبل الرد 

عندما تواجه تصرفات أو كلمات تثير الغضب أو الإحباط، امنح نفسك لحظة للتوقف والتفكير، هذا الفاصل الزمني يسمح لك بتجنب ردود الفعل الانفعالية السريعة التي قد تندم عليها لاحقًا. خلال هذه اللحظة، تسأل نفسك: “هل الرد على هذا التصرف أو الكلمة يستحق طاقتي؟” أو “هل يمكنني النظر إلى هذا الموقف من منظور مختلف؟” وبهذه الطريقة ستتمكن من تجاوز الموقف وممارسة التغافل.

4- تحديد الأولويات

ممارسة التغافل بفعالية تعني اختيار المعارك التي تقرر خوضها بعناية، وهو ما يتطلب تحديد الأولويات بشكل واضح، هذه الاستراتيجية ليست مجرد تجاهل للمشاكل أو الهروب من المواجهات، بل هي طريقة للحفاظ على طاقتك وتركيزك للأمور التي تستحق حقًا. 

أي قبل الاستجابة لأي موقف، قيّم أهميته بالنسبة لأهدافك وقيمك الشخصية، هذا يعني طرح أسئلة مثل: “هل هذا يؤثر على صحتي، أو علاقاتي، أو أهدافي المهنية؟” إذا كانت الإجابة لا، فهنا يكون التغافل خيارًا جيدًا.

تتطلب ممارسة التغافل الحكمة لمعرفة متى يكون مناسبًا، ومتى يكون من الضروري التدخل، وبتطبيق النصائح السابقة، يمكنك المساهمة في بناء والحفاظ على علاقات اجتماعية مستقرة ومرضية.

ولكن إذا كنت تشعر بأنك غير قادر على تجاهل بعض السلوكيات، أو التصرفات، أو التعليقات التي قد تكون مزعجة أو مؤذية، يمكنك التواصل مباشرة مع المعالج النفسي في لبيه من خلال تحميل تطبيق لبيه، والذي سيساعدك على اتباع استراتيجيات أخرى بهدف الحفاظ على السلام والوئام في جميع علاقاتك الاجتماعية والأسرية.

المراجع: 123

تتسارع وتيرة الحياة اليوم، مما يساهم في تشابك  العلاقات الإنسانية، فيبرز "فن التغافل" كمهارة حياتية ذهبية تعيننا على نسج وسط أسري واجتماعي أكثر سلامًا وتفاهمًا، والذي قد يبدو للوهلة الأولى مجرد تجاهل بسيط للأمور الصغيرة، لكن يحمل في طياته عمقًا وحكمة يساعد في بناء جسور من التفاهم والمودة بين الناس.  في هذا المقال، سنبين لك ما هو فن التغافل، وكيف يمكن أن يسهم في تعزيز الصحة النفسية ويؤدي إلى بناء بيئة أسرية واجتماعية يسودها الهدوء والاحترام المتبادل. ما هو فن التغافل؟ فن التغافل هو ممارسة واعيّة ومتعمّدة لاختيار عدم الانتباه أو التجاهل المؤقت لبعض السلوكيات، أو الأقوال، أو المواقف التي قد تكون مزعجة أو مستفزة، بغرض تعزيز العلاقات الشخصية والحفاظ على السلام النفسي والاجتماعي. هذا الاختيار لا يعني القبول بالسلوكيات الضارة أو المسيئة، بل يركز على الاختيار الواعي لعدم السماح للمسائل الصغيرة بالتأثير سلبًا على الحياة اليومية أو العلاقات الشخصية، أي يمكن اعتباره استراتيجية للحفاظ على الصحة النفسية والعلاقات الاجتماعية عن طريق تقليل التوتر والنزاعات غير الضرورية. كيف يؤدي فن...

هذا المقال يتضمن معلومات علمية مُدققة، ومحتوى حصري لمدونة لبيه

للحصول على مزيد من المقالات ، واكمال قراءة هذا المقال. اشترك في قائمتنا البريدية
112

احجز جلسة فورية

محتاج جلسة بأقرب وقت؟ احجزها خلال 5 دقائق

مختصين مقترحين لمساعدتك
شارك المقال
انطباعك عن محتوى المقال
مفيد جدا
-
مفيد
-
عادي
-
لم أستفد
-
13 نصيحة ملموسة لبناء عادات صحية ونفسية تدوم بشكل مستمر
المقال التالي

13 نصيحة ملموسة لبناء عادات صحية ونفسية تدوم بشكل مستمر

علم نفس السفر.. كيف يؤثر تغيير المكان على الصحة النفسية؟
المقال السابق

علم نفس السفر.. كيف يؤثر تغيير المكان على الصحة النفسية؟

مقالات ذات صلة
تأثير السوشيال ميديا في حياتنا وآثارها على الفرد والمجتمع والشباب
تأثير السوشيال ميديا في حياتنا وآثارها على الفرد والمجتمع والشباب
علاج الخوف عند الاطفال ليتعلم الكبار طرق دعم الصغار واحتواء مشاعرهم
علاج الخوف عند الاطفال ليتعلم الكبار طرق دعم الصغار واحتواء مشاعرهم
كيف أتعامل مع الزوج النرجسي؟
كيف أتعامل مع الزوج النرجسي؟
كيف أتعافى من آثار الطفولة المؤلمة؟
كيف أتعافى من آثار الطفولة المؤلمة؟
5 طرق لتقوية ثقة طفلك بنفسه
5 طرق لتقوية ثقة طفلك بنفسه
اكتئاب الحمل في الشهور الاخيره وأهم الأعراض وتأثيرها على الجنين وطرق العلاج
اكتئاب الحمل في الشهور الاخيره وأهم الأعراض وتأثيرها على الجنين وطرق العلاج
كيف تؤثر الإعلانات في سلوكنا ونصائح لعلاج آثارها السلبية على الأطفال والمراهقين
كيف تؤثر الإعلانات في سلوكنا ونصائح لعلاج آثارها السلبية على الأطفال والمراهقين
كيف أتصرف عند تعرض طفلي للتحرش؟
كيف أتصرف عند تعرض طفلي للتحرش؟
6 خطوات لتجاوز ألم الانفصال
6 خطوات لتجاوز ألم الانفصال
تأثير الإهمال الوالدي في الطفولة على حياة الفرد
تأثير الإهمال الوالدي في الطفولة على حياة الفرد
اكتئاب الحمل
اكتئاب الحمل
كيفية الحفاظ على الصحة النفسية للطلاب في المدارس، ومواجهة التنمر والعنف المدرسي
كيفية الحفاظ على الصحة النفسية للطلاب في المدارس، ومواجهة التنمر والعنف المدرسي
فرط الحركة ونقص الانتباه لدى الأطفال ومحاور العلاج السلوكي للأسرة
فرط الحركة ونقص الانتباه لدى الأطفال ومحاور العلاج السلوكي للأسرة
قريبي يرفض الذهاب إلى الطبيب النفسي أو المستشفى، ماذا أفعل؟
قريبي يرفض الذهاب إلى الطبيب النفسي أو المستشفى، ماذا أفعل؟
كيف تتعامل مع المصابين بالاكتئاب؟ نصائح هامة ووسائل فعالة للمساعدة
كيف تتعامل مع المصابين بالاكتئاب؟ نصائح هامة ووسائل فعالة للمساعدة