كيف تحسن مهارة اتخاذ القرارات لديك؟
إن القدرة على اتخاذ القرارات الصائبة في الوقت المناسب والشعور بالثقة عند اتخاذ هذه القرارات يمكن أن يوفر عليك الكثير من الوقت والجهد، ويمكن أن يكون أيضًا المفتاح الأساسي لعيش حياة أفضل والتغلب على صعوبات الحياة وضغوطاتها المستمرة.
من وجهة نظر علماء النفس تُعتبر عملية اتخاذ القرار من أكثر التحديات التي يمكن أن يواجهها كل منَّا، وتشمل سلسلة من الخطوات لتحديد أفضل خيار من بين مجموعة الخيارات المتاحة، وذلك بهدف تلبية احتياجاتك سواء على الصعيد المهني أو الشخصي، ويؤكد الأطباء النفسيون أن عملية اتخاذ القرارات تتعلق بكثير من العوامل وفي مقدمتها العوامل النفسية؛ لأن الخوف من اتخاذ قرار خاطئ قد يجعلك تتردد عند الاختيار.
ما هي الأسباب التي تجعل اتخاذ القرارات أمرًا صعبًا؟
إن الأسباب التي تجعل من اتخاذ القرار أمرًا صعبًا تختلف من شخصٍ لآخر، لأن اتخاذ القرار الصحيح يرتبط بكثير من العوامل، وفي مقدمتها الخوف والتردد، حيث بينت دراسة أجرتها منظمة الصحة العالمية أن التردد والخوف من اتخاذ قرار خاطئ هو السبب الرئيسي الذي يحول دون اتخاذ هذا القرار، وعند مواجهة قرار صعب من الشائع أن تشعر بما يلي:
- الإرباك والإرهاق.
- التوتر أو القلق.
- الضغط النفسي.
- تشتت الذهن وفقدان التركيز.
في نفس الوقت يمكن القول إن التردد ليس سيئًا دائمًا، لأنه يمنحك وقتًا ثمينًا للتفكير في الموقف، كما يمنحك الفرصة لجمع المزيد من المعلومات وموازنة الحقائق، ولكنه يصبح عائقًا سلبيًا عندما يستمر لفترة طويلة، ويؤثر بشدة على قدرتك على اتخاذ القرارات اليومية.
كيف يمكنك اتخاذ قراراتك بحكمة؟
أكدت العديد من الدراسات والأبحاث التي أجريت في هذا المضمار أن اتخاذ القرارات بحكمة هو مهارة يمكنك تعلمها وتطويرها مثلها مثل أي مهارة أخرى، وأن الافتقار إلى الثقة في قدرتك على اتخاذ القرار هو مجرد تفكير خاطئ يمكنك التخلص منه من خلال النصائح والتوصيات التالية:
1 – التخلص من مخاوفك
إذا لم تتمكن من اتخاذ قرار ما، نتيجة شعورك بالخوف أو التردد، حاول أن تحدد ما يجعلك خائفًا، وما هي العوامل التي تزيد من ترددك، على سبيل المثال: قد تفكر في تغيير وظيفتك الحالية، ولكنك تخشى من المخاطر المالية، لذا ضع في اعتبارك كيف سيؤثر الدخل المنخفض على حياتك وكيف يمكنك التعامل معه، ثم ضع خوفك جانبًا واتخذ القرار الذي يبدو أفضل لك.
2 – لا تبالغ في التفكير
يميل الكثير من الأشخاص الذين يجدون صعوبة في اتخاذ القرارات إلى المبالغة في التخطيط الدقيق والتحليل العميق وسرد الإيجابيات والسلبيات قبل اتخاذ القرار، وعندها لن يكون القرار سهلًا نظرًا لكثرة المعطيات، لذا حاول أن تضع حدًا زمنيًا عند التفكير في الخيارات المطروحة أمامك، وقلل من هذه الخيارات لأن كثرة الخيارات يؤدي إلى مزيد من التردد والقلق.
3 – التدرب على اتخاذ القرارات البسيطة
تدرب على اتخاذ قرارات صغيرة كل يوم، وذلك من خلال اتخاذ ما لا يقل عن 10 قرارات في مسائل بسيطة وواضحة، فقد وجد الباحثون أن وضع خطة ملموسة وقصيرة الأجل لاتخاذ القرار، يقلل بشكل كبير من التسويف والمماطلة ويعزز من فرص النجاح، على سبيل المثال: حدد مسبقًا ما ستتناوله على الغداء، وما هو الطريق الذي ستسلكه إلى العمل، أو ما هو متجرك المفضل لشراء ملابسك، ومن خلال اتباع هذا الأسلوب ستتمكن تدريجيًا من اتخاذ القرارات الصعبة بسرعة ودون تردد.
4 – تعزيز ثقتك بنفسك
في بعض الأحيان قد تفقد ثقتك في نفسك بعد أن ترتكب خطأ ما، أو بعد تعرضك للنقد الحاد من المحيطين بك، وعندها يكون اتخاذ القرار أكثر صعوبة لأنك تخشى من آثار هذا القرار، لذا يُنصح دائمًا بوضع قائمة بنقاط قوتك لتعزيز ثقتك بنفسك، واسأل نفسك عما إذا كان بإمكانك دمج نقاط قوتك في عملية اتخاذ القرار.
5 – لا تتردد في تنفيذ قراراتك
إذا كنت ترغب في إجراء تغييرات حقيقية وملموسة في الحياة، فعليك أن تطبق حالًا ما قررته، لأنه لا جدوى من اتخاذ قرار وجعله يدور في رأسك دون تنفيذ، ومن خلال اتباع هذا الأسلوب ستتمكن من الشعور بمزيد من الثقة في تنفيذ جميع قراراتك.
6 – التعلم من أخطائك السابقة
الجميع معرض لاتخاذ قرارات خاطئة في الحياة وبدلًا من لوم الذات والشعور بالخذلان، عليك أن تحدد ما الذي أدى الى هذا القرار الخاطئ، وكيف يمكنك أن تتفاداه مستقبلًا. يمكن تحقيق ذلك من خلال طرح هذه الأسئلة على نفسك:
- ما هي إيجابيات القرار الذي اتخذته؟ وما هي السلبيات؟
- ما الذي يمكنني تعلمه لاتخاذ قرار أفضل في المرة القادمة؟
وأخيرًا يُنصح عند اتخاذ القرار المضي قدمًا دون النظر إلى الوراء، وعدم التركيز على الآثار قصيرة المدى، بل على الآثار والنتائج طويلة المدى.
إذا كنت تعاني من صعوبات أو مشاكل في اتخاذ القرارات والتعامل مع المواقف المختلفة التي تواجهك خلال حياتك اليومية يمكنك التواصل مع معالجك النفسي من خلال تطبيق لبيه؛ لمساعدتك على تخفيف الضغط النفسي والإجهاد الناتج عن التفكير العميق عند مواجهتك لقرار صعب، ومساعدتك على تطوير مهارات وتقنيات اتخاذ القرارات بحكمة ودون تردد، ويمكن أن يقترح معالجك إضافتك إلى مجموعات الدعم أو جلسات العلاج المشترك التي تناقش هذه الحالات، لمساعدتك على تبادل الآراء والخبرات مع أشخاص يعانون من نفس المشكلة.