Sign up on Labayh app

واحصل على جلستك الأولى بخصم 25%

ما الفرق بين العلاج السلوكي والعلاج المعرفي؟

تتنوع العلاجات والتدابير التي تستخدم لعلاج الاضطرابات والمشاكل النفسية وتحسين الحالة النفسية للأشخاص وتعديل السلوك غير المرغوب فيه، يلجأ الأطباء والمعالجون النفسيون للعلاج النفسي كخطوة أولى قبل التفكير بالعلاج الدوائي، ومن أهم أنواع العلاج النفسي: العلاج السلوكي والعلاج المعرفي. يتعامل العلاج السلوكي مع تصرفات الأشخاص على أنها ناتجة عن التأثيرات البيئية الخارجية، بينما يعتمد العلاج المعرفي على التأثير في عملية التفكير العقلي من أجل تغيير سلوك الشخص.

لمحة تاريخية

يُعتقد أن أول من استخدم مصطلح (العلاج بتعديل السلوك) هو إدوارد ثورندايك في أوائل القرن العشرين، لكن التطور الحقيقي لمفهوم العلاج السلوكي بدأ منذ عام 1920 حتى منتصف خمسينيات القرن الماضي، نمت السلوكية لتصبح المدرسة الفكرية المهيمنة في علم النفس. يقترح البعض أن شعبية Psychology السلوكي نبعت من الرغبة في تأسيس علم النفس كعلم موضوعي وقابل للقياس.

من جهة أخرى تطور العلاج المعرفي على يد الطبيب النفسي الأمريكي آرون تي بيك، وقد شرح مفهوم Psychotherapy المعرفي لأول مرة في ستينيات القرن الماضي، وأصبح اليوم أحد أهم الأساليب العلاجية في الطب النفسي.

اقرأ ايضاً: الفروق الأساسية بين العلاج السلوكي والعلاج المعرفي

على الرغم من أن العلاج السلوكي والعلاج المعرفي يُستخدمان غالباً لحل نفس المشكلة، إلا أن أساليبهما مختلفة تمامًا.

العلاج المعرفي شكل من أشكال العلاج النفسي مبني على مفهوم أن طريقة تفكيرنا في الأشياء تؤثر على شعورنا عاطفيًا، إذ يركز العلاج المعرفي على التفكير والسلوك والتواصل الحالي بدلاً من التركيز على التجارب السابقة، ويهدف لحل المشكلات ويعتبر أن الأفكار هي العامل الأساسي في التغيير. على سبيل المثال، قد يشعر الشخص بالخوف من المسرح ويشعر بالرغبة في الهروب من هذا الموقف عند مواجهته، وبالتالي يحاول المعالج تعريض المريض لمواقف تشبه تجربة اعتلاء المسرح ويوفر له التدريب للتحكم في استجابته.

أما العلاج السلوكي فيصب تركيزه الأساسي على معالجة البيئة الخارجية والبيئة الفيزيولوجية للجسم لإحداث تغيير في السلوك. يركز العلاج السلوكي على مبدأ تعزيز الإيجابيات ونظام المكافأة على عكس العلاج المعرفي، حيث يعتبر العلاج السلوكي بمثابة تدريب أو تكييف لإحداث تغيير إيجابي. يستخدم العلاج السلوكي نظام المكافأة ويحاول تجاهل السلوك السلبي. فعلى سبيل المثال، إذا طلب المعالج من العميل رمي الكرة، وفشل العميل في رمي الكرة، يتم تجاهل الرفض، ويستمر المعالج في إعطاء العميل نفس الأمر حتى يمتثل العميل.

بمجرد أن يرمي العميل الكرة، يتم الثناء على المريض على استجابته الإيجابية، ويستمر العميل في الحصول على مكافأة في كل مرة يقوم فيها بنشاط معين عندما يُطلب منه ذلك.

ما هي الآليات التي يعتمد عليها كل من العلاج السلوكي والعلاج المعرفي؟

يعتبر العلاج السلوكي أن الأفعال تتأثر بالبيئة الخارجية للفرد، وقد أضاف العالم الروسي الشهير إيفان بافلوف نموذجين لأسلوب العلاج السلوكي الذي يدعى بالتكييف: التكييف الكلاسيكي والتكييف الفعال.

  • في التكييف الكلاسيكي، يمكن تدريب الشخص أو تكييفه للعمل بطريقة معينة من خلال ممارسة سلوك معين بشكل متكرر. يستخدم علم النفس السلوكي هذا المبدأ الأساسي للتكييف لإعادة تدريب الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية، من خلال إعادة برمجة الاستجابات المشروطة لديهم تجاه منبهات مشروطة محددة.
  • بينما يقوم أسلوب التكييف الفعال على مبدأين، المبدأ الأول هو مكافأة السلوكيات المرغوبة والمبدأ الثاني هو أسلوب العقاب على السلوك الذي يجب كبحه.

أما من ناحية أخرى، وبما أن العلاج المعرفي يعتمد على أن الأفعال تستند إلى العمليات العقلية والتفكير المنطقي والذاكرة والأفكار التحفيزية والأفكار الإيجابية والسلبية. يركز العلاج المعرفي على مساعدة المرضى في تحقيق هدف معين، مثل تغيير:

  • طريقة التعامل مع المشاعر.
  • طريقة تفكيرهم.
  • الطريقة التي يتصرفون بها.
  • كيفية تعاملهم مع الأمراض والمشاكل الطبية والجسدية.

يعاني العديد من المصابين بالاكتئاب أو القلق أو الاضطرابات السلوكية من هذه المشكلات بسبب حدث من الممكن أنه حدث لهم خلال فترة النضج أو في مرحلة ما من حياتهم. ويركز العلاج المعرفي كثيراً على سبب شعور المريض بطريقة معينة ثم على حث الشخص على تغيير مشاعره.

الفرق بين مقاربة العلاج السلوكي والعلاج المعرفي لمرضى الاكتئاب

يعتمد العلاج السلوكي على نهج علاجي نفسي منظم ومختصر يهدف إلى زيادة المشاركة في الأنشطة التكيفية (التي غالبًا ما تكون مرتبطة بتجربة ممتعة أو مفيدة)، وتقليل المشاركة في الأنشطة التي تزيد الاكتئاب أو تزيد من خطر الإصابة به، وحل المشكلات التي تمنع الحصول على شعور الإنجاز. الفكرة الرئيسية وراء العلاج السلوكي كعلاج للاكتئاب هي السماح للمرضى الذين يعانون من أعراض الاكتئاب بتعلم كيفية التعامل مع سلبياتهم وزيادة الوعي الذاتي من خلال إعادة صياغة الأهداف الشخصية إلى أهداف قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى. بعبارة أخرى، يعد العلاج السلوكي نوعاً من التدخل العلاجي الذي يركز على التغيرات السلوكية في الحياة اليومية للمريض. قد تتضمن تدخلات العلاج السلوكي مساعدة المريض على التخطيط للمزيد من الأنشطة التي كان يستمتع بها سابقًا، أو مساعدته على تطوير مهاراته الاجتماعية، أو مجرد جعله يتابع عواطفه وأنشطته بشكل عام.

أما العلاج المعرفي فهو عملية علاجية تمكّن المرضى من تصحيح المعتقدات الذاتية الخاطئة التي يمكن أن تؤدي إلى مزاج وسلوكيات سلبية. الافتراض الأساسي هو أن الفكر يسبق الحالة المزاجية، لذلك فإن تعلم تحويل الأفكار السلبية إلى أفكار إيجابية صحية سيحسن مزاج الشخص ومفهومه الذاتي وسلوكه وحالته الجسدية.

أظهرت الدراسات أن العلاج المعرفي هو علاج فعال للاكتئاب ويمكن مقارنته في فعاليته بمضادات الاكتئاب والعلاج النفسي الشخصي والعلاج الديناميكي النفسي. تم تطوير العلاج المعرفي باعتباره خروجًا عن الأساليب العلاجية التقليدية للأمراض النفسية، إذ لاحظ آرون بيك (مؤسس العلاج المعرفي) أثناء العمل مع المرضى أن الحالة المزاجية والسلوكيات السلبية كانت عادةً نتيجة أفكار ومعتقدات مغلوطة، وليس عن قوى اللاوعي كما تقترح نظرية فرويد.

ما هي الأمراض التي يمكن أن يعالجها العلاج السلوكي والمعرفي؟

يُستخدم العلاج السلوكي لعلاج التوحد واضطراب الشخصية الحدية ونوبات الغضب وفي حالات إزالة الحساسية للمنبهات التي تثير نوبات الهلع، وقد أعطى نتائج ناجحة للغاية في هذه المجالات.

بينما يستخدم العلاج المعرفي لعلاج:

  • الاكتئاب.
  • الميول الانتحارية.
  • اضطراب القلق العام وثنائي القطب.
  • الفصام.
  • اضطرابات الشهية.
  • متلازمة فرط النشاط وعوز الانتباه.
  • بعض الاضطرابات النفسية الأخرى.

كما استُخدم العلاج المعرفي في علاج بعض الاضطرابات غير النفسية مثل:

  • متلازمة الأمعاء الهيوجة (تشنج القولون).
  • الأرق.
  • الصداع المتكرر.

باختصار، يرى المعالج السلوكي الدماغ البشري على أنه صندوق أسود لا يمكن دراسته، بينما يركز العلاج المعرفي على فهم سلسلة العمليات العقلية التي تحدث بعد التعرض للمنبه ولكن قبل حدوث الاستجابة، وبالتالي من المهم الحصول على العلاج المناسب من أجل وضع خطة علاج أسرع وأكثر فعالية. من المهم الحصول على التفاصيل الحيوية للمشكلة بغض النظر عن طبيعتها نفسية أم عاطفية أم سلوكية من أجل تقييم فائدة العلاج المعرفي والعلاج السلوكي وأيها سيكون أكثر فعالية.

مصادر: 12345

المقالات المقترحه:

اقرأ ايضاً: الفرق بين العلاج السلوكي المعرفي و العلاج النفسي الدوائي

اقرأ ايضاً: العلاج المعرفي السلوكي، تعريفه، أهميته، و أهمّ طرق العلاج عبرهُ

اقرأ ايضاً: ما هو العلاج النفسي عن بعد؟ وما هي مميزاته؟

أشهر المختصين:

احجز جلشتك الآن: دعاء الفضيلي

احجز جلستك الآن: خالد راضي

احجز جلستك الآن: عبدالملك التركي

تتنوع العلاجات والتدابير التي تستخدم لعلاج الاضطرابات والمشاكل النفسية وتحسين الحالة النفسية للأشخاص وتعديل السلوك غير المرغوب فيه، يلجأ الأطباء والمعالجون النفسيون للعلاج النفسي كخطوة أولى قبل التفكير بالعلاج الدوائي، ومن أهم أنواع العلاج النفسي: العلاج السلوكي والعلاج المعرفي. يتعامل العلاج السلوكي مع تصرفات الأشخاص على أنها ناتجة عن التأثيرات البيئية الخارجية، بينما يعتمد العلاج المعرفي على التأثير في عملية التفكير العقلي من أجل تغيير سلوك الشخص. لمحة تاريخية يُعتقد أن أول من استخدم مصطلح (العلاج بتعديل السلوك) هو إدوارد ثورندايك في أوائل القرن العشرين، لكن التطور الحقيقي لمفهوم العلاج السلوكي بدأ منذ عام 1920 حتى منتصف خمسينيات القرن الماضي، نمت السلوكية لتصبح المدرسة الفكرية المهيمنة في علم النفس. يقترح البعض أن شعبية علم النفس السلوكي نبعت من الرغبة في تأسيس علم النفس كعلم موضوعي وقابل للقياس. من جهة أخرى تطور العلاج المعرفي على يد الطبيب النفسي الأمريكي آرون تي بيك، وقد شرح مفهوم العلاج النفسي المعرفي لأول مرة في ستينيات القرن الماضي، وأصبح اليوم أحد أهم الأساليب العلاجية في...

هذا المقال يتضمن معلومات علمية مُدققة، ومحتوى حصري لمدونة لبيه

للحصول على مزيد من المقالات ، واكمال قراءة هذا المقال. اشترك في قائمتنا البريدية
5.4K

Book your consultation now

Find the right doctor for you or enlist the help of our team to recommend the right doctor for you.

Are you looking for distinguished psychological counseling?

Choose, through labayh, who suits you best from specialists with great experience

For companies and businesses we offer you

Staff Health and Mental Well-being Program

مختصين مقترحين لمساعدتك
Share the article
Your impression of the article
Very useful
34
Useful
6
Normal
3
Not useful
6
نصائح عملية لزيادة تقدير الذات والتخلص من عقد النقص
Next article

نصائح عملية لزيادة تقدير الذات والتخلص من عقد النقص

هل أحتاج لعلاج لنفسي؟ ما هي أهم العلامات التي تشير إلى أن الوقت قد حان لاستشارة مختص؟
Previous article

هل أحتاج لعلاج لنفسي؟ ما هي أهم العلامات التي تشير إلى أن الوقت قد حان لاستشارة مختص؟

Related articles
لماذا أشعر بالحزن بلا سبب ؟
لماذا أشعر بالحزن بلا سبب ؟
كيف تتخلص من إدمان العادة السرية؟
كيف تتخلص من إدمان العادة السرية؟
كيف أتخلص من التفكير الزائد والتشتت؟
كيف أتخلص من التفكير الزائد والتشتت؟
الوسواس القهري في الدين وأهم أسبابه وطرق علاجه
الوسواس القهري في الدين وأهم أسبابه وطرق علاجه
تأثير السوشيال ميديا في حياتنا وآثارها على الفرد والمجتمع والشباب
تأثير السوشيال ميديا في حياتنا وآثارها على الفرد والمجتمع والشباب
مشاهدة الأفلام الإباحية وأثرها على الصحة النفسية
مشاهدة الأفلام الإباحية وأثرها على الصحة النفسية
علاج المخاوف الوسواسية
علاج المخاوف الوسواسية
هل يمكن أن يحدث التوحد عند الكبار؟ وكيف يعالج؟
هل يمكن أن يحدث التوحد عند الكبار؟ وكيف يعالج؟
كيف تتخلص من جلد الذات؟ وكيف تتعامل معه بطريقة صحيحة؟
كيف تتخلص من جلد الذات؟ وكيف تتعامل معه بطريقة صحيحة؟
6 طرق للتعامل مع الشعور بالذنب وجلد الذات
6 طرق للتعامل مع الشعور بالذنب وجلد الذات
كيف أحب ذاتي؟
كيف أحب ذاتي؟
الشعور بالنقص
الشعور بالنقص
تأثير الدورة الشهرية على الحالة النفسية للمرأة
تأثير الدورة الشهرية على الحالة النفسية للمرأة
أهم طرق علاج المخاوف المرضية وأعراضها وأسباب الإصابة بها
أهم طرق علاج المخاوف المرضية وأعراضها وأسباب الإصابة بها
علامات هامة تشير إلى أنك تعاني من اليأس والإحباط، إياك أن تهملها
علامات هامة تشير إلى أنك تعاني من اليأس والإحباط، إياك أن تهملها