كيف أحقق التطور في العمل؟
كيف أحقق التطور في العمل؟ سؤال لطالما تساءلناه جميعًا، فنحن في شغف دائم لتحقيق المزيد من الإنجازات والأهداف على جميع الأصعدة، ولكن غالبًا ما يشغل الجانب المهني حيزًا أساسيًا في خطة تطوير الذات؛ لأنّه يمكن من خلاله تحقيق السعادة والرضا في الحياة.
لذلك فإن معرفة كيف تطور نفسك في العمل ومن أين تبدأ قد يكون ليس هدفًا سهلًا إلا أنه ممكن بلا شك. في هذه المقالة نشاركك بعض الخطوات والنصائح التي يمكن أن تساعدك على تحمل المزيد من المسؤولية في العمل والمضي قدمًا في حياتك المهنية.
ما هو مفهوم التطور في العمل؟
أن تكون ناجحًا ومنتجًا في عملك يعني امتلاكك مهارات العمل والمؤهلات التي يمكن أن تساعدك على الأداء الجيد في العمل، والتي تشمل الكفاءات الأساسية التي تمتلكها والمعرفة اللازمة لإكمال متطلبات العمل، ويتطلب تحقيق النجاح والتطور في العمل أكثر من مجرد المشاركة وأداء المهام، فهو يتطلب أن تكون استباقيًا بشأن أدائك، وإدراككَ لنقاط القوة والضعف لديك.
ما هي عوامل النجاح التي تساعدك على التطور في العمل؟
من المهم أن تكون على وعي بالعوامل الأساسية للنجاح والتي تساعدك على تحقيق مستوى من التطور في العمل، هي:
- التركيز: أن تكون قادرًا على التركيز على المهام التي تقوم بها وتجنب أي مشتتات.
- الطاقة: أن يكون لديك مستوى كافٍ من الطاقة النفسية المتوازنة والطاقة البدنية اللازمة لإكمال مهامك.
- إدارة الوقت: أي أن تكون قادرًا على تحديد أولويات المهام بشكل استراتيجي وإدارة وقتك بفعالية.
- الاستمرارية: أي أن تكون قادرًا على الحفاظ على تركيزك وطاقتك من أجل العمل بوتيرة ثابتة، فقد بينت دراسة (Messner, 2020) شملت 256 مشارك، إذ وضع كلًا منهم أهدافًا قصيرة وطويلة المدى، وبينت النتائج أن بذل جهد واضح في السعي وراء التغيير ووجود النوايا لمواصلة ومتابعة الهدف هو عامل مهم لتحقيق نتائج ملموسة.
كيف يمكنك أن تحقق التطور في العمل؟
إن تحقق النجاح في عملك ليس شيئًا يحدث بين عشية وضحاها؛ فالأمر يتطلب قدرة على التخطيط والتنظيم والاستفادة من الوقت بشكل فعال، بالإضافة إلى قدرتك على اتباع بعض العادات الراسخة التي تساهم في زيادة الإنتاجية والنجاح بمرور الوقت.
وفيما يلي أبرز الخطوات التي يمكنك اتباعها لتحقيق التطور الذي تصبو إليه في العمل:
وضع خطة
لتحقيق التطور في العمل لا بد من وضع خطة مُنظمة، فإذا كان لديك خطة فذلك يساعدك على أن تبقى على المسار الصحيح، إذ يمكن أن يؤدي التخطيط لما تحتاج إنجازه وتدوين ملاحظات واضحة إلى تعزيز فرصتك للتطور والنجاح في عملك.
بينت دراسة (Baumeister,2011) أن استخدام مهارات التخطيط تساعد في تقليل مستويات التوتر في الدماغ الناتجة عن الشعور بالقلق بشأن المهام غير المكتملة، وبينت الدّراسة أن الأهداف غير المكتملة قد تسببت في تعزيز مشاعر الإحباط والأفكار السلبية مما يساهم في ضعف الأداء للأشخاص، وبالتالي فإن الالتزام بخطة محددة لهدف ما يسهل الوصول إليه بفعالية أكبر.
وأثناء تطوير خطة العمل الخاصة بك، فكر فيما يلي:
- ماذا تريد أن تحقق.
- كيف يمكنك أن تحقق ذلك.
- كم ستحتاج من الوقت كل يوم للوصول إلى هدفك.
- تحديد ما إذا كان هذا المشروع جزءًا من هدف أكبر.
تعلم مهارات إدارة الوقت
غالبًا ما يقضي رواد الأعمال الناجحين وقتًا طويلًا في أداء العديد من المهام، وذلك نتيجة الالتزام بالمواعيد المحددة لكل مهمة، لذا فإن تعلم مهارات إدارة الوقت يساعدك على العمل بتنظيم أكبر، وإنجاز المهام بكفاءة عالية.
تطوير مهارات التفكير النقدي
التفكير النقدي هو طريقة لتقييم المواقف ومعالجة المشكلات بطريقة أكثر منطقية، فهو ينطوي على فهم المشكلة المطروحة، وجمع المعلومات الواقعية، واستبعاد التحيزات التي تتداخل مع عملية اتخاذ القرار، كما يتضمن أيضًا التشكيك في الأدلة والتعرّف على الأنماط البديلة، لذا فإن تعلم مهارات التفكير النقدي يساعدك على اتخاذ قرارات أفضل في حياتك المهنية.
محاربة التسويف
يؤثر التسويف في العمل سلبًا على قدرتك في أن تكون ناجحًا، وغالبًا ما ترتبط هذه العادة بمشكلات في ضبط النفس وإدارة الوقت، ويمكن أن يتسبب في إصابة بعض الأشخاص بالاكتئاب، وقد بينت نتائج دراسة (Aufenanger,2016) شملت 1350 امرأة و 1177 رجل، تتراوح أعمارهم بين 14 و 95 عامًا، أن التسويف كان مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بزيادة التوتر والاكتئاب والقلق والتعب، بالإضافة إلى انخفاض الرضا عن مجالات الحياة المختلفة، وخاصةً فيما يتعلق بالعمل والدخل، لذا فإن محاربة التسويف وتعلم الاستراتيجيات اللازمة للتخلص من التسويف، له دور فعال في تحقيق التطور في العمل.
بناء عقلية مميزة للنمو والتطور
في دراسة (Dweck,2019) قدمتها عالمة النفس كارول دويك والتي عرفت فيها عقلية النمو بأنها قدرة الفرد على الإيمان بأن القدرات البشرية ليست ثابتة ويمكن تطويرها بمرور الوقت، وقد أشارت دويك إلى وجود نوعين من العقليات التي تؤثر على طريقة تفكير الأشخاص في أنفسهم وقدراتهم وهي:
- العقلية الثابتة.
- عقلية النمو.
وبينت دويك تأثير خصائص كل من هاتين العقليتين على السلوك البشري، إذ يعتقد الأشخاص الذين يمتلكون عقلية ثابتة أن أشياء مثل: مستوى الذكاء هو ثابت وغير قابل للتغيير، ويعتقد أولئك الذين لديهم عقلية ثابتة أن النجاح ليس نتيجة العمل الجاد، بل إنه ببساطة نتيجة للمواهب الفطرية، إذ يميل الأشخاص الذين يملكون هذه العقلية إلى الاستسلام بسهولة أكبر عند مواجهة التحديات.
من ناحية أخرى، بينت الدراسة أن من يملك عقلية النمو بإمكانه التغيير والتطور والتعلم من خلال السعي المستمر، فالأشخاص الذين يؤمنون أنهم قادرون على النمو لديهم فرصة أكبر لتحقيق النجاح، فهم يبحثون دومًا عن طرق بديلة لتحسين مهاراتهم.
تعلم قول لا
بمجرد تنظيم قائمة المهام الخاصة بك فقد حان الوقت للتركيز على المهام الفعلية التي تحتاج إلى القيام بها. ونظرًا لأن كل يوم له عدد محدود من الساعات، فمن المنطقي قضاء هذه الساعات في أداء مهام محددة، ولضمان استخدام الوقت بحكمة فذلك يقتصر على الأنشطة التي ترتبط ارتباطًا مباشرًا بأهدافك المهنية، ومن أجل ذلك تعلم أن تقول “لا” للطلبات التي تستهلك الكثير من طاقتك، ولا تساهم في تحقيق أهدافك، وهذا ليس بالأمر السهل دائمًا، ولكن تحديد الأولويات يمكن أن يساعدك في تحقيق ما ترغب به.
لا يوجد مقياس واحد للتطور في العمل، وبالتأكيد لا توجد إجابة واحدة لكيفية تحقيق النجاح في العمل، ومع ذلك من خلال النظر في بعض استراتيجيات الأشخاص الناجحين، يمكنك تعلم طرق جديدة لتطبيقها في حياتك المهنية.
إذا كنت تجد صعوبة في تحقيق التطور في العمل كما تطمح وتأمل يمكنك التواصل مع المختص من خلال تحميل تطبيق لبيه، الذي سيساعدك على تنمية أساليب فعالة للوصول إلى أهدافك وتحقيق التطور الذي تريده في العمل.
المراجع
1- Höchli B, Brügger A, Messner C. Making new year’s resolutions that stick: Exploring how superordinate and subordinate goals motivate goal pursuit. Appl Psychol Health Well‐Being. 2020;12(1):30-52. doi:10.1111/aphw.12172
2- Masicampo EJ, Baumeister RF. Consider it done! Plan making can eliminate the cognitive effects of unfulfilled goals. J Pers Soc Psychol. 2011 Oct;101(4):667-83. doi:10.1037/a0024192
3- Beutel ME, Klein EM, Aufenanger S, et al. Procrastination, distress and life satisfaction across the age range – A German representative community study. PLoS One. 2016;11(2):e0148054. doi:10.1371/journal.pone.0148054
4- Dweck CS, Yeager DS. Mindsets: A view from two eras. Perspect Psychol Sci. 2019;14(3):481-496. doi:10.1177/1745691618804166