دمرتهُ صناعة الموضة.. 5 طرق للنظر إلى جسمك ووزنك بإيجابية دون جلد الذات
على مر العصور، كانت الثقافة والإعلام تعكس بشكل كبير الصورة النمطية للجمال والوزن المثالي، مما جعل الكثيرون يشعرون بالضغط لتحقيق معايير معينة للجسم. ومع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وزيادة انتشار الصور المعدلة، أصبح من السهل على الأفراد الوصول إلى هذه الصور المثالية، مما يزيد من الشعور بعدم الكفاية والضغط النفسي.
إلا أنه في هذا العصر المتغير، تتزايد الحركة التي تدعو إلى التفكير بإيجابية حول الجسم ووزنه، مشجعة على قبول الذات وحب الجسم كما هو، فالنظر إلى الجسم بإيجابية ليس فقط مسألة مظهر خارجي، بل هو أساسي للصحة النفسية والعافية العامة. إن فهم أهمية التقبل الذاتي والتعامل مع الجسم بلطف واحترام يمكن أن يؤدي إلى تحسين الصحة النفسية والعلاقات الاجتماعية.
في هذا المقال، سنلقي نظرة عميقة على فوائد النظر إلى الجسم ووزنه بإيجابية، وكيف يمكن لتغيير الاتجاهات السلبية تجاه الجسم أن يؤثر بشكل إيجابي على الحياة الشخصية والمجتمعية، فعندما يكون لدى الشخص صورة إيجابية عن جسمه ووزنه، فإنه لا يتأثر بالضغوط الخارجية أو الرسائل المجتمعية.
أفادت الدراسات أن وجود صورة إيجابية للجسم مرتبط بصحة عقلية وجسدية جيدة، وقد وجدت دراسة (2015 .Gillen et al) لطلاب الجامعات، أنه بالنسبة لكل من الرجال والنساء، ارتبطت صورة الجسم الإيجابية بتقارير أقل عن الاكتئاب واتباع نظام غذائي غير صحي، ومستوى أعلى من احترام الذات.
أما إذا امتلك الشخص صورة سلبية عن جسمه، سيشعر بعدم الرضا عن نفسه ومظهره، وغالبًا سيحدث ما يلي:
1- يقارن نفسه بالآخرين ويشعر بأنه أقل منهم.
2- يشعر بأنه مجبر على مراقبة جسمه باستمرار؛ كأخذ قياسات الجسم أو وزنه أو النظر في المرآة بشكل متكرر.
3- الشعور بالخجل أو الإحراج من جسمه أو وزنه.
4- النظر إلى بعض أجزاء الجسم على أنها مشوهة.
في بعض الحالات، يمكن أن يساهم وجود صورة سلبية للجسم في حدوث بعض حالات الصحة النفسية مثل الاكتئاب، أو قد يخضع الشخص أيضًا إلى عملية جراحية غير ضرورية، أو يتبع عادات غير آمنة لفقدان الوزن.
من أين تأتي صورة الجسم السلبية؟
لا تتطور صورة الجسم بمعزل عن غيرها، إنما تنقل الثقافة والعائلة والأصدقاء رسائل إيجابية وسلبية عن الجسد.
يمكن لوسائل الإعلام والأقران وأفراد الأسرة التأثير على صورة جسد الشخص، عن طريق تشجيع الناس منذ الصغر على الاعتقاد بأن هناك جسد مثالي، وغالبًا ما تكون الصورة غير حقيقية.
تقدم صناعات الموضة والجمال أيضًا مثالًا غير صحي عندما تروج منتجاتها وإعلاناتها لمجموعة محدودة جدًا من أنواع الجسم على أنها مقبولة أو مرغوبة.
التمييز على أساس العرق والحجم والقدرة والجنس والعمر له دور أيضًا، يمكن أن يؤدي التعرض للمضايقات اليومية في المجتمع إلى شعور الناس بأن وزنهم غير مناسب أو أنهم يفتقرون للجمال والصفات الجسدية المثالية.
يمكن أن يكون للحوادث والحالات الصحية طويلة الأجل تأثير أيضًا، على سبيل المثال: يمكن أن تؤدي أمراض الجلد إلى إعادة تفكير الناس في كيفية نظرتهم لأنفسهم ونظرة الآخرين لهم.
كل هذه العوامل يمكن أن تؤثر على الصحة النفسية والجسدية للشخص، وبالتالي لا تسمح لك بالنظر إلى جسمك ووزنك بإيجابية.
طرق للنظر إلى جسمك ووزنك بإيجابية دون جلد مبالغ به للذات
1. تقبل الحقائق الاجتماعية القاسية
إن وزن نفسك يعني مواجهة الحقائق الاجتماعية القاسية المتمثلة في أن بعض الأجسام يكون وزنها مقبولًا بطريقة أكثر من الأجسام الأخرى، إذ أن خطابنا الثقافي يصنف الأجسام على أساس الوزن على أنها طبيعية أو غير طبيعية، صحية أو غير صحية، جيدة أو سيئة.
والنتيجة هي الخلط بين مصطلحات “صحي” و”هزيل” و”مقبول” بكل أنواع الطرق الضارة، وهذا صحيح بشكل خاص إذا كنت تعيش في جسم تم تهميشه أو وصمه أو النظر إليه بازدراء بسبب الشكل أو الحجم.
إن قبول حقيقة أن لعبة وزن الجسم مزورة وأن الناس لا يمتلكون نفس المزايا، هو بمثابة التركيز على ما يمكنك القيام به لتطوير نفسك، بدلًا من الأمور الخارجة عن سيطرتك والتي لا تستطيع القيام بها.
2. تقييم هدفك
تحديد استعدادك وما إذا كان الوقت الحالي هو الوقت المناسب لإدخال الميزان في حياتك، وعليك عندها أن تسأل نفسك بعض الأسئلة مثل:
- ما الذي تريده حقًا لجسمك اليوم وغدًا؟
- هل تريد أن تفقد الوزن ولماذا تريد ذلك وهل هو أمر ضروري طبيًا؟
- هل تريد أن تشعر بأنك مثير ومقبول ومحبوب؟ ما هو الرقم على الميزان الذي سيعطيك هذا الشعور؟
- هل تريد رفاهية عالية؟ هل هناك رقم مرتبط بشعورك أنك بخير؟
- هل تريد الرشاقة والشعور بالنشاط والقوة، وهل هناك وزن معين سيسهل عليك الأمر؟
- هل تريد أن تستيقظ وتنظر إلى جسمك في المرآة ولا تطاردك القرارات السيئة وخيبات الأمل الماضية؟
ربما تريد كل ما سبق، لذلك من المهم قبول الدوافع المختلطة وأن أجزاء منك تريد أشياء مختلفة.
مع هذه الدوافع المختلفة يأتي الخلط المربك بأن الوزن هو مقياس لعلاقتك بالجاذبية وصحتك العامة ومدى رغبتك أو قيمتك كشخص، في حين أن هذا ليس صحيحًا من الناحية الموضوعية، إلا أن أجزاء منك تعتقد أنه كذلك.
3. تذكر أن المقاييس والعواطف تعطي البيانات وليس التوجيهات
ذكّر نفسك بأن أرقام الوزن هي مجرد بيانات، وليست أحكامًا على القيمة، وبالمثل، فإن رد فعلك العاطفي تجاه الميزان هو أيضًا بيانات وليس توجيهًا، لذلك لا يجب عليك الانهيار لمجرد أن الجزء الضعيف منك يشعر بالإحباط بسبب الميزان، فالمشاعر لا يمكن أن تكون أوامر.
حاول إفساح المجال لهذا الشعور الذي يثيره الرقم الموجود على الميزان، مع إدراك أنك أكثر من مجرد شعور وأكثر بكثير من مجرد جسم ووزن.
إن طيبتك وشجاعتك والصفات الأخرى لا تتأثر بارتفاع الوزن أو انخفاضه، وتأكد أن كل الأشياء غير دائمة بما في ذلك وزنك؛ وذلك يوفر لك مساحة صغيرة للمناورة للانفصال عن الوزن أو العاطفة وعدم السماح للوزن بأن يكون توجيهك في حياتك.
4. ممارسة التعاطف الذاتي
كن لطيفًا مع نفسك وقدّر جسمك وإمكانياته، لأن صفاتك وقيمك ونقاط قوتك وضعفك هي التي تجعلك ما أنت عليه الآن، لذلك احتفل بنفسك وكافئها سواء بالحديث الإيجابي معها أو بأخذ حمام دافئ أو القيام بأي أمر آخر تستمتع به.
5. راقب وزن جسمك بعناية وحنان
إذا شعرت بأن الميزان يثقل كاهلك في الماضي، فإن الخطوات المذكورة أعلاه يمكن أن تساعدك بطريقتين:
- تشفي جوانبك التي تتفاعل عاطفيًا مع التغيرات في وزن جسمك.
- تحول وزن جسمك من عمل روتيني مخيف إلى طقوس مقدسة.
اجعل هذه الخطوة عادة يومية، فهذا يتيح لك إعادة الاتصال بجسمك والعناية بنقاط ضعفك، والتواصل مع أعلى تطلعاتك يوميًا، فتصبح شكلاً من أشكال تحديد النية والتوجه نحو ما تريد المزيد منه في حياتك، تمامًا كما هو الحال عند كتابة يومياتك أو الصلاة التي تكون بمثابة تذكير يومي لتعطي أفضل ما لديك، وخاصة أن عدة دراسات (2015 .Steinberg et al) أظهرت أن الأشخاص الذين يراقبون وزنهم بانتظام يحققون نجاحًا أكبر في فقدان الوزن أو الحفاظ على الوزن المرغوب فيه.
هذه بعض النصائح التي يمكنك اتباعها للنظر إلى جسمك ووزنك بإيجابية دون جلد مبالغ به للذات، لكن إذا كنت تواجه أكثر من مشكلة في وقت واحد ولم تنفع هذه الطرق معك، قد يفيدك التحدث مع شخص قريب منك أو تحميل تطبيق لبيه والتواصل مع المختصين الأكثر خبرة منك.