هنالك نوعان أساسيان من الإدمان: الإدمان الكيميائي والإدمان العملي أو السلوكي. ما نعرفه أكثر هو الإدمان الكيميائي، مثل إدمان المواد المحظورة والكحول. ما نتعامل معه عندما نتحدث عن إدمان المواد الإباحية هو كونها عملية أو إدمان سلوكي، حيث تؤثر على الدماغ لكن بدون وضع مادة كيميائية غريبة في جسمك. تعد المقامرة الإدمان السلوكي الأكثر شيوعًا، ويمكن أن يشمل هذا النوع من الادمان أنواعًا أخرى من الإدمان والسلوكيات القهرية، وهذه هي الفئة التي ندرج إدمان المواد الإباحية فيها. 

يعتبر إدمان الجنس مصطلحًا شاملًا حيث يمكن أن يشمل أنواعًا مختلفة من السلوكيات الجنسية مثل السلوكيات الافتضاحية أو التلصص. الإباحية هي مجرد سلوك واحد يمكن وضعه تحت هذه المظلة. وبالنسبة لبعض الأشخاص الذين أصبحوا مدمنين على الجنس؛ فإن الأمر في الواقع يبدأ بالتعرض للمواد الإباحية.

ومثل أي إدمان، نرى تصعيدًا في السلوكيات وفقدانًا للسيطرة. لذا فإن ما نجده عند الكثير  هو أنهم يبدأون بمواد إباحية مثل soft porn، وهي مواد إباحية تعرض أو تصف الجنس، ولكنها ليست جنس عنيف وليست مفصلة للغاية، وربما حتى مجرد الاطلاع على كتالوجات للملابس الداخلية أو أي شيء آخر. لكن بعد فترة تُفقد السيطرة وفي النهاية يتم التقدم إلى المزيد من المواد الإباحية الفاضحة والمقززة أحيانًا، حيث يمكن أن تشمل أشكالًا منحرفة من الجنس؛ مثل الجنس العنيف، وكذلك اضطراب الفيتشية، وهذه  الأشياء لم تكن لتهمهم في البداية، لذلك نرى أن السلوكيات تصبح أكثر شدة.

ومثل أي إدمان آخر، تصبح المواد الإباحية هي “الدواء” المفضل للمرضى لأسباب منها: 

• أنها ميسورة التكلفة؛ لأنه بينما يتعين عليك شراء المواد المحظورة والكحول، يمكن الحصول على المواد الإباحية مجانًا.
• يمكن الوصول إليها بسهولة، وذلك على بعد نقرة واحدة فقط. 
• إمكانية بقاء الهوية مجهولة، ليس الأمر وكأن الشخص سكران في مكان عام.
• وكونها مقبولة حيث يشعر الكثير من الناس أنه من المقبول مشاهدة المواد الإباحية، وخاصة الشباب منهم عدوانية في فعاليتها: على سبيل المثال، عندما تشرب الكحول، عليك الانتظار حتى يمر عبر نظام جسمك ويصل إلى عقلك قبل أن تشعر بالنشوة. لكن مع المواد الإباحية، فإنها تمر عبر العينين وتصل مباشرة إلى الدماغ  ويكون الإشباع فوري.

خطة العلاج تشمل نقاط منها الصدق ومعرفة الذات والالتزام. 

• الصدق يعني أنك تقر بأن لديك المشكلة وتتحمل المسؤولية الكاملة عنها. 
• معرفة الذات تتضمن تعلم المحفزات التي تعيدك إلى المواد الإباحية. يعني فهم الأوقات أو الأماكن أو المواقف التي من المرجح أن تلجئ فيها للمواد  الإباحية. وباستخدام هذه المعلومات يمكن وضع خطة لتجنب التصرف بناءً على الرغبة.
• الالتزام يعني أنك ملتزم بفعل كل ما يلزم للتعافي. 

الفكرة هي أنك إذا كنت تعرف ما هي المحفزات بحيث يمكنك  توقع متى وأين ستحدث، يمكنك ذلك من وضع خطة لجعل نفسك أقل عرضة لها. على سبيل المثال، بعض المرضى يعملون في مجال المبيعات، وتعتبر رحلات العمل بالنسبة لهم  خطرة لأنهم وحدهم في غرف الفنادق. ما هي المحفزات إذًا؟ إنهم متعبون ومرهقون ومجهدون ومحاطون بفرص الوصول إلى المواد الإباحية.

لذلك الخطة تتضمن عدد من الخطوات:

الخطوة الأولى: استراتيجيتين وهما الواجبات والحدود 

على سبيل المثال عندما يصل المرضى إلى غرفهم بالفندق مثلًا؛ فإن الإجراءات او الواجبات تشمل الاتصال بأزواجهم مثلًا. و بدلًا من إحضار العمل معهم لغرفة الفندق والذي قد يتضمن استخدام الاجهزة الالكترونية ينصح بإحضار أشياء يستمتعون بها، مثل الألغاز المتقاطعة أو Sudoku أو أي شيء آخر. 

وبعد ذلك، هناك  الحدود التي يضعها المرضى لأنفسهم. بالنسبة للبعض قد تكون الحدود ، “حسنًا، لقد أغلقت جهاز الكمبيوتر الخاص بي، وجهازي اللوحي، وهاتفي الخلوي في سيارتي ليلًا، وإذا كنت بحاجة إلى إجراء مكالمات هاتفية؛ فسأستخدم هاتف غرفة الفندق”. البعض من المرضى قد يتصلون بالفندق مسبقًا ويطلبون من موظفي الفندق إخراج التلفزيون من الغرفة. 

الخطوة الثانية: هي تطهير حياتك 

نعني بذلك  أننا نتخلص من كل المواد الإباحية، نتخلص من إمكانية الوصول إليها وهنا المكان الذي تدخل فيه تقنيات مراقبة استخدام الإنترنت، باستخدام التكنولوجيا. لايوصى  باستخدام الفلاتر؛ لأنه من السهل جدًا إيقاف تشغيلها. بدلًا من ذلك، يفضل تنصيب برامج مراقبة accountability software، وذلك بتثبيته على هاتفك أو جهازك اللوحي أو جهاز الكمبيوتر الخاص بك. قد تزوده بعناوين البريد الإلكتروني للأصدقاء الموثوق بهم أو أفراد الأسرة، وسيقوم البرنامج بإرسال سجل الإنترنت الخاص بك بالبريد الإلكتروني إلى هؤلاء الأشخاص  وسيقومون بمراقبة استخدامك للإنترنت. هناك العديد من البرامج المختلفة التي تقوم بذلك. وهذا يقودنا إلى.. 

الخطوة الثالثة: وهي الدعم والمسئولية 

لا يمكنك التعافي من إدمان المواد الإباحية بمفردك. قد تكون بحاجة إلى أن تحيط نفسك بأشخاص آخرين يفهمون معاناتك، والذين بامكانهم دعمك وجعلك مسؤولًا، هذا هو المكان الذي يكون لمجموعات الدعم الدور الاكبر فيه. 

الخطوة الرابعة: هي  المشورة

لأن العديد من المدمنين عانوا من صدمات شخصية وكانوا يستخدمون المواد الإباحية لعلاج أنفسهم. لذلك يجب تحديد  هؤلاء المرضى والعمل على شفاءهم.

الخطوة الخامسة: هي وضع خطة روحانية

حتى لو كنت ذا توجه علماني؛ فإن النصيحة أن تكون منفتحًا على الروحانيات. من واقع الخبرات من الصعب أن تنجح في التعافي بدون نوع من الأسس الروحية. 

الخطوة السادسة: هي التعلم

يتضمن ذلك التعرف على الإدمان وأسبابه الجذرية وعملية التعافي وكيف تبدو الحياة الجنسية الصحية والعلاقة الحميمة.

الخطوة  السابعة: هي الفضيلة

إذا كنت ستحارب أي رذيلة؛ فعليك أن تفعل ذلك بفضيلة. ما هي الفضائل؟ هي الصدق والصبر والمثابرة والشجاعة والإيمان والأمل والشفافية. من المهم ممارسة ذلك في التعافي. والسبب هو أن النتيجة النهائية للتعافي ليست مجرد الاعتدال؛ إنما تحول – أن تصبح شخصًا جديدًا وناضجًا.